سوء الخلق..مظاهره - أسبابه - علاجه
سوء الخلق مما ينفر الناس, ويفرق الجماعات, ويصد عن الخير, ويَصْدف عن الهدى، وهو عمل مرذول, ومسلك دنيء.
قال الإمام الغزالي رحمه الله: «الأخلاق السيئة هي السموم القاتلة، والمهلكات الدّامغة، والمخازي الفاضحة، والرذائل الواضحة، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين، المنخرطة بصاحبها في سلك الشياطين، وهي الأبواب المفتوحة إلى نار الله تعالى الموقدة، التي تطّلع على الأفئدة».
وقال أيضًا: «الأخلاق الخبيثة أمراض القلوب وأسقام النفوس، إنها أمراض تفوّت على صاحبها حياة الأبد»(1).
وسوء الخلق عبارة عن: هيئة راسخة في النفس، تصدر عنها الأفعال القبيحة بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى فكر وروية(2).
ويرى ابن تيمية، في نظرته الخُلُقية، أن مفهوم الأخلاق يرتبط بالإيمان وما ينبثق عنه، ومن ثم يقوم هذا المفهوم عنده على عدة عناصر، وهي:
1- الإيمان بالله وحده خالقًا ورازقًا بيده الملك.
2- معرفة الله سبحانه وتعالى معرفة تقوم على أنه وحده سبحانه المستحق للعبادة.
3- حب الله سبحانه وتعالى حبًا يستولي على مشاعر الإنسان، بحيث لا يكون ثمة محبوب مراد سواه سبحانه.
4- وهذا الحب يستلزم أن تتوحد إرادة الخالق والمخلوق في اتجاه واحد، هو تحقيق رضا الله سبحانه وتعالى، والالتزام بتحقيق هذا الرضا في كل صغيرة وكبيرة من شئون الحياة.
5- وهذا يستلزم من الإنسان سموًا في أخلاقه، وترفعًا عن الأنانية وعن الأهواء، وعن المآرب في الدنيا.
6- ويأتي العمل بعد ذلك محققًا أو في طريق بلوغ الكمال الإنساني(3).
والأمر كذلك فإنه إذا لم تتحقق هذه الشروط الموضوعية فإن الناتج عن الإنسان يكون خلقًا سيئًا؛ لأنه تعبير عن الإيمان بالله، وتعبير عن الرؤية الموضوعية للأشياء والحقائق، وعلى هذا يكون الخلق السيئ فعلًا إنسانيًا لا ترتبط فيه الأفعال بالطاعة؛ أي أنه فعل تنفصل فيه الطاعة عن الأخلاق، ويصبح الفعل شكليًا أو مظهريًا.
كما أنه فعل لا يدرك الغائية الخلقية، من حيث إنها تهدف إلى تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والحياة الآخرة، الأمر الذي يجعل العمل الذي يقوم به الإنسان فاقدًا لقيمته الخلقية ودلالته الإنسانية، كما أن هذا الفعل فاقد للتمحيص والتدقيق اللازمين كي يكون موافقًا لما أمر الله سبحانه وندب إليه في وقته الملائم والمناسب.
وفي هذا الوضع يكون هذا العمل استجابة لا خلقية، وبذا يكون صاحبه متصفًا بسوء الخلق.
فالخلق السيئ خلق فاسد متصف بالشر، لا يتفق مع الواجبات الدينية والخلقية، ولا يتفق مع ما شرع الله أمرًا ونهيًا، وهو فعل منكر، وسلوك غير صالح، وهذا ناتج عن مرض القلب.
ولقد تظاهرت نصوص الشرع في الحديث عن الأخلاق، فحثت، وحضت، ورغبت في محاسن الأخلاق، وحذرت، ونفرت، ورهبت من مساوئ الأخلاق.
بل إن الناس على اختلاف مشاربهم يحبون محاسن الأخلاق، ويألفون أهلها، ويبغضون مساوئ الأخلاق، وينفرون من أهلها.
ومع عظم تلك المنزلة لحسن الخلق؛ إلا أن كثيرًا من المسلمين قد فرطوا في هذا الجانب، فلم يلقوا له بالًا، ولم يعيروه اهتمامًا، فساءت أخلاق كثير منهم، وشاعت مظاهر السوء في صفوفهم، فأصبحوا بذلك فتنة لغيرهم، خصوصًا ممن يريد الدخول في دينهم؛ وذلك عندما يرى البعد السحيق والبون الشاسع بين حال المسلمين وبين ما يدعوهم إليه دينهم القويم.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقًا، المتشدقون المتفيهقون الثرثارون»(4).
