logo

دستور البيت المسلم


بتاريخ : الخميس ، 27 رمضان ، 1443 الموافق 28 أبريل 2022
بقلم : تيار الاصلاح
دستور البيت المسلم

اهتم الإسلام بالأسرة وبالبيت المسلم فهو نواة الأمة الإسلامية، وفيه تعيش الأسرة جزءًا كبيرًا من حياتها فيعتبر كل بيت دولة مستقلة بذاتها لها تعاملاتها الداخلية بين أعضائها والخارجية مع الأفراد خارج نطاقها، وبالتالي لا بد أن يحكمها دستور يشمل مجموعة من القوانين والقواعد المنظمة لها، والتي تتسم بالمرونة واليسر أثناء التنفيذ، وتكون محركًا أساسيًا للفرد؛ سواء داخل حدود بيته، أو في تعامله مع الآخرين في إطار المجتمع الكبير الذي يعيش فيه، فهناك الكثير من البيوت المسلمة التي تسير دون أهداف أو قواعد تحركها الرياح كما تشاء، فتارة تكون سعيدة هادئة، وتارات كثيرة تعصف بها الرياح محدثة شروخ كثيرة في جدارها.

إن أهم مواصفات البيت المسلم أن يقوم أولًا على الإيمان بالله وطاعته وإخلاص النية له، وثانيًا على التفاهم المتبادل بين الزوج والزوجة الذي ينعكس على أولادهم وتربيتهم تربية سوية من عدمها، ومن أهم قواعد دستور الأسرة والبيت المسلم، ما يلي:

الحب الصادق والإخلاص النقي:

ولا شك أن المحبة بين الرجال والنساء شيء فطري في الطبيعة الإنسانية، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]، قال ابن كثير: فلا ألفة بين زوجين أعظم مما بين الزوجين؛ ولهذا ذكر تعالى أن الساحر ربما توصل بكيده إلى التفرقة بين المرء وزوجه (1).

وقال أيضًا: فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو لرحمة بها، بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجة إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما، وغير ذلك (2).

والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الآخر، وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة.

ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجًا، وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر، وجعلت في تلك الصلة سكنًا للنفس والعصب، وراحة للجسم والقلب، واستقرارًا للحياة والمعاش، وأنسًا للأرواح والضمائر، واطمئنانًا للرجل والمرأة على السواء.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فيدركون حكمة الخالق في خلق كل من الجنسين على نحو يجعله موافقًا للآخر، ملبيًا لحاجته الفطرية: نفسية وعقلية وجسدية، بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء، والمودة والرحمة، لأن تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر، وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد (3).

فالإسلام نظام أسرة؛ البيت في اعتباره مثابة وسكن، في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر، وفي كنفه تنبت الطفولة، وتدرج الحداثة، ومنه تمتد وشائج الرحمة وأواصر التكافل.

ومن ثم يصور العلاقة البيتية تصويرًا رفافًا شفيفًا، يشع منه التعاطف، وترف فيه الظلال، ويشيع فيه الندى، ويفوح منه العبير: {وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}، {هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، فهي صلة النفس بالنفس، وهي صلة السكن والقرار، وهي صلة المودة والرحمة، وهي صلة الستر والتجمل.

وإن الإنسان ليحس في الألفاظ ذاتها حنوًا ورفقًا، ويستروح من خلالها نداوة وظلًا، وإنها لتعبير كامل عن حقيقة الصلة التي يفترضها الإسلام لذلك الرباط الإنساني الرفيق الوثيق، ذلك في الوقت الذي يلحظ فيه أغراض ذلك الرباط كلها، بما فيها امتداد الحياة بالنسل، فيمنح هذه الأغراض كلها طابع النظافة والبراءة، ويعترف بطهارتها وجديتها، وينسق بين اتجاهاتها ومقتضياتها، ذلك حين يقول: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} فيلحظ كذلك معنى الإخصاب والإكثار (4).

