logo

فارق السن في الزواج


بتاريخ : الجمعة ، 1 رجب ، 1440 الموافق 08 مارس 2019
بقلم : تيار الاصلاح
فارق السن في الزواج

تختلف نظرة المجتمع في موضوع فارق السن بين الزوج والزوجة، وخاصة إن كان هذا الفارق لصالح الزوجة؛ أي أن الزوجة هي التي تكبر الزوج، فهناك فئة من المجتمع تنظر لهذا الأمر على أنه شيء عادي؛ بل إنه يسهل على فهم بعضهم البعض؛ نظرًا لأن عقلية المرأة غالبًا ما تكون أقل من عقلية الرجل؛ وذلك بسبب اختلاط الرجل بالعديد من فئات المجتمع، بمختلف صفاتهم وطبائعهم؛ مما يمنحه عقلية ذات خبرة بحكم ما يقابله من مواقف حيوية خلال حياته الاجتماعية والعملية، على خلاف المرأة، التي بطبيعة الحال لا تدري الكثير في أمور الحياة، بحكم حياتها المنزلية التي تمنعها من الاختلاط بالكثير، وحتى وإن كانت تعمل فإن التربية السليمة تحتم عليها عدم الاختلاط.

وفي الوقت ذاته نجد فئة أخرى من المجتمع لا ترى نفس النظرة السابقة؛ بل ترى أنه من الضروري أن تكون المرأة أقل من الرجل في السن، ولكن هذه النظرة ذو طابع مستقبلي، فإن هذه الفئة لا تنظر للرجل والمرأة في الوقت الحالي، ولكنهم يتخيلون الحال بعد مرور عشرات السنين كيف سيكون الوضع، وكيف سيتحمل الزوج الزوجة التي قد تكون قد هرمت وهو ما زال يريد الاستمتاع بحياته، ولكن هذا مفهوم خاطئ، فلو نظرنا إلى هذه النظرة من منظور معاكس نرى أنه إذا كان الرجل أكبر من المرأة بفرق كبير فإن الزوج قد يهرم والزوجة ما زالت في ريعان شبابها، ولديها العديد من الطموحات الزوجية التي تحلم بها.

إن تكوين الأسرة ليس من السهل على الإطلاق، فكلا الزوجين كل منهما يبحث عن الحب والتفاهم والاحترام تجاه الآخر، وهذا هو العامل الأساسي وليس فرق السن، فلا بد من وجود توافق فكري واجتماعي بينهما، وتكون أيضًا اهتماماتهم النفسية والروحية واحدة.

وليس بالضرورة توافق في العمر، ولكن نظرة المجتمع غالبًا ما تكون قاسية، خاصة للمرأة التي تتزوج من رجل يصغرها سنًا؛ بل بعكس الرجل المباح له كل شيء حتى ولو تزوج من امرأة تصغره سنًا، ولو الفارق أكثر من عشرين عامًا.

بل إن الزواج من امرأة أكبر من الرجل ليس معناه فشل الحياة الزوجية؛ بل العكس، فالزواج الناجح هو القائم على التفاهم والتعاطف والحب، وليس فارق السن، ولكن نحاول أن نذكر بوجود تقارب نسبي بينهما في الأفكار والاهتمامات، وهذا الفارق بين الرجل وزوجته يجعلها أكثر دراية ونضجًا وتفاهمًا وتحملًا للمسئولية وأعباء الحياة معه(1).

قد لا يكون فارق العمر بين الزوجين مقياسًا لإنجاح الزواج، ولكن باختلاف الحالة الاجتماعية بين الأزواج قد تختلف المعايير كليًا، ولكن لا يمكن نكران أن الزواج أساس الحياة، وقد خلقت المرأة من ضلع الرجل، لكي يعيشا بطريقة تكافلية وتكاملية، ويكمل أحدهما الأخر، وحتى يكون الزواج مكللًا بالنجاح والحياة السعيدة يجب مراعاة العديد من الأمور التي سوف تنبني عليها حياة الزوجين وأبنائهما.

