الواجبات المدرسية هم لا بد منه
الواجبات المدرسية تعطى للطلاب كي تعزِّز من تعلمهم اليومي، وتطبيقًا للمفاهيم التي تعلّموها خلال يومهم الدراسي المنصرم، فإذا تقاعس الطالب عن حلِّ الواجبات أو لم يقم بحلها بمفرده ينتفي هدف هذه الواجبات.
وعلى الآباء والأمهات التأكّد من إنجاز هذه العملية وإتمامها على أكمل وجه لتتم الفائدة منها.
وفي الوقت ذاته يجب أن تتم مساعدة الطالب على إنجاز الواجب المدرسي بشكل صحيح؛ لأنَّ الهدف ليس حلّها فقط؛ بل يشترط أن تكون تلك الحلول صحيحة، لأنَّه يترتَّب عليها إعطاء المفاهيم والمبادئ التي سوف يسير عليها الطالب في المستقبل..
هدف الواجب المنزلي:
وتهدف الواجبات المنزلية التي تعطى للطلاب إلى خلق نوع من التواصل ما بين المدرسة والبيت، ليبقى عقل الطالب دائمًا متيقظًا، ولا يغفل أو يهمل دراسته، بالإضافة إلى عمل نوع من الترابط بينه وبين المدرسة، لأنَّ عقل الطالب إذا بقي مبرمجًا على نوع من الإهمال ولو شيء بسيط للمواد التعليمية سيكون نتائجه وخيمة، لأنَّ العقل جبله الله على النسيان ووجود التواصل هو في غاية الأهمية.
فوائد الواجبات المدرسية:
الواجبات المدرسية يكون لها فائدة في حالة واحدة فقط، إذا كانت مختلفة أي لا تعتمد على الحفظ والكتابة، وتعتمد على الفهم والابتكار والإبداع، حيث إن بعض المُعلمين يبتكرون طرق تعليمية جديدة لحث الطلاب على العلم، من ضمنها الواجبات المدرسية التي تطلب منهم.
إذا كانت الواجبات المدرسية تعتمد على التفكير، وتحث الطالب على الابتكار، فإنها تكون جيدة ومفيدة له، تعلمه طريقة جديدة في التعلم، وأسلوب جديد في فهم المعلومات،
- تسمح الواجبات المنزلية لأولياء الأمور بالمشاركة في تعلم أطفالهم؛ حيث يستطيع الوالدين متابعة ما يتعلمه أطفالهم في المدرسة، كذلك معرفة نقاط القوة والضعف الأكاديمية لدى الطفل.
- تساعدك الواجبات المدرسية على مراجعة ما تعلمته في المدرسة وترسيخه في ذهنك.
- يمكن للمدرسين معرفة مدى فهم طلابهم للدروس، كذلك تقييم التقدم الفردي لكل الطلاب ونقاط القوة والضعف لديهم، وتغطية المزيد من المحتوى الدراسي في الفصل.
- يُعتقد أن الواجبات المنزلية تعمل على تحسين عادات الدراسة والمواقف تجاه المدرسة، كذلك الانضباط الذاتي وبناء الثقة وتحمل المسئولية ومهارات حل المشكلات لدى الطفل.
- تساعدك الواجبات المدرسية على مراجعة ما تعلمته في المدرسة وترسيخه في ذهنك.
-تعزز الواجبات المدرسية قدرتك على التعلّم لوحدك وابتكار الحلول للمشاكل دون الحاجة الشديدة لمساعدة الآخرين، بالتالي تتعلم تحمل المسئولية وسعة الحيلة والاعتماد على الذات.
- يعلمك الواجب المدرسي فن إدارة الوقت، وأهمية تقسيم يومك وتخطيطه وفقًا للنشاطات التي ستمارسها (1).
