تنمية بشرية

فن التجاهل والصمت
الخميس ، 1 رمضان ، 1444 الموافق 23 مارس 2023من المؤكد أنك سمعت عن فن التجاهل والصمت، إنها طريقة للعقاب النفسي والتلاعب ربما استخدمناها جميعًا أو اختبرناها في مرحلة ما من حياتنا، سواء كنا على علم بها أم لا، وهي واحدة من الطرق الإيجابية التي تساعد على إعطاء السلام العقلي عند القيام بها بشكل صحيح للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب . كيفية إتقان فن التجاهل والصمت التجاهل هو ببساطة عدم السماح للكلمات والمواقف والسلوكيات الضارة للآخرين بالتأثير في توازننا الداخلي، لا يشترط اللجوء للعنف المستتر أو فعل السيئات، إنه ببساطة لإنشاء طبقة واقية من حولك، ولتحقيق ذلك لابد من تجاهل هذه المواقف . 1- المخاوف عليك أن تتجاهل أي...

الشخصية المحبوبة عند الله
الخميس ، 24 شعبان ، 1444 الموافق 16 مارس 2023إذا أردنا أن نصل إلى تحقيق النجاح في حياتنا كلها، فإننا ينبغي أن نفكر جيدًا في المحضن الأول لهذا النجاح؛ وهو هذه النفس التي نحملها بين جوانحنا، فهي التي سوف تتحمل عبء المحاولة بكل أبعادها وتوابعها، ومن هنا كان لا بد من العناية الفائقة بإعدادها، يقول الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} [الشمس: 7- 10]. وهو الموضع الوحيد في القرآن الذي سبقه أحد عشر قسمًا من الله العلي العظيم . إذن فالتعلّل بالقضاء والقدر لدى الفاشلين في القيام بمجرد المحاولة ليس له رصيد شرعي ولا إنساني،...

كيف تزرع التفاؤل بحياتك
الأحد ، 13 شعبان ، 1444 الموافق 05 مارس 2023التفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخصية ناجحة فالتفاؤل يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح ويعتبر التفاؤل تعبيرًا صادقًا عن الرؤية الإيجابية للحياة، فالمتفائل ينظر للحياة بأمل وإيجابية للحاضر والمستقبل، وأيضًا للماضي، حيث الدروس والعبر، ورغم كل التحديات والمصاعب التي يواجهها الإنسان في الحياة فإنه لابد وأن ينتصر الأمل على اليأس، والتفاؤل على التشاؤم، والرجاء على القنوط، تمامًا كانتصار الشمس على الظلام . إذا سمـاؤك يومًا تـحـجبت بالغـيوم أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج إننا بحاجة إلى أن...

تعلم فنون التنمية البشرية من قصة سيدنا نوح عليه السلام
الخميس ، 10 شعبان ، 1444 الموافق 02 مارس 2023سفينة نوح الدرس الأول لا تدع المركب تفوتك : من سيضيع هاته الرفقة، في هذا المركب سيذهب مع الطوفان القادم لا محالة هلا لحقت بنا؟ { قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ } [هود: 43]. الدرس الثاني: تذكر أننا جميعًا على نفس المركب : أصحاب الهدف الواحد والفكرة الواحدة في مركب واحد سويًا فما يسوءك يسوءني وما ينفعك ينفعني فلا مفر من التعاون ولا بديل لروح الفريق فقط ضع هذا في اعتبارك ... أنت معنا في السفينة. الدرس الثالث: لا تتأثر بالسخرية والانتقادات...

أهمية التفكير الناقد
الثلاثاء ، 23 رجب ، 1444 الموافق 14 فبراير 2023التفكير الناقد هو أحد أهم المهارات التي يجب على البشرية المضي قدمًا فيها ، حيث إن القدرة على التفكير بطريقة ذاتية الانضباط وعميقة هي التي تقودنا إلى توسيع نطاق رؤيتنا للعالم بشكل متزايد وتجنب الآراء الضيقة. وفي زمن العولمة وفيضان المعلومات أصبح التفكير الناقد أكثر أهمية، وأصبح من الضرورة الاهتمام بتنمية هذه المهارة لدى الجميع . تعريف التفكير الناقد: التفكير الناقد هو إصدار أحكام منطقية ومدروسة جيدًا، إنه طريقة تفكير لا تقبل فيها ببساطة جميع الحجج والاستنتاجات التي تتعرض لها، بل تتخذ موقفًا ينطوي على التشكيك في مثل هذه الحجج والاستنتاجات، يتطلب الأمر الرغبة في معرفة ما هو الدليل المتضمن...

