دعوة وتربية
أصناف المدعوين
الأربعاء ، 7 رمضان ، 1436 الموافق 24 يونيو 2015إذا وفق الله تعالى الداعية إلى العلم الشرعي، ونال نصيبًا وافرًا منه، فإن الواجب عليه أن يعرف كيفية أداء هذا العلم، والطريق المناسبة التي يبلغ بها الدين، وهذا لا يتم إلا بمعرفة أصناف المدعوين، ومستويات ثقافتهم، والبصيرة بحالهم، وكيفية دعوتهم. فاستقبال المدعوين للدعوة إلى الله ليس على صورة واحدة مطردة، ولكنهم ينقسمون إلى أصناف عديدة؛ فمنهم من يرضى بها، ويُقبل...
فصاحة الداعية
الأحد ، 4 رمضان ، 1436 الموافق 21 يونيو 2015الداعية حريص على إيصال الدعوة إلى الناس، ومن أجل هذا يستعين بكل وسيلة مشروعة لتحقيق ما يحرص عليه، ومن الوسائل المشروعة الكلمة الهادفة الفصيحة، والجملة البليغة، والعبارة المؤثرة، وسلامة اللغة، وحُسن البيان، وأفانين الكلام وطرائقه، وتذوقه اللغوي، وشعوره السليم المرهف بجمال اللغة وروعتها، وكونه بصيرًا بمواقع الكلمة من الحُسْن والقبح، والنعومة والخشونة، والمتانة والركاكة، والجزالة والفخامة، والرفعة والضعة. وفصاحة المتكلم...
الداعية بين أبنائه
الأحد ، 4 رمضان ، 1436 الموافق 21 يونيو 2015أبناء الدعاة هم الامتداد الأقرب للدعوة، وهم أسود المستقبل، وثمار الغد المشرق، إذا صلحوا صلح بهم غيرهم، وشايعوهم على الخير. ومما لا يسوغ للمسلم التخلي عنه ولا إهماله أبدًا أمر أسرته وأولاده، امتثالًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم:6]، وقوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] . ف الآباء الذين يسيئون تربية أولادهم، فينشئون على المعاصي...
الداعية بين الشدة واللين
السبت ، 3 رمضان ، 1436 الموافق 20 يونيو 2015من الدعاة من هو صاحب شدة وصرامة وإفراط في الحزم، ومنهم من هو متساهل مُفَرِّط، مُغَلِّبٌ جانبَ اللين في شتى أموره؛ وكلا طرفي الأمور ذميم. ولا شك أن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالتحذير من الغلو في الدين، وأمرت بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، ولكنها مع ذلك لم تهمل جانب الغلظة والشدة في محلها، حيث...
الداعية بين المنطوق والمفهوم
السبت ، 3 رمضان ، 1436 الموافق 20 يونيو 2015ليس الداعية حكمًا على نفسه، وليس كل ما يقوله يُفهم كما يريد هو؛ فإن اختلاف الأفهام والطباع والعقول والبيئات والثقافات، كل ذلك له شأن كبير في توصيل الرسالة إلى المدعوين، فليست العبرة: ماذا أقول؟ ولكن: ما الذي يُفهم من هذا الكلام؟ فوقوف الداعية مع نفسه قبل إيصال رسالته؛ ليتأمل في مدلولاتها، ويتفكر في مآلاتها، لهو خير دليل على فطنة الداعية...
الدعوة بين المنهجية والشخصنة
الخميس ، 1 رمضان ، 1436 الموافق 18 يونيو 2015عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: من كان مستنًا فليستن بمن قد مات؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة(1). وقال أيضًا: ألا لا يقلدن رجل رجلًا دينه، فإن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كان مُقَلِّدًا لا محالة فَلْيُقَلِّد الميت ويترك الحي؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة(2). فتعليق الناس بالذوات الشخصية، أو بالمناهج الأرضية الوضعية طريقة...
الداعية والثقافة
الخميس ، 1 رمضان ، 1436 الموافق 18 يونيو 2015إن الداعية إلى الله أمامه واجبات عظام، ومسئوليات جسام، كيف لا وهو يقود الناس إلى هذا الدين، ويردهم إليه كلما بعدوا عنه أو انحرفوا إلى غيره، أو لم يدخلوا فيه أصلًا، ولم يعرفوه، إن الدعوة إلى الله ينبغي أن تكون همَّ المسلم وديدنه، وشغله الشاغل في الليل والنهار، في السر والعلانية، بالكلمة الطيبة، والموعظة الحسنة، عن طريق ما يقدمه الداعية...
دور الداعية في الفتن والأزمات
الاثنين ، 28 شعبان ، 1436 الموافق 15 يونيو 2015إننا نعيش في زمان كثرت فيه الفتن، وتعددت ألوانها، والأمة اليوم تعيش زمنًا عصيبًا، تحتاج معه إلى فقه ودراية، وسعة نظر وإدراك، حتى يمكنها أن تحدد الجرح، وتضع الدواء المناسب عليه . إن فقه التعامل مع الفتن وحُسن إدارة الأزمات جزء من حلها، وعامل رئيس في تخفيف حدّتها، والحدّ من أثرها، وبالمقابل، فالجهل والتوتر والتهور، الناتج عن قلة الفقه، يزيد...
الرموز الدعوية وفقد التوازن
الثلاثاء ، 22 شعبان ، 1436 الموافق 09 يونيو 2015التوازن والاعتدال ظاهرة كونية وحقيقة شرعية لا مراء في ذلك، أما التوازن الكوني فيقول سبحانه: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} [الملك:3]. وأما التوازن الشرعي، أي في أحكام الله وتشريعاته، فيقول الحق تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153]، ودين الإسلام دين وسط معتدل في كل أحكامه وتشريعاته: العقدية، والعبادية، والخلقية، والمعاملات،...
على حساب الدعوة
الاثنين ، 21 شعبان ، 1436 الموافق 08 يونيو 2015لقد ابتلي الإسلام اليوم بدعاة يدعون الناس إلى تنظيماتهم بدل أن يدعوهم إلى الإسلام، ويبينون لهم محاسن تنظيماتهم ومزاياها بدل أن يبينوا محاسن الإسلام ومزاياه، وهذا ما جعل ارتباط الفرد بالدعوة ارتباطًا حزبيًا وليس ارتباطًا عقائديًا؛ بل وجعله، في بعض الأحيان، ارتباطًا شخصيًا وليس مبدئيًا، وهذا بالتالي جعل ميدان الدعوة الإسلامية غاصًا بالتنظيمات والأحزاب والفرق والحركات . إن معظم ذلك...