بخل الزوج وكيفية التغلب عليه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سيدكم يا بني سلمة؟» قالوا: الجد بن قيس إلا أن فيه بخلًا، قال: «وأي داء أدوى من البخل، بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور» (1).
يعني: أي عيب أقبح منه، والبخل طبع أو خلق يمنع المرء ما يجب عليه فلا يؤديه.
قال ابن بطال: ومعنى ذلك أن البخيل يمنع حقوق الله، وحقوق الآدميين، ويمنع معروفه ورفده، ويسئ عشرة أهله وأقاربه (2).
وكان أبو حنيفة لا يجيز شهادة البخيل، فقيل له في ذلك، فقال: إنه يحمله النقص على أن يأخذ فوق حقه (3).
يقول ابن القيم رحمه الله: البخيل هو مانع ما وجب عليه، فمن أدى الواجب عليه كله لم يسم بخيلًا، وإنما البخيل مانع ما يستحق عليه إعطاؤه وبذله (4).
وقال الغزالي رحمه الله: البخيل هو الذي يمنع حيث ينبغي ألا يمنع، إما بحكم الشرع، وإما بحكم المروءة، وذلك لا يمكن التنصيص على مقداره (5).
الإنفاق على الأهل واجب:
ويجب على الرجل أن ينفق على زوجته وأولاده بالمعروف، والنفقة تشمل: الطعام والشراب والملبس والمسكن، وسائر ما تحتاجه الزوجة، ويحتاجه الأولاد، مما لا بد منه، كنفقة علاج، ونفقة تعليم، ونحو ذلك.
وقال الطبري ما ملخصه: الإنفاق على الأهل واجب، والذي يعطيه يؤجر على ذلك بحسب قصده، ولا منافاة بين كونها واجبة وبين تسميتها صدقة؛ بل هي أفضل من صدقة التطوع.
وقال المهلب: النفقة على الأهل واجبة بالإجماع، وإنما سماها الشارع صدقة خشية أن يظنوا أن قيامهم بالواجب لا أجر لهم فيه، وقد عرفوا ما في الصدقة من الأجر فعرفهم أنها لهم صدقة حتى لا يخرجوها إلى غير الأهل إلا بعد أن يكفوهم؛ ترغيبًا لهم في تقديم الصدقة الواجبة قبل صدقة التطوع.
وقال ابن المنير: تسمية النفقة صدقة من جنس تسمية الصداق نحلة، فلما كان احتياج المرأة إلى الرجل كاحتياجه إليها في اللذة والتأنيس والتحصين وطلب الولد؛ كان الأصل ألا يجب لها عليه شيء إلا أن الله خص الرجل بالفضل على المرأة بالقيام عليها ورفعه عليها بذلك درجة، فمن ثم جاز إطلاق النحلة على الصداق والصدقة على النفقة (6).
قال تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233]، أي: وعلى والد الطفل نفقة الوالدات وكسوتهن بالمعروف، أي: بما جرت به عادة أمثالهن في بلدهن من غير إسراف ولا إقتار، بحسب قدرته في يساره وتوسطه وإقتاره، كما قال تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق:7] (7).
والرزق على الله تعالى فلماذا نبخل، عن أبي هريرة قال: دخل رجل على أهله، فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية، فلما رأت امرأته قامت إلى الرحى فوضعتها، وإلى التنور فسجرته، ثم قالت: اللهم ارزقنا، فنظرت، فإذا الجفنة قد امتلأت، قال: وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئًا، قال: فرجع الزوج قال: أصبتم بعدي شيئًا؟ قالت امرأته: نعم، من ربنا، قام إلى الرحى، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إنه لو لم ترفعها، لم تزل تدور إلى يوم القيامة» (8).
فأما إذا كان الزوج مقصرًا في نفقتها، فلها أن تأكل من ماله بالمعروف، ما جرت به عادة أمثالها، وإن كان بغير علمه، عملًا بحديث هند بنت عتبة أنها قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني، فهل عليَّ جناح إن أخذت من ماله بغير علمه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك» (9).
وتكون النفقة بحسب إمكانات الزوج ووضعه المادي؛ لقوله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7].
فتختلف النفقة الواجبة للزوجة والأولاد باختلاف اليسار والإعسار؛ فمن كان موسرًا أنفق نفقة موسر على زوجته وأولاده، فإن ضيق عليهم في ذلك عُدّ بخيلًا؛ لأنه منع أداء الحق الذي عليه، ومن كان معسرًا أنفق نفقة معسر، ومن كان متوسط الحال أنفق نفقة بقدر حاله، ولا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها، ولا تحديد لذلك شرعًا، وإنما يرجع في قدر النفقة إلى ما تعارف عليه الناس.
