logo

الأسرة وضغط الدراسة


بتاريخ : الثلاثاء ، 4 محرّم ، 1441 الموافق 03 سبتمبر 2019
بقلم : تيار الاصلاح
الأسرة وضغط الدراسة

ما أن يأتي شهر سبتمبر حتى تبدأ الأسرة في الدخول في دوامة أخرى بجانب دوامات الحياة المتعددة، ولكنها الأخطر في أهميتها، والأطول في زمانها، والأصعب في مواجهتها، فتبدأ الدراسة، وتبدأ معها الهموم والغموم، وتبدأ مشكلات متكررة كل عام، وتتطور المشكلة مع تقدم العمر وتقدم المرحلة العلمية، وتقدم السن بالنسبة لقطبي الأسرة، الزوج والزوجة، فالطفل الصغير لا يحتاج من المصروفات ما يحتاجه الابن الأكبر، الذي التحق بالتعليم قبل الجامعي، الثانوية العامة، وطالب الثانوية العامة هو الأشد على الأسرة في الضغط النفسي والمادي، والذي تحول بسبب منظومة التعليم المتغيرة من سيء لأسوأ إلى أسوأ مراحل التعليم.

ولا ننسى مدى الهالة الإعلامية التي تحيط بهذه الفترة من العمر، والنظام العقيم الذي يتعامل معها من حين لآخر بشكل مختلف، والتخبط الشديد من قبل القائمين على هذه المنظومة التعليمية.

بجانب الضغط المادي والنفسي على الأسرة نجد أن النتائج ليست بقدر الجهد المبذول، فخيبة الأمل تصيب الكثير من الأسرة نظرًا لما ينتظر أبناءهم من مستقبل مجهول، في حين أن توقعاته لا تبشر بخير، وليست على المستوى المرجو.

وبعيدًا عن مرحلة البلوغ وسن المراهقة، هناك مشكلات أخرى تصيب الأسرة بالهم والغم الشديد، ولا عجب أن تكون أعلى نسبة طلاق في مصر في الفترة التي تبدأ فيها المدارس لاستقبال أبنائها، فمع بداية العام الدراسي تبدأ الأسرة لاستقبال موجة حارة من مستلزمات الدراسة؛ الزي المدرسي، المصروفات المدرسية، الأدوات الدراسية، إلى جانب الدروس الخصوصية، والتي وصلت في الآونة الأخيرة إلى أمر بالغ الخطورة، ونقف هنا مع أبرز الضغوطات التي تؤثر سلبًا على استقرار الأسرة، والتي من أهمها ما يلي:

الاستيقاظ المبكر:

مع الانتقال من الإجازة الصيفية إلى بداية عام دراسي جديد تبدأ معه مشكلة تغيير روتين الحياة اليومي، من نوم متأخر واستيقاظ بحرية، إلى نوم مبكر واستيقاظ مبكر، مع دوامة الروتين اليومي، ومع دخول فصل الشتاء، وبرودة الجو وشعور الإنسان بحاجته للدفء والنوم تبدأ المشكلة في التفاقم، فالجميع يصعب عليه ترك الفراش الدافئ والتوجه إلى يوم دراسي شاق.

ومشاكل الاستيقاظ المبكر، خاصة مع أجواء المدارس، لا تمثل الضيق والقلق للأطفال فقط؛ بل أيضًا قد يكرهها الكبار، فبجانب أنها تذكرهم شخصيًا بذكريات الطفولة المدرسية، والتي قد لا تكون سعيدة للغاية، إلا أنها تمثل مسئولية كبيرة على كلًا من الوالدين، وربما تقع المسئولية الأكبر على الأم؛ لأن الأم، ببساطة، هي المسئول الأول عما يخص الأطفال داخل المنزل، فهي المسئولة عن روتين الاستيقاظ اليومي كل صباح من أجل الذهاب إلى المدرسة.