فهذه السيدة عائشة رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وهي بنت السادسة، ودخل بها وهي بنت التاسعة، وقد جاوز صلى الله عليه وسلم الخمسين من عمره، ومع فارق السن بينهما رضيتْ عائشة برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنها رأت فيه من مزايا نوره ما جعلها تَغَار عليه رغم كِبَر سنه وصغر سنها، فلم تنظر إليه على أنه رجل شيخ يكبرها؛ بل رأَت فيه ما يفوق ويعلو على مجرد الشباب(2).

والسيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن أول صبية تُزف في تلك البيئة إلى رجل في سن أبيها، فلقد تزوج عبد المطلب الشيخ من هالة بنت عم آمنة في اليوم الذي تزوج فيه عبد الله، أصغر أبنائه، من صبية هي في سن هالة، وهي آمنة بنت وهب.

ثم لقد تزوج عمر بن الخطاب من بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وهو في سن جدها، كما أن عمر بن الخطاب يعرض بنته الشابة حفصة على أبي بكر الصديق، وبينهما من فارق السن مثل الذي بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها.

وعندنا أعظم مثال، وكان زواجهما أعظم زواج ناجح، مع وجود فارق السن بينهما؛ رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما تزوج من السيدة خديجة رضي الله عنها، وكانت هي في الأربعين من عمرها في حين كان رسول الله قد بلغ الخامسة والعشرين من العمر، وكانت هي أول من آمنت برسالته، ومن شدة حبه ووفائه لها أنه لم يتزوج عليها حتى توفاها الله تعالى(3).

إن فارق السن بينهما خمسة عشر عامًا، فهي في الأربعين ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الخامسة والعشرين، ولها أولادها من زوجيها السابقين.

والفارق المالي كبير، فهي أغنى أغنياء مكة، ومحمد يعمل بالأجرة ليعيش.

وشخصيتها وتجارتها وحياتها العملية وسيرتها الشريفة جعلها في مصاف كبار مكة وعظمائها.

إن عديدًا من عظماء مكة حاولوا الزواج منها فرفضتهم جميعًا، وليس لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يفكر في زواجها، والكل يعلم موقفها من الزواج؛ لهذا لم يفكر النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج منها.

وعزمت السيدة خديجة على أن تتزوج من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صغره وفقره؛ لتنال معه الشرف العظيم، وتفضل به سائر الناس، فاحتالت لذلك بأكثر من طريق، وكان الذي سفر بينها وبين محمد صلى الله عليه وسلم نفيسة بنت منية...(4).

والمرأة يظهر عليها الكبر في سنٍّ مبكرة؛ نتيجة الحمل والولادة والتغيرات النفسية التي تعتريها بعد الزواج؛ مما يذهب بكثير من جمالها ورشاقتها.

وتعد العلاقة الزوجية ذوبانًا لشخصين في قالب واحد، يجتمعان على الود والتفاهم والاتفاق على بناء أسرة سعيدة، يحفها الاحترام والتكافل من كل جانب، ولا مكان فيها لعواقب فارق السن، سواء من ناحية الزوج أو الزوجة.

الأصل في الزواج، فيمن يقبل من الأزواج، قول النبي صلى الله وعليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»(5)، ولم تتطرق النصوص لسن الزوج، أو سن الزوجة، والفارق بينهما، وما الحكم فيما لو كان الرجل أكبر أو المرأة أكبر؟ فكل ذلك سكت عنه الشرع؛ بناءً على الأصل في جواز النكاح مع وجود الفارق في السن، سواء كانت المرأة أكبر، أو كان الرجل أكبر، لكن لا بد من تحقق الرضا، لكن فيما يتعلق بالاختيار؛ ينبغي للولي أن ينظر في الأنسب والأصلح لموليته، كما أن الزوج ينبغي أن ينظر إلى الأنسب والأصلح لنفسه، وأيضًا المرأة ينبغي أن تنظر إلى الأنسب والأصلح لها، لا سيما عندما يتوقع العجز عن القيام بالوظائف الطبيعية للزوج؛ كعدم القدرة على رعاية المرأة، أو تلبية حوائجها الطبيعية، فهنا ينبغي عدم القبول؛ لأنه غالبًا سيكون سببًا لشرور كثيرة(6).