وقد أفسد على الناس تلك المودة والرحمة، وحجبهم عن الموعظة بالحكمة، وأضعف في نفوس الأزواج ذلك السكون والارتياح، غرور الرجال بالقوة وطغيانهم بالغنى، وكفران النساء لنعمة الرجال وحفظ سيئاتهم، وتماديهن في الذم لها والتبرم بها، وما مضت به عادات الجاهلية في بعض المتقدمين وعادات التفرنج في المعاصرات والمعاصرين، وقلد به الناس بعضهم بعضًا، فالله سبحانه وتعالى ذكرنا أولًا بنعمته علينا في أنفسنا لنزيح عن الفطرة السليمة ما غشيها بسوء القدوة واتباع الهوى، ونشكرها له سبحانه بالمحافظة عليها بتمكين صلة الزوجية واحترامها وتوثيقها، وثانيًا بهذا الدين القويم الذي هدانا إلى ذلك، وحد لنا كتابه الحدود ووضع الأحكام مبينًا حكمها وأسرارها، مؤيدًا لها بالوعظ السائق إلى اتباعها (5).

الميثاق الغليظ:

قال تعالى: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21]، إن هذا الميثاق الذي أخذه النساء من الرجال لا بد أن يكون مناسبًا لمعنى الإفضاء في كون كل منهما من شئون الفطرة السليمة، وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]، فهذه آية من آيات الفطرة الإلهية هي أقوى ما تعتمد عليه المرأة في ترك أبويها، وإخوتها، وسائر أهلها، والرضا بالاتصال برجل غريب عنها تساهمه السراء والضراء، فمن آيات الله تعالى في هذا الإنسان أن تقبل المرأة بالانفصال من أهلها ذوي الغيرة عليها، لأجل الاتصال بالغريب، تكون زوجًا له ويكون زوجًا لها تسكن إليه ويسكن إليها، ويكون بينهما المودة والرحمة أقوى من كل ما يكون بين ذوي القربى، فكأنه يقول: إن المرأة لا تقدم على الزوجية وترضى بأن تترك جميع أنصارها وأحبائها لأجل زوجها إلا وهي واثقة بأن تكون صلتها به أقوى من كل صلة، وعيشتها معه أهنأ من كل عيشة، وهذا ميثاق فطري من أغلظ المواثيق، وأشدها إحكامًا، وإنما يفقه هذا المعنى الإنسان الذي يحس إحساس الإنسان، فليتأمل تلك الحالة التي ينشئها الله تعالى بين الرجل وامرأته يجد أن المرأة أضعف من الرجل، وأنها تقبل عليه تسلم نفسها إليه، مع علمها بأنه قادر على هضم حقوقها، فعلى أي شيء تعتمد في هذا الإقبال والتسليم؟ وما هو الضمان الذي تأخذه عليه، والميثاق الذي تواثقه به؟

ماذا يقع في نفس المرأة إذا قيل لها: إنك ستكونين زوجًا لفلان؟

إن أول شيء يخطر في بالها عند سماع مثل هذا القول، أو التفكر فيه، وإن لم تسأل عنه هو أنها ستكون عنده على حال أفضل من حالها عند أبيها وأمها، وما ذلك إلا لشيء استقر في فطرتها وراء الشهوة، وذلك الشيء: هو عقل إلهي، وشعور فطري أودع فيها ميلًا إلى صلة مخصوصة لم تعهدها من قبل، وثقة مخصوصة لا تجدها في أحد من الأهل، وحنوًا مخصوصًا لا تجد له موضعًا إلا البعل، فمجموع ذلك هو الميثاق الغليظ الذي أخذته من الرجل بمقتضى نظام الفطرة الذي يوثق به ما لا يوثق بالكلام الموثق بالعهود والأيمان، وبه تعتقد المرأة أنها بالزواج قد أقبلت على سعادة ليس وراءها سعادة في هذه الحياة، وإن لم تر من رضيت به زوجًا، ولم تسمع له من قبل كلامًا، فهذا ما علمنا الله تعالى إياه، وذكرنا به -وهو مركوز في أعماق نفوسنا- بقوله: إن النساء قد أخذن من الرجال بالزواج ميثاقًا غليظًا (6).

