logo

تنمية ذكاء الطفل


بتاريخ : الأربعاء ، 25 جمادى الأول ، 1443 الموافق 29 ديسمبر 2021
بقلم : تيار الاصلاح
تنمية ذكاء الطفل

أحد أهم الأشياء التي تشغلنا دائمًا في تربية الطفل هي كيفية تنمية ذكائه وقدراته العقلية، حيث يستطيع الطفل اكتساب العديد من المهارات في صغره مقارنة بالكبار.

يمتاز الأطفال الأذكياء عن الأطفال العاديين بقدرتهم الكبيرة على النطق المُبكر واستخدام اللغة بشكلٍ واضح، واليقظة الغير عاديّة في مرحلة الطفولة، والتلاعب المُبكر في أنظمة الرموز، أيضًا القدرة على التفكير المُجرد المُبكر، كما يستطيع القراءة غالبًا في سن الرابعة، عادةً ما تظهر علامات الذكاء هذه عند الأطفال في سن مُبكر، ويجدر بالمُلاحظة أنَّ هذه الخصائص ليست الوحيدة الدّالة على توافر الذكاء لدى الطفل من عدمه، على سبيل المثال فإنَّ ألبرت أنيشتاين لم يتحدث قبل الرابعة من عمره.

لديه تركيز جيد جدًا عادةً ما يكون الطفل عالي الذكاء مُتيقظًا ومُتلهفًا، ويغوض في اهتمامات تتجاوز عادةً عُمر الأطفال في سنه، كما يُمكن له أن ينجذب أكثر للمواضيع التي تُطرح ولا تتناسب مع عمره، إذ أنّه يتمتع بتركيز شديد على عكس صفات الطفل قليل الذكاء، وبهذا الأمر يكون الطفل قادرًا على عرض المواقف من وجهات نظر مُختلفة، وتطوير واستكشاف مناهج بديلة، بالإضافة إلى تطوير منتجات جديدة.

والذكاء يعرفه البعض بأنه القدرة على التفكير السليم، أو وضع حلول للأزمات التي نواجهها، أو هو حاصل التخيل، حيث إن كلًا من الخيال والذكاء طرفان مهمان في نمو الطفل، كما أنه هو القدرة على تكيف الفرد مع المجتمع المحيط به، والقدرة على اكتساب المهارات والتعلم من خلال الاحتكاك بالأفراد ضمن المجتمع.

ويعتبر الذكاء من أهم الصفات التي يميز طفل عن آخر وترفع من مكانته بين أقرانه، والذكاء يلعب في تكوينه عنصرين هامين:

الأول: الوراثة، وغالبًا الطفل يرث الذكاء من والديه.

والثاني: البيئة المحيطة بالطفل، فالبيئة تؤثر بمستوى ذكاء الطفل، يقول ديكنز: عندما تخرج طفلًا من بيئة جيدة وتعيده إلى بيئة سيئة، فإنه سيفعل أشياء مختلفة عما كان يفعل من قبل، فيُمكن للطفل أن يتعرف على أصدقاء سلبيين، ممّا سيقلل نسبة الذكاء عنده.

أنواع الذكاء:

1- الذكاء الرياضي المنطقي:

وهو الذكاء الذي يجعل الشخص متمكن من خلق روابط وحل المسائل الرياضية والحياتية، والبحث واستنتاج الحلول المنطقية، وهو بذاته لا يحتاج إلى الذكاء اللغوي، فيمكن للشخص القيام بالعمليات الحسابية والبحثية في عقله بدون الحاجة للتعبير عنها لفظًا.

ويمكن تنمية الذكاء الرياضي المنطقي من خلال الاستمرار في حل الألغاز وتنمية القدرات الحسابية، بالإضافة إلى ممارسة ألعاب العقل التي تعتمد على السرعة في إجراء العمليات المختلفة من التفكير والبحث والحساب والتحليل.