المذاكرة:

يعود الطفل إلى البيت بعد يوم دراسي شاق، مثقل بالواجبات المدرسية؛ فهذا مدرس اللغة العربية يطلب كتابة الدرس ثلاث مرات، وحل التدريبات، ومدرس الرياضيات يريد حل المسائل، ومدرس العلوم يريد الإجابة على أسئلة الكتاب المدرسي،... إلى غير ذلك من الواجبات التي قد تستغرق وقت الطفل حتى يغلبه النوم، ناهيك عن واجبات أخرى يطلبها صاحب الدروس الخصوصية، فلا وقت للتلميذ الصغير إلا مساحات ضيقة للصلاة وتناول الطعام، ثم يغلبه النعاس.

وقد تأصل في ذهن الكثير من الأطفال أن المذاكرة هي كتابة الواجبات وحل التدريبات فقط لا غير، ولأنه ليس لديه مساحة أخرى من الوقت لعمل شيء آخر غير ذلك.

ومن الواجب أن يُنظر إلى عملية تنظيم الواجبات نظرة صادقة وصحيحة، فليس العبرة بمقدار الواجبات ولكن بالكيف أو النوع، فإن كان بعض المدرسين يفخر بأنه يعطي واجبات كثيرة في مادته فيجب عليه أن يضع نصب عينيه بأن غيره من المدرسين يعطي نفس الشيء؛ ولذا فالطالب مرهق بكثرة الواجبات، ولن يستفيد منها بشيء، فقد يساعده أبواه في حلها أو إخوته ممن هم أكبر منه سنًا أو زملاؤه، وبالتالي يكتسب التلميذ سلوكًا سيئًا غير مرغوب فيه؛ مثل الاتكالية والغش والكذب والإهمال.

أما نوع وكيفية الواجبات فمن المفروض أن ترتبط بشروط واعتبارات، منها:

1- مناسبة الواجب لمستوى التلميذ.

2- فائدة الواجب للجسم وللعقل معًا، لا أن تكون مجرد تدريب عقلي وآلي.

3- تنويع الواجب من عمل تحريري، إلى لفظي، إلى تدريب على حل المشكلات، وإلى كيفية الاستعانة بالكتب والتلخيص منها، وكتابة مقالات أو تقارير... الخ.

ويمكن حل مشكلة كثرة الواجبات المنزلية عن طريق التنسيق بين المعلمين في دفتر الواجبات المنزلية، والذي يدون به مدرس كل مادة الواجب المطلوب حله أو مراجعته، والمدرس، وهو الذي يتابع كتابة الواجب في هذه الدفاتر، يتيح له أيضًا معرفة من أدى الواجب من الطلاب ومن أهمله(1).

مصاريف الدراسة:

ملابس مدرسية، مصروفات دراسية، كتب وأدوات، كل ذلك يُثقل عاهل الأسرة المثقل مسبقًا بالحالة الاقتصادية المتردية، بجانب ما يصاحب الدراسة من مصروفات يومية، وما يحتاجه الأبناء للانتقال لمكان الدراسة، كل ذلك يستمر على مدار الفترة الزمنية المخصصة للدراسة، مع الأخذ في الاعتبار أن الأسرة قد يكون بها أكثر من ابن أو بنت، وما ينفق على فرد واحد من الأسرة يزداد من عام لآخر.

الدروس الخصوصية:

شبح يحطم آمال الأسرة اقتصاديًا، وهمّ ثقيل أتعب الرجل قبل المرأة، كما أنها إزعاج للبيت والأسرة، وقلق على الأبناء في رحلة ذهابهم وإيابهم من الدروس الخصوصية، إرباك لنظام البيت والأسرة واجتماعها وراحتها وطعامها، تحول أفراد الأسرة إلي جزر منفصلة منعزلة عن بعضها البعض.

