logo

براءة الطفولة


بتاريخ : الثلاثاء ، 20 ربيع الأول ، 1443 الموافق 26 أكتوبر 2021
بقلم : تيار الاصلاح
براءة الطفولة

الطفولة قصّة حُلم، وقصيدة أمل، وخاطِرة عذوبة، وحياة الروح، وروح الحياة، وأنفاسٌ عذبة وسحائب ماطِرة وأريج عبِق، وصفحة بيضاء، وحياة صفاء، وثغر باسم، وقلبِ نقيّ، وروح بريئة، وعالمٌ مُخمليّ مُزدانٌ بقلوبٍ كالدُرّ، وأرواحٌ باذِخة الطُهر، وشجرة نقاء وارِفة الظِلال، وأغصان عفويّة تحمِل ثِمار القبول والمُتعة، وربيع وزهر، وأكاليل ياسمين تتقلّد جيد الحياة فتكون زينة لها.

الأطفال هم أجمل ما في الوجود، وهم زينة هذه الحياة والضحكة البريئة، إنهم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، وفلذات أكبادنا، وأحشاء أفئدتنا، وزينة حياتنا، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46]، فهم يضيفون للحياة طعم ورونق خاص.

ولله در الشاعر حين قال:

ولولا بنيات كزغب القطا     حططن من بعض إلى بعض

لكان لي مضطرب واسع      في الأرض ذات الطول والعرض

وإنما أولادنا بيننا     أكبادنا تمشي على الأرض

لو هب الريح على بعضهم     لامتنعت عيني عن الغمض

الأطفال هبة ربانية، ومدد إلهي يمد الله به من يشاء من عباده، وهكذا صور لنا الحق سبحانه هذه النعمة العظيمة في قوله عز وجل: {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} [الإسراء: 6].

لقد جعل الله عز وجل الأطفال زينة الحياة بل قرة العين وثمرة الفؤاد، حيث قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

والطفولة هي أهم مرحلة في حياة الإنسان فيجب على الوالدين تنشئتهم تنشئة سليمة.

وأجمل ما في الطفولة تجدها في ابتسامتهم البريئة، وفي تعاملاتهم البسيطة، لا يحقدون ولا يحسدون، وإن أصابهم مكروه لا يتذمرون، يعيشون يومهم بيومهم؛ بل ساعتهم بساعته، لا يأخذهم التفكير ولا التخطيط لغد، ولا يفكرون كيف سيكون وماذا سيعملون، أحاسيسهم مرهفة وأحاديثهم مشوقة وتعاملاتهم محبة.

إن أسأت إليهم اليوم في الغد ينسون، وبكلمة تستطيع أن تمحو تلك الإساءة؛ ذلك لأن قلوبهم بيضاء لا تحمل على أحد، وبتعاملك اللطيف معهم أعطوك كامل مشاعرهم حبًا واحترامًا وتعلقًا.

عالم الطفولة لا يفهمه إلا من عاشه، وأمان الطفولة عالم جميل له قوانينه، فلا يوجد هناك من يحمل الكره والحقد على غيره، بل تجمعهم رابطة واحدة؛ ألا وهي رابطة الحب والبراءة.

وإذا أردت أن تعرف عظيم منة الله عليك بهذه النعمة، فانظر إلى من حُرمها، وكيف يذوق ويتجرع مرارة الحرمان والفقد، حينما يرى الناس معهم أولادهم، فيحترق قلبه شوقًا وحزنًا للأولاد.

فَقَدَ أحدُهم أولاده لكونهم سافروا إلى أخوالهم، فلما ودعهم، ورجع إلى البيت، إذا به يرى السكون في كل زاوية من زوايا هذا البيت.