قال أحدهم: الحَسَن الخلق من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، والسيء الخلق الناس منه في بلاء، وهو من نفسه في عناء(5).
بل إن سوء الخلق من أسباب دمار الأمم، وانهيار الحضارات، وصدق شوقي إذ يقول:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتمًا وعويلًا(6).
على المسلم أن يخالط الناس، فكل ما رآه مذمومًا بين الخلق من خلق فليحذر نفسه منه ويبعدها عنه، فإن المؤمن مرآة المؤمن، فيرى من عيوب غيره عيوب نفسه، ويعلم أن الطباع متقاربة في اتباع الهوى، فما يتصف به واحد من الأقران لا ينفك القرن الآخر عن أصله أو أعظم منه أو عن شيء منه، فليتفقّد نفسه ويطهرها من كل ما يذمه من غيره، وناهيك بهذا تأديبًا(7).
يقول الجاحظ ما خلاصته: «إن الأخلاق المذمومة موجودة في كثير من الناس، غالبة عليهم، مالكة لهم؛ بل قلما يوجد فيهم من يخلو من خلق سيئ أو مكروه، ويسلم من جميع العيوب، ولكنهم يتفاضلون في ذلك، وكذلك في الأخلاق المحمودة قد يختلف الناس ويتفاضلون، إلا أن المجبولين على الأخلاق الحسنة قليلون جدًا، وأما المجبولون على الأخلاق السيئة فأكثر الناس، وما ذلك إلا لأن الإنسان إذا استرسل مع طبعه، ولم يستعمل الفكر ولا التمييز، ولا الحياء ولا التحفظ كان الغالب عليه أخلاق البهائم؛ لأن الإنسان إنما يتميز على البهائم بالفكر والتمييز، فإذا لم يستعملهما كان مشاركًا للبهائم في عاداتها، ولما كان الناس مطبوعين على الأخلاق السيئة، منقادين للشهوات الرديئة، وقع الافتقار إلى الشرائع والسنن، والسياسات المحمودة»(8).
أركان سوء الخلق:
قال ابن القيم رحمه الله: «ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان: الجهل، والظلم، والشهوة، والغضب.
فالجهل يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن، والكمال نقصًا، والنقص كمالًا.
والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع البخل، ويحجم في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة، ويتكبر في موضع التواضع.
والشهوة تحمله على الحرص، والشح، والبخل، وعدم العفة، والنهمة، والجشع، والذل والدناءات كلها.
والغضب يحمله على الكبر، والحقد، والحسد، والعدوان، والسفه.
ويتركب من بين كل خلقين من هذه الأخلاق أخلاق مذمومة.
وملاك هذه الأربعة أصلان: إفراط النفس في الضعف، وإفراطها في القوة، فيتولد من إفراطها في الضعف المهانة والبخل، والخسة واللؤم، والذل والحرص، والشح وسفساف الأمور والأخلاق، ويتولد من إفراطها في القوةِ الظلمُ، والغضب، والحدة، والفحش، والطيش.
ويتولد من تزوج أحد الخلقين بالآخر أولاد غِيَّةٍ كثيرون، فإن النفس قد تجمع قوة وضعفًا، فيكون صاحبها أجبر الناس إذا قدر، وأذلهم إذا قُهِر، ظالم عنوف جبار، فإذا قُهر صار أذل من امرأة؛ جبانًا عن القوي، جريئًا على الضعيف.
فالأخلاق الذميمة يولد بعضها بعضًا، كما أن الأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضًا»(9).
مظاهر سوء الخلق:
جمع بعضهم علامات سوء الخلق فقال: أن يكون قليل الحياء، كثير الأذى، قليل الصلاح، كذوب اللسان، كثير الكلام، قليل العمل، كثير الزلل، كثير الفضول، لا برًّا ولا وصولًا، ولا وقورًا، ولا صبورًا، ولا شكورًا، غير راض، ولا حليمًا، ولا رفيقًا، ولا عفيفًا، ولا شفيقًا، لعّانًا، سبّابًا، نمّامًا، مغتابًا، عجولًا، حقودًا، بخيلًا، حسودًا، غضوبًا، نكدًا، يحبّ في شهواته ويبغض فيها، فهذا هو سوء الخلق(10).
