logo

تربية الطفل على حب القراءة


بتاريخ : الثلاثاء ، 12 شوّال ، 1444 الموافق 02 مايو 2023
بقلم : تيار الاصلاح
تربية الطفل على حب القراءة

لمّا كان أوّل ما نزل من رسالة الإسلام الأمر بالقراءة، دل على أهمية القراءة ومكانتها في هذه الرسالة العظيمة، فالقراءة هي الأساس الذي يقوم عليه تقدم الشعوب والأمم ونهضتها، وصعودها على سُلّم الرّقي، والمعرفة، والازدهار.

والأمم التي وصلت إلى أعلى مراتب الحضارة ارتكزت بشكل أساسي على القراءة، ومعرفة ما يدور حولها، والتطلع والبحث في التطورات العلمية والمعرفية التي توصل وما زال يتوصل إليها العلماء والباحثون في العالم من حولهم.

والقراءة تعمل على توسيع مدارك القارئ، فهي الوسط التي يفهم الإنسان من خلاله ما يحصل من حوله، ويرى بالقراءة التطور في العالم، فإذا توسعت المدارك وحصل الفهم المطلوب كان ذلك دافعًا للإبداع، والاختراع، والابتكار الذي لم يحصل من قبل، ولو فعل كل شخص ذلك لنهضت الأمة بأكملها، وكلما كانت القراءة بقدر أوسع وأكبر كان البناء أكبر وأعظم (1).

تصور خاطئ:

هناك تصور شائع بأن الطفل لا يحتاج إلى الكتاب إلا بعد دخوله المدرسة، وتعلمه القراءة بمعناها المتعارف عليه في عالم الكبار، وهذا الاعتقاد خاطئ حيث إن الطفل الذي نتركه بدون كتاب حتى المرحلة الابتدائية لن تكون هناك أُلفة بينه وبين الكتاب، ولن يكون بينهما الحب الكافي، خاصة إذا ما كان الكتاب المدرسي غير جذاب؛ ولذا ستكون هناك صعوبات في علاقة هذا الطفل بالكتاب، ومن ثَم بالتعليم والتعلم.

وتمثل القراءة وتنمية ميولها لدى الأطفال مطلبًا تربويًا وثقافيًا؛ نظرًا لما يتسم به عالم اليوم من انفجار معرفي سريع ومتغير لم يعد التعليم الرسمي كافيًا لملاحقته، كما يمكن للقراءة أن تساعد الطفل في عملية النمو من جميع جوانبه وخاصة النمو الاجتماعي والعاطفي والإدراكي والجسمي.

والقراءة من أهم وسائل كسب المعرفة والحصول على المعلومات؛ فهي تمكن من الاتصال المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها وماضيها، وتمهد القراءة للطفل الاستقلال عن أبويه، وعن الكبار.

وأصبح العالم ينظر للقراءة بنفس الأهمية التي ينظر بها للكلام والمشي، والذي يقرأ ويفهم ما يقرأ في سرعة يمكنه أن ينجز من الأعمال أضعاف ما ينهي القارئ العادي.

فالقراءة أساس التعليم ووسيلته الأولى، والفرد القارئ فرد نام وقادر على استمرار النمو؛ فالقراءة تجعل العقل يستجيب استجابة دقيقة واعية للكلام المطبوع، وهي السبيل للاتصال بعالم الآخرين، واكتساب معارفهم وخبراتهم التي تجعله قادرًا على العيش بفكر ناضج رحب، كما تكسبه القدرة على التعبير عن نفسه.

ولا يخفى على أحد أن قدرة أطفالنا وشبابنا على التعبير عن الذات أصبحت غير كافية وغير دقيقة؛ بل إن بعضهم فقد القدرة على هذا التعبير.