ذهب الضجيج، وذهبت أصوات الأطفال، فاستوحش من البيت، وأحس بالكآبة والحزن تحيط به من كل جانب، فقال:

أين الضجيج العذب والتعبُ     أين التدارس شابه اللعبُ

أين الطفولة في توقدها      أين الدمى في الأرض والكتب؟

أين التشاكس دونما غرض     أين التشاكي ماله سبب؟

أين التباكي والتضاحك في     وقت معا والحزن والطرب؟

فنشيدهم: "بابا" إذا فرحوا      ووعيدهم: "بابا" إذا غضبوا

وهتافهم: "بابا" إذا ابتعدوا     ونجيهم: "بابا" إذا اقتربوا

بالأمس كانوا ملء منزلنا      واليوم ويح اليوم قد ذهبوا

في كل ركن منهم أثر        وبكل زاوية لهم صخب

في النافذات زجاجها حطموا      في الحائط المدهون قد ثقبوا

في الباب قد كسروا مزالجه       وعليه قد رسموا وقد كتبوا

في الصحن فيه بعض ما أكلوا     في علبة الحلوى التي نهبوا

في الشطر من تفاحة قضموا     في فضلة الماء التي سكبوا

ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم     في القلب ما شطوا وما قربوا

دمعي الذي كتمته جلدًا       لما تباكوا عندما ركبوا

حتى إذا ساروا وقد نزعوا    من أضلعي قلبًا بهم يجب (1).

ولكن؛ لم تعد طفولة اليوم هي نفسها بالأمس، فالتكنولوجيا المتسارعة خطفت البراءة والطفولة، وحرمت الصغار من التمتع بأجمل مراحل الحياة، ولا سيما إن كانت متابعة الانترنت تتم خارج معرفة الأهل ومتابعتهم.

يقول أحدهم: تعلق ابني بجهاز الموبايل كثيرًا لدرجة أنه يفهم تطبيقاته أكثر مني، ويصاب بحالة هيستريا فظيعة عندما أحاول أخذ الموبايل منه، ليدخل بنوبة بكاء طويلة تنتهي بانصياعي لرغبته خوفًا عليه.

وكثيرًا ما نرى أصحاب البيت الواحد أي العائلة كل فرد منهم ممسك بجواله ويعيش عالمه الخاص، ما يحدث فجوة في البيت الواحد.

بعضهم مدمن لعبة “بوبجي” يقضي الليل بطوله وهو يلعب وولده الصغير يعي كل ما يجري، ويراقب بشغف.

وبالرغم من الآثار الإيجابية للتكنولوجيا في تطوير الأطفال وقدراتهم وتنمية مستوى ذكائهم؛ إلا أن هناك سلبيات خطيرة لها في حال استخدمت بشكل خاطئ؛ كالتأثير السلبي للذاكرة على المدى البعيد، إذ أصبح الأطفال يعتمدون على الأجهزة الحديثة في تذكر الأمور، ما أدى إلى كسل في استخدام الدماغ وعدم محاولة تدريب الذاكرة على تذكر أي حدث أو رقم أو تاريخ، بالتالي خلق جيل كسول اتكالي غير قادر على مواجهة المشكلات، كما أن الجلوس الطويل أمام الأجهزة الذكية يؤدي إلى إجهاد الدماغ، ما يسبب العصبية والتعب والإرهاق والصداع بسبب الإشعاعات التي تصدر منها وتؤثر بشكل مباشر على العين، إذ قد يشعر الطفل بقصر النظر أو جفاف العين إلى جانب الآثار السلبية للانحناء .

يبدي الكثير من الأهالي قلقًا شديدًا حيال اقتناء أطفالهم أجهزة ذكية وقضاء الوقت بطوله على الانترنت دون رقابة، فالمواقع المتنوعة أصبحت متاحة للجميع، ولا يمكن إبعاد الأبناء عنها، إلى جانب ذلك فإن إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية بعيدًا عن متابعة ومراقبة الأهل لهم يعتبر في علم النفس مفتاح الأمراض النفسية، إذ تساعد على الانطوائية والعزلة، وتتسبب ببعض الأمراض النفسية.

وحقيقة: أننا جميعًا غير محصنين في مواجهة مشكلات الانترنت واقع لا مفر منه، لكن يبقى الأطفال الشريحة الأكثر تعرضًا وضعفًا أمام مخاطر التكنولوجيا، ولحماية الأبناء من الضروري تفعيل خواص التأمين وحماية الخصوصية تلقائيًا على الأجهزة، وكذا استخدام مرشحات محركات البحث على الانترنت.