عن جابر في خطبة حجة الوداع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيها: «فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله» (7).

القناعة الرضا:

القناعة هي السعادة كلها، وهي سبب السرور والطمأنينة في النفس والأسرة والمجتمع، فالمرأة التي تقنع برزق الله، ولا تتطلع إلى متاع الدنيا، وترفق بزوجها، تتحقق لها أسباب السعادة، وتحافظ على بيتها وتكون في حرز ومأمن من مداخل الشيطان، فمن رضي بما قسم الله له، فهو أسعد الناس.

إن القناعة تضفي على النفس الرضا والسعادة والطمأنينة، وتورث صاحبها عزة، فلا يقبل الهوان، ولا ركوب الحرام، للاستكثار من المنافع المادية.

إن قناعة المرأة تحملها على ألا تشكو زوجها إن كان فقيرًا، ولا نعني بهذه القناعة البخل وقبض اليد عن الإنفاق، بل يقصد بها: الاقتصاد والتدبير والإنفاق في غير سرف ولا مخيلة.

ومن مظاهر قناعة الزوجة الصالحة، ورضاها بما قسمه الله تعالى لها ولزوجها من الرزق: أنها تُقدر طاقته المالية وتقتصد في ماله، فلا تهدره بطرًا وبغير حق، ولا ترهقه بطلباتها غير الضرورية من متاع الدنيا، خصوصًا إذا فاقت إمكاناته، فذلك يزعجه ويؤلمه؛ لأنه لا يستطيع تحقيق هذه المطالب، ويعز عليه أن يظهر أمام زوجته بمظهر العاجز الذي لا يملك تنفيذ ما تطلب.

لذلك على المرأة أن تصحب زوجها بالقناعة، فلا تتطلع إلى ما عند الغير، ولا تحاكي أترابها من نساء الأقارب والجيران والمعارف في اقتناء الكماليات.

إن إرهاق المرأة لزوجها بكثرة المطالب بما يفوق طاقته: ربما تدفع الزوج إلى السعي في كسب الحرام وفي ذلك شقاء الأسرة كلها في الدنيا والآخرة.

إن المرأة العاقلة هي التي تنظر إلى من هي أقل منها عيشًا، وأضيق رزقًا، فيحملها ذلك على شكر الله تعالى، والرضا بما قسمه لها.

إن القناعة تورث المسلمة سرور القلب بالمقدور في جميع الأمور، وطيب النفس وسكونها في كل حال، واغتباطها بما قسمه الله لها، ورضاها مِنه بِما يجرِيه عليها.

قال اللَّه تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] قال كثير من أهل التفسير: الحياة الطيبة في الدنيا القناعة.

وقيل: في معني قَوله تعالى: {لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا} [الحج: 58]، يعني القناعة.

عن عمرو بن العاص رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم، ورزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه» (8).

يقول ابن الجوزي: لا عيش في الدنيا إلا للقنوع باليسير؛ فإنه كلما زاد الحرص على فضول العيش: زاد الهم، وتشتت القلب، واستعبد العبد، وأما القنوع، فلا يحتاج إلى مخالطة من فوقه، ولا يبالي بمن هو مثله؛ إذ عنده ما عنده (9).

إن البيت المسلم قد يكون كوخًا متواضعًا، وقد يكون قصرًا مشيدًا، لكن المهم الرضا والشكر والقناعة، والعيش في ظلال القرآن الكريم والسنة الشريفة، فسعادة أهل أي بيت ليست بكثرة الأثاث ولا بغلاء المفروشات، وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة ونفوسهم المطمئنة ، ذلك لأنهم رضوا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا، موضحة أن بيوت النبي صلى الله عليه وسلم كانت نموذجًا للبيت الإسلامي، وعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة والهناء، وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك، فقد قامت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على طاعة الله ورضاه.