وكل له ميعاد لطعامه ونومه ومذاكرته ودروسه واجتماعه مع الأسرة، الذي كاد أن يختفي من حياة الأسرة، عبء وارهاق على الطالب نفسه؛ إذ أنه بين مطرقة البرنامج الدراسي للمدرسة والالتزام بالحضور يوميًا، والواجبات المدرسية المنزلية أو مقاطعة المدرسة نهائيًا تخففًا من هذا العبء، وسندان الدروس الخصوصية، الذي أصبح يتواكل عليه لحصد أعلى الدرجات، كما خلقت الدروس الخصوصية حالة من الاتكالية لدى الطالب في أسوأ مظاهرها وأشكالها؛ إذ جعلت اعتماده الأساسي على الدروس الخصوصية في كل المواد، حتي لو كانت سهلة أساسًا، من باب التكاسل في مذاكرتها؛ بل والأكثر اتكالية حصول بعض الطلبة على أكثر من درس خصوصي في المادة الواحدة، درس للشرح، ودرس للتمارين والأسئلة.

والحكم الشرعي في مثل هذا العمل الإباحة؛ لعدم وجود ما يمنع منه شرعًا، لكن بشروط نجملها فيما يلي:

1- ألا يكون ذلك من رجل لامرأة أو العكس مع حصول خلوة محرمة، أو فتنة متوقعة.

2- ألا يكون المدرس محابيًا لمن يدرِّس لهم في البيت على حساب بقية الطلبة الذين لم يفعلوا ذلك.

3- ألا يكون في ذلك إخلال بعمله الأصلي، ولا بما تشارط عليه هو وجهة ذلك العمل؛ لأن المسلمين على شروطهم(2).

إن انحطاط مستوى التعليم بالمدارس، وتدني مرتبات المدرسين، وتكدس الطلبة في الفصول هو السبب الحقيقي الذي يؤدي إلى دوامة الدروس الخصوصية وتبريرها.

الخروج من ضغط الدراسة:

وحتى نتمكن من تجاوز هذه المشكلات يمكننا أن نعرض لبعض المقترحات التي تساهم في حلها، والتي نختصرها في النقاط التالية:

أولًا: تقوية الصلة بالله عز وجل:

فكثير من الأمهات ينصب جهدها وجهادها على استذكار الأبناء، ورفع مستوى التحصيل، وكيفية توصيل المعلومات لهم بأفضل وسيلة، ودفعهم للحصول على أعلى الدرجات، في حين تغفل عن السبب الأساسي للقوة والنجاح والتوفيق؛ وهو حسن الصلة بالله عز وجل.

فالإيمان بالله عز وجل يمنح المرء القوة والدافعية للسعي والإنجاز؛ لأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والإيمان بالله عز وجل يُشعِر الفرد بالثقة بأن ما سيعمله لن يضيع هباءً منثورًا، حتى ولو لم يجنِ ثمرته في الدنيا فجزاؤه مدخر في الآخرة، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف:30].

إذن فلتكن البداية من شعلة الإيمان وجذوته التي يجب أن تتقد بها نفس ابنك، وتضيئين بها حياته، ولكن كيف تتقد شعلة الإيمان داخله؟

- بتنبيهه للصلاة في وقتها، وألا يتعلل بالانشغال بالمذاكرة أو الدروس عن أداء الصلاة.

- بتنبيهه إلى أهمية الدعاء كوسيلة لتحقيق أهدافه وتحقيق أمنياته.

- بتذكيره بأذكار الصباح والمساء، وخاصة عند الخروج من المنزل والتوجه للمدرسة.

- بتثبيت وردٍ قرآني معه ولو بالقراءة؛ حتى لا يتفلت منه ما تم حفظه.

- بتنبيهه للبعد عن المعاصي والأخطاء.

يقول الشافعي:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي       فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخـــــــبرني بأن العــــــــلم نــــــــــــــــور       ونـــور الله لا يهدى لعاصي

ولا تنسي أن دعاءكِ لولدك من الأدعية المستجابة.

ثانيًا: خلق الدافعية:

كثير من الآباء والأمهات يظل يأمر ابنه طوال اليوم، ذاكر ذاكر ذاكر، في حين ينسى أن يحفز ابنه ويشحنه نفسيًا لهذه المهمة، في حين أن القرآن الكريم اتبع أسلوب التحفيز وخلق الدافعية لدى المؤمنين، لحثهم على الالتزام بالطاعة، وهي أمر شاق في الدنيا؛ فيقول تعالى في غير موضع: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)} [البينة:7-8]، وهو ما يحفز المؤمن على الطاعة بتوضيح جزاءه في الآخرة.