2- الذكاء اللغوي:

يوجد في المخ في كل نصف من نصفيه باحة تسمى “باحة بروكة” وهذه الباحة هي المسؤولة عن المهارات اللغوية للإنسان من ترتيب المفردات وصياغة علاقة بينها وتشكيل جمل وأحاديث مفهومة، وإصابتها بأي ضرر قد يترك الشخص غير قادر على صياغة الجمل.

والأشخاص المتميزين في الذكاء اللغوي هم الكتاب والشعراء، وكل شخص قادر على صياغة العبارات وتأليفها بحيث تصبح ذات تأثير قوي فيمن حوله.

ويمكن تنمية الذكاء اللغوي من خلال الاستمرار في حب القراءة والاطلاع، بالإضافة إلى التعرف على خصائص النصوص الأدبية في اللغة العربية، والأدوات التي يمكن من خلالها إيصال الكلام إلى درجة عالية من التأثير.

3- الذكاء الإنساني:

الذكاء الإنساني أو يمكن تسميته بالذكاء الوجداني وهو قدرة الشخص على فهم نفسه وأفكاره وفهم الآخرين، وطرح الأسئلة الهامة حول وجوده والهدف من ذلك، وبحثه عن الغاية والرسالة التي يجب أن يوصلها خلال رحلته في الحياة.

ومعظم ما يمكنك من تنمية الذكاء الإنساني يعتمد على الذكاء اللغوي أي قراءة الكتب العقدية والاجتماعية والتي يمكن أن تجيب عن الأسئلة العميقة التي في داخلك، بالإضافة إلى الاستمرار في التواصل مع الآخرين بطريقتك المتميزة.

4- الذكاء البصري:

الدماغ مسؤول في نصفيه عن حاسة البصر، ولكن حاسة البصر لا تعني الذكاء البصري والمسؤول عنه هو النصف الأيمن فقط من الدماغ، ويتميز أصحاب هذا الذكاء بالقدرة على رسم الصور في المخيلة والاحتفاظ بها، ويبدعون في رسمها وتصويرها ونحتها بحس عالي وذوق رفيع.

5- الذكاء الاجتماعي:

شخص ذو كاريزما عالية ذو حضور متميز خاص لا يشبه أي حضور لأي شخص آخر، هذا الشخص قادر على التواصل مع مجتمعه بشكل فعال يميزه بينهم، قادر على التعامل مع مختلف الشخصيات مهما كانت مثالية أو سيئة، هذه الصفات تنطبق على صاحب الذكاء الاجتماعي التواصلي.

وهذا الأمر بالإمكان من خلال التمكن من فن التواصل الاجتماعي ولغة الجسد والعيون وبناء الثقة في النفس وكيفية التأثير في الغير، فكلها أدوات ستميزك اجتماعيًا.

6- الذكاء العاطفي:

وهو تمتع الشخص بحب ذاته وتقديرها حتى يتمكن من حمايتها من التعرض للصدمات العاطفية، والوقوع في حالات من الاكتئاب أو كره الذات، وتجنب كل ما يمكن أن يسبب الأذى النفسي لها، وهذا يفسح المجال أمام الشخص حتى يكون قادر على التميز في مختلف المجالات والذكاءات المختلفة بدون وجود للحالة النفسية المتدهورة والتي تقف في الطريق.

ويمكن تنمية الذكاء العاطفي من خلال أمرين: الأول هو الوعي بالمشاعر التي تمر بها، والثاني من خلال التمرين التالي، والذي يجب القيام به عند المرور بموقف انجرفت فيه خلف مشاعرك دون إرادة منك:

تحديد المشاعر التي انجرفت خلفها.

كتابتها على ورقة مع السبب ورد الفعل الذي كان قد صدر منك.