الهدوء في النقاش واللين في الحوار:

الحوار ذو قيمة لا بد أن يدركها كلاهما، خاصة وقد أتي القرآن الكريم ببعض صور للحوار، فهذا حوار قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف عندما استعلي أحدهما علي الآخر بكثرة زرعه وثماره، وحوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه، غير حوار إبراهيم عليه السلام حين همً بذبح ابنه قال تعالي: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102].

أما رسولنا الكريم فضرب لنا المثل في حواره مع زوجاته، والحديث معهم وتخصيص الأوقات لذلك رغم ما كان يعانيه من عبء المسئولية التي اختارها له الله عز وجل.

فلا شك أن الزوجين لفي أشد الحاجة للحوار، للخلاص من المعاناة النفسية التي تسببها لهما كبت المشاعر، فلا ينبغي أن يكتفيا على حوار لحل الخلاف بينهما فحسب؛ لكن لا بد أن يهتما بالحوار في جميع شؤون حياتهما.

لذا على الزوجين أن يتفننا في الطريقة المثلي للحوار لتجديد التواصل بينهما ويتبعا الأسلوب الفني للحوار عن طريق بعض النقاط:

1- سعة الصدر وحسن الاستماع، وعلى الآخر أن يتقبل ويحسن التلقي، فإذا تعصب كل منهما لرأيه فلا يزيدهم الحوار إلا احتقانًا وبعدًا وجفاء.

2- لا بد للحوار أن يترك قيمته الايجابية إذا كان على أسس صحيحة وسليمة، مهما اختلفت بينهما الآراء والأمزجة والميول والرغبات، لكن عليهما احترام كل منهما لرأي الآخر، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، لكن عليهما أن يعلما أن ذلك الاختلاف في الآراء له ضوابط أصلها تجاوز هدى القرآن والسنة.

3- عدم إتباع طريقة الاستعلاء في الحوار، وتجنب الاستهزاء والسخرية والانتقاص من شأن الآخر، ولا بد من انتقاء الكلمات التي يتلفظ بها كل منهما فينبغي ألا تكون جارحة.

4- على الزوجين أن يعلما أنه ربما باستفزاز أحدهما الآخر قد يتطور الحوار وينقلب إلى شجار، وحينئذ ترتفع الأصوات ويكونا على مسمع من الأبناء ثم أهل البيت والجيران، فلابد من التحلي بالهدوء أثنائه وخفض الصوت فإن رفع الصوت ليس من قوة الحجة وكلما كان الحوار أهدأ كان أعمق.

5- أيضًا على الزوجين أثناء الحوار التحلي بالصبر وضبط النفس وكظم الغيظ، فإذا أساء أحدهما فلا مانع ولا تقليل من شأنه بالاعتذار.

6- أما إذا كان أحدهما غاضبًا، فعلى الآخر ألا يطلب منه في ذلك الحين أن يهدأ من روعه بل يكون جادًا ويستمع له بهدوء.

7- على الطرفين التحلي بالعفو والتسامح للآخر، ولا يلتقط منه عثرات وزلات وهفوات اللسان أثناء غضبه، ولا يستعجل الرد خاصة أثناء الغضب؛ بل عليه تأجيل الرد لمدة معينة حتي يهدأ؛ ليكمل التحاور بشكل جيد، فمن الخطأ الاستعجال حينذاك بالرد، ولا يتكلم إلا بالحسنى لقوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، وقوله تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24]، فالكلام الطيب يلين الحديد ويخفف من شدة الاحتقان عند الحوار.

8- يجب عدم مقاطعة أحدهما عند الحوار، فكم من مشاكل حلت بالاستماع فقط، لذلك يجب الاستماع حتى النهاية، وألا يعتقد أحدهما أن الحق معه وأن الآخر بعيدًا عن الحق.