وينشأ البخل نتيجة مواجيد راسخة في النفس الإنسانية؛ هي مشاعر الشح التي تدعوا صاحبها لعدم الإنفاق، لذلك قال الله تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]، وينبغي أن نفرق بين البخل والشح: البخل: أن يبخل الإنسان على غيره لكنه كريم على نفسه، أما الشح فيبخل الإنسان على نفسه وعلى غيره، والبخل معناه أيضًا مشقة الإعطاء، ويتجاوز الحد بضن الشخص بالذي لا يضر بذله، ولا ينفع منعه لأنه لا يريد أن يعطى، وهذا البخل والشح يكون في نفس البخيل لأنه أولًا قد بخل على نفسه، ومن بخل على نفسه لا يجود على الناس، وهناك في اللغة أسماء للامتناع عن العطاء وهى بخل وشح وكزازه، ولكن منازل العطاء والبخل تختلف فهناك ثلاثة مراحل للعطاء: رجل يعطى من غير سؤال، ورجل يعطى بسؤال فيه أسباب مثيرة ومهيجة للعاطفة، ورجل يعطى بمجرد السؤال.
وأما الشح فهو أفظع درجة للبخل، وهو أن يبخل الرجل على من يسأله مسألة مسببة بإحداث تهييج العواطف، ومع هذا لا يرق قلبه، والبخيل هو الذي انصرف عن العامل الذى جاء يأخذ الصدقة وتولى وأعرض عنه.
تحذير القرآن الكريم من البخل:
وقد بينت آيات القرآن الكريم عما ينتظر البخيل من عنت في الدنيا، وعذاب مهين في الآخرة، ومن هذه العواقب ما يلي:
- العسرى للبخيل: {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)} [الليل: 8-11]، فأما من بخل بماله، واستغنى عن ربه، وكذب بالجنة، أو بلا إله إلا الله {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}؛ أي يعسر الله عليه أسباب الخير والصلاح، ولا ينفعه ماله إذا هلك وهو في نار جهنم.
- البخل شر وليس خيرًا، يقول الله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران:180]، حيث يجعل الله للبخيل مما بخل به طوقًا حول عنقه، فكلما منع البخيل نفسه من العطاء ازداد الطوق ثقلًا.
- البخلاء جعل الله عاقبتهم رسوخ النفاق في قلوبهم إلى يوم لقائه: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)} [التوبة: 75- 77]، أي فلما رزقهم الله -أي المنافقين- بخلوا به وتولوا وهم معرضون، أي بخلوا في الإنفاق ونقضوا العهد وأعرضوا عن طاعة الله ورسوله: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}.
- إخراج ما في قلوب البخلاء من بخل وكراهية ذلك؛ لأن الإنسان جبل على محبة الأموال، لقوله تعالى: {إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ} [محمد: 37].
- الاستبدال: يعاقب الله من دعاهم للإنفاق فبخلوا بأن يخلف مكانهم قومًا آخرين يكونون أطوع لله منهم، ثم لا يكونوا أمثالهم في البخل عن الإنفاق، بل يكونوا كرماء أسخياء لقوله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم} [محمد: 38].
- العذاب الأليم مع الخزي والإذلال في الآخرة هيأ الله للجاحدين بنعمة الله ممن بخلوا، وأمروا الناس بالبخل، وأخفوا ما عندهم من المال والغنى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء: 37]، وقوله: {وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 24]، أي فإن الله مستغني عنه وعن انفاقه، محمود في ذاته وصفاته لا يضره الإعراض عن شكره، ولا تنفعه طاعه الطائعين، وفيه وعيد وتهديد: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 24].
أما قوله: {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]، أي من سلم من البخل والشح والطمع الذى تدعو إليه النفس، فقد فاز بكل مطلوب، والمفلحون هم الفائزون بالدرجات العالية فى جنات النعيم.
ذم البخل في السنة النبوية:
قال صلى الله عليه وسلم: «وإياكم والشح، فإنه دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم، ودعا من كان قبلكم فقطعوا أرحامهم، ودعا من كان قبلكم فاستحلوا حرماتهم» (10).
وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات; فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه ...» (11).
وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَدعو: «أعوذُ بك مِن البُخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات» (12).
وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل البخيل والمنفق، كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد، من لدن ثدييهما إلى تراقيهما، فأما المنفق: فلا ينفق شيئًا إلا مادت على جلده، حتى تجن بنانه وتعفو أثره، أما البخيل: فلا يريد إلا لزمت كل حلقة موضعها، فهو يوسعها فلا تتسع، ويشير بإصبعه إلى حلقه» (13).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش، ولا التفحش، وإياكم والشح، فإنما أهلك من كان قبلكم الشح، أمرهم بالقطيعة، فقطعوا أرحامهم، وأمرهم بالفجور، ففجروا، وأمرهم بالبخل، فبخلوا» (14).
وقال صلى الله عليه وسلم: «شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع» (15).
هذه النصوص وإن ذكرت في البخل والشح عمومًا إلا أن من أشد وأعظم أنواع البخل هو بخل الزوج على من يعول، فإن لم يتولى أمرهم ويسد حاجاتهم فمن سيرعاهم ومن سيتكفل بهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خيركم خيركم لأهله» (16)، وبين عليه السلام أن أفضل الصدقة وخير الانفاق ما كان على الأهل: «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك» (17).
إن أكثر ما يعكر صفو الحياة الزوجية بخل الزوج؛ خاصة عندما لا يكتشف مبكرًا في مرحلة الخطوبة؛ بل يظهر تباعًا بعد الزواج والإنجاب، فالبخل هو أقبح صفة قد يتصف بها رجل؛ لأن الرجل البخيل يفضل الدينار على نفسه وعائلته؛ مما يسبب معاناة نفسية واجتماعية للزوجة التي تندب حظها على هذا الزوج الشحيح.
يمكن أن يكون سبب البخل أن الرجل نشأ في أسرة شحيحة اليد وتعلم منها أصوله، أو أنه قد يكون عانى في طفولته من حرمان كبير دفعه لأن يقدر الدينار الذي يكسبه؛ فيدخر المال خوفًا من الحرمان، أو قد يكون الزوج موظف براتب متواضع فيحاول التوفير لكيلا يمد يده لأحد.
ولكن إذا كانت هذ هي طبيعة الزوج فمن الأنسب البحث عن علاج لهذا الداء الخطير، وقد ذكر بعض الناس خطوات في فن التعامل مع الزوج البخيل؛ منها لا تشعري زوجك ببخله؛ بل ابحثي عن سبب البخل، ثم حاولي إيجاد الحل الذي يرضيكما.
واشعري زوجك باحتقارك الشديد للمال؛ وكيف يجلب الشقاء بأصحابه إذا اعتقدوا أنه هو الغاية وليس الوسيلة لتسهيل حياتهم.
وذكريه من الحين للآخر بتعاليم ديننا، وأن البخل مرفوض كما التبذير، واجعليه يدرك مدى السعادة الداخلية التي تشعرين بها والأولاد عندما يشتري لكم احتياجاتكم.
تذكري دائمًا أن مصلحة الأولاد هي الأهم، فلا تهدمي الأسرة بسبب البخل، فالأطفال ليس لهم ذنب ببخل والدهم ولا بسبب عدم تقبل أمهم لصفة بخل والدهم.
يجب أن تقومي بحوار هادف معه، ويتفهم كل طرف منكم الآخر؛ ماذا يريد وماذا يحتاج، من أجل الوصول إلى أولويات مشتركة.
إذا كنتِ مقصرة بشيء ما، عليك البدء بإصلاحه قبل مطالبة الزوج بكلام معسول ولطيف.
الرجل البخيل عاطفيًا:
المرأة تحب الزوج الكريم الذي لا يبخل عليها بمشاعره، وبكلمات الحب الرقيقة التي تحتاج إليها كل امرأة؛ ولكن هذه المعاناة تعاني منها الكثير من السيدات في عصرنا الحديث، ولذلك نقدم لكم بعض النصائح لاجتياز وحل هذه المشكلة وهي:
1- توقفي عن المطالبات المادية من الزوج بصفة مستمرة؛ لأن هذا سوف يجعله يؤلف لكي الأعذار والكذب للخروج من الموقف.
2- لا تقولي له بشكل مباشر أنت بخيل عاطفيًا، ولكن عليكِ التحلي بالصبر حتى يتغير طبع زوجك.
3- أشعري زوجك أنه هو الراعي والسند، وأهم شخص بالنسبة لك ولأولادك.
