logo

اليوم العالمي للمرأة .. بماذا يحتفلون؟!


بتاريخ : الخميس ، 29 جمادى الآخر ، 1437 الموافق 07 أبريل 2016
بقلم : تيار الاصلاح
اليوم العالمي للمرأة .. بماذا يحتفلون؟!

في الثامن من مارس من كل عام يحتفل كثير من البلدان حول العالم بما يسمى بـ(اليوم العالمي للمرأة)، وهو، كما يزعمون، يوم يُعترف فيه بإنجازات المرأة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وبما يسمونه (حرية المرأة)، وتمكين المرأة، ومساواتها بالرجل، وحمايتها ضد كافة أشكال التمييز.

هذا هو واقع المرأة، فبماذا يحتفلون؟

إذا كان الغرب ومعه الأمم المتحدة، التي لا تتحد إلا على الإسلام وأهله، لا يرون السوس الذي ينخر في أجسام الغرب، فإننا نهديهم بعض الإحصاءات القادمة من الغرب نفسه.

-في أمريكا يتم اغتصاب 683 ألف امرأة سنويًا؛ أي بمعدل 78 امرأة في الساعة، مع العلم أن 16 % فقط من حالات الاغتصاب يتم التبليغ عنها!!

- 1320 امرأة تقتل سنويًا؛ أي حوالي أربع نساء يقتلن يوميًا بواسطة أزواجهن أو أصدقائهن في أمريكا.

- 40 -50 % ممن يقتل من النساء في أمريكا يكون القاتل هو شريكها الحميم (زوج أو صديق).

- سنويًا حوالي 3 مليون امرأة في أمريكا يتعرضن لاعتداء جسدي من زوج أو صديق.

- أكد تقرير لوزارة العمل الأمريكية أن معظم النساء في الغرب يعملن في الوظائف ذات الأجور المنخفضة والمكانة المتدنية، وحتى مع الضغوط التي تبذلها الحكومة في تحسين وظائف النساء فإن 97 % من المناصب القيادية العليا في أكبر الشركات يشغلها رجال.

- وبدلًا من مكان العمل الآمن في المنزل عملت المرأة الغربية واختلطت بالرجال، وتعرضت للاضطهاد والابتزاز والتحرش الجنسي بمعدلات هائلة.

أكدت دراسة قامت بها وزارة الدفاع الأمريكية أن 78 % من النساء في القوات المسلحة تعرضن للتحرش الجنسي من قبل الموظفين العسكريين.

- وكل ما ذكر أعلاه كان للمحظوظات نسبيًا من النساء الغربيات، فكثير من غيرهن قد اضطرتهن الحاجة للقمة العيش للوقوع ضحايا للاستغلال الذكوري؛ إذ كان صعبًا عليهن منافسة الرجال في مجالات أعمالهم، وبالتالي لجأن إلى عرض أجسادهن وأنوثتهن ليدنسها كل فاجر.

في أمستردام يشتهر أحد الشوارع بتجارة الجنس؛ حيث تقف فتيات، بمختلف الأعمار، عاريات داخل غرف لها واجهات زجاجية، يعرضن أجسادهن لكل طالب نزوة، مع تحديد المبلغ المدفوع مسبقًا.

وانتشرت في أمريكا وأوروبا مطاعم تقدم الطعام على أجساد النساء العاريات، وبعض النساء كذلك يقدمن خدمة غسيل السيارات وهن عراة.

فتأمل كيف شقيت المرأة الغربية حين نزلت إلى حضيض الإهانة، فابتذلت إنسانيتها فضلًا عن أنوثتها، وتحولت إلى سلعة لكل من يريد، أهذه هي الحرية!

- حوالي خمسين ألف امرأة وطفلة يتم تهريبهن إلى الولايات المتحدة سنويًا لاسترقاقهن وإجبارهن على ممارسة البغاء.

- وتفنن الغرب في جر النساء إلى أعمال مخزية ومهينة، نافسوا فيها صور العبودية القديمة؛ لقد أصبح استغلال أجساد النساء في شتى صور الإباحية صناعة عظيمة في الغرب، حيث تجلب 12 مليار دولار سنويًا في أمريكا وحدها.

- نهاية حياة المرأة الغربية: وتظل المرأة الغربية، في غالب الأمر، تتجرع صنوف الأسى في ربيع عمرها، وحين تكبر تجد نفسها وحدها بعد أن تخلى عنها الرجال، وتخلى عنها أبناؤها، لتمضي ما بقي من عمرها وحيدة أو مع كلبٍ أو في دار عجزة إن كان لديها ما يكفي من مال، بينما المرأة المسلمة تظل محاطة بالحب والرعاية من أبنائها وأحفادها(1).

