logo

حتى لا تخسري رمضان


بتاريخ : الثلاثاء ، 24 شعبان ، 1437 الموافق 31 مايو 2016
بقلم : تيار الإصلاح
حتى لا تخسري رمضان

مرحبًا أهلًا وسهلًا بالصيام    يا حبيبًا زارنا في كل عام

قد لقيناك بحبٍ مفعمٍ         كل حبٍ في سوى المولى حرام

فاغفر اللهم ربي ذنبن         ثم زدنا من عطاياك العظام

سيهل علينا شهر طيب النفحات، شهر الخير والبركات، وحقيق علينا أن نهنئ أنفسنا به ولم لا ؟؟.

فهو شهر الرحمة..)إن رحمة اللهِ قريبُ من المحسنين(.

وهو شهر المغفرة..)ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفورُ رحيم(.

وهو شهر العتق من النار..) فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاعُ الغُرُور(.

شهر ينادي فيه المنادي: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة.

ولرمضان منزلة كريمة في نفوس المسلمين، ففيه أنزل القرآن، وهو بالنسبة لنا كالمطر ينزل على الأرض الجدباء فيحي به الله الأرض بعد موتها، ويحمل لها الخير والنماء، وهو كريم ومبارك خاصة لمن قد انحرفوا عن طريق ربهم أو أفرطوا في أنفسهم.

والنفوس تذوب في رمضان، جماحُ المعصية يُلحم، العين تنكسر، الأذن لا تسمع الخنا، الموسيقى والأعواد تسكت ليتكلم القرآن، والسر في رمضان أنه تقوى.

لأننا في رمضان نشعر برقة القلوب واتصالها بعلام الغيوب، تتلى علينا الآيات، فتخشع القلوب وتدمع العيون.

 

وهو شهر البركة والخيرات، واكتساب الفضل والحسنات والزيادة في الدرجات، فهو للمتقين روضة وأنسَ وللغافلين قد وحبس.

 

فإنما هي فرصة:

 

فرصة لنتذوق حلاوة الإيمان، ولنعرف حقيقة الصيام، لنتذوق لذة الدمعة، وحلاوة المناجاة في السحر، فرصة لنصلى صلاة من جعلت قرة عينه في الصلاة، ولننفق نفقة من لا يخشى الفقر.

 

رمضان:

رمضان فيك المساجد تُعمر، والآياتُ تذكر، والقلوبُ تجبر، والذنوبُ تغفر.(1).

فشهر فيه كل هذه العطاءات وتلك الجزاءات، كان لا بد من المحافظة على ثوابه، والسعي إلى نواله، وخصوصًا لك أيتها المسلمة، فأنتِ منوط بك في هذا الشهر أعمال كثيرة دنيوية، وكذلك لا بد من الأعمال الأخروية.

 

لأجل هذا كله كان لا بد من توجيه تلك الأفكار والتوجيهات إليكِ أختي المسلمة.

 

أفكار وتوجيهات:

 

المرأة في رمضان يذهب الكثير من وقتها خلال هذا الشهر المبارك في مطبخها خاصة في الساعات المباركة، مثل ساعات الغروب وأوقات الاستجابة، وكذلك ساعات السحر في وقت السحور، ولكن حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعًا فعليها أن تنتبه لهذه الأمور:

 

استحضار النية والإخلاص في إعداد الفطور والسحور واحتساب التعب والإرهاق في إعدادها، فعن أنس، رضى الله عنه، قال كنا مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا يومًا منزلنا حارًا وأكثرنا ظلًا صاحب الكساء، ومنا من يتقى الشمس بيده، قال: فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال: النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: »ذهب المفطرون اليوم بالأجر«(2).