أضرار الواجبات المدرسية المنزلية
نسبة كبيرة من الأهالي يرون أن الواجبات المدرسية ليس منها أي ضرر، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، فهذه الواجبات المنزلية لها الكثير من الأضرار، والتي من أهمها:
الإجهاد البدني والذهني:
يقضي الطالب حوالي نصف يومه في المدرسة، يستمع لشرح المعلمين، يحاول فهم واستيعاب ما يقولون، كل ذلك يحتاج إلى مجهود بدني وعقلي، ومن الطبيعي أن يستنفذ الطالب كل طاقته في هذا الوقت، ومن الطبيعي أيضًا أن يعود إلى المنزل حتى يستريح، ويأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، حتى يتمكن من مواصلة العمل في اليوم الدراسي التالي، أما الواجبات المدرسية فهي تحتاج إلى مجهود ذهني كبير، هذا الأمر يعد مجهود إضافي، لا يمكن للطالب أن يتحمله فترة طويلة.
مضيعة للوقت:
بعض المُعلمين يكلفون الطلاب بكتابة الدرس ست مرات، بهدف حفظ كلمات الدرس، وبالتالي فإن هذا النوع من الواجبات يكون مضيعة للوقت والجهد؛ لأنه لن يستفيد أي شيء من كتابة الدرس أكثر من مرة.
الشعور بالقلق والتوتر:
لا يشعر الطالب بالراحة أبدًا، فبعد أن يقضي يوم دراسي طويل، وهو عائد إلى المنزل يبدأ في التفكير في الواجبات المدرسية المطلوبة منه، وبالتالي يشعر الطالب أن هناك ضغوط نفسية تجعله غير قادر على العيش بصورة طبيعية، فهو لن يجد وقت للعب مع أصدقائه أو مشاهدة التلفاز.
غياب الأنشطة الاجتماعية:
حتى يتمكن الطالب من القيام بكل الواجبات المدرسية المطلوبة منه، عليه أن يقضي ساعات طويلة بعد عودته من المدرسة أمام الكتاب، وبالتالي لن يستطيع ممارسة الرياضة التي يحبها أو القيام بأي نشاط اجتماعي، أو زيارة أقاربه، أي أن الطالب ينفصل عن العالم كله.
أسباب إهمال الواجبات المدرسية:
إنَّ الواجبات المدرسية التي تعطى للطلاب تكون فوق طاقتهم الفكرية والبدنية، كما أنَّ عدم وجود التنوع الكافي لوضع الأسئلة في الواجبات المدرسية هو بالأساس الذي يجعل الطالب ضعيفًا، ولا يقدر على حلّ الواجب، فيشعر بالتثاقل عندما يستذكر واجبه المنزلي.
إن عدم متابعة بعض الأساتذة هي التي تجعل الطالب متكاسلًا عن حلِّ واجباته، لأنَّ المدرس فقط يقوم بسؤالهم يوميًا، هل أديتم الواجب، فإذا كان أحد الطلاب لم يؤده يقوم بضربه وإهانته أمام زملائه وينتهي الموضوع، وكل ذلك يجعل من الطالب نموذجًا سلبًا في أداء واجباته، فيشعر بداخله بنوع من التمرّد سواء على المدرسة أو المعلم، حسب العاجز.
إنَّ المعلم هو السبب الأوَّل في ذلك، فنجد المعلم في المرحلة الابتدائية يشعر بنوع من الانتماء للمدرسة ويكون اهتمامه بالطالب جيّدًا، لأنَّه يكون متواصلًا معهم على اعتبار أنَّهم ما زالوا صغارًا ويحتاجون إلى رعاية، فيقوم بمتابعتهم سواء في حلِّ الواجب أو في الامتحانات.
