logo

مشكلة الألفاظ النابية عند الأطفال


بتاريخ : الاثنين ، 12 رمضان ، 1444 الموافق 03 أبريل 2023
بقلم : تيار الاصلاح
مشكلة الألفاظ النابية عند الأطفال

تعد مشكلة تلفظ الأطفال بشتائم وألفاظ نابيه من أهم المشاكل التي تعاني منها العديد من الأسر، وهنالك العديد من الأسباب التي تدفع الطفل إلى تعلم السباب والشتم والتعود عليه، لعل أهمها سماعه لوالديه والمقربين منه، وهم يرددون ذلك، فتعلق في ذهنه بسرعة حتى قبل أن يتعلم لغة التخاطب، مع العلم أن الطفل يتعلم الشتم أسرع بأربعة مرات مقارنة بالكلمات الاعتيادية.

فالأسر تعد المؤثر الأول في حياة الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويتشرب القيم الثقافية والاجتماعية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء» (1)، وعندما يصبح الطفل في مرحلة يتمكن من الاعتماد على الذات بعد أن يستطيع المشي والتواصل اللغوي مع دائرة أوسع من الأسرة يبدأ باكتساب عادات سلوكيه جديدة، قد تكون دخيلة على الأسرة، ويبدأ بتقليد الألفاظ النابية والكلمات التي يرددها الآخرون بشكل أعمى، حتى دون وعي بمعانيها، وتشكل الألفاظ النابية أحد مكتسبات الطفل من بيئته المحيطة، لكنها من الأمور السلبية المؤرقة للأسرة، والتي تستهجن بدورها هذه الألفاظ.

يقول الله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيْعًا عَلِيْمًا} [النساء: 148]، يقول السعدي رحمه الله: يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، أي: يبغض ذلك، ويمقته، ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن: كالشتم، والقذف، والسب ونحو ذلك، فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله.

ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول: كالذكر، والكلام الطيب الليِّن (2).

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (3)، أي شتمه والتكلم في عرضه بما يعيبه ويؤذيه.

قال إبراهيم الحربي: السباب أشد من السب، وهو أن يقول في الرجل ما فيه وما ليس فيه يريد بذلك عيبه (4).

عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه» قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه» (5).

فبين أنه وإن لم يتعاط السب بنفسه فقد يقع منه التسبب، فإذا كان التسبب في لعن الوالدين من أكبر الكبائر فالتصريح بلعنهما أشد (6).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» (7).

يقول المباركفوري رحمه الله: قوله: «ليس المؤمن» أي: الكامل، «بالطعان» أي: عيَّابًا الناس، «ولا اللعان» ولعل اختيار صيغة المبالغة فيها؛ لأن الكامل قل أن يخلو عن المنقصة بالكلية، «ولا الفاحش» أي: فاعل الفحش أو قائله، وفي النهاية: أي: من له الفحش في كلامه وفعاله، قيل: أي: الشاتم، والظاهر أن المراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره، «ولا البذيء» قال القاري: هو الذي لا حياء له (8).

هنالك أسباب عديدة تجعل الطفل يشتم؛ منها عندما يسمع من هو أكبر منه يشتم فيحاول أن يقلده، لا سيما أنه يعد من هو أكبر منه قدوة له غالبًا، يقلد ببراءة إذا كان بعمر صغير، أي أنه لا يدرك أن هذه الألفاظ النابية ستثير غضب الأهل، فهو يكون مجرد ببغاء يقلد كل ما يسمعه ببراءة.

ولذا فإن أول ما نبدأ به في تأديب أبنائنا هو تأديب أنفسنا، وذلك لأن الحسن عندهم ما استحسناه، والقبيح عندهم ما استقبحناه، فنحن قدوتهم، وإذا لم يسمع الطفل إلا الذكر والخير فإنه سوف يتكلم بالحكمة، والله تبارك وتعالى أخرجهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا قال تعالى: {وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]، وأول حاسة تعمل هي حاسة السمع، ومن هنا كان حرص الشريعة على المسارعة بطرح كلمات الأذان في أذن الوليد، وذلك لطرد الشيطان وإعلان الانتصار على هذا العدو، ولتكون كلمات التوحيد هي أول ما تطرق سمعه، والفلاح أن يعيش عليها ويموت وهو يرددها.

بعض الأطفال يعتقد أن الشتائم تعطي قوة لشخصيته، وبهذا يحاول الطفل أن يشتم؛ خاصة أمامهم ليحصل على قبولهم، وهنالك عدة حالات ومسببات تدفع الأطفال إلى تعلم السب والشتم والتعود عليه، ومنها أنه عند بداية انتقالهم لمرحلة اللعب مع الأطفال الآخرين يتولد لديهم إحساس بالصراع والنزاع؛ فيتسبب ذلك في توليد الرغبة لاستخدام كلمات عدائية مع الأطفال تظهر عدم رضاهم ومنازعتهم على الأشياء، فيستخدمون غالبًا الكلمات التي يسمعونها من الكلمات التي تعبر عن عدم رضاهم.