إن وجود الفارق العمري بين الزوج والزوجة أمر شائع في الوجود، غير منكر في الشرع، ومدار الأمر على الاستقامة والديانة.

والحاصل أن الفارق في السن، قليلًا كان أو كثيرًا، لا يعتبر مجرد وجوده عائقًا شرعيًا، وليس له أثر سيئ في الحياة العملية المشاهدة، إلا عند ضعف الدين والخلق، أو قيام مانع آخر يمنع من القيام بواجبات الحياة الزوجية ومتطلباتها.

إيجابيات الفارق العمري الكبير بين الزوجين:

- وجود القدرة والتحمل عند الرجل تمكنه من قيادة عائلته، والسير بها إلى الطريق الصحيح.

- نشوء نوع من الاحترام المتبادل بين المرأة وزوجها.

- شعور المرأة بالمسئولية والتعاون يؤدي إلى حصولها على العطف من زوجها.

- يصبح الزوج الإنسان الحنون، الذي يشعر زوجته بالحب والعطف والحنان.

- يعم الهدوء والاستقرار في حياة العائلة نتيجة التفاهم بين الزوجين.

سلبيات الفارق العمري بين الزوجين:

- سيكون هناك اختلاف في التفكير والثقافة، كل هذه الاختلافات سينتج عنها مشاكل كثيرة في حياة الزوجين.

- تبلغ المرأة سن اليأس بسرعة أكبر من الرجل.

- يفكر الرجل بالزواج مرة أخرى؛ لأنه ما يزال شابًا ويافعًا وقويًا، في حين يرى أن زوجته تتقدم في العمر، وتبدأ عليها علامات الهرم والكبر.

إن نجاح الزواج يكون بسبب توفر المبادئ الأساسية التي يمكن الاستمرار بها، وهي القناعة والرضا والالتزام بواجبات كل زوج تجاه الآخر، كما أن الحب والتفاهم والصراحة هم الأساس في الزواج ونجاحه، وليس دائمًا يكون الفرق في العمر هو أساس الخلافات والمشاكل الأسرية(7).

لقد اشترط الإسلام في مسألة الزواج أن يكون الرجل بالغًا عاقلًا، وكذلك الزوجة بالغة عاقلة، دون الإشارة إلى العمر، والتفاوت في العمر لا يمنع الزواج ما دام وجد التوافق والانسجام العاطفي والفكري والثقافي والنفسي بينهما، فأنجح زيجات رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان فيهما فارق سن، فالسيدة عائشة التي تصغره بأعوامٍ كثيرة والسيدة خديجة رضي الله عنها التي تكبره بكثير، كانتا من أنجح زيجاته عليه الصلاة والسلام؛ حيث كانتا الأقرب إلى نفسه.

لكن بعض الناس تنظر بحساسية إلى سن الزوجة، فهم يريدونها، وبخاصة الرجل، المنجبة للأطفال، الجميلة المدللة، القائمة بأعباء المنزل، العاملة على راحة زوجها وإسعاده، ومن شروط ذلك، من وجهة نظرهم، أن تكون أصغر من الزوج(8).

لماذا تقبل المرأة الارتباط بمن يكبرها في العمر:

وإذا كنا سنتساءل عن سبب زواج تلك الفتاة من ذلك الزوج الذي يكبرها في السن، بذلك الفارق الكبير، سنجد الأسباب التالية:

أولًا: ربما خوَّفها أهلها من ذلك الشبح الذي يسمونه شبح العنوسة، القادم على بنات ذلك الجيل الجديد، فعند تقدم أول عريس لها سيوافقون عليه، بغض النظر عن ذلك الفارق العمري الرهيب بينهما، ويتم الأمر بموافقتها وموافقة أهلها.

ثانيًا: عندما يكون ذلك الزوج ماديًا هو أفضل بكثير من شباب تلك الأيام، الذي ما زال في مرحلة بناء النفس والوجدان؛ لأنه لن يستطيع أن يقدم لها ما تريد من وسائل الترف المادي والاجتماعي الذي تتمنى أن تعيش فيه.