9- لا ينبغي أن يتبع أحدهما الحوار ويستخدمه كشكل من أشكال ما يطلق عليه حرية التعبير ويستخدم الطريقة الخارجة عن آداب الحوار كما استغله الكثير وفسر حرية الرأي بطريقته فافتقدنا أدب الحرية التي يتحدث عنها، واستغله البعض في هذا الأوان أسوأ استغلال بحجة حرية التعبير أو حرية الحوار، ولذلك وجب على المتحاور أو المعبر عن رأيه سواء أكان من الزوجين أو غيرهما أن يتصف بصدقه في الحوار (10).

تصحيح مفهوم القوامة وتحديد المسئوليات:

لا بد أن تدرك الزوجة أن للرجل حق القوامة في البيت، والقوامة لا بد أن يدرك الزوج معناها، فهو مسئول عن أسرته وحسن رعايتها، وكذلك الزوجة مسئولة عن حسن رعاية زوجها وأطفالها والوفاء بوجباتها تجاههم.

قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ} [النساء: 34]، الرجل والمرأة كلاهما من خلق الله، والله سبحانه لا يريد أن يظلم أحدًا من خلقه، وهو يهيئه ويعده لوظيفة خاصة، ويمنحه الاستعدادات اللازمة لإحسان هذه الوظيفة! وقد خلق الله الناس ذكرًا وأنثى.. زوجين على أساس القاعدة الكلية في بناء هذا الكون، وجعل من وظائف المرأة أن تحمل وتضع وترضع وتكفل ثمرة الاتصال بينها وبين الرجل، وهي وظائف ضخمة أولًا وخطيرة ثانيًا.

وليست هينة ولا يسيرة، بحيث تؤدَّى بدون إعداد عضوي ونفسي وعقلي عميق غائر في كيان الأنثى! فكان عدلًا كذلك أن ينوط بالشطر الثاني- الرجل- توفير الحاجات الضرورية، وتوفير الحماية كذلك للأنثى كي تتفرغ لوظيفتها الخطيرة، ولا يحمل عليها أن تحمل وتضع وترضع وتكفل؛ ثم تعمل وتكد وتسهر لحماية نفسها وطفلها في آن واحد! وكان عدلًا كذلك أن يمنح الرجل من الخصائص في تكوينه العضوي والعصبي والعقلي والنفسي ما يعينه على أداء وظائفه هذه.

 وأن تمنح المرأة في تكوينها العضوي والعصبي والعقلي والنفسي ما يعينها على أداء وظيفتها تلك.

وكذلك زود الرجل- فيما زود به من الخصائص- بالخشونة والصلابة، وبطء الانفعال والاستجابة واستخدام الوعي والتفكير قبل الحركة والاستجابة؛ لأن وظائفه كلها من أول الصيد الذي كان يمارسه في أول عهده بالحياة إلى القتال الذي يمارسه دائمًا لحماية الزوج والأطفال، إلى تدبير المعاش إلى سائر تكاليفه في الحياة؛ لأن وظائفه كلها تحتاج إلى قدر من التروي قبل الإقدام وإعمال الفكر، والبطء في الاستجابة بوجه عام، وكلها عميقة في تكوينه عمق خصائص المرأة في تكوينها.

وهذه الخصائص تجعله أقدر على القوامة، وأفضل في مجالها، كما أن تكليفه بالإنفاق- وهو فرع من توزيع الاختصاصات- يجعله بدوره أولى بالقوامة، لأن تدبير المعاش للمؤسسة ومن فيها داخل في هذه القوامة والإشراف على تصريف المال فيها أقرب إلى طبيعة وظيفته فيها.

وهذان هما العنصران اللذان أبرزهما النص القرآني، وهو يقرر قوامة الرجال على النساء في المجتمع الإسلامي.

قوامة لها أسبابها من التكوين والاستعداد، ولها أسبابها من توزيع الوظائف والاختصاصات، ولها أسبابها من العدالة في التوزيع من ناحية وتكليف كل شطر- في هذا التوزيع- بالجانب الميسر له، والذي هو معان عليه من الفطرة.