والقراءة ليست هدفًا في حد ذاتها، وإنما هي الوسيلة الأولى للتعلم والمعرفة والتفاعل الإيجابي، خاصة إذا ما اعتمد الأهل صيغة دائمة للتفاعل الإيجابي مع الطفل من خلال القراءة بالمناقشة والتحليل وتبادل الرأي والتعليق على ما يقرؤه الطفل.

وقد تكون هذه الإيجابية والتفاعلية هدفًا في حد ذاتها؛ حيث أصبحت صفة معبرة عن قدرة الفرد على التعايش والنمو، وهذه المعرفة والتفاعل لن يكونا بغير قراءة.

التمهيد للقراءة:

فكما أن المشي يمهد للجري، فالحرف يمهد للكلمة، والكلمة تمهد للجملة؛ فالحكي هو التمهيد الطبيعي للقراءة.

وقد أكدت العديد من الدراسات أن القراءة للأطفال تُعتبر بمثابة مثير جيد نحو توجيه اهتمامهم إلى عالم الكتب والأدب، ذلك العالم الرائع.

يكتسب الطفل قبل سن السادسة خبرات متنوعة في علاقته بالكتب والمطبوعات المختلفة من خلال البيئة المحيطة به؛ فالبيئة التي تشجع القراءة، ويكون فيها الكبار يحترمون الكتاب ويحبونه؛ من السهل أن تجد طفل هذه البيئة لديه دافع للاهتمام بالكتاب ومقبلًا على العلم والمعرفة.

فوجود الكتاب حول الطفل في مراحل عمره الأولى يساعد في تكوين اتجاه إيجابي نحو الكتب، ويؤثر هذا بالتالي على نجاح الطفل في الدراسة مستقبلًا.

الاستعداد للقراءة:

يبدأ الطفل تعلم القراءة منذ الطفولة المبكرة، ولكنها ليست القراءة بالصورة التي نعلمها إنما هو الاستعداد للقراءة، ويكون ذلك بملازمة الطفل للكتاب كأنه لعبة من ألعابه، يقلب فيه، ويتعرف عليه ويرتبط به ارتباطًا وثيقًا، ويحبه إلى أن تتوالى المراحل المختلفة في نموه وهو مرتبط بهذا الصديق الحبيب –الكتاب– حتى يصل لسن المدرسة؛ فنجد لدى هذا الطفل العديد من الأفكار والمدركات؛ بل والكلمات والجمل والتعبيرات التي تساعده على النجاح في تعلم القراءة بمعناها المدرسي، ونجده قادرًا على الفهم والاستيعاب لما يعرض عليه من مادة مكتوبة في كتابه المدرسي.

فالطفل الذي يقرأ قبل دخوله المدرسة يمكنه قراءة الكتاب المدرسي بدون توجيه المعلم، ودون أن نسمع منه هذه الجملة العجيبة التي تتردد على ألسنة الكثير من أبنائنا للأسف: لم آخذها في المدرسة، سيعرف أن المقدم له في المدرسة هو وسيلة ضمن الوسائل للمعرفة، وليست هي كل المعرفة، كما أنه يدرك أن قراءة الكتاب المدرسي ليست هدفًا في حد ذاتها، فهو يقبل على الدراسة متعطشًا لمزيد من المعرفة التي تنتجها القراءة في عالمها الواسع.

عناصر الجاذبية في الكتاب:

يتصور عدد كبير من المربين والآباء أن ما تقدمه القراءة من فوائد تعتبر هي الدافع للطفل لإثارة اهتمامه بعالم الكتاب، وأن اقتناعه بالفائدة هو الدافع له للقراءة، وهذا التصور أبعد ما يكون عن الحقيقة؛ فالطفل لن يقتنع بهذه الفائدة إلا إذا قرأ فعلًا، فالدافع الأول ليمسك الطفل بكتاب هو شكله الجذاب ومحتواه المقدم بشكل ممتع ومسلٍ، ثم يقرؤه ثم ينفعه ثم يرتبط به.

