logo

تنمية بشرية


ما على المحسنين من سبيل

ما على المحسنين من سبيل

الخميس ، 2 ذو الحجة ، 1441 الموافق 23 يوليو 2020

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد. فهذه الآية الكريمة من الموازين القرآنية الهامة في اتخاذ المواقف من الآخرين، إذا صدر منهم مخالفة، أو قعود عن أمر، أو خطأ في اجتهاد، ونحو ذلك من الأمور، فإنهم إن كانوا محسنين، فما من سبيل إلى لومهم أو عقابهم (1). وقد جاء هذا النص القرآني في سياق قوله تعالى: { ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم. ولا على الذين ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من...

العقيدة أولًا

العقيدة أولًا

السبت ، 13 صفر ، 1441 الموافق 12 أكتوبر 2019

أهمية العقيدة: لقد أخذ القرآن يقرر العقيدة خلال (13) عامًا دون الخوض في تشريعات تفصيلية؛ لأن العقيدة تمثل الجذور لشجرة هذا الدين، وما لم تكن الجذور ضاربة في أعماق الأرض؛ فإنها لن تحمل فروع هذه الشجرة الضخمة الباسقة؛ فالعمل الصالح لا بد له من إيمان متمكن في جوانب النفس وأغوارها، وكذلك فالعقيدة تمثل الأساس للبناء، والبناء الضخم لا بد له من أساس مكين وقاعدة صلبة، حتى تستقر فوقها البناء. والعقيدة الإسلامية ضرورة للمسلم؛ وذلك لرفع مستواه، والمحافظة عليه من الانحراف المادي والخلقي؛ وعلى ذلك، فإن احتياج المؤمن للعقيدة نزعة فطرية وأصيلة، ركبت فيه وفطر عليها، ومن هذا المنطلق يصف القرآن...

جيلنا وجيل الصحابة

جيلنا وجيل الصحابة

السبت ، 8 محرّم ، 1441 الموافق 07 سبتمبر 2019

فضل الصحابة رضوان الله عليهم: قال ابن مسعود رضي الله عنه من كان منكم متأسيًا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا وأقومها هديًا وأحسنها حالًا، قومًا اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم رواه ابن عبد البر في الجامع، رقم (1810). وللصحابة فهم في القرآن يخفى على أكثر المتأخرين، كما أن لهم معرفة بأمور من السنة وأحوال الرسول لا يعرفها أكثر المتأخرين؛ فإنهم شهدوا الرسول والتنزيل، وعاينوا الرسول وعرفوا من أقواله وأفعاله وأحواله مما يستدلون به...

خير البرية

خير البرية

السبت ، 10 ذو القعدة ، 1440 الموافق 13 يوليو 2019

حاجة البشرية إلى خير البرية: لقد اجتاحت أزمة القيم كل مناحي الحياة في المجتمعات المعاصرة، رغم تقدمها المادي؛ فبدلًا من قيم الحق والخير والعدل والشجاعة والجمال؛ حلت قيم الظلم والأنانية والنفاق والنفعية، وانفلات الأخلاق داخل الأسر وخارجها، وغياب الضمير، وبعدت التربية عن القيم الدينية؛ بل والإنسانية، وحتى الثقافة واللغة والسياسة لم تسلم من الأزمة. لهذا كله فإن البشرية اليوم في حاجة إلى خير البرية، لتتحرر من أغلال قيم شر البرية، وتتزود بقيم جديدة أصيلة، وفق عقيدةٍ ومنهجٍ يؤمن بعبادة الله وحده، والتلقي منه وحده، والخضوع له وحده. من هم خير البرية؟: قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ...

متى يتحرر الأقصى

متى يتحرر الأقصى

الأحد ، 17 رجب ، 1440 الموافق 24 مارس 2019

يتحرر الأقصى بعدما يتحرر الأدنى، ويتحرر الأقصى يوم أن نعرف ربنا وديننا وواجباتنا الشرعية، يوم أن نعتقد أن القرآن منهج حياة؛ يرشد حركتها العامة والدينية والسياسية والاقتصادية؛ لا أنه كتاب تاريخ وعلوم، يحكي قصصًا وتطورات علمية، وإن كان فيه ذلك. يوم أن نربط بين الدين والدنيا، ويوم أن نحرر عقولنا من الجهل والخرافة، وأن نحرر مساجدنا من الأكالين بدينهم الكذابين الدجالين. يوم أن تكون حركتنا وفقًا للمعاني الصحيحة للعبادة، والولاء والبراء، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. يوم أن ننفض عنا الحزبية المتعصبة، وضيق الأفق، وتقديم الفروع على الأصول، والجزئيات على الكليات، والوسائل على المقاصد. يوم أن نهتم بالتعليم والاقتصاد، ونبني معاهد...