لذا فعلى الآباء الاهتمام بتحفيز الأبناء، وذلك بفهم قدرات الطفل وميوله وتلقيبه بلقب مميز يحبه، كما يجب أن نقص عليه قصص الناجحين والبارزين من العلماء العرب والأجانب؛ حتى يتمثلهم ويستلهم منهم القدوة الصالحة.

وإذا كان النجاح في حد ذاته يصلح كغاية يجب تحفيزه من أجل الوصول لها، فلا بد من التركيز معه على أهداف قصيرة المدى يتم تحقيقها تباعًا؛ مثل رفع معدله عن العام الماضي، أو الاجتهاد في مادة كان بها قصور أو مشكلة، أو الوصول لمعدل محدد مما يساعده على تحديد هدفه والسعي من أجله.

ثالثًا: تنظيم عاداته اليومية:

فلا يجب أن يترك الطالب لينظم أوقاته بنفسه، خاصة مع صغر سنه؛ لأنه بطبيعة الحال سيميل للعب والنوم وضياع الوقت، ويمكن أن يتم التنظيم عن طريق جدول نتفق فيه معه ونضعه في غرفته، ويشارك هو في وضعه ورسمه وتخطيطه، فنقسم ساعات اليوم ما بين النوم والذهاب للمدرسة والدروس والاستذكار بما يتناسب مع جدوله، ونحاسبه على الالتزام بالجدول، وكلما كان أكثر التزامًا كلما حصل على علامة (صح)، وتَجَمُّع هذه العلامات يجعلنا نكافئه بنزهة في آخر الأسبوع أو ما شابه.

مساعدته على تنظيم غرفة استذكاره، من خلال توفير مكان جيد التهوية، بعيد عن الضوضاء، إضاءته جيدة، وفيه جلسة صحية، مع الابتعاد عن الفراش عند المذاكرة.

تنظيم طعامه: بتوفير الغذاء الصحي المتنوع، الذي يحوي كمية كافية من الفيتامينات؛ مثل الخضروات والفواكه الطازجة، مع تقديم قدرٍ كافٍ من المواد السكرية، خاصة قبل الذهاب للمدرسة؛ مثل: التمر، والعسل، والمشروبات الساخنة المحلاة؛ مما يرفع درجة تركيزه.

رابعًا: أداء الواجبات المدرسية:

في بعض الأحيان يتسبب الآباء في تواكل الأبناء وكسلهم خاصة في أداء الواجب، فيقوم الأب أو الأم بأداء الواجب بدلًا عن ابنه، خاصة في السن الصغير، وأحيانًا يعتاد الطفل ألا يؤدي واجباته إلا في وجود الأب أو الأم، وهذا مقبول في البداية، ولكن لا بد أن يساعد الأبوان الابن على أداء واجباته بنفسه، وذلك من خلال:

- تحديد المطلوب منه، وتركه يقوم بأدائه، مع فتح المجال لأن يسأل عما يريد السؤال عنه.

- الاتفاق معه على تقسيم الواجبات، وأخذ قسط من الراحة كلما أنجز القسم المحدد، وهذا مهم بالنسبة للأطفال الصغار؛ لأن مدى انتباههم قصير، فيتململون بسرعة من أداء الواجب.

- عمل منافسة بين الأخوة في سن متقارب حتى يتباروا في سرعة أداء الواجب، مع ملاحظة عدم المقارنة الهدامة التي قد تحبط أحدهم.

- تشجيعه بكلمات إيجابية كلما أنجز، وللتشجيع مفعول السحر خاصة على الأطفال.

- مساعدته على إلغاء سوف وأخواتها، والتي تراكم الواجبات والأعمال المدرسية، وإنهاء المطلوب أولًا بأول.