العوائق العشرون للتأثير النافع
الخميس ، 18 رجب ، 1444 الموافق 09 فبراير 2023إن عملية التأثير في الآخرين أمر متاح للجميع، ولكن لها مستلزمات ومتطلبات، ومن مستلزماتها أن يقتنع الإنسان أنه قادر على ذلك، وأن تكون رؤيته لنفسه ولمستقبله واضحة جلية لديه، وأن يتخذ قرارًا حازمًا للوصول إليها، وأن يبدأ المشوار بجد واجتهاد، وقبل هذا وذاك أن يتوكل على الله ويستعين به . إننا جميعًا مدعوون إلى التسابق في هذا المضمار؛ إذ إنه مضمار خير ونفع للفرد والمجتمع، بل وللبشرية بأسرها، وصدق خالق السماوات والأرض إذ يقول: { سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ والأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ واللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ...

الشيخوخة والقيادات الإدارية
الخميس ، 12 جمادى الآخر ، 1444 الموافق 05 يناير 2023لم تكن المدرسة النبوية تُخرِّج قيادات مركزية متمسكة بمناصبها وقراراتها فحسب! بل كانت تُخرِّج القيادات التي تؤمن بمبدأ نفع الشعوب أولًا على يدِ أيَّ قائدٍ كان . لقد زرع النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس الصحابة رضي الله عنهم الإيمان بمبدأ تجديد الدماء وتنوع القيادات وأصحاب المهام، سواء كان ذلك في حياتهم الدعوية، أو في قياداتهم للمعارك، أو في مناصبهم الدنيوية، أو في تعليمهم للعلم، بل حتى في مكاتباته للملوك، وإبرام عقود المصالحة والعهود مع أعداء الدين، فكلما رأى من الصحابة من هو أهل لهذه المهمة قدمه . فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يكتب صلح الحديبية، وزيد...

من أسرار المنجزين
السبت ، 7 جمادى الآخر ، 1444 الموافق 31 ديسمبر 2022دائمًا ما كنت أتساءل كيف يجد هؤلاء المُنْجِزُون الوقتَ لكل نشاطاتهم وأعمالهم؟ ! إن اليوم يمر علينا بأكمله، وبالكاد ننجز منه اليسير مما نتطلع ونأمل، فما السر في ذلك؟ ! وانفرجت أساريري حين وضعت يدي على أهمِّ سرٍّ من تلك الأسرار، وأنا أبحر في كلمات ابن القيم رحمه الله في كتابه (الداء والدواء)، وهو يتحدث عن أثر الذنوب، وكيف أنها من سوء أثرها تمحق البركة؛ تلك السَّعة التي صرنا نفتقدها في كل شيء؛ في حياتنا، وأعمارنا، وأرزاقنا، وأعمالنا، وحتى طاعتنا . يا الله! لك أن تتخيل أن تلك الذنوب تحرمك بركة دينك ودنياك . يقول الله تبارك وتعالى: { وَلَوْ...

فكر خارج الصندوق
الأحد ، 1 جمادى الآخر ، 1444 الموافق 25 ديسمبر 2022ينتشرُ في أوساط التنميةِ البشرية مفهوم فكِّر خارج الصندوق، أو اخرج من الصندوق؛ مما يعني الخروج من الدائرة الضيقة في التفكير إلى سَعة الأفُق، وفضَاء الإبْداع، وإيجاد الحلول وابتكار الأفكار، والتنقيب عن أفكار جديدة، وحلول ذكية لم تخطُر ببالك من قبلُ . وانطلاقًا مِن قول المتنبي: وبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأشْياءُ، فإنني أحاولُ أن أعرِض للقارئ الكريم أولًا مثالًا للتفكير داخل الصندوق؛ حيث يتَّضح ذلك جليًّا فيما نُسِب إلى شارلز هولاند دويل - (مفوض الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية) - من أنه قال ذات مرة: إن كل شيءٍ كانَ من الممكن اختراعُه، فقد تَمَّ اختراعُه؛ أي: إنه لا مجال لاختراعات جديدة في...

لكل مقام مقال – شروط الكلام الجيد
الثلاثاء ، 26 جمادى الأول ، 1444 الموافق 20 ديسمبر 2022نقوم فيما يلي باستعراض الشروط التي يجب أن يتصف بها الكلام حتى يوصف بالسداد، ويكون شاهدًا على حكمه المرء وحصافته، وأتساع أفقه، وتذرعَّه بالحكمة فيما ينطق به، ويعبر عنه . أولًا: أن يكون الكلام على مقاس المستمع أو المستمعين، فالملتقى هو الزبون، والمتكلم هو التاجر الذي يُسَوّق سلعته، فإذا ما تحدث مع الناس، فإنك تكون بمثابة التاجر الذي يعرض سلعه على زبائنه، فكلما كنت على جانب أكبر من اللباقة والمهارة في تسويق تجارتك الكلامية، كنت بالتالي محظوظًا مع مخالطيك والمتعاملين معك، ومرغوبًا في الجلوس إليك، والإنصات إلى كل ما تَفُوه به من كلام، وحيث إن زبائن كلامك متباينون من حيث...