لكن في المراحل الأخرى؛ كالإعدادية والثانوية لا نجد هذا النوع من الاهتمام، والأسرة لها دور مهم في تأخر الطالب في تلك المراحل، فنجد الآباء مهتمين بأولادهم وهم صغار فإن كبروا يقل هذا الاهتمام؛ فينعكس سلبًا على الطالب؛ لأنَّه لا يزال يحتاج إلى رعاية واهتمام، بالإضافة إلى أنَّ بعض الأسر تركّز اهتمامها على الابن البكر وتهمل الآخرين.
نقص دافعية الطالب للتعلم، وعدم وجود أهداف واضحة عنده، بالإضافة إلى نقص التعزيزات المعنوية والمادية تعدُّ سببًا رئيسًا في فشله.
إنَّ الأسرة يتوجب عليها أن يكون لها دور كبير في رعاية الطالب، وأن تكون على قدر من المسئولية؛ فالمتابعة واجبة عليهم، وسؤال الأم عن ابنها خلال العام الدراسي شيء ضروري، يجعل الطالب شعلة من النشاط والحيوية، كما يجب قيامها بمساعدة أبنائها في حل الواجبات إن صعب عليهم شيء، كما يجب على الأم ألا تقوم بضرب أبنائها إن أخطأوا، بل تنصحهم بأسلوب هادئ.
ضرورة أن يمتنع المعلمون عن إعطاء الطلاب التمارين الصعبة والتي لا تناسب قدراتهم وكأنَّها من باب التعجيز، فالطالب الضعيف لن يستطيع أن يقوم بحلِّ الواجب إن لم يعرف طريقة الإجابة عن الأسئلة؟، فمراعاة مستويات الطلاب أمر لا بد منه، ولا مانع من إعطاء أنواع من الواجبات وإعطاء الخيار للطالب بإمكانية حلّها إن استطاع.
عدم قدرة الطالب على الحل، نتيجة عدم فهمه الجيّد للدرس أثناء شرحه، فإن نقص دافعية الطالب للتعلم، وعدم وجود أهداف واضحة عنده، بالإضافة إلى نقص التعزيزات المعنوية والمادية تعدُّ سببًا رئيسًا في فشله.
وبالتالي سيكون الأثر بالغًا على نفسية الطالب، بحيث إنَّه إن قام بحلِّ واجبه أم لا، فالنتيجة ستكون واحدة حسب اعتقاد الطالب، كما أنَّ استخدام أسلوب الترهيب سيخلق عقدة نفسية عنده، فيصبح الطالب منطويًا على نفسه ويشعر بنوع من التهميش العاطفي.
طرق العلاج:
نؤكد على أهمية وجود أسرة مترابطة سعيدة بعيدًا عن المشاجرات الزوجية، لأن ذلك ينعكس على الأبناء، فالاستقرار يجعل منهم نماذج يحتذى بها سواء في المدرسة أو الشارع، بالإضافة إلى توجيهم إلى حياة تعليمية أفضل وتشجيعهم على الدّراسة والقيام بالواجبات المتصلة بها.
كما أنَّه يجب على الوالدين التعرّف على المشكلة وأبعادها وظواهرها، والإلمام بأسبابها عند أبنائهم، وإقامة علاقة وطيدة بين الطالب ومعلميه، وتنمية بصيرة الطالب بعواقب إهمال الواجب، بالإضافة إلى توجيه رسالة للطلاب بأنَّهم بناة المستقبل فلا يبخلوا على أنفسهم وأوطانهم بجدهم واجتهادهم (2).
لا ننكر أن الواجب المدرسي عبء ثقيل لا يحبه غالب التلاميذ، لذلك من المهم تعزيز الدافع لديهم لإنجازه برحابة صدر عن طريق توضيح أهميته بالنسبة للتلميذ وتفوقه الدراسي وتميزه العلمي.
إنَّ عملية التركيز على المفاهيم والمبادئ المهمة التي تكسب الطالب الحيوية والنشاط أثناء عمل الواجب تجعله يقوم به على أكمل وجه، لأنه سيشعر بأهميتها، وأنها سوف تنمي قدراته، لسهولة حلها وسرعة استيعابها نتيجة مساعدة من حوله، وبالتالي ستساعده على عملية الانتقال من الإطار النظري للمدرسة إلى الإطار الحيوي والعملي الذي يشعره بمكانته ونجاحه.
