logo

أسس الخطاب الدعوي المعاصر


بتاريخ : الأربعاء ، 20 شوّال ، 1436 الموافق 05 أغسطس 2015
بقلم : تيار الاصلاح
أسس الخطاب الدعوي المعاصر

لكل بيان قواعده التي ينطلق من خلالها، وبقدر متانة ورسوخ هذه القواعد يكون رسوخ البناء وقوته، والخطاب الدعوي تشمله هذه النظرية، فبقدر التأسيس الجيد يكون البناء النافع والمجدي.

لذلك كان للعلماء دور هام في توجيه الدعاة لمعرفة هذه القواعد، والعمل على النهوض بالخطاب الدعوي من خلالها، ومن هذه القواعد التأسيسية:

1- الأصالة المنهجية الشرعية:

يقصد بالأصالةِ المحافظةُ على جوهر الدعوة؛ باستنادها إلى الأصول والأدلة الشرعية، والتمسك بمبادئها الأساسية.

وسيرته صلى الله عليه وسلم في تمسكه بأصالة دعوته لا يحيد عنها، ولا يقبل مساومةً فيها.

عن ابن عباس رضي الله عنه أن قريشًا دعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن يعطوه مالًا؛ فيكون أغنى رجل بمكة، ويُزوِّجونه ما أراد من النساء ويَطَئُون عقبه, فقالوا: هذا لك عندنا يا محمد, وكُف عن شتم آلهتنا, ولا تذكرها بشر، فإن بغضت فإنا نعرض عليك خصلة واحدة, ولك فيها صلاح، قال: «وما هي؟»، قال: تعبد إلهنا سنة، اللات والعزى, ونعبد إلهك سنة، قال: «حتى أنظر ما يأتيني من ربي», فجاء الوحي من عند الله عز وجل من اللوح المحفوظ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ...} السورة, وأنزل الله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونُ} [الزمر:64], {بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر:66](1).

ومما تجدر الإشارة إليه التمييز بين المناهج الدعوية الثابتة، وبين الأساليب والوسائل المتطورة، فمن المناهج ما هو رباني ثابت، لا يجوز أن يط