فَدْرَلَة العراق ما بعد معركة الموصل

فَدْرَلَة العراق ما بعد معركة الموصل

الاثنين ، 23 شوّال ، 1438 الموافق 17 يوليو 2017

النفوذ الأمريكي: تسعى أمريكا من خلال تدخّلها في إدارة المعارك لتنويع وتكثير مصادرها في العراق، فلا تنحصر داخل الحكومة المركزية فحسب؛ بل لتُمْسِك بأكبر قدر من النفوذ الطائفي على مستوى جميع الشرائح الموجودة في العراق. وتقوم أمريكا بتحريك مختلف الأطراف بطريقة تحقق مصالحها الاستراتيجية في العراق والمنطقة، فتستغلّ معركة استعادة الموصل من «تنظيم الدولة» لِتُحْكِمَ قبضتها في العراق، ولِتُمِسك بجميع الخيوط المؤثرة في صياغة المشهد العراقي، فتُجبر حكومة العبادي على التعامل مع قوات البشمركة الكردية في عملية استرجاع الموصل، وتُحَدّد لكل طرفٍ دوره في المعركة؛ فقبيل وصول رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى بغداد في أول زيارةٍ له للعاصمة العراقية...

الموصل وأمريكا وخرائط المنطقة

الموصل وأمريكا وخرائط المنطقة

الأحد ، 3 ربيع الآخر ، 1438 الموافق 01 يناير 2017

هدف أمريكا من غزو العراق ووسيلة تحقيقه: إن غزو أمريكا للعراق هدفه تقسيم العراق، طبقًا لمخطط قديم؛ وهو يتطلب إعداد البيئة لذلك؛ ليكون مقدمة لتقسيم باقي الأقطار العربية. ولكي تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك لابد من اشعال فتن وحروب داخلية طائفية وعرقية، تدمر أسس اللُحمة الوطنية، وتحقق انهيارات اقتصادية، ضمن ما أسمته بالفوضى الخلاقة. ولذلك فإن تدمير المدن وقتل أكبر عدد ممكن من البشر من بين أهم أهداف أمريكا وإيران؛ لأن المطلوب هو تهجير الملايين وإحداث تغييرات سكانية كبيرة؛ فلم يكن ممكنًا تهجير حوالي عشرة ملايين سوري، وستة ملايين عراقي من وطنهم، من دون تدمير المدن والخدمات، وجعل القتل...

ماذا تفعل أمريكا فيما سمي بالشرق الأوسط؟

ماذا تفعل أمريكا فيما سمي بالشرق الأوسط؟

الأربعاء ، 1 ربيع الأول ، 1438 الموافق 30 نوفمبر 2016

من يظن أن ما تفعله أمريكا فيما يحدث في منطقتنا من مآس وفوضى أمر طارئ وليد الأحداث فهو واهم؛ إذ الحقيقة أن ما يجري الآن هو تنفيذ لمخطط صيغ وأعلن لتفتيت العالم الإسلامي. إن المنطقة الآن تزلزل ليعاد تشكيلها من جديد، الأمر الذي يجعل أمريكا تجمد جهودها السياسية، وتوقف مبادراتها، إلى حين نضجها تمامًا، ووصولها لدرجة من الليونة، بعد أن يأخذ العنف مداه؛ تسمح بإعادة تشكيلها من جديد. هذه هي «الفوضى الخلاقة» التي هي خلاقة بالنسبة لمصالح أمريكا والغرب، وغير خلاقة؛ بل مدمرة بالنسبة للأوطان والشعوب. إن صعود المحافظين الجدد (وهو تيار أيديولوجي متطرف، يمتلك توجهات ضد العرب والمسلمين)؛ قد...

لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه

لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه

الجمعة ، 5 رمضان ، 1437 الموافق 10 يونيو 2016

لما أراد المسلمون أن يأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل عبد الله بن أبي بن سلول المنافق قال لهم : لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه . ألا ليت هذا البعد يكون موجودًا في تفكير المسلمين اليوم، وفي طريقة تعاطيهم مع الأحداث التي تموج بها بلادنا، ولكن للأسف كثيرًا ما يغيب عنا هذا البعد في كثير من تصرفاتنا؛ بل ربما وصل الأمر إلى تعمد تحدث الناس أن هذا الفريق من المسلمين مضادون لأصحابهم، وراغبون في إسقاطهم. وفي هذه المقالة النبوية بعد آخر وهو أن وقوع فرد - أو جماعة - في خطأ ما ليس مبررًا...