logo

طفلي بلغ السابعة


بتاريخ : الثلاثاء ، 19 شوّال ، 1444 الموافق 09 مايو 2023
بقلم : تيار الاصلاح
طفلي بلغ السابعة

يظهر معظم الأطفال في عمر السبع سنوات تعطشًا لا ينتهي للمعرفة، ويشعرون بفضول فطري، وإثارة حول الأشياء في العالم، فهم مستكشفون طبيعيون، وعلماء، ومحللون، وكثيرًا ما يسألون أسئلة حول كل شيء، كما يفتخرون بمشاركة معارفهم حول الأشياء، ويستمتعون غالبًا بإظهار مهارات الأطفال الصغار الذين يتقنونها هم أنفسهم، ويكتسبون العديد من السلوكيات بنوعيها، ويواجهون الكثير من التحديات.

لذا كان فهم التغيرات التي تحدث للطفل في عمر السابعة هو المفتاح الأساسي لتنشئة الطفل بشكل ناجح وتخطي جميع العقبات الشائعة في هذا العمر.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع» (1).

يعني إذا بلغ أولادكم سبعًا فأمروهم بأداء الصلاة ليعتادوها ويأنسوا بها، فإذا بلغوا عشرًا فاضربوهم على تركها، قال ابن عبد السلام: أمر للأولياء والصبي غير مخاطب إذ الأمر بالأمر بالشيء ليس أمرًا بذلك الشيء، «وفرقوا بينهم في المضاجع» أي: فرقوا بين أولادكم في مضاجعهم التي ينامون فيها إذا بلغوا عشرًا حذرًا من غوائل الشهوة وإن كن أخواته (2).

قال الطيبي: جمع بين الأمر بالصلاة والفرق بينهم في المضاجع في الطفولية تأديبًا لهم ومحافظة لأمر الله كله، وتعليمًا لهم، والمعاشرة بين الخلق، وأن لا يقفوا مواقف التهم فيجتنبوا المحارم (3).

من السابعة وإلى العاشرة ثلاث سنوات تكون للتمرين وللتدريب؛ لأن من لم يتمرن على الصلاة من الطفولة حتى لو آمن بها فإنه لا يواظب عليها إذا كبر، ونحن نعلم أن الكثير من أهل الخير الذين لم يمرنوا على الصلاة إلا بعد الكبر لا يصلون إلا وكأن الجبال على عواتقهم.

ونعلم أن الكثير من الناس الذين مرنوا على الصلاة من آبائهم ومربيهم، وهم في الطفولة إذا حاولوا ليلة نتيجة مرض أو تعب أو أي سبب أن يؤخروا الصلاة إلى آخر الليل يصيبهم الأرق، ولو كان أحدهم مجهدًا متعبًا، فإذا قام ليتوضأ ويصلي شعر وكأن حملًا ثقيلًا قد ألقاه عنه.

فالصلاة صلة بين العبد وربه، يلجأ إليها العبد في النوازل والملمات، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة: 45]، وقد وصى صلى الله عليه وسلم بتربية النشء في البداية وقبل البلوغ عليها، فقال عليه الصلاة والسلام: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر»، فيعود الصبي على الصلاة من السابعة إلى العاشرة ثلاث سنوات، بالترغيب وبالترهيب، وبإعطاء الحلوى والهدايا، وصحبته إلى المسجد، ثلاث سنوات، فإذا بلغ العاشرة، فإن كان خيّرًا طيبًا نقيًا كان ذلك كافيًا له في أن يرتاد المسجد وحده، وإلا ضرب ضرب تأديب لا ضرب تشفي، فإذا روّض من السابعة إلى العاشرة، ثم ألزم وضرب من العاشرة إلى الخامسة عشرة، فلا يجري القلم عليه إلا وقد أصبحت الصلاة جزءًا من دمه ولحمه، وما جنى إنسان على ولده أكثر من ترك تعليمه الصلاة، فعلى العبد أن يفعل ما في وسعه، والتوفيق والهداية من الله سبحانه وتعالى (4).