سوء الخلق يأخذ مظاهر عديدة، وصورًا شتى، فمن ذلك ما يلي:
1- الغلظة والفظاظة:
فتجد من الناس من هو فظ غليظ، لا يتراخى، ولا يتألف، ولا يلذ إلا المهاترة والإقذاع، ولا يتكلم إلا بالعبارات النابية، التي تحمل في طياتها الخشونة والشدة، والغلظة والقسوة؛ وذلك كله مدعاة للفرقة والعداوة، ونزغ الشيطان، وعدم قبول الحق.
فهذا النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه مرسل من الله، ومؤيد بالوحي، ومع أنه جاء بالهدى ودين الحق، قال ربه عز وجل في حقه: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].
2- عبوس الوجه وتقطيب الجبين:
فكم من الناس من لا تراه إلا عابس الوجه، مقطب الجبين، لا يعرف التبسم واللباقة، ولا يوفق للبِشْر والطلاقة؛ بل إنه ينظر إلى الناس شزرًا، ويرمقهم غيظًا وحنقًا، لا لذنب وهذا الخلق مركب من الكبر، وغلط الطبع، فإن قلة البشاشة استهانة بالناس، والاستهانة بالناس تكون من الإعجاب والكبر.
وقلة التبسم وخاصة عند لقاء الإخوان تكون من غلظ الطبع، وهذا الخلق مستقبح وخاصة بالرؤساء والأفاضل(11).
فالعبوس، وما يستتبعه من كآبة واضطراب نفس، دليل على صغر النفس، أما النفوس الكبيرة فيكتنفها جو السكينة والطمأنينة.
قيل لحكيم: «مَن أضيق الناس طريقًا وأقلهم صديقًا؟»، قال: «من عاشر الناس بعبوس وجه، واستطال عليهم بنفسه»(12).
3- سرعة الغضب:
وهذا مسلك مذموم في الشرع والعقل، وهو سبب لحدوث أمور لا تحمد عقباها؛ فكم حصل بسببه من قتل وطلاق، وفساد لذات البين، ونحو ذلك مما ينتج عن الغضب، فخير الناس من كانت شهوته وهواه وغضبه تبعًا لما جاء به الشرع, وشر الناس من كان صريع شهوته وغضبه.
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب
4- كثرة اللوم والتوبيخ:
وهذا يقع كثيرًا ممن لهم سلطة وتمكن؛ كالرئيس، والمدير، والمعلم، والكفيل، والوالد ونحوهم، فتجد الواحد منهم يزبد، ويرعد، ويطلق العبارات البذيئة، ويبالغ في اللوم والتوبيخ بمجرد خطأ يسير وقع من شخص تحت سلطته.
وهذا الصنيع مما تكرهه النفوس، وتنفر منه القلوب؛ فالناس يكرهون من يؤنب في غير مواطن التأنيب، وينفرون ممن يبالغ فيه دون ترو أو تؤدة؛ فلربما استبان له فيما بعد أنه ليس على حق، أو أن هناك اجتهادًا صحيحًا.
5- الكبر:
فهناك من يتكبر في نفسه، ويتعالى على بني جنسه، فلا يرى لأحد قدرًا، ولا يقبل من أحد عدلًا ولا صرفًا.
والكبر خصلة ممقوتة في الشرع والفِطَر والعقول، والمتكبر ممقوت عند الله وعند خلق الله، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر»، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة، قال: «إن الله جميل يحب الجمال؛ الكبر بطر الحق، وغمط الناس»(13).
6- السخرية والاستهزاء بالآخرين:
كحال من يسخر بفلان لفقره، أو لجهله، أو لخرقه، أو لرثاثة ثيابه، أو لدمامة خلقته، أو نحو ذلك.
فهذا العمل مظهر قبيح من مظاهر سوء الخلق، ويكفي في التنفير منه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} [الحجرات:11].
قد يسخر الرجل الغني من الرجل الفقير، والرجل القوي من الرجل الضعيف، والرجل السوي من الرجل المئوف، وقد يسخر الذكي الماهر من الساذج الخام، وقد يسخر ذو الأولاد من العقيم، وذو العصبية من اليتيم، وقد تسخر الجميلة من القبيحة، والشابة من العجوز، والمعتدلة من المشوهة، والغنية من الفقيرة.