وأفضليته في مكانها، في الاستعداد للقوامة والدربة عليها، والنهوض بها بأسبابها، لأن المؤسسة لا تسير بلا قوامة- كسائر المؤسسات الأقل شأنًا والأرخص سعرًا- ولأن أحد شطري النفس البشرية مهيأ لها، معان عليها، مكلف تكاليفها، وأحد الشطرين غير مهيأ لها، ولا معان عليها، ومن الظلم أن يحملها ويحمل تكاليفها إلى جانب أعبائه الأخرى، وإذا هو هيئ لها بالاستعدادات الكامنة، ودرب عليها بالتدريب العلمي والعملي، فسد استعداده للقيام بالوظيفة الأخرى.. وظيفة الأمومة.. لأن لها هي الأخرى مقتضياتها واستعداداتها، وفي مقدمتها سرعة الانفعال، وقرب الاستجابة، فوق الاستعدادات الغائرة في التكوين العضوي والعصبي وآثارها في السلوك والاستجابة! إنها مسائل خطيرة، أخطر من أن تتحكم فيها أهواء البشر، وأخطر من أن تترك لهم يخبطون فيها خبط عشواء، وحين تركت لهم ولأهوائهم في الجاهليات القديمة والجاهليات الحديثة، هددت البشرية تهديدًا خطيرًا في وجودها ذاته وفي بقاء الخصائص الإنسانية، التي تقوم بها الحياة الإنسانية وتتميز.

ولعل من الدلائل التي تشير بها الفطرة إلى وجودها وتحكمها ووجود قوانينها المتحكمة في بني الإنسان، حتى وهم ينكرونها ويرفضونها ويتنكرون لها (11).

إن هذه القوامة ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ولا في المجتمع الإنساني ولا إلغاء وضعها «المدني»، وإنما هي وظيفة- داخل كيان الأسرة- لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها، ووجود القيم في مؤسسة ما، لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها، فقد حدد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية، وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وعياله (12).

وليست القوامة مطلق الرياسة، بل إن الرياسة تسمى قوامة إذا كان الرئيس يقوم على رعاية المرؤوس والمحافظة على حقوقه وواجباته، ومن هذا المعنى قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} فإن المعنى أن الرجال يقومون على شئون النساء بالحفظ والرعاية والكلاءة والحماية، فيقوم الآباء على رعاية بناتهم والمحافظة على أنفسهن وأخلاقهن ودينهن، والأزواج يقومون على شئون زوجاتهم بالحفظ والرعاية والحماية والصيانة، ومن هنا تجيء الرياسة، بل إني أقرر أن قيام الرجل على شئون الزوجة ليس فيه رياسة، إنما فيه حماية ورعاية وهو من قبيل توزيع التكليفات، فإذا كان للرجل رياسة عامة، فللمرأة أيضًا رياسة نوعية، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها» (13) (14).

الاحتكام لمبدأ الصبر والهدوء:

لأن الانفعال والغضب لا يفيدان، ولهما آثارهما السيئة فيحاول كل من الزوجين أن يتغاضى عن هذه الأشياء، وألا يركز الطرفين في نظرتهما إلى بعضهما على صفاته الجميلة، ويقنعا نفسيهما بأنهم حاولوا وفشلوا فلتقبله إذًا بعيوبه وصفاته كما يتقبلها هو بعيوبها وصفاتها، فليس هناك إنسان كامل على وجه الأرض، كما أن هناك نظرية تقول: إن ما يصيبنا بالأمراض ليست الأشياء في حد ذاتها ولكن نظرتنا المشوهة لهذه الأشياء.

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر» أو قال: «غيره» (15).

وبذلك ينبغي أن نعدل من نظرتنا وتقييمنا الخاطئ لبعض الأمور، وأن السعادة بعد توفيق الله تكون في الغالب من صنع أيدينا، ونظرتنا المتفائلة للحياة.