الصلاة راحة وطمأنينة:

إن على الآباء توفير فرص تجريبية للأبناء ليجربوا معنى الصلاة والتزام أدائها بخشوع، وانعكاسات ذلك على مشاعر السكينة والراحة، ومن خلال سرد القصص لهم عن معاني الصلاة في حياة النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يستريح بأداء الصلاة وتعزيز معاني السكينة التي تلازم أداء هذه العبادة.

ومن هنا كان عليه الصلاة والسلام يقول لبلال: «أرحنا بها يا بلال» (5)، أي: كان يرتاح عليه الصلاة والسلام بالصلاة، وبها كان يجد اليقين، وفيها قرة عينه صلى الله عليه وعلى آله.

والصلاة عماد الدين من تركها فقد كفر، والفرق بين المسلم والكافر ترك الصلاة.

قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]، أي: اصبر على الصلاة في نفسك وفي أهلك ولازمها في جميع الأوقات صحة ومرضًا، حضرًا وسفرًا، قائمًا وقاعدًا، ولا تتركها في حال من الأحوال، فما هي إلا أيام وتجد ذلك زادك الوحيد عند الله يوم القيامة (6).

ويقاس على أمر الصبي بالصلاة والطهارة سائر الوظائف الدينية وتعريفه بتحريم الزنى وشبهه، والخمر، والغيبة، وما إلى ذلك لقوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ} فإن لم يكونا مميزين لم يؤمرا لأنهما لا تصح من غير مميز، أما لو حصل التمييز قبل إتمام السبع فلا يجب الأمر، والحكمة من ذلك التمرين على العبادة ليعتادها فلا يتركاها إن شاء الله، ولا يقتصر الأمر على مجرد الصيغة، بل لا بد معه من التهديد كأن يقول: صل وإلا ضربتك.

ويضرب الصبي والصبية على ترك الصلاة ونحوها بعد تمام عشر سنين، ضربًا رفيقًا غير عنيف لأنه للتأديب لا للعقوبة (7).

طرق ترغيب الطفل بالصلاة وتحبيبها إليه:

- تذكير الطفل دائمًا بفضل الصلاة ومكانتها في الإسلام، وفضائل السنن مثل الوتر والرواتب.

- الثناء عليه ومدحه إذا قام بأداء الصلاة جماعة دون تذكير من أحد.

- اصطحابه إلى المساجد الكبرى، وصلاة الجمعة.

- تعويد الطفل على النوم مبكرًا ليأخذ حاجته من النوم، فيستيقظ مبكرًا لأداء صلاة الفجر.

- ضرب الطفل ضربًا غير مبرح فيما يتعلق بصلاة الفرض، إن لم ينفع معه أسلوب الترغيب.

تأديب الطفل وضربه لأداء الصلاة:

يؤمر الطفل بالصلاة إذا بلغ سن السابعة، ويتم ذلك عن طريق الترغيب بكل الوسائل المشروعة، فإن لم يمكن باستخدام جميع وسائل الترغيب لجأ ولي أمر الطفل إلى التأديب.

وقد ذكر الفقهاء أن الضرب لتعليم الأطفال الصلاة وتعويدهم عليها مشروع إن كانت له فائدة، ومن الصبيان من لا ينفع معه الضرب ومنهم من يفيد معه، فإن لم يكن الطفل ممن ينفع معهم الطفل لم يشرع، ففي فقه الامام مالك أنه عند كلامه على أمر الصبي بالصلاة نص على: وإذا دخل في عشر سنين ولم يمتثل بالقول ضرب ضربًا خفيفًا مؤلمًا حيث علم إفادته، والصواب اعتبار الضرب بحال الصبيان.

وقال العدوي معلقًا: إذا علم أن الضرب لا يفيد، فإنه لا يفعله؛ إذ الوسيلة إذا لم يترتب عليها مقصدها لا تشرع (8).

ومع ذلك فلا يجوز اللجوء إلى تأديب الطفل وضربه إلا بعد انتهاء جميع الوسائل الأخرى، مع الحرص على التزام الرفق في جميع ما ذكر، وإذا لم يلتزم الطفل بالسنن مثل الوتر فلا يجوز تأديبه على ذلك؛ لأن الأمر بالتأديب موجود في صلاة الفرض، مع ترغيبه بأدائها حتى إذا بلغ يكون لأمره بالصلاة وترغيبه فيها تأثيرًا عظيمًا بفضل الله، وإن لم يلتزم بها في سنه الصغير.

