logo

المرأة الفلسطينية أيقونة النضال


بتاريخ : الثلاثاء ، 20 جمادى الآخر ، 1445 الموافق 02 يناير 2024
بقلم : تيار الاصلاح
المرأة الفلسطينية أيقونة النضال

المرأة هي أيقونة القضية الفلسطينية فهي الأم التي أنجبت المناضلين والشهداء وربتهم على العزة والكرامة، وهي الأخت التي صادقت وعلمت وكانت السر والظهر الحامي للمناضل الفلسطيني، وهي الحبيبة والزوجة التي دفعت للأمام وبثت الحماس وخلفت المجاهد في أولاده، وكانت كتفًا بكتف في النضال منذ اندلاع الشرارة الأولى، وكانت وما زالت رمز المقاومة الثائرة والأسيرة والشهيدة.

عن زيد بن خالد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخير فقد غزا» (1).

قال الطبري: وفيه من الفقه أن كل من أعان مؤمنًا على عمل بر فللمعين عليه أجر مثل العامل (2).

والمرأة التي لم تحظ بالمشاركة في العمل النضالي كان لها عمل آخر أثر في الشعب الفلسطيني وبنى أجيالًا تعرف جيدًا هم الإسلام وهم الدفاع عن الوطن وتحمل قضيتها على أعناقها دفاعًا عن أرضها، وتمثلت في الأم والزوجة والجدة وكانت حامية لأسرهن في غياب الأب والزوج سواء كان أسيرًا أو شهيدًا، وكانت تحمل وتورث القصة وحكاية الوطن من جيل لجيل حتى لا تنسى الأرض ويستمر النضال والإصرار على عودة الحق.

فكنّ قناديلًا بساحات المسجد الأقصى، ورابطن على بواباته؛ منعًا لتهويده وتقسيمه من قِبَلِ الاحتلال، وَعَقَدْنَ الدورات التعليمية للتعريف بالمسجد الأقصى وأجر الرباط فيه، وَنَظَّمْنَ حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ومدارسة السيرة النبوية، وبطولات المجاهدين في فلسطين.

لعبت المرأة دورًا مهمًّا في مقاومة الاحتلال على مر العصور المختلفة في فلسطين، وفي العصر الحالي شاركت المرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل في الكثير من الأعمال النضالية، وفي الدفاع عن الأرض المقدسة، باستخدام وسائل متنوعة، وأثبتت المرأة المقدسية قوتها وصمودها وثباتها في وجه الاحتلال الصهيوني، فتصدرت مشهد مقاومة الاحتلال، وتهديده بتهجير أهالي حي الشيخ جراح في شرق القدس المحتلة من منازلهم، كما وشاركت المرأة في المظاهرات والاعتصامات والرباط في المسجد الأقصى؛ لتثبت أحقيتهم بالأرض، ورفضهم لبطش الاحتلال (3).

نعم، لقد شارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في عدة من غزواته بعض الصحابيات بما في ذلك نساؤه صلى الله عليه وسلم، فقد كان إذا أراد الغزو أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها، فكانت معه عائشة في غزوة بني المصطلق سنة ست للهجرة، وكانت معه أم سلمة عند صلح الحديبية، كما حضرت معه في غزوة أحد أم عمارة نسيبة بنت كعب النجارية، وكانت تباشر القتال بنفسها دفاعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا الحال في أم سليم بنت ملحان فقد كانت حاضرة يوم حنين مع زوجها أبي طلحة، وكانت حاملًا بابنها عبد الله بن أبي طلحة، وقد ثبتت مع النبي صلى الله عليه وسلم في من ثبت معه عند الهزيمة التي وقعت أولًا، وكان الغالب على دور النساء مُداواة الجرحى والمرضى ومناولة الطعام والشراب.

فعن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، قال: سمعت أنسًا رضي الله عنه، يقول: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنة ملحان، فاتكأ عندها، ثم ضحك فقالت: لم تضحك يا رسول الله؟ فقال: «ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله، مثلهم مثل الملوك على الأسرة»، فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «اللهم اجعلها منهم»، ثم عاد فضحك، فقالت له مثل -أو مم- ذلك، فقال لها مثل ذلك، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «أنت من الأولين، ولست من الآخرين»، قال: قال أنس: فتزوجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظة، فلما قفلت: ركبت دابتها، فوقصت بها، فسقطت عنها، فماتت (4).

وعن الربيع بنت معوذ، قالت: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى، ونرد القتلى إلى المدينة (5).

وكذلك المرأة الفلسطينية لها دور مركزي في النضال الفلسطيني، وبرزت إحدى تجلياته في دفاعها البطولي عن المسجد الأقصى المبارك خلال السنوات الأخيرة، جنبًا إلى جنب مع الرجل، حيث أفشلت برباطها أطماع الاحتلال والمستوطنين في إحكام السيطرة على المسجد المبارك وصولًا إلى التقسيم الزماني والمكاني.