ولكن هذه وأمثالها من قيم الأرض ليست هي المقياس، فميزان الله يرفع ويخفض بغير هذه الموازين(14).
7- التنابز بالألقاب:
وهذا مما نهانا الله عز وجل عنه، وأدبنا بتركه، كما في قوله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات:11] .
ومع هذا النهي إلا أننا نجد أن غالبية الناس لا يعرفون إلا بألقابهم السيئة.
ومن السخرية واللمز التنابز بالألقاب التي يكرهها أصحابها، ويحسون فيها سخرية وعيبًا، ومن حق المؤمن على المؤمن ألا يناديه بلقب يكرهه ويزري به، ومن أدب المؤمن ألا يؤذي أخاه بمثل هذا، وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماءً وألقابًا كانت في الجاهلية لأصحابها، أحس فيها، بحسه المرهف وقلبه الكريم، بما يزري بأصحابها، أو يصفهم بوصف ذميم(15).
وهذه الألقاب مما يثير العداوة ويسبب الشحناء، في الغالب؛ لأن الناس يحبون من يناديهم بأسمائهم، أو بكناهم الطيبة، وينفرون ممن يناديهم بألقابهم السيئة.
أكنيه حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه والسوءة اللقب
8- الغيبة:
تلك الخصلة الذميمة، التي لا تصدر إلا من نفس ضعيفة وضيعة دنيئة، فالغيبة هي كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: «ذكرك أخاك بما يكره»(16).
والمغتاب يريد التسلق على أكتاف الآخرين، وذلك بالحط من أقدارهم، وتزهيد الناس بهم.
9- النميمة:
وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الفساد، فكم فسد بسببها من صداقة، وكم تقطعت من أواصر، وكم تحاصت من أرحام.
والنميمة كالغيبة من حيث إنها لا تصدر من نفس كريمة، وإنما تصدر من نفس مهينة ذليلة دنيئة، أما الكرام فإنهم يترفعون عن مثل هذه الترهات.
وإن مما يزيد الطين بلة أن تجد النميمةُ آذانًا مصيخة، وأفئدة مصغية، فمن أصاخ السمع وأصغى الفؤاد لمن ينم؛ فإنه مشارك له في الإثم، ومن أطاع الوشاة وصدقهم فلن يبقى له صديق أو قريب.
ومن يطع الواشين لا يتركوا له صديقًا ولو كان الحبيب المقربا
قال الشافعي رحمه الله: «قبول السعاية شر من السعاية؛ لأن السعاية دلالة، والقبول إجازة، وليس من دل على شيء كمن قبل وأجاز»(17).
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: «من الغلط الفاحش الخطر قبول قول الناس بعضهم ببعض، ثم يبني عليه السامع حبًا أو بغضًا، ومدحًا وذمًا؛ فكم حصل بهذا الغلط من أمور صار عاقبتها الندامة، وكم أشاع الناس عن الناس أمورًا لا حقائق لها بالكلية، أو لها بعض الحقيقة فنميت بالكذب والزور، وخصوصًا ممن عرفوا بعدم المبالاة بالنقل، أو عرف منهم الهوى، فالواجب على العاقل التثبت والتحرز، وعدم التسرع، وبهذا يعرف دين المرء ورزانته وعقله»(18).
11- مقابلة الناس بوجهين:
فتجد من الناس من يظهر لجليسه الموافقة والمودة، ويلقاه بالبشر والترحاب، فإذا ما توارى عنه سلقه بلسان حاد، وشتمه وأقذع في سبه.
وهذه الصفة من أحط الصفات وأخسها، وصاحبها من شر الناس وأوضعهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه»(19).
12- إساءة الظن:
فإساءة الظن من الأخلاق الذميمة، التي تجلب الضغائن وتفسد المودة، وتجلب الهم والكدر، ولهذا حذرنا الله عز وجل من إساءة الظن كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات:13] .
وقال عليه الصلاة والسلام: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث»(20).
فتجد من الناس من هو سيء الظن، يحسب أن كل صيحة عليه، وكل مكروه قاصد إليه، وأن الناس لا هم لهم إلا الكيد له، والتربص به.