لمَ حدد الرسول صلى الله عليه وسلم العمر بالسبع:

لأنه لا بد للطفل أن يكون مميزًا ويعقل ما يسمعه، وفي الغالب أن الطفل يعقل في سن السبع سنين، وفيما دون هذا السن يغلب على الطفل أن يكون عقله ضعيفًا، لا يعقل الصلاة (9).

تهاون الآباء في تعويد الأطفال على الصلاة والذهاب إلى المسجد:

على الوالد أن يقوم بواجب تعويد الطفل على الصلاة، والواجب في هذا يقع على عاتق الأب والأم في أن يقوما بهذا الأمر لتربية الأولاد التربية الشرعية، وتوجيهم إلى الخير، ومن أهم الأمور ضمن التربية الشرعية أمر الأطفال بالصلاة عند بلوغهم سن السابعة، وضربهم عند بلوغهم سن العاشرة، ذكورًا كانوا أو إناثًا (10).

إن مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو يقلد حركاتهما أثناء الصلاة؛ يسبل عينيه خاشعًا ويتمتم فمه بما يحفظ من آيات؛ تمضي الأيام ويحملان على عاتقهما أن يعتاد هذا الطفل على الالتزام بأداء الفريضة خمس مرات في اليوم.

ومع بداية الرحلة في التدريب على الصلاة يعاني بعض الآباء من تكاسل الأطفال أو عدم التزامهم، ما يحتم عليهم الصبر وابتكار طرق محببة للأطفال واستخدام التعزيز وأسلوب القدوة ومبدأ التكرار إلى غير ذلك من الطرق التربوية التي تحقق الغاية مع مرور الوقت.

إن نجاح الأبوين في غرس بذرة أداء الصلاة في نفوس الأبناء يتجلى في أن يخفق قلب الناشئ كلما سمع الأذان؛ ويذكر من حوله بها، ويؤديها برغبته المطلقة ودون إلحاح من الوالدين، ويقف مصليًا في غياب الأهل وفي حضرتهم.

اسق طفلك الحب مع الصلاة:

إن الطفل يحب ما يفعل بعد ما تتاح له فرصة التجريب وبداية علاقة الطفل بالصلاة تكون عندما يرى العائلة تمارس هذه العبادة وتطبق تعاليمها.

إن رؤية الطفل لأفراد عائلته وهم يؤدون الصلاة بخشوع ووقار؛ يستميل قلب الطفل فهو الباحث عن القدوة، والذي سيلمس بهذا الأداء معاني السكينة والأمان.

يجب أن يسلك الوالدين درب التحبيب بالصلاة مع أطفالهم من خلال عمل جداول تعزيز لأداء الصلوات في بداية الأمر، وربط أداء الصلاة بأمور تفرحهم، فمثلًا بعد أداء صلاة الجمعة نعوّدهم على شراء المثلجات.

كما يجب أن تكون في البيت زاوية خاصة لأداء الصلاة، بداخلها سجادة خاصة ومصحف للطفل، فكلما أراد أن يصلي ذهب إلى هذه الزاوية.

التعزيز سر الاستمرارية:

إن الصلاة كأي عادة سلوكية تحتاج لتخطيط وثبات وتعزيز حتى نجني الاستمرارية في بداية الأمر، ومع مرور الوقت ونضوج الطفل سنلمس إحساسه بالمسؤولية تجاه أداء هذه العبادة ومبادرته لهذا الأداء، لأن هذا السلوك يعتمد على نمو الضمير لدى الإنسان ليستشعر بعظمة الصلاة كشعيرة ويستحث همته لأدائها دون تذكير من أحد بل من خلال دافع داخلي.

لا تستعجلوا الثمار:

إن أكبر خطأ منهجي تربوي في تعليم الصلاة يكمن في عدم إدراك موقع الصلاة في البناء الإيماني والمنظومة القيمية التربوية للمسلم الناشىء.

هناك فرقًا بين من ينظر للصلاة مجردةً كسلوك عملي مأمورٍ به، فيتعامل معها باعتبارها تكليفًا لا بدّ منْ أدائه بغض النظر عمّا ينبغي تأسيسه قيميًا وإيمانيًا قبل الوصول إليه، وعمّا ينبني عليها سلوكيًا وأخلاقيًا بعد تحقّقه.