ومن الأمور المعيبة اجتماعيًا أن يتلفظ الطفل بكلمات سيئة غير مقبولة دينيًا أو اجتماعيًا، ولكن دعونا نتوقف على بعض الأمور المتعلقة بهذا الموضوع، ولا شك أن هناك مصادر يستقي منها الطفل مفرداته وأهمها:

الأهل في البيت: وهذا يعد المصدر الأساس؛ خاصةً في السنين الأولى من عمر الطفل، حيث يردد الكثير من المفردات دون وعي منه عن معاني هذه الكلمات، حين يسمع والديه يتلفظان بكلمات يرددها تلقائيًا.

المحيط الاجتماعي: وقد يستقي مفرداته من الأقارب والأصدقاء والعائلة والجيران حين يخالطهم الطفل فيتعلم منهم بعض الألفاظ.

فعند بداية انتقالهم لمرحلة اللعب مع الأطفال الآخرين يتولد لديهم إحساس بالصراع والنزاع؛ فيتسبب ذلك في توليد الرغبة لاستخدام كلمات عدائية مع الأطفال تظهر عدم رضاهم ومنازعتهم على الأشياء؛ فيستخدموا غالبًا الكلمات التي يسمعونها من والديهم عند الغضب، أو الكلمات التي تستخدم في الأماكن غير الجيدة كالحمام، وتكون وقتها أفضل الكلمات التي تعبر عن عدم رضاهم.

الحضانة ثم المدرسة: إن لهذه الأماكن تأثير مباشر على لغة الطفل، لأنه يختلط بالأطفال فيها ويتعامل معهم ويتعلم منهم.

وسائل الإعلام: ولعله الأخطر نتيجة انكباب الأطفال على متابعة البرامج التلفزيونية والتي تزخر بالألفاظ السيئة، حتى تلك البرامج المخصصة للأطفال، مع أنهم عادةً لا يعكفون عليها فقط وإنما يتعدون ذلك إلى برامج مخصصة للكبار في ظل غياب مراقبة الأهل، وهنا يكمن خطر استقاء الطفل لهذه الألفاظ الغير مقبولة، وربما أيضًا القيم الغريبة عن ديننا ومجتمعنا (9).

هناك أسباب أخرى للشتم: وهي أن يستخدم الطفل الشتم على سبيل المرح ولجلب اهتمام الآخرين وليس للعداء مع الآخرين، كأن يكون صوت كلمة الشتم جميل وله نغمة وعذوبة، ويعالج ذلك بأن نطلب منه الذهاب إلى مكان لوحده ويكرر لفظ الكلمة عدد ما يشاء وحيدًا وبعيدًا عنهم، ويعلم أنه قد يؤذي الآخرين ولا يريدون سماعها، أو نحاول استبدال كلمة الشتم بكلمة مشابهة لها في الصوت والنغمة مثل حمار بفنار أو محار وكلب بقلب.

أما طريقة العلاج فهي كالآتي:

1- يجب أن يكون رد الفعل الأول عدم الضحك مهما كان اللفظ أو الموقف مضحكًا، فالضحك يدفعه إلى التكرار.

2- قد يكون التجاهل والتغافل في البدء خير علاج خصوصًا للأطفال ما بين سن الثانية إلى الرابعة، وبعض الأطفال يتلفظون بهذه الألفاظ لأنهم يرون أن ذلك لا يعجبك وأنه يؤلمك حين يتلفظ بها، فعدم الاهتمام والانفعال يؤثر على الطفل الصغير أكثر من غضب الوالدين الشديد، إذا قد يكون الطفل يحب استثمار الوالدين ولفت أنظارهم؛ فيخرج بذلك ويصر على هذه الكلمات.

3- معرفة سبب الألفاظ، فإن كانت من الأسرة فعلى الوالدين أن يكونا القدوة الحسنة لأطفالهم، فالقدوة الحسنة تعد المؤثر الأول في الأطفال، ولذلك نرى أن كثيرًا من الأسر تبتعد عن اللعن، فيبتعد أطفالهم عنه، ودائمًا يكون التعبير بالقدوة هو أفضل الوسائل لتدريب الطفل، ومعالجة ترد على مسامع الأطفال الكثير من الألفاظ غير اللّائقة من مصادر مختلفة سواء ممّن يكبرهم سنًّا في المنزل، من التلفزيون، من أصدقائهم، وسرعان ما يردّدونها.