- استخدام أساليب مشوقة في أداء الواجب؛ كالتدريبات، والأنشطة، وحفظ الكلمات بصورة جذابة ومشوقة، واستخدام أكثر من حاسة لتثبيت المعلومات، خاصة لمن يعاني صعوبة في الحفظ، وغير ذلك.

- منح الطفل فرصة للترفيه واللعب، خاصة أيام الإجازات ونهاية الأسبوع.

خامسًا: التواصل مع المدرسين لمعرفة مشكلات الأبناء:

فالتواصل مع المدرسين يكشف عن الصعوبات التي يعانيها الطفل أثناء دراسته، ومحاولة تلافي الخطأ قبل أن يتطور إلى الأسوأ، وعدم الخجل من مواجهة أخطاء الطفل؛ لأنه من الطبيعي أن يخطئ الأطفال ويتعثروا حتى يصلوا للنجاح والتفوق بإذن الله تعالى(3).

سادسًا: استحضار النية في طلب العلم:

يغفل الكثير عن نيته في طلب العلم، فلا يصححها ولا يصلحها، فيصبح الهم ماديًا ودنيويًا بحتًا، وهذا مدعاة للفشل مع أول مشكلة تحدث له، ولكن عندما يعرف الطالب نيته في طلبه للعلم، وعندما يفهم الأهل هذا الأمر ويصححونه له، تتلاشى المشكلات وتذوب الشدائد في سبيل الغاية الهامة التي يسعى لها، ولعل من أهم النوايا في طلب العلم ما يلي:

1- لتعبد الله على بصيرة؛ قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].

2- لأن طلب العلم عبادة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ومَن سلك طريقًا يلتمس فيه عِلمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة»(4).

روى ابن عبد البر عن عبد الله بن الشخير قال: «فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الوَرَع»(5).

3- لكي تصيبَك دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمعِ العلم وحامله ومبلِّغه؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نضَّر الله امرأً سَمِع منا شيئًا فبلَّغه كما سَمِع، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع»(6).

4- لكي يرفعَك الله به درجات، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة:11].

5- لكي تصل إلى مقام الخشية من الله سبحانه، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر:28].

6- لكي تأخذَ ثواب مجالس العلم، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارَسُونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغَشِيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكَرهم الله فيمَن عنده، ومَن بطَّأ به عملُه لم يُسْرِع به نسبُه»(7).

7- لتبلِّغه لمَن يجهله؛ فعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بلِّغوا عني ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومَن كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوأ مقعدَه من النار»(8).

8- لتدلَّ الناس على الخير، فتأخذ مثل أجرهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تَبِعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»(9).

9- لكي تكون سببًا في هداية بعض الناس، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطينَّ الراية رجلًا يفتح الله على يديه»، فقاموا يرجون لذلك أيهم يُعطَى، فغدوا وكلهم يرجو أن يُعطى، فقال: «أين علي؟»، فقيل: «يشتكي عينيه»، فأمر فدُعِي له، فبَصَق في عينيه، فبرَأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء، فقال: «نقاتلُهم حتى يكونوا مثلنا؟»، فقال: «على رِسْلِك حتى تنزلَ بساحتهم، ثم ادعُهم إلى الإسلام، وأخبِرْهم بما يجب عليهم، فوالله، لأنْ يُهدَى بك رجلٌ واحد خير لك من حُمْر النَّعَم»(10).

***

_____________

(1) الواجب المنزلي ما له وما عليه، إدارة التعليم الابتدائي بشمال السويس التعليمية.

(2) فتاوى الشبكة الإسلامية (12/ 13337)، بترقيم الشاملة آليًا.

(3) مشكلات الدراسة كيف يمكن تجاوزها؟ موقع: النفسي.

(4) أخرجه مسلم (2699).

(5) جامع بيان العلم وفضله (102).

(6) أخرجه الترمذي (2657).

(7) أخرجه مسلم (2699).

(8) أخرجه البخاري (3461).

(9) أخرجه مسلم (2674).

(10) أخرجه البخاري (2942) ومسلم (2406).