إن جلّ الأخطاء التربوية في تعويد الأبناء على الصلاة -كاستعجال أدائها أو خشوعها أو التزام وقتها أو الضرب على التقصير في ذلك- هي أعراض؛ لعدم معرفة موقع الصلاة ومدى ارتباطها بالإيمان القلبي والعقلي في نفس الطفل المسلم.

هناك بناء إيمانيًا وتربية لا بد منها للوصول للمحافظة على الصلاة عند أبنائنا كما نتمنّى.

إن استعجال قطف الثمر يكاد يهلك الشجر، وترهيب طفل صغير من أجل الالتزام بأداء الصلاة قد يأتي بنتيجة سريعة في بعض الأحيان إلا أنها نتيجة مؤقتة.

إن كذب الأطفال بشأن الصلاة؛ كأن يقول: صليت وهو لم يصلّ هو من ثمار الترهيب، وقد يكون سببه الرغبة في التخلص من عبء الأداء للصلاة، وهو مؤشر للآباء لا بدّ أنْ يلتقطوه للانتباه لأخطائهم التربوية بشأن الصلاة.

إلى أن من أخطاء الآباء خلال تدريب الأبناء على أداء الصلاة "استعجال النتائج" أو عدم إدراك أن الصلاة الخاشعة المتقنة الدائمة؛ ثقيلة، إلا على منْ قويَ إيمانه واشتدّ عوده، وأبناؤنا لمّا يصلوا لذلك، يقول تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].

لا بد من التدرّج الهادئ معهم إيمانيًا وتربويًا للوصول لتلك المرحلة.. قائلًا إن من كرم الله علينا أنْ أتاح لنا مرحلة ما قبل البلوغ لنحقق ذلك.

فحين يبلغ أحدنا في حبّ والديه مبلغًا عظيمًا لنْ نجدَ صعوبة ولا كلفةً في طاعتهما والتزام أوامرهما -ولله المثل الأعلى- ناصحًا بالمداومة على فريضة تعريف الأبناء على الله والحديث عنه للوصول لمحبّة تفضي للصلاة له والصلة به.

وللعلم فإن الصلاة؛ حِمْلٌ يحمله الانسان لسنوات قد تستمر سبعين عامًا، انتبه فإمّا أنّ تقوّي كتفيه وظهره -بالإيمان واليقين- قبل أن تزيد عليه الحمل، فكم كسرت ظهور لشدّة الأحمال، وإمّا أن تخفف الوزن بالتدّرج والترغيب والتحبيب وصناعة القدوة الحسنة أمامه.

ومن الجيد أن يعقد الآباء جلسات قصية عنوانها الله؛ لتعريف الطفل بأسماء الله وصفاته ورحمته وقدرته، من خلال آي القرآن المتحدث عن ذلك وبأسلوبٍ شيّق وجميل، جلسات تؤسس للعلاقة مع الله وتغرس الإيمان، وتطرح سؤالات كيف نعبّر عن حب الله، وكيف نرضيه والإجابة دومًا تكون الصلاة.

إن جلسة أسبوعية إيمانية ستترك أثرًا كبيرًا على المربي والمتربي، وستزرع الإيمان وتعزز المحبة لله.

قال الله جل وعلا في حق أهل النار: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)} [المدثر: 42- 43]، فترك الصلاة من أعظم الأسباب في دخول النار؛ لأن تركها كفر أكبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» (11)، وقال عليه الصلاة والسلام: «ليس بين الرجل وبين الكفر والشرك إلا ترك الصلاة» (12)، فالصلاة لها شأن عظيم، وهي عمود الإسلام، وهي الفارقة بين المسلم والكافر.

فالواجب على كل مسلم ومسلمة قد بلغ الحلم وبلغت الحلم أن يؤدي الصلاة، وهو مأمور بها قبل أن يبلغ الحلم حتى يعتادها ويتمرن عليها، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن نأمر أبناءنا بالصلاة إذا بلغوا سبعًا ونضربهم عليها إذا بلغوا عشرًا، وهكذا الفتيات، أما من بلغ فيجب عليه أن يصلي، وإذا تأخر عن الصلاة وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله؛ لأن الصلاة أمرها عظيم، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام.