13- إفشاء الأسرار:
فبعض الناس ما أن يسمع سرًا إلا ويضيق به ذرعًا، فتراه يبحث عمن يخبره بسره، ويفضي إليه بمكنونه، وربما ترتب على إفشاء السر عداوة وفساد عريض، وبعض الناس يثق بكل أحد، فيفضي إليه بسره، فإذا انتشر الخبر وذاع لام من أذاعه وأفشاه، وما علم أنه هو الملوم؛ لأنه هو أول من نشره.
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: «ما وضعت سري عند أحد فلمته على أن يفشيه؛ كيف ألومه وقد ضقت به؟!».
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: «كن حافظًا للسر، معروفًا عند الناس بحفظه، فإنهم إذا عرفوا منك هذه الحال أفضوا إليك بأسرارهم، وعذروك إذا طويت عنهم سر غيرك الذي هم عليه مشفقون، وخصوصًا إذا كان لك اتصال بكل واحد من المتعادين؛ فإن الوسائل لاستخراج ما عندك تكثر وتتعدد من كل من الطرفين، فإياك إياك أن يظفر أحد منهم بشيء من ذلك تصريحًا أو تعريضًا، واعلم أن للناس في استخراج ما عند الإنسان طرقًا دقيقة، ومسالك خفيفة؛ فاجعل كل احتمال، وإن بعد، على بالك، ولا تؤت من جهة من جهاتك؛ فإن هذا من الحزم.
واجزم بأنك لا تندم على الكتمان، وإنما الضرر والندم في العجلة والتسرع، والوثوق بالناس ثقة تحملك على ما يضر»(21).
وإن من حفظ الأسرار؛ بل مما يدل على صدق الوفاء وكرم العشيرة أن يحفظ المرء سر صاحبه بعد أن تتصرم حبال المودة بينهما؛ ذلك أن دواعي الإفشاء تقوى في تلك الحالة، فإذا كتم المرء سر صاحبه، وحفظ ما كان له من ود دل ذلك على كرم نفسه، ورسوخ قدمه في الفضيلة.
14- الكذب:
فالكذب من الأخلاق المرذولة، والصفات القبيحة؛ فهو خصلة من خصال النفاق، وشعبة من شعب الكفر، وهو عنوان سفه العقل، وآية سقوط الهمة، وخبث الطوية.
والكذاب مهين النفس، بعيد عن عزتها المحمودة.
قال الماوردي: «والكذب جماع كل شر، وأصل كل ذم؛ لسوء عواقبه، وخب نتائجه؛ لأنه ينتج النميمة، والنميمة تنتج البغضاء، والبغضاء تئول إلى العداوة، وليس مع العداوة أمن ولا راحة؛ ولذلك قيل: من قل صدقه قل صديقه»(22).
ولقد انتشر الكذب خصوصًا في هذه الأزمان المتأخرة، فما أكثر من يكذب في علاقاته ومعاملاته، وما أقل من يصدق في ذلك، مع أن نصوص الشرع جاءت حاثة على الصدق، محذرة من الكذب.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119].
أسباب سوء الخلق:
سوء الخلق، كغيره من الأدواء، له أسباب تجلبه، وبواعث تحركه، فمن ذلك ما يلي:
1- طبيعة الإنسان:
فهناك من الناس من جبل على القحة، والبذاءة، وسوء الخلق، فتغلب عليه هذه الطبيعة، ويؤثر فيه، وتوجهه إلى مساوئ الأخلاق، وتصرفه عن محاسنها.
خصوصًا إذا استرسل مع طبيعته، ولم يسع إلى إصلاح نفسه.
2- سوء التربية المنزلية:
فالتربية المنزلية لها دور عظيم في توجيه الأولاد سلبًا أو إيجابًا؛ فالبيت هو المدرسة الأولى للأولاد، والولد قبل أن تربيه المدرسة والمجتمع يربيه البيت والأسرة.
3- البيئة والمجتمع:
فلهذين الأمرين أهمية كبرى في حسن الخلق وسوئه؛ فإذا نشأ المرء في بيئة صالحة، من بيت طيب، ومدرسة تعنى بدين الطلاب وأخلاقهم، وكان في مجتمع تشيع فيه الفضيلة ومحاسن الأخلاق نبت خير منبت، وتربى خير تربية، وإلا فما أحراه أن يكون سافل القدر شريرًا لا خير فيه.
قال تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} [الأعراف:58].
4- الظلم:
فالظلم يحمل صاحبه على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع البخل، ويحجم في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة، ويتكبر في موضع التواضع.