ولكي تنشأ علاقة حب بين الكتاب والطفل لا بد أن تتوافر في الكتاب عناصر جذب خاصة تستثمر دوافع الطفل الطبيعية وأنشطته التي يحبها لنقرب الكتاب إليه؛ مثل الكتب قريبة الشبه باللعب.. تصدر أصواتًا، أو توجد بها بعض الأجزاء المتحركة أو الملابس المختلفة.

وفي مرحلة عمرية تالية تقدم القصة البسيطة برسومات واضحة كبيرة وألوان صريحة، مع مراعاة الحروف الكبيرة والكلمات البسيطة، والاهتمام باختيار الكتب ذات الغلاف الجميل؛ لأنه أول ما يجذب الطفل ويثير انتباهه.

كيف نجعله قارئًا؟

ولنجعل من طفلنا شخصًا مقبلًا على القراءة مستمتعًا بها لنحاول:

- تقديم الكتب له من وقت مبكر جدًا بما يتلاءم مع مرحلته العمرية (كلعبة، ثم كقصة، ثم ككتاب).

- الحكي له مصحوبًا بكتاب مصور أو غير مصحوب بكتاب؛ فلكل منها فائدته الخاصة.

- ربط القراءة بجلسة محببة، ويمكن أن تكون أحيانًا جماعية.

- اصطحابه للمكتبة العامة للاطلاع والاستعارة، كما أن زيارة المكتبة ستجعله يرى أناسًا يقرءون، ويلمح استمتاعهم بذلك.

- اصطحابه لشراء الكتب لتعويده على اختيارها والمحافظة عليها ووضعها في رف خاص به في غرفته أو في مكتبة الأسرة.

- إشعار الطفل بحب الكبار للكتاب وتقديرهم له؛ لأنه يقلد الكبار ويريد أن يصبح مثلهم.

- فتح حوارات ومناقشات مع الطفل حول ما يقرأ، ودفعه للبحث عما يسأل عنه أو أن تقول له: اسأل الكتب، وابحثا سويًا عما يريد معرفته؛ فسؤاله مفتاح لتقدم له الكتاب.

- مكافأته إن رأيت إقبالًا منه على الكتب لتدعم هذا السلوك، ولا تعتبره شيئًا عاديًا ليدرك أنه سلوك محبب فيستمر.

- أعلمه أن الله أمرنا بالعلم، والقراءة أولى وسائله (2).

تأثير القراءة على الصحة الدماغية:

أوضحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن تأثير القراءة على الأدمغة لدى الأطفال والمراهقين يبدأ من سن مبكر، فقد وجد في أحد أبحاثها المجرية عام 2014م أن للقراءة أثر إيجابي على الدماغ المتطور حتى لأولئك الصغار الذين لم يتعلموا القراءة بعد، إلى جانب تعلم مهارات القراءة والكتابة اللغوية النافعة في سن مبكر لدى أولئك الأطفال الذين يقرأون بانتظام، كما أوحى البحث أن الأطفال الذين يقرأ لهم منذ أن كانوا صغارًا سيكون أدائهم المدرسي أفضل حين يكبُروا؛ وذلك لأنهم مزوَّدين بأقوى مهارات اللغة والإدراك.

بالإضافة إلى ذلك فإن الاستمتاع في القراءة يفيد المراهقين والأطفال الكبار، فذلك يساهم في تقوية المهارات الاجتماعية، ومهارات الكتابة والمفردات، وتنمية القدرة على بناء المعرفة الشاملة، والمساهمة في إدراك ومعالجة الأفكار المعقدة، بالإضافة إلى تحسين القدرة على تحديد الغايات المهنية وإدراك نتائج السلوكيات الخطيرة، وبالإضافة إلى الذكاء فإن القراءة تجعل الأطفال أكثر تعاطفًا ووُدية، حيث يمكن للكتب أن تعلم الأطفال الحرص على مشاعر الآخرين وأخذها بعين الاعتبار، والنظر إلى الأمور من وجهات نظر متفاوتة.

