عصبية الآباء
قصة وعبرة:
كســر الغلام زجاج نافذة البنا مـــن غـــير قــصد شــأنه شأن البشر
فــأتـاه والـــده وفي يــــده عــصــا غضبـــان كاللـــيث الجســـور إذا زأر
مسك الغلامَ يــدق أعــظم كـفه لــم يــبــق شيــئًا في عــصــاه ولــم يذر
والطفل يرقص كالذبيح ودمعه يجري كجري السيل أو دفق المطر
نام الغلام وفي الصباح أتت له الأم الـــرءوم فــأيــقـــظـــته عـــلى حـذر
وإذا بكـــــفيـــه كــــغــــصن أخــــضـــــر صرخت فجاء الزوج عاين فانبهر
وبلمـــحة نحـو الطبيب سعى به والقــلب يرجــف والفـــؤاد قـــد انفطر
قال الطــــبيب وفي يديه وريقة عجّــلْ ووقّــعْ هــاهــنا وخـــــذ العــــبر
كف الغلام تسممت إذ بالعصا صـــدأ قـــديــم في جــــوانــبها انتشر
في الحال تُقطَع كفُّه من قبل أن تسري السموم به ويزداد الخطر
نادى الأب المسكين واأسفى على ولـــدي ووقّــــعَ باكـــيًا ثـــم اســــتتر
قطع الطبيــب يديــه ثـــــم أتى بــه نحو الأب المنهار في كف القدر
قـــــال الغــــلام: أبي، وأَقْسَم باكيًا، لا لن أعود فرُدَّ ما مــني انبتر
شُــــدِهَ الأب الجاني وألقى نفسه من سطح مستشفًى رفيعٍ فانتحر
مع تزايد مشكلات الحياة، وتفاقم الضغوط الاقتصادية في عالمنا العربي أصبح يميل الجميع إلى العنف، خاصة اللفظي منه، وفي العادة يكون الأطفال هم الأكثر تضررًا من سلوك العصبية؛ فهم على موعد يومي مع الضجيج والغضب والصراخ والملامح المنفعلة؛ فإن نجوا من صراخ الوالدين في المنزل، سواء كان موجهًا لهم أو لغيرهم، فلن ينجوا من عصبية المعلمين بالمدارس أو غضب المارة في الشوارع.
وتعد العصبية من أبرز السلوكيات الضارة التي تؤثر بشكل مباشر على الأطفال، خاصة فيما يتعلق بتكوينهم الشخصي(1).
أيها الآباء، إنكم لن تجنوا من الشوك العنب:
أثبتت الدراسات التربوية والنفسية أن الطفل يولد بلا أي سلوك مكتسب، وأن شخصيته تتكون بنسبة كبيرة من أساليب التعامل معه أثناء طفولته، وتعتبر العصبية من أهم السلوكيات التي يكتسبها الصغير، والتي تبرز في التعاملات اليومية معه، خاصة الصادرة من الوالدين، فعندما يشاهد ويشعر بانفعالات والديه الغاضبة يتملكه سلوك العنف والعصبية، إلا إذا استطاع الوالدان التحكم في انفعالاتهما، وضبط مشاعر الغضب أمام أطفالهما، سواء كانت موجهة لهم أم لسواهم، فالأطفال يتمتعون بالحس المرهف، وبنسبة جميلة من الذكاء، تجعلهم أكثر حساسية لما يدور حولهم من سلوكيات الكبار(2).
فالأب العصبي في تصرفاته يعلم أطفاله هذا السلوك، والأم العصبية الثائرة دائمًا تعلم أولادها هذا السلوك, بعكس الأب والأم الهادئين؛ فإن الطفل يتعلم منهما السلوك الهادئ والمرن, فالطفل يتعلم ويقلد من حوله(3).
إن العصبية مع الأبناء تؤدي إلى أحد أمرين أو كلاهما معًا، يظهران من خلال المعادلتين التاليتين:
أما المعادلة الأولى فهي أن: العصبية= إهانة للشخصية= تدني تقدير الذات= ضعف الشخصية= ضعف الاحترام من الآخرين= الانقياد للآخرين أو ضعف القدرة على قيادتهم= التعرض أحيانًا لعدوان الآخرين.