إنَّ كلَّ ذلك يعطي الطالب جرأة ودفعة نفسية بعدم الخجل من المعلم، لأنَّه قام بإنجاز الواجب الذي أعطي له، ويكون مفتخرًا بنفسه.
إنَّ عملية النسخ التي تعطى للطالب مهمة خلال المرحلة الابتدائية، كونها تساعده على تعلّم مهارات الكتابة وضبط الإيقاعات والحركات على الورق.
إنَّ الواجبات المدرسية تختلف في درجة صعوبتها، وفي بعض الأحيان يكون من الضروري مساعدة الأولاد في إنجازها وإعادة توضيحها، لكي يشعر الطفل بأنَّ العائلة متضامنة معه من أجل إنجاز واجباته المدرسية؛ ممَّا يقوي الروابط الإيجابية عند الطفل سواء مع عائلته أو مع الدراسة بشكل عام.
من الممكن تقليل الواجبات المدرسية، ولكن ليس إلغاؤها لأنها ضرورية، فهي تعوّد الطالب على الاستمرارية في التعليم وتحمل المسئولية، وتعلمهم على الجهد الشخصي، وتقوي عندهم فهم المادة التي درسوها، ولكن لا بد أن يكون الواجب حسب عمر الطالب، وأن يكون هناك اتفاق مسبق بين الأساتذة حول كمية الواجبات (3).
دور الآباء في العملية التعليمية للطفل ركن هام لا ينفك عنها، وعامل محوري في مسيرتها الطويلة، فمن أكبر الأخطاء أن نعول على المدرسة وحدها ونقتصر على دورها التعليمي دون تقديم دورًا تكميليًا للآباء في المنزل، سواء بالمراقبة أو المتابعة؛ بل والمشاركة، خاصة في إتمام الواجبات المنزلية التي تمثل الواجهة النهائية ليوم تعليمي حافل بالمعرفة.
ويمكن القول: إن مساعدة الطفل على إتمام واجباته بطرق صحيحة يمثل علامة فارقة في تفوق الطفل، حيث تتحول العملية التعليمية إلى نوع من المتعة أكثر منها عبء ثقيل يؤرق الطفل.
لا بد أن نراعي وجود أجواء منزلية ملائمة غاية الملائمة، فلنحرص دومًا على اختيار مكان مناسب وثابت في المنزل لعمل الواجب المنزلي، ومن الأفضل أن يختاره الابن بنفسه، مع مراعاة أن تتوفر فيه عوامل الراحة والهدوء مع الإضاءة الكافية والبعد عن الملهيات من تلفاز وكمبيوتر وغيرها.
كذلك التنسيق مع معلم المدرسة مهم جدًا في ضبط إيقاع الواجبات المدرسية من حيث القدر المناسب للطفل، واختيار النوعية التي تتوازن بين السهولة والصعوبة، والقلة والكثرة، وبالتالي نضمن وجود حيز من الوقت للعب الطفل وإعطاءه فرصة لممارسة هواياته، ونتلافى أجواء الكآبة التي تنتاب أطفالنا وقت إتمام واجباتهم.
تنظيم الوقت بما فيه من اختيار الوقت المناسب لعمل الواجبات المنزلية، فنتجنب فترات قبل النوم حيث يغلب النعاس أو حالات الإرهاق.
أيضًا تقسيم الواجبات إلى مهام صغيرة يسهل إنجازها، والبدء بالأصعب ثم الأسهل، مع المراجعة الأسبوعية الشاملة فهي مهمة في تدعيم الذاكرة وترسيخ المعلومة في الذهن.