الأمر ليس إليك الأمر إلى الله، يقول الله سبحانه: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]، ويقول سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56]، لما اجتهد في هداية عمه أبي طالب لم يتيسر له ذلك، فأنزل الله عليه سبحانه وتعالى قوله سبحانه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56] ففي هذا عزاء، وفيه تسلية لك ولأمثالك، إذا أبى ابنك أن يهتدي ولم يوافق فلك في رسول الله عليه الصلاة والسلام الأسوة الحسنة، فإذا نصحت ووجهت وأمرت فالأمر إلى الله سبحانه وتعالى (13).

مشاكل الأطفال في سن السابعة:

إليك بعض السلوكيات الخاطئة التي يميل الأطفال إلى إظهارها من وقت لآخر، وكيف يمكنك التعامل معها:

عدم الاحترام:

عندما تتحدث إليك ابنتك البالغة من العمر ثلاث سنوات معك، فقد يبدو الأمر مضحكًا ورائعًا، ولكن عندما تصرخ فتاتك البالغة من العمر سبع سنوات على “لا” في كل مرة تخبرها فيها أن تفعل شيئًا ما، فإنها يمكن أن تثير أعصابك.

والحل هنا يكمن في التجاهل؛ إذا جادلك طفلك مرة أخرى ولم يتبع التعليمات الخاصة بك، فتجاهله، قد يكون تجاهل الارتداد على ما يرام إذا كان السلوك لا يهدد، أو يدمر.

إذا كانت ردود الطفل تهدد الآخرين أو النفس، فأنت بحاجة إلى الانتباه إلى ما يقولونه، والتعامل معه بعناية.

لا تستجيب باندفاع، دع الطفل يهدأ ثم تناول ما قاله، أخبرهم بهدوء عن السلوك المقبول، وما هو غير المقبول.

لغة مسيئة:

يصرخ الأطفال عندما يكونون غاضبين، لكن إذا بدؤوا في الغضب الشديد قبل بلوغهم سن العاشرة، يجب أن تقلقوا.

قد يبدأ الأطفال في الصراخ، أو استخدام لغة مسيئة لتوجيهك إلى حجة، أو لمجرد شق طريقهم.

عندما يستخدم طفلك لغة مسيئة، إليك ما يجب عليك فعله.

تأكد من أنك لا تستخدم هذه اللغة أمام الأطفال.

إذا كان طفلك يستخدم هذه اللغة، فصححها فورًا، أخبرهم أنها “كلمة سيئة” ولا يحب الناس هذه الكلمة.

إذا استخدمت هذه الكلمة أمام طفلك، اعتذر على الفور، يمكنك حتى أن تطلب من طفلك أن يذكرك بأنها كلمة سيئة.

السلوك العدواني أو العنيف:

لا بأس أن يغضب الأطفال، لكن إذا أصبح هذا الغضب عنيفًا، أو تحول إلى سلوك عدواني عند الأطفال، فهذه مشكلة.

اضطرابات المزاج، أو اضطراب السلوك، أو الصدمة، أو الاندفاع، أو الإحباط يمكن أن تسبب العدوان عند الأطفال الصغار، في بعض الأحيان، قد يلجأ طفلك إلى العنف للدفاع عن النفس.

يمكن أن يكون العدوان أيضًا سلوكًا مكتسبًا، فإذا كان طفلك يميل إلى الاستجابة لرد سلبي عن طريق الضرب، أو العض، أو الركل، فهذا ما يجب عليك فعله.

أ. قدر مشاعرهم، وعواطفهم، لكن أوضح أن الضرب، أو الركل، أو العض غير مسموح به، يمكنك قول شيء مثل “أعرف أنك غاضب. لكننا لا نعض، ولا نضرب، ولا نركل. لا للضرب!”

ب. الأهم من ذلك، أن تكون قدوة جيدة، وتجنب منحهم العقاب البدني، أيضًا قم بمكافأة السلوك الإيجابي غير العدواني.