5- الشهوة:
فهي تحمل على الحرص، والشح، والبخل، وعدم العفة، والنهمة، والجشع، والذل، والدناءات(23).
رب مســـــــــــتور سَبَتْه شهوةٌ فتـــــــــــــــعرى ســــــــــــــتره فانهتكا
صاحب الشهوة عبد فإذا غلب الشهوة أضحى ملكًا(24).
ثم إنه سهل على الإنسان أن يدرك معنى الفضيلة في صورة مجملة؛ بل سهل عليه أن يتعرف ما هي الفضائل بتفصيل.
وإنما العسر في أخذ النفس بها، والسير في معاملة الناس على قانونها، وعسر العمل على الفضيلة مع تصور مفهومها، والشعور بحسن أثرها، يجيء من ناحية الشهوات التي قد تطغى فتطمس على البصائر، وتكاد تحول معرفتها للخير إلى جهالة عمياء.
6- الغضب:
فهو يحمل على الكِبْر، والحقد، والحسد، والعدوان، والسفه، وهذه الأوصاف تتنافى مع حسن الخلق.
7- الجهل:
فالجهل يورد صاحبه المهالك، وينزع به إلى الشرور والبلايا، والجاهل عدو لنفسه، يسعى في دمارها من حيث لا يشعر، ولهذا قيل:
لا يبلغ الأعداء من جاهل كمبلغ الجاهل من نفسه
فالجهل بعواقب الأمور، وبمحاسن الأخلاق ومساوئها؛ يؤدي إلى فساد عريض، وشر مستطير، ويحمل صاحبه على ارتكاب ما لا ينبغي.
8- الغفلة عن عيوب النفس:
فكثيرًا ما نغفل عن عيوب أنفسنا، ونتعامى عن معايبنا ونقائصنا، وقليلًا ما نتفقد أحوالنا، وننظر في مواطن الخلل فينا؛ بل كثيرًا ما نحسن الظن بأنفسنا؛ فنزكيها بالأقوال لا بالأفعال، وندعي لها الكمالات، ونبرؤها من النقائص، فإذا سمعنا بخلق حسن نسبناه إلى أنفسنا، وكأننا أحق الناس به وأهله، وإذا سمعنا بخلق سيئ عزوناه إلى غيرنا، وخيل إلينا أننا بمنجى منه ومنأى عنه.
فهذا المسلك لا يحسن بذوي المروءات، ومتطلبي الكمالات، فهذا مما يورث الإعجاب بالنفس، والرضا بما هي عليه من تقصير، وترك السعي في علاجها وإصلاحها.
وهذا عين الخطأ، وعنوان الغفلة والجهل؛ فإصلاح النفس، والترقي بها قدمًا في درج المكارم لا يتأتى بتجاهل العيوب، ولا بالغفلة عن تفقد النفس.
قال ابن المقفع: «من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه؛ فإن من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره، ومن خفي عليه عيب نفسه ومحاسن غيره فلن يقلع عن عيبه الذي لا يعرف، ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصر أبدًا»(25).
9- مصاحبة الأَشِرَّاء:
فللصحبة أبلغ الأثر في سلوك المرء، فالصاحب ساحب، والطبع استراق، فمن جالس الأشرار وعاشرهم فلا بد أن يتأثر بهم، ويقبس من أخلاقهم؛ فمجالستهم تنساق بصاحبها إلى الحضيض، فكلما همَّ بالنهوض والتحلي بمكارم الأخلاق، والتخلي عن مساوئها عوقوه وثنوه؛ فعاد إلى غيه، واستمر على جهله وسفهه.
10- الطمع والجشع:
فهما من موجبات الذلة والحقارة، ومن أسباب سقوط الجاه والمنزلة؛ فحب المال هو الذي ينزع من فؤاد الرجل الرأفة، ويجعل مكانها القسوة والفظاظة.
وإذا غلب طمع أو جشع على قلب فإنه يستشعر ذلة، ويتدثر صغارًا، وتعلوه مهانة، وتكسوه حقارة.
11- جماع ذلك كله ضعف الإيمان:
ذلك أن الإيمان جماع كل خير، فإذا ما ضعف أو فقد، فإن صاحبه لن يبالي بالمكرمات، ولن يأنف من النزول في حضيض الدركات.
فهذه بعض الأسباب الحاملة على سوء الخلق.