 

يمكنك استغلال هذه الساعات في الغنيمة الباردة، وهى كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء وأنتِ تعمل، فبدلاً من أن يضيع عليكِ وقتكِ في رمضان بدون فائدة، فإنكِ تجمع بين الحسنيين استحضار النية وكثرة الذكر والدعاء، وأنتِ تعملي، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

الاستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ؛ وأقول الخاص بالمطبخ لأحث الرجال على الحرص على توفير جهاز تسجيل خاصًا بالمطبخ، لماذا؟، لأن المرأة تقضى كثيرًا من وقتها في المطبخ، فلعلها أن تستغل هذا الوقت في مثل هذه الأمور.

شراء ملابس وحاجيات العيد في بداية رمضان، وفى ذلك مكاسب منها:

 

- استغلال أيام وليالي رمضان وخاصة العشر الأواخر، فما الذي يحدث؟، يضيع وقت كثير من النساء وكذلك أولياء أمورهن في الذهاب للخياط تارة، أو الذهاب للمعارض أو الأسواق، وهكذا تضيع الأوقات الثمينة في أمور يمكن قضائها والانتهاء منها قبل دخول الشهر أو في أوله حيث تكون الأسواق شبه فارغة والأسعار رخيصة، فلماذا ننتظر إلى وقت الزحام وغلاء لأسعار؟!.

 

- أمر أخر وهو تفريغ الزوج وعدم انشغاله في أعظم الأيام ثوابًا وهى العشرة الأواخر، لماذا أفتن ولدى أو زوجي أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات في مثل هذه الأيام الفاضلة؟!.

 

وضع جدول غذائي منتظم:

 

إذا نظرنا إلى المأكولات الكثيرة والمشروبات وتنوع أصنافها على سفرة الإفطار، فإنك تضطر إلى أن تقول لماذا يا أيتها المرأة المسلمة لا تجعلي لك جدولًا غذائيًا منتظمًا؛ لتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع، فهل يشترط أن نرى جميع الطعام في كل يوم؟، لا يشترط هذا.

 

وهل يشترط أن نرى جميع أنواع العصائر في كل يوم؟، أيضًا لا يشترط، ولا شك أننا بهذا التنظيم نكسب أمورًا كثيرة منها:

 

أولًا: عدم الإسراف في الطعام والشراب وقد نهينا عن ذلك.

 

ثانيًا: قلة المصاريف المالية وترشيد الاستهلاك.

 

ثالثًا: التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يوميًا.

 

رابعًا: حفظ وقت المرأة وطلب راحتها واستغلاله بما ينفع، خاصة في هذا الشهر المبارك.

 

استغلال وقت الحيض والنفاس في الذكر وأعمال البر:

 

الصلاة في أول وقتها من أعظم الوسائل لاستغلال رمضان والملاحظ خاصة عند المرأة تأخير الصلاة عن وقتها؛ وذلك لعدم ارتباطها بالجماعة والتكاسل عنها، ثم نقرها كنقر الغراب، وذلك بحجة إما العمل في المطبخ، أو التعب في الدراسة، أو التعب من الصوم، أو غيرها من الأعذار، فعلى المرأة أن تحرص على المحافظة على الفرائض الخمس في وقتها بخشوع، وخاصة في هذا الشهر المبارك، والذي كما ذكرت تتضاعف فيه الحسنات وتتنوع فيه العبادات.

 

وأيضًا فبعض النساء إذا حاضت أو نفست تركت الأعمال الصالحة وأصابها الفتور، مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر، فنقول لهذه الأخت وإن تركت الصلاة والصيام فهناك ولله الحمد عبادات أخرى: مثل الدعاء والتسبيح والاستغفار والصدقة والقيام على الصائمين وتفطيرهم، وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة، ثم أبشرك أنه يكتب لك من الأجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة قوية(3).

 

ــــــــــــــــــــــ

(1) رسالة رمضان إلى صانعة الأجيال، إيمان المهداوي.

(2)صحيح البخاري (2890).

(3) أربعون وسيلة لاستغلال رمضان، إبراهيم الدويش.