4- إذا كان مصدر الكلام البذيء هو أحد الأقران ولأول مرة فيعزل عنه فترة مؤقتة، وفي نفس الوقت يغذى الطفل بالكلام الطيب كبديل عن هذه الألفاظ، ويحذر من الكلام السيئ، حتى يتركه، وإذا عاد للاختلاط فإنه يكون موجهًا ومرشدًا للطفل الآخر.

5- إحلال السلوك القويم محل السلوك المرفوض، ويكون ذلك بالبحث عن مصدر وجود الألفاظ البذيئة في قاموس الطفل، إذ إن الطفل جهاز محاكاة للبيئة المحيطة، فهذه الألفاظ التي يقذفها هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة، الأسرة، الجيران، الأقران، الحضانة...

6- الإدراك أن طبيعة تغيير أي سلوك هي طبيعة تدريجية، فلا نتوقع أن يتخلص الطفل من هذه الألفاظ بسرعة، لكن المهم التدخل بشكل سريع عند ظهور هذا السلوك قبل تفاقمه، إضافة إلى التحلي بالصبر والهدوء في علاج الأمر.

ضوابط مهمة:

وإذا سمع المربي من أطفاله ألفاظًا بذيئة أو سبابًا أو لعنًا فإنه يسارع إلى التوجيه والتصويب ولن يفيد ذلك التصحيح إلا إذا راعينا ما يلي:

بداية تجنب العنف عند تصويب الأخطاء؛ وذلك بالاهتمام بالتدرج في الإصلاح، فإذا أخطأ الطفل فإن الخطوة الأولى هي التفاعل حتى لا نرسخ الخطأ في ذهنه ثم بإظهار عدم الرضا، فإن الطفل قبل أن يخطئ ينظر في وجوه والديه ومن حضره، ويقرأ الرضا وعدمه في وجوههم فعلينا أن نظهر عدم الرضا بالخطأ.

ثم تأتي مرحلة التعليم والتوجيه، فإن تكرر الخطأ يمكن أن نفرك إذنه وننظر إليه بغضب، ثم تأني مرحلة التهديد، ثم مرحلة تعليق السوط، والتذكير بالله، ثم استعمال العصا، ولا أظن أن المربي الناجح يحتاج للعصا إلا في إطار ضيق جدًا ومع نوعية معينة في الأطفال وحتى عندما نضرب الطفل لا بد من ملاحظة الآتي:

1- أن تكون العقوبة على قدر الجرم كما قال الإمام أحمد: على قدر ذنوبهم إذا بلغوا عشرًا.

2- ألا يكون عمر الطفل أقل من عشر سنوات.

3- ألا يتخذ المربي الضرب عادة له.

4- ألا يكون بآلة حادة، فلا يجوز أن يكسر عظمًا أو يخدش جسدًا مع ضرورة تجنب الأماكن الحساسة.

5- ألا يصاحب الضرب توبيخ.

6- أن نتوقف عن الضرب إذ بكى أو هرب.

وهذه بعض النصائح والأشياء التي تعين الأطفال على ترك السباب والشتم:

1- دعاء الوالدين فعليكم باللجوء إلى من يجيب من دعاه.

2- تنقية الألفاظ من قبل الكبار وتعويد النفس القول الحسن حتى عند الغضب كأن نقول: (الله يهديكم)، (الله يصلحكم). قال تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24].

3- العدل بين الأطفال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعدلوا بين أولادكم اعدلوا بين أبنائكم» (10).

4- الإشباع العاطفي حتى لا يحتاج الطفل إلى شيء يلفت به الأنظار والاهتمام، عن عبد الله بن شداد، عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ساجد فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال: «كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته» (11).

5- تعليمهم الأذكار والكلمات الطيبة وتحفيز المحاسن، من عمر بن أبي سلمة، قال: كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي: «يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك» (12).

6- مراقبة البرامج التي يشاهدونها، والرفقة التي يجالسونها.

7- الارتباط بأسر طيبة مع ضرورة الاتفاق على أسس صحيحة مع تلك الأسر.

8- عدم إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، وعدم إعلان العجز عن العلاج فإن ذلك يدفع الطفل للمزيد.

9- الثناء على الأطفال وعلى الجميل من ألفاظهم أمام الأهل والجيران.

10- الفهم الدقيق لطبيعة المرحلة العمرية، فهي مرحلة لا تخلو من روح العناد.

11- إشعارهم بأن حبكم يزداد لمن يتكلم بالكلام الطيب.

12- تخويفهم من عقوبة الله لمن يسب ويشتم ويلعن (13).