المرح والسرور من ضروريات الحياة:

إن البيت المسلم يجب ألا يكون بيت متشدد متجمد وعبوس منعزل عما يحيط به من تطورات وتغيرات بل لابد أن يكون جميع أفراده مطلعين على أخر التطورات العالمية كنوع من التحصين ضد موجات العولمة والتغريب التي بدأت تغزو بيوتنا بشراهة محدثة الكثير من الشروخ في جدار البيوت المسلمة.

إن البيت المسلم في أسسه الأساسية يجب ألا يخلو من الدعابة والمرح، رغم أنه بيت جهد وعمل، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك، فكان ضحاكًا بسامًا، فكان الرسول دائما يقول: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» (16)، وكان يداعب أهله ويمازحهم، فامتلأت بيوته صلى الله عليه وسلم بالمرح والسعادة.

 والمرح في البيت المسلم يجب ألا يخدش الحياء، ولا يزعج الجيران، ولا يميت القلوب، ليس فيه سخرية، ولا غيبة، ولا عيب في أحد، لكنه يجدد النشاط، ويقضى على الرتابة والملل، كما كان بيت النبوة النموذج التي يجب أن يحتذي به.

 ويشير إلي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يداعب صغار أهل بيته ويمازحهم ويضاحكهم، فعن عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين رضي الله عنه يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يده، فجعل حسين يفر هنا وهنا فيضاحكه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله (17).

 مراعاة الأولويات:

يجب التعرف جيدًا والتعامل في البيت المسلم بـ "فقه الأولويات" من خلال تنظيم الحاجات فنجد الضرورات أولًا: حيث لا تقوم الحياة إلا بها مثل المأكل والمشرب، والصحة والأمن، والتعليم والملبس، ثم تأتي ثانيًا الحاجات: وهي ما تنفق على ما يحتاج إليه ولا تجب إلا بعد استيفاء الضرورات، ثم ثالثًا التحسينات: وهي لا تصرف إلا بعد استيفاء الضرورات والحاجات، ولا تجوز في المنكرات.

ويجب أن نشرح لأولادنا وشبابنا ورجالنا وشيوخنا، أن الالتزام بهذه القيم جزءًا من الدين، وعبادة لله سبحانه وتعالى وطاعة له تبارك وتعالى، وأن من يلتزم بالأوامر ويتجنب النواهي يكون له ثواب، ومن لم يلتزم بها فعلية ذنب.

كما يجب أن يفهم المسلم بأن الالتزام بالأخلاق الفاضلة له أثر مباشر في تحقيق البركة في الأرزاق وتحقيق الأمن النفسي، والرضاء الذاتي، بالإضافة إلى الثواب العظيم المدخر له يوم القيامة، كما يجب أن يؤمن إيمانًا راسخًا أنه لا يمكن الفصل بين الأخلاق والاقتصاد.

الآباء القدوة:

القدوة تلعب دورًا بالغ الأهمية في مجال التربية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة للأبناء والأسرة هي المعين الأول، الذي تتشكل وتتحد فيه معالم شخصية الطفل، فهي التي تغرس لديه المعايير والقيم الدينية والأخلاقية التي يحكم بها على الأمور، ومدى شرعيتها وصحتها.

 ومن هنا تأتى خطورة دور الأسرة، ومن الضروري أن يكون النموذج الذي يقتدي به الطفل نموذجًا صالحًا يعبر عن تلك القيم والمعايير لا بالقول فقط أو بالدعوة والإرشاد إليها، بل يجب أن تتمثل تلك القيم في سلوك الوالدين.

 فالقدوة الحسنة هي أفضل وسيلة نستطيع بها أن نعلم أبناءنا السلوك الإيجابي، فالوالدان لديهما اعتقاد خاطئ بأن الابن ينمو بطريقة تلقائية جسديًا واجتماعيًا ونفسيًا، ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث الاجتماعية والنفسية أن على الآباء تعليم الأبناء بطريقة ايجابية تبتعد عن النصح والإرشاد وتقوم على تقديم القدوة والصورة المثلي لأبنائهم من خلال الالتزام في أفعالهم وسلوكياتهم.