ثالثًا: ربما عامل نفسي؛ مثل: افتقادها لدور الأب في مسيرة حياتها، فعندما تقابل ذلك الشخص الذي فيه أنه سيعوضها عن تلك المشاعر الأبوية، فتبادر بالموافقة على الارتباط به.

رابعًا: يكون صاحب شخصية جذابة ومختلفة عن الشباب في جيلها، ربما تجدهم تافهين وغير مبالين لكثير من الأمور، وشخصيتهم معدومة وغير طموحين.

دوافع الرجل لاختيار زوجة أكبر منه سنًا:

أما عن اختيار الزوج للزوجة الأكبر سنًا، وهو الأمر الذي لا يتقبله المجتمع، خاصة وإن كان ذلك الفارق كبير جدًا، يتعدى الخمسة أعوام.

أولًا: يرى فيها تلك الفتاه الناضجة فكريًا وأنثويًا، وتتخذ القرارات بشكل صحيح، وستتحمل المسئولية كاملة له ولأسرته، في حين أن تلك الأمور ربما لا يجدها في بنات جيله.

ثانيًا: أن تكون صاحبة منصب اجتماعي قوي، ووظيفة كبيرة، فيرتبط بها كداعم اجتماعي قوي له؛  بسبب عملها أو وضعها الاجتماعي المميز(9).

التأثيرات الإيجابية لفارق السن:

- يملك الزوج المتقدم في العمر القدرة على تحمّل زوجته ومشاكلها، ويعمل على استيعابها في كافة المواقف التي تمر بها.

- الاحترام المتبادل بين الزوجين لا يزول، حتى لو تطورت المشاكل والخلافات بينهما.

- يمنح الرجل المتقدم في العمر العطف والحنان لزوجته؛ بسبب تحملها للمسئولية واستيعابها لهذا الفرق في العمر.

التأثيرات السلبية لفارق السن:

1- صعوبة فهم الطرف الآخر والمشاركة معه: عندما يكون الفارق في السن كبير بين الزوجين فإن الطرف الأكبر بعد مرور عدة سنوات يصعب عليه مجاراة شريك حياته في العلاقة الخاصة، أو في الأنشطة الاجتماعية المختلفة؛ كالتنقل من مكان لمكان والسفر والرحلات، وبالتالي يكون له التأثير السلبي على الزوج أو الزوجة.

2- محاولة الطرف الأكبر من تغيير تفكير وعادات الطرف الأصغر: محاولة الطرف الأكبر في العلاقة أن يغير من تفكير الطرف الأصغر بحجة أنه أكبر منه في السن وأكثر منه خبرة؛ وبالتالي فهو يحاول تعويد الطرف الأصغر على معتقداته وتفكيره، وإجباره على تنفيذها، وهو ما لا يتقبله الطرف الآخر.

3- مخاوف عدم الإنجاب أو عدم المشاركة في تربية الأولاد: توجد الكثير من المخاوف لدى الآباء في حالة زواج الابنة من رجل أكبر منها بكثير، فلا تستطيع أن تعيش معه حياة طبيعية، كما يمكن أن تنجب الزوجة أطفالًا تقوم بتربيتهم وحدها لدخول زوجها في مراحل الشيخوخة.

كما يوجد مخاوف أيضًا من زواج الابن لزوجة أكبر منه في العمر بكثير، فتقل فرصة الإنجاب وحصولهما على الأبناء.

أشارت دراسة، قامت بها مؤسسة اجتماعية ألمانية، إلى أن هناك أربع حقائق هامة حول موضوع فارق السن، وهي:

1- الرجل الذي يتزوج من امرأة تصغره بكثير يعيش أطول لأنه يهتم بنفسه أكثر من الناحية الصحية والجمالية.

2- المرأة التي تتزوج من رجل يصغرها كثيرًا في العمر تتعرض للتمييز في المجتمع.

3- المرأة التي تتزوج من رجل يكبرها كثيرًا تعتني به وبصحته كي يعيش أطول فترة ممكنة.