الكذب:

من الشائع أن يكذب الأطفال، ومن الطبيعي أن يقلق الآباء عندما يمسكون بالأطفال وهم يكذبون، قد تشعر بالخيانة والأذى، وحتى تتساءل عما إذا كان بإمكانك الوثوق بالطفل مرة أخرى، لذلك عليك التعامل معه بحرص، وبأن تكون قدوة له.

البلطجة:

تعد البلطجة مشكلة خطيرة ومن أهم مشاكل الأطفال في سن السابعة، قد تؤدي البلطجة إلى الإساءة العاطفية، والجسدية للضحية، يميل الأطفال إلى البلطجة للآخرين ليشعروا بالقوة، وأيضًا يعتقدون أن البلطجة تحل مشاكلهم الاجتماعية بسهولة.

عندما يصبح التعامل مع المشاعر أمرًا صعبًا، يميل الأطفال إلى التنمر لإصلاح الأشياء، إذا وجدت أن طفلك يتنمر بالآخرين، فعليك أن تتصرف على الفور.

التلاعب:

التلاعب صعب، وسلوك مرهق للغاية للتعامل معه، يميل الأطفال إلى الكذب، أو البكاء للحصول على ما يريدون.

إذا استسلمت للسلوك السيء لدى الأطفال، فسيشعر طفلك بأنه له ما يبرره.

توقع من طفلك القتال في كل مرة تقول فيها “لا”، بهذه الطريقة، يمكنك معرفة كيفية التعامل مع سلوكهم، وعدم الوقوع في التلاعب.

وضح أنه عندما تقول “لا”، فهذا يعني لا، يمكنك أن تقدم لهم شرحًا موجزًا ​​لموقفك، لكن لا تدخل في تبريره.

عدم وجود الدافع أو الكسل:

لا يبدو طفلك مهتمًا بأي شيء على الإطلاق، سواء كان ذلك العمل المدرسي، أو الفن، أو الموسيقى، أو حتى اللعب، فهو يرفض المشاركة.

تحفيز الأطفال ليس بالأمر السهل، خاصة إذا كانوا كسولين، ويميلون إلى إيجاد عذر لعدم القيام بأي شيء.

عندما يكون ابنك أو ابنتك غير متحمسين، فإليك الطريقة التي يمكنك بها المساعدة.

أ. يمكنك إخبارهم بقصص عن طفولتك، ومشاركة تجاربك لتلهمهم، وتشجعهم على تجربة شيء جديد.

ب. لا تجبر طفلك على ممارسة هواية، أعطهم خيارات، ودعهم يختارون، الأطفال أكثر اهتمامًا بشيء يختارونه.

مشاكل السلوك في المدرسة:

أنا أكره المدرسة!” هل هذا شيء تسمعه من طفل يبلغ من العمر سبع سنوات كل صباح؟، غالبًا ما يمنح الأطفال الآباء وقتًا عصيبًا برفضهم الذهاب إلى المدرسة، أو إكمال الواجبات المنزلية في الوقت المناسب.

قد يرفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة لأسباب عديدة: التنمر، والقضايا الأكاديمية، ومقاومة السلطة والقواعد، أو القلق من الانفصال عن أولياء الأمور، فأدرك السبب وعالجه أولًا (14).

---------

(1) أخرجه أبو داود (495).

(2) فيض القدير (5/ 521).

(3) عون المعبود وحاشية ابن القيم (2/ 115).

(4) شرح الأربعين النووية لعطية سالم (49/ 8)، بترقيم الشاملة آليًا.

(5) أخرجه الطبراني في الكبير (6215).

(6) تفسير المنتصر الكتاني (45/ 8)، بترقيم الشاملة آليًا.

(7) فقه العبادات على المذهب الشافعي (1/ 222)، بترقيم الشاملة آليًا.

(8) شرح مختصر خليل للخرشي (1/ 221).

(9) باب أمر الصبي بالصلاة تمرينًا لا وجوبًا/ موقع الشيخ ابن باز.

(10) يؤمر الطفل بالصلاة إذا بلغ سن/ موقع محتويات.

(11) أخرجه الترمذي (2621).

(12) أخرجه الطبراني (5289).

(13) ما واجب الأم تجاه ولدها الذي لا يصلي؟ ابن باز.

(14) مشاكل الأطفال في سن السابعة/ موقع المعلومات.