7- الذكاء الجسدي:

هو قدرة الشخص على التحكم بعضلات جسمه وخلق حركات متوازنة متناسقة فيما بينها بدون بذل أي جهد يذكر في ذلك، ونصفي الدماغ كل منهما مسؤول عن هذا الذكاء لكن بشكل متصالب أي النصف الأيمن من الدماغ مسؤول عن الحركات في الجزء الأيسر من الجسم والنصف الأيسر من الدماغ مسؤول عن جهة اليمين من الجسم، يميز هذا الذكاء الرياضيين بالفطرة وراقصي الباليه، والجراحين وكل شخص عمله يحتاج خلق حركات دقيقة.

ويمكن تنميته من خلال التدرب على الحركات الدقيقة، فعلى سبيل المثال الأشخاص الذين يودون تعلم الكتابة في الحاسوب بطريقة اللمس يحتاجون تدرب مكثف على طريقة تحريك الأصابع حتى يكتسبون المهارة في ذلك (1).

نصائح لتنمية ذكاء الأطفال:

1- الرضاعة الطبيعية: أثبتت الدراسات المتعددة أن الأطفال الذين يتم تغذيتهم من حليب أمهاتهم هم الأكثر تمتعًا بدرجات عالية من الذكاء؛ حيث إن حليب الأم يتضمن عنصر مقوي ومغذي جدًا للدماغ يمكنه مضاعفة ذكاء الطفل.

حليب الأم يحتوي على الكميات المتوازنة من المواد الغذائية المناسبة للرضيع، كما أنه أسهل في الهضم من تركيبة الصناعي، ولا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على تغذية الطفل في الأشهر الأولى من عمره فقط، إذ توصلت الدراسات والأبحاث إلى أن مميزاتها تشمل العديد من الفوائد الصحية والعاطفية للأطفال والأمهات أيضًا.

ويمثّل حليب الأم أحد المصادر المهمة للطاقة والعناصر الغذائية بالنسبة للأطفال.

ويتميز لبن الأم بقدرته الفائقة على التغير والتكيف تبعًا لاحتياجات الطفل في كل مرحلة، فلبن السرسوب الذي يبدأ في الظهور بعد الولادة مباشرة، وقبل تكون اللبن الكامل يتميز بغناه بالأجسام المضادة لحماية الرضيع الجديد، كما أن نسبة البروتين فيه عالية ونسبة السكر منخفضة، ما يساعد على أن يشبع الطفل من كمية قليلة، وفيما بعد عندما يتكون اللبن الكامل تكون نسبة السكريات أعلى فيه وسهل الهضم، الأمر الذي يساعد على النمو المتسارع للصغير، الذي يحتاج للكثير من الوجبات لمساعدته على النمو.

لذلك ينصح بتغذية الأطفال من حليب الأم والابتعاد عن الحليب الصناعي، وهذا الأمر يعتبر خطوة أولى وأساسية في طريق بناء وتنمية ذكاء الطفل.

2- النشاط الجسدي: دفع الطفل لممارسة الرياضة ولتحريك جسده قدر الإمكان، ورفع مستوى نشاطه الجسدي؛ لأن هذا النشاط ينعكس إيجابًا على نشاط الدماغ والرياضة ترفع مستوى ثقة الطفل بنفسه.

يتميز الأطفال بطاقتهم الحركية الكبيرة التي إذا لم تُوجه بشكل صحيح قد تسبب فوضى أو تغيرات سلبية في سلوكهم، وتُعد ممارسة التمارين الرياضية واحدة من أهم الطرق الرائعة لتفريغ طاقة الطفل وتعزيز صحته البدنية والعقلية.

إن ممارسة الرياضة منذ سن صغيرة له عديد من الفوائد، مثل تقوية العظام والمفاصل والعضلات، وزيادة مرونة الجسم، وتعزيز مستويات الطاقة، وزيادة قدرة الطفل على التركيز، لأن الرياضة تزيد من نشاط الدورة الدموية، فهي تزيد من تدفق الدم للمخ، ما يعزز بدوره القدرة على التركيز والانتباه، الأمر الذي ينعكس بدوره على أداء الطفل في المدرسة.