والمعادلة الثانية هي أن: العصبية= رد فعل عصبي (لكل فعل رد فعل)= طفل عصبي عدواني.
والمعادلة الأولى يعمل بها الطفل مع من يكونون أكبر منه؛ فهو تعلم أن الكبير قوي وقاهر لمن هو أصغر منه، فهو ينقاد لهم، والمعادلة الثانية يعمل بها مع الأصغر منه، بوضع نفسه في موضع الكبير العصبي، أو قد يفرغ فيه ما يمارس عليه بطريقة غير مباشرة، فهو لا يستطيع أن يرد على أمه بشكل مباشر فيفرغ الضغوط على أخته الصغرى مثلًا؛ وقد يكون العدوان على الآخرين بسبب ضعف وتدني التقدير للذات، فيمارس العدوان كمحاولة لإثبات الذات(4).
كما أن الغضب والانفعال والعصبية إذا خرجت عن سياسة العقل وسيطرته، وأصبحت نمطًا يتكرر، وميلًا إلى الصراخ واستخدام كلمات العنف، وعدم القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بدون غضب؛ أدى إلى نتائج سلبية ومؤثرة على حياة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية والمهنية والأسرية، وعلى صحته النفسية والجسمية، وقد أوضحت بعض الدراسات ارتباط الغضب بالحالة الصحية للفرد، وما يعانيه من أمراض، وبخاصة أمراض القلب والجهاز الدوري، فالغضب إما أن يساعدنا أو يؤذينا ويؤذي الآخرين(5).
أسباب العصبية:
وفقًا لأبرز الدراسات والأبحاث التربوية فإن أسباب العصبية تنقسم إلى أسباب عضوية، أو أسباب نفسية، أو أسباب اجتماعية، وفيما يلي توضيح لأبرزها:
1- زيادة نسبة الثيروكسين في الغدة الدرقية من الأسباب الصحية التي تسبب المزاج الحاد والعصبية، وهذا يتطلب استشارة طبيب متخصص.
2- الضغط الذي يتعرض له الآباء من كثرة الالتزامات وأعباء الحياة، وقد لا يلاحظ الآباء ذلك، ولكن من المهم مناقشة الأمر بعد اكتشافه، ومحاولة تحديد الأولويات بما لا يؤثر على الحياة النفسية للأسرة.
3- المشكلات والمشاحنات الزوجية، التي تزايدت في الفترة الأخيرة، والتي لا بد من حلها؛ تجنبًا لما يتعرض له الأطفال من مشكلات على شخصياتهم ومستقبلهم.
4- غياب أو ضعف الدور التربوي لأحد الزوجين، وتحمل أحدهما جل المسئولية، يؤدي إلى إرهاق أحدهما وتعصبه وزيادة خوفه من المستقبل؛ لذا يجب على الطرفين مساعدة بعضهما في تحمل المسئولية.
5- كثير من الأمهات ينتابها إحساس بضياع عمرها وهى لا تنجز شيئًا يذكر أو شيئًا يرضيها، وفي هذه الحالة يجب احتواء الزوجة، وإفهامهما مدى أهمية تربية الأبناء، وأنهم زينة الحياة الدنيا، كما يمكن مساعدتها في ممارسة بعض الأنشطة التي تغير من مزاجها وتنعشه.
6- وقد تكون العصبية صفة موروثة؛ لذا من المهم الوقوف على السبب؛ لأن التشخيص عادة يكون نصف العلاج(6).
كيف السبيل؟
1- كظم الغيظ:
قال تعالى:{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}، فالغيظ انفعال بشري، تصاحبه أو تلاحقه فورة في الدم، فهو إحدى دفعات التكوين البشري، وإحدى ضروراته، ولكن على المؤمن أن يكظمه؛ أي لا يجعل الانفعال غالبًا على حسن السلوك والتدبير.
وإذا كان الإنسان مطالبًا بكظم الغيظ والعفو مع الناس، فمع الأهل والأولاد من باب أولى.
كذلك أوصانا الحبيب صلى الله عليه وسلم بأن نكبح جماح أنفسنا عند الغضب، ولا نسترسل معه؛ حتى لا يقودنا الغضب إلى ما لا يُحمد عقباه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»(7).
2- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:
فليتبع المربي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة أخطاء الأطفال، فقد روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله، ما قال لي: أفًا، قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟(8).