علاج سوء الخلق:
1- سلامة العقيدة:
فشأن العقيدة عظيم، وأمرها جلل؛ فالسلوك في الغالب ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر، وما يعتقده من معتقد، وما يدين به من دين، والانحراف في السلوك إنما هو ناتج عن خلل في المعتقد.
ثم إن العقيدة هي الإيمان، وأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا؛ فإذا صحت العقيدة حسنت الأخلاق تبعًا لذلك؛ فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق من صدق، وكرم، وحلم، وشجاعة، ونحو ذلك.
كما أنها تردعه وتزمه عن مساوئ الأخلاق، من كذب، وشح، وطيش، وجهل ونحوها.
2- الدعاء:
فالدعاء باب عظيم، فإذا فتح للعبد تتابعت عليه الخيرات، وانهالت عليه البركات.
فمن رغب بالتحلي بمكارم الأخلاق، ورغب بالخلي من مساوئ الأخلاق فليلجأ إلى ربه، وليرفع إليه أكف الضراعة؛ ليرزقه حسن الخلق، ويصرف عنه سيئه؛ فالدعاء مفيد في هذا الباب وغيره، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الضراعة إلى ربه، يسأله أن يرزقه حسن الخلق، وكان يقول في دعاء الاستفتاح: «اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت»(26).
وكان من دعائه: «اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأسواء، والأدواء»(27).
وكان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات»(28).
3- المجاهدة:
فالمجاهدة تنفع كثيرًا في هذا الباب؛ ذلك أن الخلق الحسن نوع من الهداية يحصل عليه المرء بالمجاهدة، قال عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].
فمن جاهد نفسه على التحلي بالفضائل، وجاهدها على التخلي من الرذائل حصل له خير كثير، واندفع عنه شر مستطير؛ فالأخلاق منها ما هو غريزي فطري، ومنها ما هو اكتسابي يأتي بالدربة والممارسة.
4- التفكير في الآثار المترتبة على حسن الخلق:
فإن معرفة ثمرات الأشياء، واستحضار حسن عواقبها من أكبر الدواعي إلى فعلها وتَمَثُّلها والسعي إليها، فكلما تصعبت النفس فذكرها تلك الآثار، وما تجني بالصبر من جميل الثمار؛ فإنها حينئذ تلين، وتنقاد طائعة منشرحة؛ فإن المرء إذا رغب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها أولى ما اكتسبته النفوس، وأجل غنيمة غنمها الموفقون سهل عليه نيلها واكتسابها(29).
5- النظر في عواقب سوء الخلق:
وذلك بتأمل ما يجلبه سوء الخلق من الأسف الدائم، والهم الملازم، والحسرة والندامة، والبغضة في قلوب الخلق؛ فذلك يدعو المرء إلى أن يقصر عن مساوئ الأخلاق، وينبعث إلى محاسنها.
6- الحذر من اليأس من إصلاح النفس:
فهناك من إذا ابتلي بمساوئ الأخلاق ظن أن ذلك الأمر ضربة لازب لا تزول، وأنه وصمة عار لا تنمحي، وهناك من إذا حاول التخلص من عيوبه مرة أو أكثر فلم يفلح؛ أيس من إصلاح نفسه، وترك المحاولة إلى غير رجعة، وهذا الأمر لا يحسن بالمسلم، ولا يليق به أبدًا؛ فلا ينبغي له أن يرضى لنفسه بالدون، وأن يترك رياضة نفسه؛ زعمًا منه أن تبدل الحال من المحال؛ بل ينبغي له أن يقوي إرادته، ويشحذ عزيمته، وأن يسعى لتكمل نفسه، وأن يجد في تلافي عيوبه، فكم من الناس من تبدلت حاله، وسَمَت نفسه، وقلَّت عيوبه بسبب دربته، ومجاهدته، وسعيه، وجده، ومغالبته لطبعه.
يقول الإمام ابن حزم رحمه الله، متحدثًا عن تجربته مع نفسه، وعن محاولاته في التخلص من عيوبه، وعن النتائج التي حصل عليها من جراء ذلك، يقول: «كانت فيّ عيوب، فلم أزل بالرياضة، واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم، والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأخلاق وآداب النفس، أعاني مداواتها، حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنّه، وتمام العدل، ورياضة النفس، والتصرف بالأمور هو الإقرار بها؛ ليتعظ بذلك متعظ يومًا إن شاء الله.