3- تشجيع الطفل على ممارسة هواياته وتوفير مقومات تلك الهوايات لنتيح له فرصة لتطويرها وبالتالي تطوير نفسه من خلالها.

تُعتبر الهواية أكثر أهمية للأطفال من البالغين، والهواية هي وسيلة ترفيه، والترفيه ضروري لكل أصناف البشر، والأطفال بشكل خاص في حاجة أكبر إلى ترفيه، ولكن، بما أنهم لا يستطيعون إقامة علاقات اجتماعية ذات هدف، فإن أفضل وسيلة ترفيه هي تركهم يمارسون هوايات مختلفة.

الهواية هي عمل حرّ يقوم الطفل رغبة منه بعيدًا عن أيّ ضغوطات اجتماعيّة، أو أسريّة أو مهنيّة، وقد تكون فطريّة أو مكتسبة من البيئة المحيطة بالطفل.

ويستطيع الوالدان اكتشاف ما يستهوي أبناءهم من خلال مراقبة سلوكهم أثناء اللعب، ومعرفة قدرات الطفل، وما يميل إليه، وتوجيهه نحو الأفضل، وعندما يترك الوالدان الطفل يجرّب أشياء عديدة يتمكّن من خلال ذلك العثور على الأشياء التي تثير اهتمامه، كالذهاب به لممارسة بعض الأنشطة الرياضيّة؛ مثل ركوب الخيل، أو توفير مستلزمات الخياطة والتطريز للبنات بإشراف الوالدين، فيستطيع الأهل معرفة الأقرب إلى نفس الطفل وقدراته.

وللأسرة دور مهمّ في مجال تنمية هوايات الطفل وجعله يستمتع بها ويستفيد منها، وعليهم أوّلًا احترام الطفل وميوله ورغباته التي لا تتعارض مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا؛ كالرقص، والعزف على البيانو مثلًا، بل علينا دعمه وتوفير البيئة المناسبة له من حيث إيجاد الأدوات المناسبة للقيام بالهواية وتوفير الزمان والمكان المناسبين لممارسة هذه الهواية، دون أن تؤثّر على قيامه بواجباته الدينيّة والمدرسيّة.

قد يعتقد البعض أنّ الطفل لا يستطيع ممارسة أكثر من هواية في الوقت نفسه؛ لكن تبين لخبراء التربية أنّ الطفل حاد الذكاء إلى درجة أنّه قادر على استيعاب كمية كبيرة من المعلومات في أي وقت تعطى له، وهذا يمكّنه من اتخاذ أكثر من هواية في الوقت نفسه، لذا، على الأُم أن تفسح في المجال أمام طفلها ليجرب هوايات مختلفة.

4- الاهتمام بغذاء الطفل وتنويعه وتناول الأغذية الغنية بالمعادن والفيتامينات والابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة الجاهزة.

يجب تعليم الطفل الاستغناء التام عن السكر والدهون والوجبات السريعة، وتعليمه استبدالها بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

فالتغذية السليمة هي مفتاح سلامة عقل وجسم طفلك، والاهتمام بتغذية الطفل ومتابعة نموه بانتظام هو أمر شديد الأهمية، والطفل عندما يكتسب عادات غذائية سليمة منذ نعومة أظافره، فإنّ ذلك يجنبه مشكلات السمنة والنحافة طوال حياته.

وتغذية الأطفال في كافّة المراحل من الأمور غير السهلة التي تواجهُ الوالدين، لذلك يجب أخذُ الاحتياطات والتعليمات الّلازمة عند القيام بعمليّة التغذية، وهناك بعض النصائح التي قد تحسّنُ عمليّة تغذية الطفل والاهتمام بها، منها:

- تقديم الطعام بصورة مميّزة ومغرية للأطفال، بحيث يكون الطبق منوّعاً ويحتوي على مكوّنات مختلفة.

