logo

كيف تزرع التفاؤل بحياتك


بتاريخ : الأحد ، 13 شعبان ، 1444 الموافق 05 مارس 2023
كيف تزرع التفاؤل بحياتك

التفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخصية ناجحة فالتفاؤل يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل

وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح ويعتبر التفاؤل تعبيرًا صادقًا عن الرؤية الإيجابية للحياة، فالمتفائل ينظر للحياة بأمل وإيجابية للحاضر والمستقبل، وأيضًا للماضي، حيث الدروس والعبر، ورغم كل التحديات والمصاعب التي يواجهها الإنسان في الحياة فإنه لابد وأن ينتصر الأمل على اليأس، والتفاؤل على التشاؤم، والرجاء على القنوط، تمامًا كانتصار الشمس على الظلام.

إذا سمـاؤك يومًا تـحـجبت بالغـيوم

أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم

والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج

أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج

إننا بحاجة إلى أن نربي الأمة على التفاؤل الإيجابي الذي يساهم في تجاوز المرحلة التي تمرّ بها اليوم، مما يشدّ من عضدها ويثبّت أقدامها في مواجهة أشرس الأعداء وأقوى الخصوم؛ ليتحقق لها النصر بإذن الله.

والتفاؤل الإيجابي هو التفاؤل الفعّال المقرون بالعمل المتعدي حدود الأماني والأحلام.

والتفاؤل الإيجابي هو المتمشّي مع السنن الكونية، أما الخوارق والكرامات فليست لنا ولا يطالب المسلم بالاعتماد عليها أو الركون إليها، وإنما نحن مطالبون بالأخذ بالأسباب وفق المنهج الرباني.

والتفاؤل الإيجابي هو التفاؤل الواقعي الذي يتّخذ من الحاضر دليلًا على المستقبل دون إفراط أو تفريط أو غلوّ أو جفاء.

والتفاؤل الإيجابي هو المبنيّ على الثقة بالله والإيمان بتحقق موعوده متى ما توافرت الأسباب وزالت الموانع {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} [محمد: 4].

إذا امتلأ القلب بالإيمان تحقّق الاطمئنان وانشرح الصدر وهدأت النفس وترقّى الإنسان في مدارج اليقين.

هناك أناس يزرعون روح التفاؤل والأمل في قلبك، تتحدث معهم وتنسى همومك فتشعر بالتفاؤل، هذه الوجوه الطيبة النقية هي من أغلى الكنوز في حياتك، تتحدث معهم فيمضي الوقت وتتمنى أن توقف عقارب الزمن حتى لا ينتهي؛ لأن الوقت معهم يمضي سريعًا فلا تشعر به، لأنك في قمة الراحة النفسية والسعادة والتفاؤل، تتحدث معهم أحيانًا وهموم كالجبال تجثم على صدرك، ولمجرد الحديث معهم تصغر وتصغر حتى تنجلي وتكون لا شيء، لأنهم يمدونك بجرعات من الحب والحنو، مما يجعلك ترضى بواقعك وتهون عليك أحزان الحياة، إنهم يذكرونك بالله، ويعرضون عليك من المواقف ما ينسيك همومك، سبحان الله.

هؤلاء الناس حتى لو لم تراهم تستمع إلى أحاديثهم فقط فتشعر بروعة التفاؤل، تنعش قلبك أحيانًا مجرد وجودهم في حياتك يشعرك بالاطمئنان، فهم يتميزون بصدق القلب وصفاء النية، قد تشغلك الحياة وتتفرق بكم السبل وتبتعد عنهم لا طوعًا ولكن رغمًا عنك؛ إلا أنك أبدًا لا تنساهم، تشع الذاكرة دومًا بأسمائهم، فتضيء في مناحي نفسك بواعث الراحة النفسية والارتياح، وتشعر بقوة رغبتك للعودة إلى هذه الأسماء التي أضاءت قلبك، وعشت معهم الأخوة الصادقة القائمة على المحبة في الله، هؤلاء أناس إن لم تجدهم فحاول أن تبحث عنهم حتى يعينوك على تخطي شوك الحياة، ويساعدوك بعد الله على أن تحيل الشوك وردًا، إنهم أناس إذا احتبست دمعة في عينيك ذرفتها أعينهم لتغسل هموم قلبك، وتشعر بعدها براحة نفسية في أعماقك، اللهم لا تحرمنا صدق أخوتهم.

فالمتفائل بالخير لا بد وأن يجده في نهاية الطريق؛ لأن التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء، نحو التقدم، نحو النجاح، إن التفاؤل يعني الأمل الإيجابية الاتزان التعقل، يعني كل ما في قائمة الخير من ألفاظ تنطق بمفهوم التفاؤل.

والتفاؤل لكي يصل بك إلى شاطئ السعادة والنجاح لا بد وأن يقترن بالجدية وبالعمل الدؤوب، وبمزيد من السعي والفعالية؛ وإلا إذا كان التفاؤل مجرد أمنيات وأحلام بدون أي عمل، فلا بد وأن تكون النتيجة محزنة وللأسف.

إنني أقول لك وبكل إخلاص: تفاءل فرغم وجود الشر هناك الخير.

تفاءل فرغم وجود المشاكل هناك الحل.

تفاءل فرغم وجود الفشل هناك النجاح.

تفاءل فرغم قسوة الواقع هناك زهرة أمل

كيف تزرع التفاؤل بحياتك؟

1- كرر عبارات التفاؤل والقدرة على الإنجاز.

" أنا قادر على.. سأكون أفضل.. أستطيع الآن أن.. "

2- استفد من تجاربك، وعد إلى نجاحك السابق إذا راودك الشك في النجاح أو حاصرك سياج الفشل.

3- لا تتذمر من الظروف المحيطة بك؛ بل حاول أن تستثمرها لصالحك، ليس المهم أن تقع في الحوادث، المهم ما يحدث لنا من وقوع هذه الحوادث، المهم أن نعرف كيف تؤثر فينا إيجابيًا وانعكاسها على حياتنا.

4- ابتعد عن ترديد عبارات الكسل والتشاؤم "أنا غير قادر.. لم أعد أتحمل.. أنا على غير ما يرام.. ليس لدي أمل في الحياة.. " .

5- سجل إنجازاتك ونجاحاتك في سجل حساباتك وعد إليه بين فترة وأخرى، وخاصة عند الإحساس بالإحباط أو الفتور.

6- ابتعد عن رثاء نفسك تغلب على مشاعر الألم، ولا تدع الآخرون يشفقون عليك.

وفي أحد الأمثال القديمة: كما تفكرون تكونون.

--------

المصدر: موقع النجاح