جدير بالذكر أن حل الواجب المدرسي في مجموعة صغيرة مكونه من الأخوة والأخوات يضفي نوعًا من الارتياح بالنسبة للطفل، ويحبب له هذا الروتين اليومي، ويعزز مهاراته عندما يرى تشارك اخوته في نفس قضيته ومسئوليته.
ابنك ليس أنت؛ وبالتالي لا تتوقع منه أن يؤدي العمليات التعليمية بنفس المهارة أو السرعة التي تؤديها أنت، ومن هذا المنطلق فالصبر وسعة الصدر وتجنب الضجر من أعظم الوسائل لاحتضان الشبل الصغير وجعل أداء الواجب بالنسبة له نوعا من المنحة لا المحنة.
مشكلتنا أن معظمنا يجلس مع الطفل مساء في نهاية يوم متخم بالأعباء، وبالتالي فنحن نريد منه أن ينجز بسرعة وعجلة كي نخلد للنوم أو الراحة، وهذا ما يوتر الموقف ويحول دون إتمامه بالحب لا بالكره، خاصة لو أوجعنا الطفل ضربًا أو شتمًا أو تجريحًا لتراخيه في الأداء، وتتعقد المشكلة بين ضجر الوالد وبين الابن الفوضوي أو الضعيف دراسيًا أو المتمرد، ويصل الأمر بالصغير إلى كره وقت الواجبات التي يراها مدرسة مسائية تثقل كاهله بعد المدرسة الصباحية.
ولا يفوتنا أن ننوه إلى أن الضجر قد يفرغ الواجبات المدرسية عن مضمونها وفاعليتها، فالخطأ الإملائي في أي فقرة كتبها الطفل لا ينبغي أن نشير إليه مباشرة؛ بل بقليل من التمهل نطلب من الصغير أن يبحث عن كلمة كتبها خطأ، هذا كفيل أن ينشط ذهنه، ويعوده على المراجعة بعد أي إجابة.
أيضًا يحملنا الضجر على الإجابة المتسرعة عن كل سؤال يسأله الطفل، والأولى أن نقدم له الإجابة في نقاط تقريبية أو نستثير ذهنه ببعض الكلمات الإرشادية أو حتى التريث حتى يبحث هو بنفسه عن الإجابة بين ثنايا الدرس.
ومن الأمور التي يجب أن يراعيها الأب أو الأم عند مشارك ابنه في أداء الواجبات المدرسية أن تتناغم طريق المنزل مع طريقة الأستاذ في الفصل الدراسي، بمعنى أن يتعرف الوالدان من الطفل على الكيفية التي تبناها المدرس في حل التمارين الرياضية أو التعامل مع سائر المعلومات سواء بالحفظ أو الفهم، وذلك لأن تبني أسلوب آخر يمكن أن يشتت الطالب، ويفقده الثقة في طريقة أستاذه، بل ربما نصعب نحن عليه التحصيل الدراسي لأن طريقة الأستاذ في الغالب تكون الأفضل بحكم خبرته ومهارته التعليمية والميدانية.
وننوه بأهمية تعزيز الطفل نفسيًا وماديًا عن طريق: التشجيع، رصد مكافأة عند تفوقه، مراعاة أوقات الراحة والاسترخاء، تخلل فترات المذاكرة بوجبات خفيفة غنية بالفواكه، المعاونة الجادة عند مواجهة صعوبة ما، الحوار الدافئ واسترجاع ذكرياتنا حول الدراسة ليعلم الصغير أن الجميع مر بما يمر به الآن وأنه ليس مضطهدًا (4).
لا بد من معرفة الأسباب الشخصية للمُهل في واجباته المنزلية، هذه الفكرة ستساهم في توسيع ومعرفة الرأي الأخر في المشكلة؛ من الممكن مثلًا أن يطلب من التلميذ أو التلاميذ كتابة موضوع إنشائي حول أسباب عدم القيام بالواجب أو القيام به بشكل رديء، وبذلك نعرف المشكلة ونحلها من جذوره، لأن المشكلة من الممكن أن تكون متصلة بتصورات خاطئة لذا الأطفال، وأول خطوة لتصحيحها هي معرفتها (5).