- تعويد الطفل على آداب الطعام المطلوبة، وحرص الوالدين على الالتزام بها أمام أطفالهم.

- اختيار الأوقات المناسبة لإعداد الوجبات، بحيث لا تكون في موعد النوم أو وقت اللعب.

- السماح للطفل باختيار نوع الغذاء الذي يرغب بتناوله، إضافة إلى الطعام الموجود.

- الابتعاد قدرَ الإمكان عن إلقاء الأوامر أثناء عمليّة تناول الغذاء؛ حتّى لا ينفر الطفل.

5- الطفل من عادته كثير الأسئلة وكثير الفضول، وهذا يعتبر مؤشر جيد على ذكائه ويجب استثماره وحسن التعامل معه.

لذلك يجب التعاون مع تساؤلات الطفل والإجابة عليها بشكل صحيح ومحاولة الشرح بطريقة مبسطة يفهمها الطفل ولا تخلو من بعض الغموض لندفع الطفل للتفكير بالأمر ليفهمه.

أما التعامل مع فضول الأطفال بالصد ورفض التعاون سيؤدي إلى عدم تكرار الأسئلة وعدم الأسئلة يعني عدم الاكتراث للأمور أو التعلم.

6- منذ نعومة أظافرهم يجب زج الكتب والدفاتر والقصص المصورة بين ألعابهم ليعتاد الطفل على الكتاب، وليدفعه الأمر شيئًا فشيئًا إلى القراءة وحب الاطلاع، وهذا الأمر كفيل بتعزيز النمو الإدراكي والمعرفي.

والقراءة أفضل الطرق المجربة والرائعة لكسب المعرفة والمعلومات وتنمية الذكاء ورفع معدلات التركيز، عودي طفلك على حب القراءة منذ الصغر، وابدئي الأمر بحكايات ما قبل النوم.

7- تحميل الطفل جزء من مسؤولياته والطلب منه التفكير في أمر يخصه، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب أمر مفيد جدًا للطفل، إن أصاب بقراره زادت ثقته بنفسه وسيعتاد هذا الأسلوب الجيد في التفكير واتخاذ القرار، وإن أخطأ بقراره سيدفعه هذا للتفكير أيضًا في أسباب الخطأ وتحريك دماغه، وبالتالي سيحاول مجددًا أن يتحسن باعتماده على التفكير وعلى تحريك دماغه (2).

8- غرس الثقة في نفس الأبناء وتعزيز التفكير الإيجابي وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة المختلفة، وعلى الأبوين تشجعيهم على البحث العلمي وكتابة الأطروحات وشرحها، حتى فيما لا يتعلق بالأنشطة المدرسية.

9- يجب استخدام طرق وأساليب تضع حدود وقواعد بسيطة وواضحة للطفل وبما يتناسب مع عمره، وتوضِّح له بنفس الوقت العقاب الذي سيترتَّب عليه عندما يتجاوز هذه الحدود، دون استخدام أساليب التخويف أو العنف؛ ومن الأمثلة على هذه الأساليب، النزول إلى مستوى عينيّ الطفل عند مخاطبته أو الحديث معه، ومراعاة أن تكون نبرة الصوت منخفضة وجادّة.

10- تجنب الألعاب الإلكترونية تُشير إحدى الدراسات العلمية الصادرة عن جامعة واشنطن إلى أنّ الألعاب التقليدية تُساهم في تطوير النمو المعرفي للطفل؛ كاللعب بالمكعبات؛ بينما تُعدّ الألعاب الإلكترونية من الألعاب التي تُثبّط الذكاء وتُعيق التفكير الإبداعي لديه، على الرغم من أنها قد تشعره بالمرح والمتعة وتلفت نظره وانتباهه بشكل كبير، إلا أنها هي من توجه الطفل وتتحكم به بدلًا من أن يتحكم هو بها (3).