وعنه أيضًا أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا»، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله، لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لِمَا أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: «يا أنيس، أذهبت حيث أمرتك؟»، قال: قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله(9).
وهذا من سر النجاح في تربية الأولاد، وبدلًا من العصبية ينبغي استغلال الموقف في التوجيه إلى الصواب؛ فهذا أدعى لاستقرار التوجيه في النفس واستفادة الطفل منه، وقلما ينجح من هو عصبي في تربية أبنائه التربية الحسنة(10).
3- استحضار التوحيد الحقيقي:
جاء في فتح الباري لابن حجر: «قال الطوفي: أقوى الأشياء في دفع الغضب استحضار التوحيد الحقيقي؛ وهو أن لا فاعل إلا الله، وكل فاعل غيره فهو آلة له، فمن توجه إليه بمكروه من جهة غيره فاستحضر أن الله لو شاء لم يمكن ذلك الغير منه اندفع غضبه؛ لأنه لو غضب والحالة هذه كان غضبه على ربه جل وعلا، وهو خلاف العبودية، قلت [القائل هو ابن حجر]: وبهذا يظهر السر في أمره صلى الله عليه وسلم الذي غضب بأن يستعيذ من الشيطان؛ لأنه إذا توجه إلى الله في تلك الحالة بالاستعاذة به من الشيطان أمكنه استحضار ما ذكر، وإذا استمر الشيطان متلبسًا متمكنًا من الوسوسة لم يمكنه من استحضار شيء من ذلك، والله أعلم»(11).
4- ضبط النفس:
إن الغضب والعصبية الجنونية من الصفات السلبية في العملية التربوية، فإذا ملك الإنسان نفسه عند الغضب وكظم غيظه كان ذلك فلاحًا له ولأولاده، فالمقصود بضبط النفس أن تغضب ولكن ليس من قلبك وتعاقب بمزاجك، تعاقب وأنت تهدف من وراء العقاب شيئًا مهمًا، وهو التربية وتغيير السلوك السلبي الخاطئ إلى سلوك إيجابي صحيح، فلا تعاقب كرد فعل سريع للخطأ من غير أن تنوي قبل العقاب أن تغير من سلوك الصغير، وإلا فأنت حينئذ تكون قد عاقبت بالغضب والصياح بدلًا من التصحيح الهادئ، وكان الأَوْلى أن تظهر الغضب فقط.
ومن ضبط النفس أيضًا أن الصغير إذا ما اعترف بخطئه يتلاشى غضبك على وجه السرعة، ويتحول إلى ابتسامة رقيقة، وكذلك قد تتحول الابتسامة إلى تجهم عند الخطأ، وهكذا دون أن يتأثر القلب، ليربي الكبير الصغير وليس العكس، أن يصير الصغير هو الذي يستفزه، ويتحكم في حركاته وسكناته(12).
5- الاستعاذة من الشيطان:
فعن سليمان بن صرد قال: كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد»(13).
6- تغيير الوضع:
فلو كان قائمًا فليجلس، وإن كان جالسًا فليضطجع، لما رواه الإمام أحمد عن أبي الأسود عن أبي ذر، قال: كان يسقي على حوض له، فجاء قوم فقال: أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل: أنا، فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه، وكان أبو ذر قائمًا فجلس، ثم اضطجع، فقيل له: يا أبا ذر، لم جلست ثم اضطجعت؟ قال: فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع»(14).
جاء في معالم السنن للخطابي أن «القائم متهيئ للحركة والبطش، والقاعد دونه في هذا المعنى، والمضطجع ممنوع منهما، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا تبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد، والله أعلم»(15).
7- استصحاب الصبر أثناء التربية:
وهي قاعدة أرشدتنا إليها الآية الكريمة: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه:132].
فحل مشاكلنا التربوية، المرتبطة بالسلوكيات والأخلاقيات والعبادات، من الأمور الممكنة، ولكنها تحتاج إلى التسلح بالصبر والدعاء المستمرين وليس العارضين.