وللمرأة المسلمة نصيب:

في ظل الحديث عن حقوق المرأة، في يوم المرأة العالمي، يتم تجاهل حقوق المرأة المسلمة، التي تنتهكها قوات الاحتلال الأمريكي والصهيوني والناتو والروسي والإثيوبي والكيني وغيرهم، في كل البلاد والدول العربية والإسلامية المحتلة؛ حيث لا أحد يهتم بهن، ولا يسأل عنهن، ولا يتحدث عن حقوقهن ولا احتياجاتهن.

ففي فلسطين، مثلًا، كم من امرأة فقدت زوجَها شهيدًا بعدما قصفته طائرات الاحتلال، فتحملت مسئولية الأبناء والبنات، وكم من فتاة فقدت والدَيها في قصف فقامت بدور الأم والأخت، وكم من فتاة فقدت ذراعها أو رجلها أو أصابتها شظية في عينها، وكم من فتاة في الضفة الغربية وقفت أمام حاجز عسكري صهيوني فتحرش بها جنود الاحتلال، وأجبروها على التفتيش عاريةً، دون أدنى احترام لحقوقها الإنسانية، ودون أدنى استنكار من أولئك الذين يتحدثون عن حقوق المرأة!

وفي معتقلات الكيان الصهيوني يتفنن جنود الاحتلال في تعذيب المرأة المسلمة الفلسطينية، وقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، في عددها الصادر يوم 8 مارس؛ أي: يوم المرأة، عن قيام قوات الاحتلال الصهيوني باختراع وسائل تعذيب جديدة ضد الأسيرات الفلسطينيات داخل سجونها، كما تقوم باستجواب الأسيرات وهن عُريانات، وكشفت أيضًا عن اعتياد جنود الاحتلال على الاقتراب جسديًا من الأسيرات أثناء التحقيق، والجلوس بجانبهن، واستغلال كونهن مقيدات، كما أكدت أن الأسيرات يتعرضنَ للإهانة والتحقير والضرب المبرح، ولكن مع ذلك لم نجد الحركة النسوية العالمية تحرك ساكنًا لهن، أو تُعيرهن أي اهتمام، ولو حتى ببيان استنكار يتيم(2).

وتحدث عن مثل تلك المآسي في العراق والصومال... وغيرها من البلاد التي تنتهك فيه حرمات المسلمات.

فأين هي حقوق المرأة؟ وأين هي المنجزات التي يتحدثون عنها ويدندنون بها؟

هكذا تظلم المرأة فبماذا يحتفلون؟

تُظلم المرأة حين تُستخدم سلعةً رخيصة للدعاية والإعلان، وتُظلم حين تُزجُّ في عمل لا يتلاءم مع أنوثتها، أو يُزجُّ بها في مجتمع الرجال، تُظلم المرأة حين تُضرب بغير حق، أو تعضل لأدنى سبب، أو يتحرش بها جنسيًا، أو تغتصب، أو تستغل في التجارة الجسدية، أو بحرمانها من الحياة الزوجية السعيدة، تُظلم المرأة حين يسلب حياؤها ويُعتدى على قيمها ويستهان بروحها، وتخدع بزينة عابرة، وأشكال وأصباغ زائلة، وتُظلم المرأة حين يُقَصِّر الولي أو المجتمع في تربيتها، وتُظلم المرأة حين تعرض للأمراض المختلفة؛ كالزهري والسيلان والإيدز، ونحوها.

تُظلم المرأة حين يتأخر زواجها فتعنس، أو تمنع من الحمل والولد فتفلس، أو تزوج بغير إذنها وبمن لا ترغب، تُظلم المرأة حين يُسخط منها حين تولد، أو تُلعن وتسب حين تكبر، تُظلم المرأة حين يغالى في مهرها فيتجاوزها الخُطَّاب إلى غيرها أو تلزم بزوج لا ترغبه، وقد تجبر على زوج فاسد الدين أو سيئ الخلق، تُظلم المطلقة في ولدها، وقد تُظلم المرأة من أقرب الناس لها، تُظلم المرأة بضرتها، وتُظلم المرأة بإفشاء سرها لا سيما في أمر الفراش(3).

إن في بلادنا من يطالب، من العلمانيين والمضبوعين بالثقافة الغربية، بإعادة تشكيل العقل المسلم، وحتى مراجعة نصوص الإسلام بحجة موافقة العصر والتجديد والتحديث، لإنصاف المرأة وإلغاء التمييز والعنف، وغيرها من الاتهامات الغبية الزائفة التي تلصق عن خبث بالإسلام.

إن المنادين والمتباكين على ما يسمى (حقوق المرأة)، عندنا، إما جهلة بما يقوله الإسلام عن دور المرأة العظيم، وإما مجرمون خبيثون، وأصحاب أجندة فكرية وسياسية، هدفها ترسيخ أنموذج أسيادهم من الغربيين عن المرأة حتى يظل المسلمون تائهين(4).