ولا بدّ من أن يدرك الآباء والأمّهات أنّ تغيير سلوك الطفل أثناء التربية يعدّ أمرًا صعبًا للغاية، لذا يجب القيام بذلك تدريجيًّا، وبالتالي التحلّي بالصبر والهدوء أمر ضروريّ في علاج المشكلة والأخذ بالنصائح التالية:

- عدم إبداء أيّ انزعاج ملحوظ عند سماع كلمة نابية صادرة من الطفل للمرّة الأولى حتى لا يعطي لها أيّ أهميّة، وفي الوقت نفسه عدم إبداء ارتياح ورضا سواء بابتسامة أو ضحكة منعًا لتشجيع الطفل على تكرارها.

- تدريب الطفل على كيفيّة التعبير عن عدم رضاه بأسلوب مهذّب ومحترم.

- مكافأة الطفل بالتشجيع والمدح عند اعتراضه بأسلوب لائق.

- عدم الضحك من الكلام الذي أطلقه الطفل، فالضحك يدفعه إلى التكرار؛ لأن التهريج في هذا العمر يريحه، كما أن الحشمة لا تعنيه.

- تجنّب التلفّظ بألفاظ نابية أمام الأطفال أو التصرّف بشكل عصبيّ غير لائق.

- استخدام كلمات مقبولة للتعبير عن أمور أو أشياء غير لائقة أمام الأطفال.

- معاقبة الطفل على تلفظه بالشتائم بجلوسه في مكان ما في البيت بمفرده لمدّة دقيقة أو اثنتين إذا لم يستجب للتنبيه بعد 4 أو 5 مرّات.

- الحرمان الفوري من تعزيز إيجابي يحبه الطفل حتى لو كان الحرمان من المديح أو الابتسام، فالمهم أن تظهر الأسرة رفضها لهذا السلوك.    

- تعليمه ألفاظًا طيبة بديلة عما قاله، وشرح الموقف الذي حصل معه، وتعليمه رد الفعل المناسب الذي كان عليه اتخاذه.   

- توضيح عواقب الألفاظ التي قام بها، وأنها ليست من أخلاق ديننا الإسلامي، وبيان فضائل الخلق الحسن.       

- إظهار رفض الوالدين واستيائهما لهذا السلوك وذمه علنيًا، وقد تكون إيماءة بسيطة من الأب أو تعابير وجه الأم كفيلة بالتعبير عن الغضب لهذا السلوك.   

- الطلب منه الاعتذار كلما تلفظ بكلمة بذيئة، ولا بد من توقع أن سلوك الأسف سيكون صعبًا في بادئ الأمر على الصغير فتتم مقاطعته حتى يعتذر، وينال هذا الأمر بنوع من الحزم والثبات والاستمرارية.

- مقاطعة الطفل عند التفوّه بالشتم حتى يعتذر، ليأخذ هذا الأمر بحزم وجدّية.

قد لا تؤدي الخطوات المذكورة إلى نتائج سريعة وفعالة؛ لأن إحساس الطفل بقدرته على إحداث الأثر والانفعال على أعدائه - في اللعب بالسب والشتم أقوى من أثر الضرب؛ لذلك فهو يشبع رغبة جامحة تجعله يحرص على الشتم وتفضيله على الحلول الأخرى.

دائمًا يكون التعبير بالقدوة هو أفضل الوسائل لتدريب الطفل ومعالجة تلفظه بكلمات نابية، ولذلك يجب أن يتجنب الكبار التلفظ بما يكرهون أن يتلفظ به الصغار، وكذلك التصرف بانفعالات وعصبية وسلبية في المواقف، والتي بلا شك ستنتقل إلى الصغار الذين يفهمون أكثر بكثير مما يعتقد أهليهم انهم يفهمونه، فمثلًا عند اعتراض سيارة للأب أثناء قيادته ومعه الطفل يجب انضباط الأب وعدم التلفظ بالألفاظ غير اللائقة عن السائق الآخر وأمام الابن؛ وإلا سيكون خير مثال يحتذي به (14).

--------------

(1) أخرجه البخاري (1358)، ومسلم (2658).

(2) تيسير الكريم الرحمن (ص: 212).

(3) أخرجه البخاري (48)، ومسلم (64).

(4) تحفة الأحوذي (6/ 100).

(5) أخرجه البخاري (5973).

(6) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (9/ 4).

(7) أخرجه الترمذي (1977).

(8) تحفة الأحوذي (6/ 111).

(9) الألفاظ النابية عند الأطفال/ مركز الكفيل الأسري.

(10) أخرجه أبو داود (3544).

(11) أخرجه النسائي (1141).

(12) أخرجه مسلم (2022).

(13) السب والشتم عند الأطفال/ إسلام ويب.

(14) الألفاظ النابية عند الأطفال/ مركز الكفيل الأسري