4- تجنبي السخرية والشكوى من بخله العاطفي؛ لأن ذلك يعمل على خلق نتيجة عكسية لدى الزوج، بل حاولي أن تمدحيه أمام الناس حتى يأخذ ثقة أكبر في نفسه، ويحاول أن يرد لك ما تفعلينه معه.
5- تسليط الضوء على الصفات الحسنة التي في الزوج، فهذا له أثر جيد في تحسين معاملة زوجك لك ومحاولته لإرضائك.
6- أحيانًا يمر الزوج بكثير من الحرمان العاطفي أو الحرمان المادي في طفولته، وهذا يؤثر عليه بشكل سلبي عندما يكبر، فعليك أيتها الزوجة تفهم ذلك، ومساعدته للتخلص من عقدته النفسية.
7- أصلحي ما بينك وبين الله حتى يصلح الله لك زوجك، فاللجوء إلى الله، والاستعانة به، ودعائه ورجائه من أقوى وأفضل العلاج لإصلاح زوجك.
8- يمكن أن تجعلي زوجك يتعلم كيفية التعبير عن المشاعر، ابدئي بترديد الكلمات الحانية على مسامعه، وعلميه كيفية استخدامها، ومع الوقت سيتعود على النطق بها.
9- تفهمي طبيعة زوجك جيدًا، وإذا كان غير قادر سوى على البوح بأشياء معينة لا تحاولي الاثقال عليه، ولا تتذمري طالما أنك متأكدة من حبه لكي.
10- قد تكون الزوجة مقصرة في حق زوجها عاطفيًا، فلا تظهر اشتياقها لزوجها بعد عودته من العمل، فتهتم فقط بتأدية أعمالها المنزلية، فتظن بذلك أنها أشبعت رغبات زوجها، متناسية دور الجانب النفسي؛ كأن تستقبله بابتسامة رقيقة، أو تفاجئه بهدية بسيطة، أو تسمعه كلمات يشتاق إليها حتى لا يذوب الجليد العاطفي بينهما، وتصبح العاطفة باردة بينهما إلى حد كبير.
ولكي تستمر شراكة الحياة بين الزوج والزوجة على كل منهما أن يشبع رغبات الآخر من حب وعشرة طيبة وحنان ومعاملة حسنة، وعلى الزوجين أن يقدروا تلك المشاعر، وأن يمنحوا لأنفسهم الفرصة للإحساس بها، فلا يمنحان للمشاكل الحياتية الفرصة لخلق فجوة بينهما حتى لا تزداد وتصبح فجوة، والزوج والزوجة من يستطيعوا التحكم في مشاعرهم، كما يستطيعوا أن يفصلوا بين الحياة العملية وحياتهم الخاصة؛ فيمنحان قلبيهما لحظات ليتشبعوا فيها بحبهما، وينبغي على الزوج أن يتخلص من جفافه العاطفي حتى يتجنب معاملة زوجته السيئة وحتى يشعر بقيمة الحياة معها.
تبادل مدح أخلاق كل من الزوج والزوجة لبعضها؛ لتحفيز أنفسهم على المعاملة الطيبة، احترام الزوج لميول الزوجة ورغباتها، وتبادل الهدايا بين الزوجين لإنعاش السعادة بينهما، فالهدية وسيلة للتعبير عن المحبة، مع حرص الزوجة على التزين الدائم لزوجها، وشكر الزوجة للزوج على ما يقدمه لها من خدمات، وتغزل الزوج في زوجته وتشبيهها بأجمل المخلوقات، وتجنب الزوجة العبوس في وجه زوجها بدون داع؛ حتى ولو صدر من الزوج تصرفات تزعج الزوجة (17).
***
______________
(1) أخرجه الحاكم (4965).
(2) شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/ 121).
(3) الاستذكار (8/ 576).
(4) جلاء الأفهام (ص: 385).
(5) إحياء علوم الدين (3/ 260).
(6) فتح الباري لابن حجر (9/ 498).
(7) تفسير ابن كثير (1/ 634).
(8) أخرجه أحمد (10658).
(9) أخرجه مسلم (1714).
(10) صحيح الترغيب (2603).
(11) صحيح الجامع (3045).
(12) أخرجه البخاري (4707)، ومسلم (2706).
(13) أخرجه البخاري (1239).
(14) أخرجه ابن حبان (5176).
(15) أخرجه أبو داود (2511).
(16) أخرجه الترمذي (3895).
(17) أخرجه مسلم (995).
(18) بخل الزوج العاطفي/ النجاح نت.