وهنا أسوق شهادات ليست لمفكرين محسوبين على التيار الإسلامي، وإنما لمفكرين غربيين، وهي غيض من فيض، شهادات حق وإنصاف للمرأة المسلمة وحقوقها مكانتها في الإسلام.

يقول مارسيل بوازار: «إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء، ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية)، وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق، ويبدي اهتمامًا شديدًا بضمانها، فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف، وقد أدخلا مفهومًا أشد خلقية عن الزواج، وسعيا أخيرًا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددًا من الطموحات القانونية، أمام القانون، والملكية الخاصة الشخصية، والإرث».

ويقول مارش: «على فرض وجود بعض القيود على المرأة المسلمة في ظل الإسلام، فإن هذه القيود ليست إلا ضمانات لمصلحة المرأة المسلمة نفسها، ولخير الأسرة، والحفاظ عليها متماسكة قوية، وأخيرًا فهي لخير المجتمع الإسلامي بشكل عام».

ويقول ايتين دينيه: «إننا نخشى أن تخرج المرأة الشرقية إلى الحياة العصرية فينتابها الرعب لما تشهده لدى أخواتها الغربيات، اللائي يسعين للعيش وينافسن في ذلك الرجل، من أمثلة الشقاء والبؤس الكثيرة»(5).

إن المطالبة بحقوق المرأة على الطريقة الغربية مؤامرة مكشوفة، هدفها إفساد المرأة المسلمة، وجعلها تقترب من نموذج المرأة الغربي المنحط، أما من يسير في هذه المؤامرة فهو يحاول، تضليلًا، أن يظهر نفسه أنه يريد النهضة والحرية للمرأة، حسب زعمه، من رجعية ديننا، وعقد تقاليدنا، وتسلط آبائنا وأزواجنا، ودكتاتورية مجتمعاتنا، وهؤلاء انتفضوا، دجلًا، للاهتمام بشئون المرأة، مدعين خوفهم على حالتها النفسية والصحية، وأنهم يخشون عليها الكبت الديني والعرفي، وأنهم يريدون لها أن تثق بنفسها، والتمتع بشبابها، والتعبير الحر عن رأيها، وإبداء مفاتنها، لإبعادها عن طهرها وعفتها، تحت شعاري الحرية والمساواة الخبيثين، حتى إنهم تجرءوا على جزئيات الدين، بمساعدة حكام السوء وتشريعاتهم، حيث أصبح الزنا ليس بجريمة في بعض البلدان الإسلامية؛ وصار من حق المرأة المسلمة أن تتزوج بكافر في ضوء القوانين المدنية، وغير ذلك من الجرائم.

ومن أجل أن يتم اختراق حصن المرأة المسلمة، تتدفق الأموال من الغرب وبسخاء، وتنشأ الجمعيات النسوية التي توزع وسائل منع الحمل، ليس فقط على المتزوجات ولكن على الفتيات المراهقات، وتيسر لهن الإجهاض وبالمجان، وتعقد الندوات والمحاضرات، التي تدعوهن إلى عدم التفكير في مشروع الزواج؛ لأنه يقف في طريق طموحهن وأحلامهن في العيش بحرية، على طريقة نساء لوس أنجلوس ولندن وباريس، وتقدم لهن البعثات الدراسية إلى دول الغرب قبل الرجال، وتصاغ المناهج الدراسية والندوات والبرامج الإعلامية؛ لتخرج فتيات مهيئات ومقتنعات بالفكر الحر والاختلاط الذي يفضي إلى الفاحشة، ومساواة المرأة مع الرجل في كل شيء، واحترام إباحية الحضارة الغربية، والتمرد على العائلة والمجتمع، والتبرج، وكشف العورة في الحياة العامة، وتحدي الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق والميراث، وتعدد الزوجات، ولباس المرأة، والعمل في مهن تحط بهن؛ كعرض الأزياء، والدعايات الإعلامية الفاضحة، كل هذا وأكثر يحصل في بلاد المسلمين بدعم من المنظمات الدولية، وتحت أعين الحكام المجرمين على أساس أنه جزء من الحضارة والديمقراطية وحرية المرأة!(6).

_______________

(1) مقارنة بين المرأة الغربية والمسلمة، موقع: صيد الفوائد.

(2) مَن لحقوق المرأة المسلمة، مجدي داود، موقع: صيد الفوائد.

(3) من يظلم المرأة ؟!! أ د. سليمان بن حمد العودة، موقع: صيد الفوائد.

(4) الحرية للمرأة في الغرب هي من عبودية الديمقراطية، د. حازم بدر، بتصرف، مجلة الوعي.

(5) قالوا عن المرأة في الإسلام، د. عماد الدين خليل، صيد الفوائد.

(6) الحرية للمرأة في الغرب هي من عبودية الديمقراطية.