هذه خطوات ليست صعبة، ويمكن لأي أم أو أب القيام بها تجاه أطفالهم، وبالنهاية هم الرابح الأول إن تمكنا من تطوير ذكاء أطفالهم.

صحيح أن الذكاء هبة من الله أولًا وعامل وراثي ثانيًا، ولكن حسن التربية السليمة واختيار البيئة المناسبة لنمو الأطفال عوامل بالغة الأهمية لتحفيز وتطوير ذكاء الطفل.

ويجب التركيز عليها وعلى أقل تقدير إن لم نتمكن من الارتقاء الكبير بذكاء الطفل نكون قد حسنا من مكانته وجودته (4).

وسائل تنمية ذكاء الطفل:

1- اللغة والحديث:

من يلوم على بعض الأمهات اللاتي يستخدمن طريقة الحديث مع الطفل ووضع الاختيارات أمامه، أو استخدامهم كلمات يصفها البعض أكبر من سنه، لا يدري قطعًا أن الحديث مع الطفل عن كل شيء وأي شيء طوال الوقت سوف يبني مهاراته اللغوية، تحدث معه وحسب، فوفقًا لدراسة أمريكية الأطفال الذين يربون في أسر ثرية اللغة حصلوا على درجات معدل ذكاء أعلى بـ38 نقطة من الأطفال الذين تربوا في منازل منخفضة اللغة أو ذوي قاموس لغوي ضعيف.

2- تحدي ذاكرة الطفل:

اطلب من طفلك بعد قراءة القصة أو الكتاب أو مشاهدة فيلم الكارتون أن يكرر ما فهمه أمامك مرة أخرى بكلماته الخاصة، واكتشف ما إذا كان بإمكانه إعادة إنشائها أم لا، لبناء ذاكرته اللفظية والبصرية.

3- استخدم الأرقام:

ابنِ لطفلك المفاهيم الرياضية في محادثاتك، على سبيل المثال: قل له: العشاء سيكون جاهزًا في أقل من 5 دقائق/ هل تريد كعكة كاملة أم نصف كعكة؟/ الآن لديك 5 تفاحات، فهذا النشاط الحسابي يحمل طفلك إلى منطقة قياس الأشياء بالعقل، وهي مطلوبة لرفع درجة ذكائه.

4- دع طفلك يحل المشاكل بنفسه:

جميعنا يريد تسهيل الحياة على أطفاله، ليحقق لهم مساحات أكبر من المتعة، ولكن دعه يتحرك، اطلب منه أن يستعيد الكرة التي ابتعدت عن المكان على طريقته الخاصة، امنحه صوتًا في اتخاذ الخيارات، امنحه الفرصة في الاشتباك مع الحياة.

5- لا تقرأ لطفلك اقرأ معه:

لا تدعهم فقط ينظرون إلى الصور في الكتاب، ولكن تتبع الكلمات بيدك وأشر إله ما تدل عليه في الصور، وجِّه انتباههم إلى الكلمات واقرأ معهم لا تقرأ لهم فقط.

6- الحرمان من النوم يقلل من ذكاء الطفل:

أوضح العلماء أن خسارة ساعة واحدة من النوم تعادل سنوات من النضج المعرفي والتنمية، وأن هناك علاقة بين الدرجات ومتوسط كمية النوم.

7- ممارسة الأنشطة:

1- شجع ابنك على التمارين الرياضية، فهي لا تجعله قويًا فقط، إنما تجعله طفلًا ذكيًا، عليك أن تعرف أن التمرين يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ ويبني خلايا دماغية جديدة.

2- الاعتقاد أنه لا علاقة بين العاطفة والنمو الدماغي للطفل اعتقاد خاطئ، فقد لاحظ العلماء أن الأطفال الذين لا يبادلهم آباؤهم مشاعر الحب الواضحة، أعاق ذلك نمو دماغهم، فالمحبة والعناق تخلقان تفاعلًا بينك وبين طفلك وتوفر مهارات التفكير العليا وتعد قاعدة آمنة لطفلك.