أهمية قراءة الأهل لأطفالهم:

تتجلى أهمية قراءة الأهل مع أبنائهم في عدة أشياء، منها ما يلي:

القراءة للصغار تساعد في تحسين عملية التطوير المعرفي، الذي يعرف بأنه نشوء القدرة على الإدراك والتفكير بما فيها التَّذكر، ومعالجة المشاكل، واتخاذ القرار ابتداء من سن الطفولة ومرورًا بسن المراهقة وحتى سن البلوغ، حيث تعمل القراءة للطفل بصوت عال على تزويده بالمعرفة الأساسية حول عالمه، مما يساعده في أن يعي كل ما يرى ويسمع ويقرأ، بالإضافة إلى ذلك فقد وُجِد بأنه كلما زاد عدد البالغين الذين يقرأون للطفل بصوت عال؛ كلما زاد معها تطوير مفرداته، وإدراك مكانه في العالم، والمساعدة في تطوير إدراكه المعرفي.

تطوير المهارات اللغوية، حيث يفيد إدخال اللغة للتعليم السمعي في إدخال لغة الكتب المختلفة عن اللغة المتداولة يوميًا، حيث تتميز لغة الكتاب بأنها أكثر تصويرًا، كما أنها تستخدم البُنى النحوية ذات الطابع الرسمي.

التمهيد للنجاح الأكاديمي، أوضحت مجموعة من الدراسات أن إدخال القراءة لعالم الصغار قبل سن المدرسة سيزيد احتمالية تحسين أدائهم في مرحلة التعليم الرسمي، وحسب إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة ميشيغان فإن هناك مهارات مهمة لتطوُّر الطفل تنتج عن القراءة المبكرة وهي:

المقدرة على الإصغاء والتمييز والتلاعب في الأصوات المنفردة في الألفاظ المنطوقة.

المقدرة على ربط الأحرف المكتوبة بالأصوات المنطوقة.

المقدرة على إدراك ما تم قراءته، واستنتاج معناه.

الطلاقة والمقدرة على قراءة النصوص بسرعة وإتقان.

تعلُّم المفردات والكلمات التي تلزم الأطفال من أجل معرفة كيفية التواصل بشكل فعال ومؤثر (3).

أهم فوائد القراءة للأطفال:

هناك العديد من الفوائد التي سوف يحصل عليها الطفل من القراءة، ويرغب الكثير من الناس في معرفة أهم فوائد القراءة للطفل، وسوف نتعرف على فوائد القراءة على النحو التالي:

تحسين المهارات اللغوية: يتعلم الطفل أثناء القراءة مخارج الحروف ومداخل الكلمات، ويتعلم الطفل كيفية استخدام الكلمات، ويتكون القاموس الشخصي في مخ الطفل بالعديد من المعاني والمفردات.

تطوير مخيلة الطفل: يتم تحويل الطفل ومخيلته إلى عبارة عن قصص مصورة أو قصص ملونة، تساعده على فهم الكثير من الأشخاص.

تكوين الرأي: في كثير من الأحيان تساعد القراءة على تكوين مفاهيم ومعتقدات شخصية، ويمكن أن يكون لك رأي في هذا السن المبكر مما يعمل على وجود شخصية أو وجود كارزما للطفل، حيث سوف يعتاد على أن يكون قائد.

تحسين التعليم: يعمل على تنمية العديد من المهارات التي تساعد الطفل على وجود العديد من العلامات الجيدة في التعليم.

كما تساعد القراءة الكثير جدًا من الأطفال على قضاء وقت الفراغ بصورة جيدة وممتازة، بحيث لا يضيع وقت الطفل في أمور وقضايا غير مفيدة بالنسبة لهم، حيث أن القراءة تعمل على زيادة المتعة والفائدة لدى هؤلاء الأطفال وحتى الآباء والأمهات (4).