-8 تجاهل بعض الأخطاء:
فبعض الأخطاء حلها في تجاهلها، فيتجاهل المربي، الأب أو الأم، هذا الخطأ، ويتظاهر بعدم رؤيته له في حالة عدم إدراك المخطئ لرؤيته له، إلا إذا كان الأمر خطيرًا؛ مثل الاقتراب من الكهرباء أو النار، فعلى المربي، والحالة هذه، تنبيهه بصوت حذر، وليس بصرخة مفزعة.
9- الرحمة والحب:
يكاد يجمع التربويون على أن الحب والعطف والحنان من أهم دعائم وأساسيات التربية، فإن الحب يتمثل في الحنو على الولد، وتقبيله، واحتضانه، وإظهار محبته، والعطف عليه، والطفل وإن كان صغيرًا ضعيف الإدراك قليل الفهم إلا أنه يعي البسمة الحانية، ويدرك الغضب، فلا يمكن أن يتعلم الطفل الرحمة والحنان والعطف إذا كان والده يقسو عليه ولا يرحمه، فإن الآباء لا يمكن أن يربوا أولادهم بأسلوب الرهبة فقط؛ لا بد من الحب الفياض الغامر المتدفق من قلوب الآباء إلى أبنائهم، وهم بالتالي ينقلون هذا الحب إلى غيرهم(16).
كيفية السيطرة على تصرفات الطفل الاستفزازية:
قدم عدد من المختصين نصائح بشأن كيفية مواجهة التصرفات الاستفزازية، التي يقوم بها الطفل في بعض الأحيان، وتصيب الأهل بالقلق.
وأشار المختصون إلى أنه على الآباء التعامل مع الأفكار المزعجة، التي تسيطر عليهم، لكي يتعاملوا مع استفزازية وسلوك أطفالهم بصورة صحيحة وشكل إيجابي؛ لأن هناك اتصالًا وثيقًا بين الأهل والأطفال، فعندما يتخلص الآباء من الشعور بالاكتئاب أو الغضب، ويتعاملون مع المواقف بهدوء وسيطرة كاملة، من الطبيعي أن يكتسب الطفل هذا السلوك.
ونصح المختصون الآباء والأمهات بالأخذ في الاعتبار أنهم وأطفالهم يرتكبون الأخطاء؛ لذا عندما يرتكب الطفل أفعالًا مستفزة؛ ككسر بعض أثاث المنزل، أو قلب أطباق الطعام، لا بد من التعامل مع هذه المواقف بهدوء، دون فقد السيطرة على الأعصاب.
وأوصى الباحثون الأهل بمراقبة أفكارهم وأحاسيسهم للحظة عند التعرض للاستفزاز من الطفل، وعند الشعور بالاكتئاب والحزن عليهم استبدال هذا الشعور بالتأكد من أنه ليس هناك أم مثالية أو أب مثالي، وأن عليهم تجاوز الموقف بهدوء، وتصحيح خطأ الطفل دون انفعال(17).
________________
(1) موقع: أون إسلام، استشارة بعنوان: س: كيف تنتج طفلًا بلا شخصية ؟.. ج: عامله بعصبية!.
(2) موقع: أون إسلام، استشارة بعنوان: بهذه الخطوات نحمي أبناءنا من العصبية.
(3) موقع: الشبكة الإسلامية، مقال: عصبية الأطفال أعراضها وعلاجها.
(4) كيف تنتج طفلًا بلا شخصية ؟.. ج: عامله بعصبية!.
(5) استشارات موقع: الإسلام اليوم، استشارة بعنوان: علاج العصبية.
(6) كيف تنتج طفلًا بلا شخصية ؟.. ج: عامله بعصبية!.
(7) رواه البخاري (6114)، ومسلم (2608).
(8) رواه مسلم (2309).
(9) رواه مسلم (2310).
(10) موقع: الشبكة الإسلامية، فتوى بعنوان: تربية الأطفال بأسلوب غضبي لا يهذب أخلاقهم.
(11) فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر (10/521).
(12) أرشيف منتدى الألوكة-1، بالمكتبة الشاملة.
(13) رواه البخاري (3282)، ومسلم (2610).
(14) رواه أحمد (21348).
(15) معالم السنن، للخطابي (4/108).
(16) مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، عدنان باحارث، ص68.
(17) موقع: مفكرة الإسلام، مقال: نصائح للسيطرة على تصرفات الطفل الاستفزازية.