3- الأنشطة المرتبطة بالعقل والحركة جميعها تنمي الذكاء كاستخدام المكعبات الخشبية، وهناك أحد التمارين المهمة، ويستخدم فيها العجين والأجسام المختلفة من الزجاج والطباشير والأقلام الملونة والورق، ويتم عمل أشكال من العجين وتوضع جانبًا، ثم يأتي الطفل بالورقة ويرسم عليها أشكالاً مختلفة ويميزها بأسماء، ويطلب من الطفل مطابقتها بما صمم من العجين.

4- أنشطة التخمين تجعل الطفل يميز الأشياء وهو معصوب العينين، ويمكنك في ذلك استخدام الفاكهة أو الأدوات الخشبية أو العلب الخاصة بالحليب، ويخمن ما يلمس (5).

حفظ القرآن يساعد علي زيادة ذكاء الطفل:

ذكاء الطفل من الأشياء المهمة التي تقع مسئوليتها على الوالدين نعم أنت مسئول عن تنمية ذكاء طفلك، وأنت مسئولة عن تنمية ذكاء طفلك، كل شيء يفعله الطفل تبني وتزيد جزء في ذكائه، كل حركة يتعلمها تزيد ذكاءه، كل لغة يتعلمها الطفل تساعد على زيادة ذكائه، ومن الأشياء أيضًا التي تزيد ذكاء الطفل بدرجة كبيرة هو حفظ الطفل للقرآن الكريم.

لماذا حفظ القرآن يساعد علي زيادة ذكاء الطفل:

اللغة العربية من أصعب لغات العالم، لذلك كلما تلقي الطفل وتعلم أشياء صعبة زاد ذكاؤه وتطور، والقرآن الكريم نزل باللغة العربية ونزل بألفاظ وكلمات صعبة من شأنها أن تزيد ذكاء الطفل.

يُنمي القرآن موهبة الحفظ عند الطفل خاصة عندما يكون من يحفظ القرآن طفل، فالتعليم في الصغر كالنقش علي الحجر، لذلك قومي بتحفيظ ابنك القرآن حتي تزيد لدية موهبة الحفظ.

قصص القرآن مثيرة ومشوقة تجعل الطفل متحمس لمعرفة القصة كاملة وماذا حدث لسيدنا يوسف وفرعون وسيدنا موسي كل تلك القصص تنمي من ذكاء الطفل وقال المولي في كتابة العزيز {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3].

لا شك في أن القرآن يدفع الطفل الي التأمل والتفكر في خلق الله وفي الكون وفي حقيقة الخالق، والتأمل في الطبيعة يقول المولي عز وجل: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22)} [الغاشية: 17- 22].

زيادة الفصاحة واللباقة عند الطفل فالقرآن ملئ بالكلمات الصعبة التي تُزيد من لباقة الطفل في الكلام والنطق وعلي سبيل المثال تلك الآية {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137]، لذلك فالقرآن يزيد من لباقة طفلك في التحدث.

لذلك فحفظ القرآن لا يخلو من الفوائد العديدة للطفل وسوف تجعله متفوق فيما بعد في العلوم الدنيوية، فابدءوا تحفيظ أبنائكم القرآن منذ سن الرابعة (6).

---------

(1) ما هي أنواع الذكاء التسعة لدى الإنسان؟ إسلام أون لاين.

(2) التربية الأسرية في الإسلام/ ملتقيات أبناء أوربي.

(3) كيف أنمي ذكاء طفلي/ موضوع.

(4) التربية الأسرية في الإسلام/ ملتقيات أبناء أوربي.

(5) 7 وسائل ناجحة لتنمية ذكاء الطفل/ إضاءات.

(6) حفظ القرآن يساعد علي زيادة ذكاء الطفل وتنمية مهاراته/ المعلومة.