أمور يتعين معرفتها لتَنشِئَة قارئ:

يفتح حب القراءة الباب لخوض المغامرات، وتعلم أشياء جديدة، ويحوي مجموعة كاملة من بناء المهارات اللغوية الرئيسة، مثل تنمية القدرة على الكلام، وبناء المفردات، كما أن قضاء الوقت مع الكتب ينشئ لحظات خاصة تعزز من ترابطك العاطفي مع طفلك، وتستمتعان بصحبتكما معًا.

فقضاء من 10 دقائق إلى 15 دقيقة فقط في اليوم مع كتاب، تكفي لإثارة اهتمام طفلك الصغير المُحب للاطلاع.

تبادل الأدوار:

عندما يكبر طفلك، تبادل معه الأدوار في القراءة بصوت عال.

وإذا كان طفلك قارئًا منذ نعومة أظافره، فإن هذا يسمح لك بأن تطلب من طفلك أن يحدد الحروف والكلمات التي يعرفها.

بعد ذلك، تبادَلْ معه الأدوار في قراءة الجُمل.

ومع نمو قدراته على القراءة، يمكنك أن تتبادل معه الأدوار في قراءة صفحات، وأخيرًا، قراءة الفصول.

في أثناء القراءة معًا، اطرح أسئلة حول ما تقرآنه: ماذا سيحدث بعد ذلك في رأيك؟ في رأيك، لماذا فعل الفيل ذلك؟

الوقت الذي تقضيانه معًا في القراءة بصوت عال من شأنه أن يساعد في بناء الثقة في التحدث بصوت عال، ويعزز ما تعلمه طفلك.

الإنصات إلى طفلك:

مع نمو صغيرك، انتبه لاهتماماته، إذا كان منجذبًا إلى موضوع معين، مثل الديناصورات، فحاول العثور على كُتب للأطفال تخص هذا الموضوع، هذا سيعزز من أن الكتب هي أدوات للتعرُّف على مزيد من المعلومات عن الأشياء التي نهتم بها، فمن المُرجَّح أنها ستقرأ إذا كان الموضوع يخص الديناصور الصغير المفضَّل لديه.

إذا كانوا يقرؤون القصص المصورة فقط الآن، فلا بأس، لا تزال القصص والروايات المُصورة تتيح فرصًا للقراءة، يمكنك تشجيعهم بتوفير مواد أخرى للقراءة، لكن لا حاجة إلى الضغط إذا رفضوا تقبُّلها الآن.

لتكن القراءة عملًا يوميًّا مُعتادًا:

يبدأ جعل القراءة جزءًا ممتعًا في حياة طفلك بإدراج الكُتب في عملك اليومي المُعتاد.

دبِّرْ وقتًا مُخصصًا للقراءة قبل النوم أو في وسائل النقل العام.

عند وجودكما معًا، تأكَّدَا من الحد من عوامل تشتيت الانتباه، مثل الهواتف المحمولة والتلفزيون.

يجب أن يكون وقتكما كله لكما معًا.

جزء من تعلُّم الاستمتاع بالقراءة هو الوجود حول الكتب في المنزل.

إذا أمكن، حاوِلْ تجميع مجموعة من الكُتب لأطفالك.

ليس ضروريًّا أن تكون كبيرة وشاملة، فمجموعة واحدة وصغيرة تفي بالغرض جدًّا.

إذا كانت متاحة بالقرب منك، فتحقق من مكتبتك المحلية للحصول على معلومات حول برامج موعد الاستماع إلى القصص.

يمكن أن تكون هذه التجمعات وسيلة رائعة للطفل، كي يستمتع بالكُتب، مع كونه اجتماعيًّا مع الأطفال الآخرين في الوقت نفسه.

ويمكنك أيضًا أن تنظر في إنشاء نادي كِتاب صغير مع أصدقائك وأطفالهم (5).