لا بد من أن يحاول الطفل الاتزان في حياته اليومية، أو كما قال صلى الله عليه وسلم: «ساعة وساعة» (6)، بمعنى هناك وقت للدراسة ووقت للراحة والمرح، باتزان دون أن يسيطر جانب على الآخر فنصبح مثل السيارة التي تتحرك بثلاث عجلات متدبدبة على الطريق.
وتزداد الدعوة لتحقيق توازن صحي في حياة طفلك، تقول فاتيوريت: يجب عليك ضمان أن يلعب أطفالك وقتًا كافيًا ويحظون بوقت جيد للاسترخاء، كذلك تقدير واحترام الوقت العائلي للتواصل فيما بينكم، مما قد يعني أنه يجب أن تكون صريحًا مع معلّم طفلك حول الوقت المتبقي لديه للواجبات المنزلية، ويقول المتخصص بالتعليم الدكتور دينيس بوب: يزداد الشعور بالقلق لجميع أفراد الأسرة عندما يكون لدى الطفل الكثير من الواجبات المنزلية، إنه مصدر حقيقي للتوتر بالنسبة للوالدين، فبعضهم لا يمكنه حتى رؤية أطفاله والتواصل معهم بشكل فعّال، بسبب كثافة الواجب المدرسي كل يوم.
وزيادة الواجبات المدرسية المفرطة في المنزل من صعوبة تحقيق توازن صحي في الحياة المدرسية لدى الأطفال المراهقين أيضًا، نتيجة لضيق وقتهم للعائلة والأصدقاء والهوايات، بحيث لا يلبون احتياجاتهم التنموية أو يطورون مهارات حياتية أخرى، لذلك يدعو بعض أولياء الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا؛ إلى فرض حظر تام على الواجب المدرسي للأطفال في المرحلة الابتدائية، ويقترحون كذلك تقليص الواجب المنزلي حتى في المرحلة الثانوية (7).
ثم إن من أهم ما على الأطفال تعلمه ترتيب الأولويات؛ لأن لكل شخص أولويات في الحياة حددها هو نفسه أو حددها له المجتمع والأسرة والإعلام، علمت بذلك أم لم تعلم أنت تعمل حسب أولويات مرتبة مُسبقًا، لاحظ أعمالك وتصرفاتك وستعرف ما هي أولوياتك في الحياة، إن ترتيب الأولويات كترتيب البيت الداخلي، فأنت لا تستطيع العمل في مكان مضطرب لا تعرف أعلاه من أسفله، كذلك الحياة؛ لا تستطيع العيش بها وأنت لا تعرف ما هي أولوياتك، أهي الدراسة أم اللعب أم العمل، عند الأذان ما هي الأولوية أهي الصلاة أم الدراسة، عند الرجوع من المدرسة ما هي الأولوية أهي الواجبات المدرسية أم اللعب أم الأكل، حدد أولوياتك لتقود حياتَك (8).
***
_____________
(1) فوائد الواجبات المدرسية للأطفال/ منتديات حلوها.
(2) الواجبات المدرسية مسئولية مشتركة/ بصائر.
(3) هل الواجبات المدرسية في المنزل ضرورية؟ الشرق الأوسط.
(4) الواجبات المدرسية معاناة يومية/ إسلام ويب.
(5) إهمال الواجبات المنزلية الأسباب والحلول/ صيد الفوائد.
(6) أخرجه مسلم (2750).
(7) فوائد الواجبات المدرسية للأطفال/ منتديات حلوها.
(8) إهمال الواجبات المنزلية الأسباب والحلول/ صيد الفوائد.