ومن المؤكد أن ساعات لعب الأطفال على الموبايل زادت في الوقت الحالي لأن المدارس أغلقت أبوابها مبكرًا، والبديل مفقود حاليًا باعتبار الجو غير مناسب، وعلى الأهل عند ملاحظة زيادة ظاهرة العند عند أطفالهم أو التذمر واضطراب ساعات النوم وقلة الأكل، التقليل من ساعات جلوس أبنائهم على الأجهزة الحديثة التي تشتت الانتباه وتكون سببًا لمدخلات كثيرة غير مصرفة، وبالتالي يحتاج لتصريفها تأتي بطريقة غير صحيحة على شكل العند والصراخ، فمن الضروري إبعاد الطفل عن الموبايل قبل موعد نومه بساعتين بشكل تام، لكي يستريح الدماغ ويستعد للنوم بشكل صحيح، وتحديد ساعات متابعة الانترنت بساعتين أو ثلاث مقسمة في النهار وأكثر من ذلك يعتبر مضرّ للأطفال والدماغ، وبما أن الجو مناسب بات بالإمكان الخروج وممارسة بعض الأنشطة.

نحن الآن، ورغم الإيجابيات التي جاءت بها تلك الأجهزة والسهولة التي اختصرنا بها الكثير من المعاملات اليومية، نعاني وبشدة تأثيرها السلبي وما تعرضهُ من برامج لها وقعٌ سيء في نفوس الأطفال، تلك التي أصبحت كـمرض خطيرٍ، وخبيثٍ انتشر وبسرعةٍ فائقة في أجسادهم ليقضي على طاقاتهم وإبداعاتهم، فنظرًا لعواقبها الوخيمة على الصغار، كضعف البصر، ناهيك عن الأمراض التي قد تسببها العزلة الناتجة عن كثرة تلك المشاهدات "كالتوحد" أو "التأخر في النطق" ...الـخ.

فانتبهي عزيزتي الأم لأطفالكِ من ضرر هذه الأجهزة التي تسرق براءتهم (2).

الإعلام واغتيال براءة الطفولة:

الإعلام هو السبب في القضاء على براءة الطفولة، فنجد أن برامج الأطفال أقل مساحة؛ مقارنة بالمساحة المخصصة للأعمال الأخرى، حتى القنوات المتخصصة للأطفال لا تعكس مرحلة الطفولة، وبعيدة جدًا عن حياة الطفل، فهي عبارة عن أوهام خيالية لا يمكن أن يحققها الطفل، أما برامج الشباب فسهل تقليدها والتعايش معها.

فالطفل لا يعيش الطفولة جيدًا؛ لأن معظم الأمهات عاملات، فالطفل لا يأخذ حقه في التربية والرعاية، إضافة إلى أن كل المؤثرات داخل الأسرة وخارجها لا تسير بشكل طبيعي.

كذلك المجتمع أخفق في تقديم القدوة للأطفال؛ لأن التقليد والمحاكاة جزء طبيعي من حياة الطفل، وهناك تراجع لدور المسجد كمؤسسة تربوية فعالة، وقصور في تقديم الثقافة الإسلامية الصحيحة.

وهذه الظاهرة ليست مسئولية الإعلام وحده، إنما هي مسئولية كل المحيطين بالطفل مثل الأسرة والمدرسة ومؤسسات التنشئة المختلفة.

فيجب على مؤسسات التربية أن تقوم بدورها، وخاصة الأسرة عليها أن تحتضن أطفالها، وتحرص عليهم ولا تتركهم فريسة للإعلام، وتختار لهم المفيد، وتحفظهم من السيئ، وتساعد أطفالها على أن يعيشوا سنهم وطفولتهم؛ لأنهم إن لم يعيشوا طفولتهم بصورة طبيعية، فلن يعيشوا أي مرحلة أخرى بصورة سوية، وعلى الأم أن تتحكم في نوعية ما يراه أطفالها، وأن تُرشِّد ساعات الإرسال التليفزيوني.

وهناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق المدرسة والمعلمين؛ فالمعلم يجب أن يكون قدوة يقتدي بها الطفل، ويجب أن يعي دوره جيدًا، ويوجه الأطفال في مرحلة الطفولة؛ لأن هناك مرحلة من المراحل التي يمر بها الطفل يقتدى تلقائيًا بمعلمه، فالطفل يكتسب القيم من الأسرة والمعلمين، فيجب ألا نهمل دور المؤسسات الاجتماعية المحيطة بالطفل التي تؤثر فيه ويتأثر بها.

يجب على الأم أن تكوّن وتنمى الوازع الديني والأخلاقي داخل أبنائها وبناتها، فيكون المعيار أن نرضى الله عز وجل، وأن نعيش بقيمنا وأخلاقنا وثقافتنا نحن.

فإذا تربى هذا الوازع الديني والأخلاقي داخلهم فلا نخاف عليهم بعد أن يتخطوا مرحلة الطفولة، ويصبحوا كبارًا؛ لأنهم قد أخذوا الحصانة والمناعة الأخلاقية والثقافية والدينية الكافية.

ولهذا يجب الحذر من كل المخالطين للطفل الذين يجب عليهم أن يراعوا السلوك القويم والصدق في القول والفعل والقيم المتعامل بها يوميًا.

كان قديمًا يوجه هذا الكلام للمقربين للطفل والمحيطين به، أما الآن فقد اتسعت دائرة التأثير، وأصبحت هناك دائرة التليفزيون والسينما والشارع والحى والمدرسة، وكل هذه الدوائر أصبحت مؤثرة، ولا يمكن لنا أن نضبطها، فهناك دوائر منفلتة، وهناك دوائر ملتزمة، وهناك قنوات صالحة وأخرى فاسدة، ومن الجيران من هو صالح، ومنهم من هو فاسد، والأطفال يقلدون سلوكيات الكبار.

إن تقليد الأطفال للكبار ظاهرة طبيعية لا تدعو للقلق، فهي سمة من سمات النمو في المراحل المختلفة، لكن ما يدعو للقلق هو هذا الطغيان لثقافة الصورة على شخصية أطفالنا ومراهقينا، فلم يعد المثل الأعلى للطفلة الأم التي معها في المنزل، والتي كانت سابقًا تحاول تقليد دورها في المطبخ، وفى رعاية الأطفال، فتقوم بنفس الدور مع عروستها، ولم يعد المثل المعلمة أو الأخوات الكبار، بل أصبحت القدوة والمثل الأعلى نماذج غير سوية تفرضها ثقافة الصورة، وتروج لها ليل نهار.

فالتليفزيون المحلى والفضائيات تقدم أسوأ نماذج القدوة لأطفالنا، وهي نماذج ممسوخة ومصنوعة يعدها الإعلام التجاري، ويقدمها ليربح ويكتسح، وهي نماذج تستثير الإعجاب من قبل الجنسين بالمعنى الجنسي عند الذكور، والمعنى الأنثوي عند الإناث.

ويستغل هذا الإعلام عدم وجود القدوة والمثل الأعلى؛ فيقدم الابتذال والبطون المكشوفة والأجسام المهتزة والميوعة، والسباق المثير بين الفريسة والصياد.

هذا يحدث في ظل غياب نماذج القدوة في المنزل والمدرسة والإعلام والانحطاط الأخلاقي والقيمي، وعدم وجود الهدف المشترك الذي يجمع المجتمع بكل فئاته، وبالتالي تتولد مساحة كبيرة من الفراغ تملؤها المومسات والراقصات وأبطال البلاي ستيشن والسينما وأرجوزات السينما الشبابية.

فلابد من تقديم نماذج قدوة حقيقية بعيدًا عن المهللين والمهرجين والباحثين عن المادة فقط؛ بصرف النظر عن القيم أو الانتماء، فلا بد أن يستعيد المجتمع رشده وعقله وأهدافه الكبرى، فالأسرة وحدها لن تستطيع أن تقوم بدورها بمعزل من المجتمع.

نطالب الأم بأن تجلس وقتًا أكبر مع أطفالها، وأن يعود دور المسجد في التربية، كما كان قبل نصف قرن.