الطفل ينمو في الأسرة المكونة من أب وأم يستقى منها قيمه وأخلاقه وسلوكياته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، حث الوالدين على الاهتمام بأبنائهما ورعايتهما وتربيتهما على أسس التربية الصحيحة والتي تبدأ منذ اللحظة الأولى للميلاد وذلك بالآذان في الأذن اليمنى للمولود عقب ولادته مباشرة وبالإقامة في أذنه اليسرى.

 ثم يكون على الوالدين بعد ذلك تقديم القدوة والأسوة الحسنة له، وما أن يصل سن السابعة حتى يبدأ تعويده على الصلاة كي ينشأ على حبها والتعلق بها والمولى سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، وقال على رضي الله عنه: علموهم هذبوهم.

 وكل ذلك يمكن حدوثه حين تتطابق أقوال وأفعال الوالدين أمام أبنائهما، وحين يلتزما بحدود الله، لأن أبناءهما عندئذ سوف يلتزمون مثلهما ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق في كل الأمور حتى وان بدت بسيطة.

عن عبد الله بن عامر، أنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي، قال: فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله تعال أعطك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما أردت أن تعطيه؟» قالت: أعطيه تمرًا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة» (18).

إن التربية جزء من الأمانة التي حملها الإنسان على نفسه يقول تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} [الأحزاب: 72]، ومن الأمانة تربية الأبناء على ما رسمه الله لنا في كتابه الحكيم، وعلى سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ومن المعروف أن الطفل ينشأ متأثرًا بما يدور حوله من أقوال وأفعال وتصرفات، فإذا رأى التناقض من قبل من يتولون تربيته فقد الثقة فيهم في كثير من الأحيان، ولهذا فإن الوالدين عليهما تقديم القدوة الحسنة، حيث إن سلوكهما يعد كذلك، عنوان ما يراد غرسه في نفوس أبنائهما، فإذا كان السلوك من قبلهما مستقيمًا مطابقًا لنصائحهما وإرشادهما أدى ذلك إلى تحقيق الهدف المطلوب من التربية السليمة للأبناء.

أما إذا كان هناك تناقض بين النصائح التي تقدم للأبناء وما يحدث في الواقع من أفعال فلا يجب عليهما أن ينتظرا الثمرة المرجوة من تربية أبنائهما.

إن أي دستور سواء كان رسميًا أو ضمنيًا أو متصورًا لا بد أن يستمد قواعده وأصوله من القرآن الكريم والسنة النبوية، ففيهما الدروس والعبر المواكبة لكل زمان ومكان، وبالتالي فدستور البيت المسلم هو عبارة عن تطبيق فعلي لكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية فيما يخص الأسرة وقواعد بنائها، والعلاقات بين جميع أطرافها وأساليبه، والحدود الحاكمة لهذه العلاقات.

إن الحياة في الإسلام عبادة شاملة وسنة متبعة وتربية مستمرة، فليس لها حدود زمانية ولا مكانية، ويقوم البيت المسلم في الأساس على اتفاق بين طرفين هما الزوج والزوجة حيث يقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21] (19).

_________________

(1) تفسير ابن كثير (3/ 525).

(2) تفسير ابن كثير (6/ 309).

(3) في ظلال القرآن (5/ 2763).

(4) في ظلال القرآن (6/ 3595).

(5) تفسير المنار (2/ 316).

(6) تفسير المنار (4/ 377).

(7) أخرجه مسلم (1218).

(8) أخرجه مسلم (1054).

(9) صيد الخاطر (ص: 494).

(10) فن الحوار بين الزوجين/ شبكة المسلم.

(11) في ظلال القرآن (2/ 650- 651).

(12) في ظلال القرآن (2/ 652).

(13) أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829).

(14) زهرة التفاسير (3/ 1667).

(15) أخرجه مسلم (1469).

(16) أخرجه ابن حبان (474).

(17) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (364).

(18) أخرجه أحمد (15702).

(19) نحو دستور لبيت مسلم/ موقع المسلم.