4- الرجل الذي يتزوج من امرأة تكبره لا يهتم بنفسه صحيًا وجماليًا(10).

ما هو الفرق المثالي في العمر؟

من الصعب للغاية تحديد فرق مناسب في العمر بين الزوجين، لا سيما مع نجاح علاقات يكون الفرق العمري فيها كبيرًا، وفشل علاقات تخلو من فرق العمر، لكن بشكل عام يفضل الخبراء انتماء الزوجين لنفس الجيل إذا اعتبرنا أن الفرق بين أبناء الجيل الواحد قد يصل إلى خمسة عشر عامًا.

المعايير الاجتماعية للزواج:

التعليم: من الضروري مراعاة المستوى التعليمي لكلا الزوجين، بحيث يكون هناك تقارب في المستوى، يفضل أن ترتبط السيدة بمن يكافئها في مستواها التعليمي.

لا ينصح بوجود فارق في المستوى التعليمي بينهما بسبب اختلاف الثقافة وإمكانية حدوث فجوة في المستوى الفكري، ويعد التعليم معيارًا للرجل؛ لأنه يرفض أن تتفوق المرأة عليه في مستقبل حياتهما المشترك.

البيئة: يعتبر هذا العامل مهمًا للوصول إلى مرحلة الاستقرار في العائلة.

يعرف هذا المعيار بما يسمى بالتوافق البيئي؛ حيث إن الرجل يرتبط بزوجة من البيئة المشابهة له في معيشته.

المال: التقارب في المستوى المادي شيء أساسي لتفادي حدوث الكثير من المشاكل، خصوصًا في حال كانت السيدة من الطبقة الغنية، ستشعر بالنقص في حال كان الزوج في مستوى أقل من مستواها المادي؛ مما يؤدي لحدوث العديد من المشاكل.

العمر: لا بد من وجود توافق في العمر بين الرجل والمرأة للارتباط، كما أن معظم الدراسات تشير إلى عدم وجود فارق معين مناسب(11).

قال العلامة الألباني: «ينبغي ألا يزوِّج صغيرته، ولو بالغة، من رجل يكبرها في السن كثيرًا؛ بل ينبغي أن يلاحظ تقاربهما في السن، لما روى النسائي بسند صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة رضي الله عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها صغيرة)، فخطبها علي؛ فزوجها منه»(12).

قال السندي في شرحه على سنن النسائي: «فيه أن الموافقة في السن أو المقاربة مرعية؛ لكونها أقرب إلى الألفة، نعم؛ قد يُترك ذلك لِما هو أعلى منه، كما في تزويج عائشة رضي الله عنها»(13).

وعلى هذا فإن فارق العمر بين الأزواج ليس له أثر في الحياة الزوجية ما دام هناك ما يعوِّض عنه من الخُلُق والدين، فقد يتزوج الرجل ممن هي أصغر منه أو أكبر وينجح الزواج، فنجاح الزواج أو عدمه راجع بالدرجة الأولى لكل من الزوجين، نعم قد يسهم تقارب العمر في ذلك، ولكن ليس وحده.

***

______________

(1) فرق السن بين الزوج والزوجة، مدونة: مودة.

(2) تفسير الشعراوي (19/ 11619).

(3) فرق السن بين الزوج والزوجة.

(4) إمتاع الأسماع، للمقريزي (1/ 10).

(5) أخرجه الترمذي (1084).

(6) فارق السن بين الزوجين، خالد المصلح.

(7) الفرق المناسب بين الزوجين، موقع: موضوع.

(8) فارق السن في الزواج بين المطلوب (والمعيوب)!! لها أون لاين.

(9) فارق السن في الزواج والتعامل معه، منتديات: أمينة.

(10) عيوب لفرق السن الكبير بين الزوجين، موقع: العرب اليوم.

(11) كل ما يخص الحياة الزوجية، منتدى: بريق عينيك.

(12) أخرجه النسائي (3221).

(13) التعليقات الرضية على الروضة الندية (2/ 151) حاشية.