قد يواجه الوالدان بعض المشاكل والتحديات في بداية مرحلة تعليم الأطفال القراءة من هذه التحديات:

عدم اهتمام الطفل بموضوع القراءة ككل: ينجذب الأطفال نحو اللعب والترفيه والتسلية منذ بداية حياتهم، في حين نراهم أقل اهتمامًا بما يتعلق بالتعلم الدراسي، ومن أبرز التحديات ألا يكون الطفل راغبًا بتعلم القراءة أو ممارسة المطالعة.

عدم اهتمام الطفل بالمادة التي يتم تعليمه القراءة من خلالها: في محاولة تعليم الطفل القراءة والمطالعة إن لم تكن المواضيع جاذبةً للطفل فلن يعطيها أي اهتمام، ولن يبذل أي جهد في اكتساب هذه المعرفة؛ لعدم استخدام المواضيع التي تشد انتباهه أكثر.

سوء الفهم: عدم وجود كم كبير من المصطلحات والمفردات لدى الطفل قد يجعل من موضوع المطالعة والقراءة تحدٍ له ولوالديه في بداية الأمر بسبب عدم قدرته على فهم جميع الكلمات التي سيقرأها.

السرعة: رغبة الأهل بتعليم طفلهم القراءة بزمن قياسي وبسرعة كبيرة يشكل عبئًا قد يكون منفرًا وسببًا لكره الطفل للتعلم والقراءة على المدى البعيد ويجعله ينفر من المطالعة بشكل كامل.

صعوبات التعلم: وجود مشاكل تتعلق بصعوبات التعلم لدى الطفل ما يتطلب تدخل مختص في مجال صعوبات التعلم لدى الأطفال.

نصائح عامة حول تعليم الأطفال القراءة:

نقدم لكم مجموعة من النصائح والارشادات لتحقيق غاية تعليم الطفل القراءة وإدراك أهميتها:

- استخدام أسلوب القصص وسرد القصص للطفل بصوت مرتفع عن أطفال ناجحين يستطيعون القراءة لتحفيزهم على عادة القراءة وترغيبهم بها.

- قراءة القصص للطفل، وجعله يتبع على الكلمات التي يتم قراءتها لتعليمه القراءة، وتمييز الكلمات والجمل المكتوبة تمهيدًا لتعليمه القراءة.

- الصبر على الطفل وعدم إجباره على القراءة بالقوة أو الإكراه بل استخدام أسلوب محبب ولين ولطيف ليحب الطفل العادة ويتحمس ذاتيًا للقراءة.

- الابتعاد عن مقارنة الطفل بغيره من الأطفال ومدحهم والتقليل منه بسبب عدم قدرته على تعلم القراءة بتمكن أو بالسرعة المتوقعة من الأهل.

- التعليم عن طريق اللعب فعال جدًا وهنالك الكثير من الألعاب والخيارات التي يمكن للأهل استخدامها لتعليم الطفل القراءة، بعضها مجاني ويمكن القيام به في المنزل دون الحاجة لدفع تكاليف باهظة.

- التحفيز والترغيب والأسلوب اللطيف القريب للطفل يجعله راغبًا بتعلم القراءة وخاصة أن كل أهل قادرين على معرفة ما يحبه طفلهم أكثر واستخدامه بطريقة إيجابية وفعالة لتحقيق غاية تعليم الطفل القراءة (6).

--------------

(1) أهمية القراءة في الإسلام/ موضوع.

(2) الكتاب الجميل يربي طفلًا إيجابيًا/ إسلام أون لاين.

(3) أهمية القراءة للطفل وتأثيرها على الصحة الدماغية/ موقع أوراق تربوية.

(4) أهداف القراءة للأطفال/ موقع أنوير.

(5) كيف تعلم طفلك حب القراءة/ الموقع العالمي.

(6) تعليم الأطفال أهمية القراءة وتحفيز الطفل للقراءة/ حلوها.