فمنها كلف في الرضاء، وإفراط في الغضب، فلم أزل أداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملة بالكلام والفعل والتخبط، وامتنعت مما لا يحل من الانتصار، وتحملت من ذلك ثقلًا شديدًا، وصبرت على مضض مؤلم كان ربما أمرضني، وأعجزني ذلك في الرضا، وكأني سامت نفسي؛ لأنها تمثلت أن ترك ذلك لؤم.
ومنها دعاية غالبة، فالذي قدرت عليه منها إمساكي عما يغضب الممازح، وسامحت نفسي فيها؛ إذ رأيت أن تركها من الانغلاق، ومضاهيًا للكبر.
ومنها عجب شديد، فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها حتى ذهب ذلك كله، ولم يبق له، والحمد لله، أثر؛ بل كلفت نفسي احتقار قدرها جملة، واستعمال التواضع.
ومنها حركات كانت تولدها غرارة الصبا، وضعف في الإغضاء، فقصرت نفسي على تركها فذهبت.
ومنها محبة في بعد الصيت والغلبة، فالذي وقفت عليه في معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحل في الديانة، والله المستعان على الباقي»(30).
7- تجنب الغضب:
لأن الغضب جمرة تتقد في القلب، وتدعو إلى السطوة والانتقام والتشفي، فإذا ما ضبط الإنسان نفسه عند الغضب، وكبح جماحها عند اشتداد ثورته فإنه يحفظ على نفسه عزتها وكرامتها، وينأى بها عن ذل الاعتذار، ومغبة الندم، ومذمة الانتقام(31).
قال الماوردي: «فينبغي لذي اللب السوي والحزم القوي أن يتلقى قوة الغضب بحلمه فيصدها، ويقابل دواعي شرته بحزمه فيردها؛ ليحظى بأجل الخبرة، ويسعد بحميد العاقبة»(32).
8- مصاحبة الأخيار ومجالستهم:
من وسائل العلاج مصاحبة الأخيار، والارتباط بهم ومجالستهم, حتى تكتسب شيئًا من صفاتهم, وتتعرف على شيء من أخلاقهم, وبهذا تكون مثلهم, يقول الناظم:
فلا تصحب أخا الفسق وإياك وإياه
فكم من فاسق أردى مطيعًا حين آخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء ما شاه
وللناس على الناس مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب دليل حين يلقاه(33)
فعليك أن تبحث عن الرفقة الصالحة وعن الأخيار, وأن تجلس معهم، وأن تصاحبهم حتى تكتسب شيئًا من صفاتهم, ومن أخلاقهم.
***
____________
(1) إحياء علوم الدين (3/ 53).
(2) التعريفات، للجرجاني، ص106.
(3) نضرة النعيم (1/ 62).
(4) أخرجه ابن حبان (5557).
(5) أدب الدنيا والدين، ص242.
(6) الشوقيات (1/ 183).
(7) إحياء علوم الدين (3/ 70).
(8) تهذيب الأخلاق، للجاحظ، ص120.
(9) مدارج السالكين (2/ 321-322).
(10) إحياء علوم الدين (3/ 76-77).
(11) تهذيب الأخلاق، للجاحظ، ص32.
(12) أقوال مأثورة، ص187.
(13) أخرجه أحمد (3789).
(14) في ظلال القرآن (6/ 3344).
(15) المصدر السابق.
(16) أخرجه مسلم (2589).
(17) إحياء علوم الدين (3/ 157).
(18) الرياض الناضرة، ص209.
(19) أخرجه مسلم (2526).
(20) أخرجه البخاري (5143).
(21) الرياض الناضرة، ص210.
(22) أدب الدنيا والدين، ص262.
(23) مدارج السالكين (2/ 295).
(24) روضة المحبين ونزهة المشتاقين، لابن القيم، ص481.
(25) الأدب الصغير والأدب الكبير، ص84.
(26) أخرجه أحمد (803).
(27) أخرجه ابن حبان (960).
(28) أخرجه مسلم (2706).
(29) الفتاوى السعدية، ص461.
(30) الأخلاق والسير في مداواة النفوس، ص33-34.
(31) انظر: كتاب سوء الخلق، بتصرف.
(32) أدب الدنيا والدين، ص258.
(33) فيض القدير (1/ 247).