لا بد من زيادة مساحة الإعلام الموجه للطفل، مع انتقاء الجيد وإنتاج كارتون إسلامي للأطفال، ويمثل واقعنا ومجتمعنا العربي المسلم (3).

كشفت دراسة علمية أعدتها إحدى الباحثات في كلية الإعلام جامعة القاهرة أن 68% من إجمالي الإعلانات التي خضعت للدراسة تحمل قيمًا سلبية للمشاهد، وهي: الشراهة، والتبذير، والتفاخر، والمباهاة، والعنف من خلال إعلانات الأفلام، والتركيز على جذب الجنس الآخر في إعلانات السجائر والعطور، حيث يتم استخدام المرأة في إعلانات سلع الذكور فقط، والعكس صحيح مما يعطى الإيحاء للمشاهد بأن شراءه لهذه السلعة له تأثير على الجنس الآخر، هذا بالإضافة إلى استخدام الملابس غير اللائقة والصوت المثير في العديد من الإعلانات.

في دراسات مشابهة حول تأثير الإعلانات التلفازية على قيم وسلوكيات الأطفال، جرى التأكيد على أن الأطفال دون السابعة الذين يشاهدون الكثير من إعلانات التلفاز يكتسبون عادات سلوكية ذميمة مثل الطمع والإلحاح في طلب السلع المعلن عنها.

الحلول التربوية:

تحديد أوقات معينة لمشاهدة التلفاز بما لا يزيد عن ساعتين يوميًا للأطفال فوق العامين، وعدم مشاهدته لمن هو دون العامين.

ضرورة ترشيد مشاهدة الأطفال للتلفاز، باختيار برامج من نوعية مناسبة، بما ينمي عقولهم ومواهبهم ومعارفهم.

يجب ألا يكون التلفاز هو الوسيلة الترفيهية الوحيدة للأطفال، ولكن يجب تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة كالرحلات، واستخدام الألعاب، وممارسة الرياضة، والهوايات، والقراءة.

مشاركة الأطفال مشاهدة البرامج ومناقشتها معهم عند الحاجة؛ لدعم الجوانب المفيدة في البرامج ومحو جوانبها الضارة.

قضاء أوقات كافية مع أطفالهم، واختيار ما يناسبهم، ويوافقهم وتوجيههم للبرامج التعليمية.

تحديد وقت مشاهدة التلفاز بما لا يتعدى ساعتين في اليوم لجميع أفراد الأسرة، واستبدال بالقراءة والكتابة والاستماع وأن يشاهد الطفل أبويه كذلك.

تجنب جميع أفراد الأسرة تناول الطعام، أو الوجبات الخفيفة، أمام التلفاز.

عندما نتحدث عن براءة الأطفال فإن معنى مسطحًا لهذه الكلمة يتبادر إلى أذهاننا، فالبراءة هنا نقيض الخبث والمكر وإظهار عكس ما نبطن، ولعلنا حين نقول براءة نقصد أيضًا الضحكة الصافية بلا نفاق والغضب الصادق بلا احتراز.

إن تربية النشء على قضية هو حق من أهم حقوقهم علينا، وتسطيح أفكارهم واهتماماتهم بدعوى أنهم صغار هو جريمة كبيرة في حق الصغار، وفي حق أنفسنا.

وأخيرًا في حق مجتمعهم أيضًا، فلن ينهض مجتمع مسلم بأجساد الصغار المائلة على أنغام الموسيقى؛ بينما تتسع ابتساماتنا ونحن نصفهم بالبراءة الكاملة، ونشير لمهارتهم في الغناء وحد اللسان على أنها علامات نبوغ تستحق الإشادة والعرض، وتستدعي التباهي والتفاخر (4).

***

______________

(1) قصيدة أب للشاعر/عمر بهاء الدين الأميري، في ديوانه، (ص:17).

(2) براءة الأطفال سرقتها التكنولوجيا/ موقع بشرى.

(3) عندما تغتال البراءة/ إسلام ويب.

(4) براءة الأطفال وهم آخر صدقناه/ جريدة الرياض.