وشاركت المرأة الفلسطينية بفاعلية في النضال عبر التاريخ الفلسطيني في مدينة بيت المقدس، حيث تمكنت المرأة من الانطلاق والمساهمة في بناء المجتمع الفلسطيني، وكذلك المشاركة في القضايا الفلسطينية، والوقوف في وجه الاستيطان الصهيوني، وضد تهويد مدينة القدس والتهجير القسري للسكان، وهدم المنازل والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.

فالأقصى المبارك حوله نساء قدمن كل ما يملكن من أجله، والنماذج كثيرة تشهد لها حجارة بيت المقدس وزيتونها، فتزايدت أعداد المرابطات، وأصبحن ينتهجن أساليب متعددة في دخول الأقصى، والتخفي، ومجابهة الاقتحامات، يشاركهن الرجال المرابطون في ساحاته، حتى اشتعلت انتفاضة السكاكين، وانتشر الهلع في قلوب المحتلين، حتى انخفضت أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى إلى أقل نسبة تحققت، وذلك عام 2016.

إن المتابع للمشهد الفلسطيني منذ بداية الاحتلال الصهيوني سيجد أن المرأة الفلسطينية تعاني أيَّما عناء، لكنَّها حملت على عاتقها تكوين براعم الوعي الفلسطيني لمقاومة الاحتلال، وتنشئة أبنائها على النضال، فبعد النكبة الفلسطينية عام 1948م، واندلاع المأساة الإنسانية –التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا- التي نتج عنها تشريد وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني وسلب أراضيه وتهويدها، بدأت تصارع الزمن واقفة إلى جوار الرجل –أبًا وزوجًا وأخًا وابنًا- للحفاظ على ما تبقى من الوطن المنهوب وحق العودة المسلوب؛ فأصبحت أنموذجًا يُقتدى به، حيث جمعت بين حُسْنيين؛ جهادها ومقاومتها؛ حيث كان لها نصيب من الشهادة والجُرح في ميادين الجهاد، ومرارة الأسر وظلامه، وظلم السَّجان وبطشه، وصبرها وعنائها في تربية وتنشئة أبنائها.

وتضافرت جهود النساء والرجال والأطفال لمقاومة احتلال أراضيهم بأساليب مبتكرة، من خلال إنشاء مرافق تعليمية بديلة للأطفال بعد إغلاق جميع المدارس، وخلق اقتصاد بديل يعتمد على الإنتاج المنزلي، وكذلك الانخراط في احتجاجات واسعة النطاق.

وتتمثل التحديات الرئيسية التي تواجه المرأة الفلسطينية في السياسات التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلية، فأكثر من عُشر المنازل في فلسطين تعيلها النساء اللاتي تعلمن تقديم الدعم النفسي والعاطفي لأطفالهن الذين يعانون من العنف والضغوط النفسية الناتجة عن الاعتقالات والترهيب المستمر، كما أن النساء اللواتي هدمت إسرائيل منازلهن منذ احتلال القدس في عام 1967 يتعرضن لضغوط إضافية، حيث يتطلب ذلك منهم القيام بالعديد من الأدوار، بما في ذلك رعاية أطفالهن والتأكد من سلامتهم وأمانهم، إلى جانب مواجهة الناشطات والمدافعات لظروف الاعتقالات العشوائية وتقوض حقهن في لم شملهن مع عائلاتهن.

فمنذ عام 1967، تم احتجاز أكثر من 17000 امرأة في السجون الإسرائيلية، وحدث أكبر عدد من الاعتقالات في الانتفاضة الأولى (1987-1993)، والتي تم خلالها اعتقال 3000 امرأة، وفي الانتفاضة الثانية (2000-2005) حيث تم اعتقال حوالي 1000 امرأة، وفي عام 2019 اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 1600 فلسطيني بينهم 230 طفلًا و40 امرأة، والآن في عام 2021 هناك 35 امرأة فلسطينية في السجون الإسرائيلية، يتعرضن وغيرهن من الأسيرات الفلسطينيات بشكل دائم للتعذيب وسوء المعاملة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ لحظة اعتقالهن مما تسبب في تدهور أوضاعهن وحرمانهن من الزيارات العائلية أو حتى المكالمات الهاتفية، وتعرضن لمراقبة مكثفة تنتهك خصوصيتهن، وتحرمهن من التعليم، ويُحتجزن في ظروف غير صحية، ويتم منعهن من الوصول إلى المرافق الصحية.

كما تتعرض الفتيات اللواتي يسافرن من منازلهن إلى الجامعة للمضايقات عند نقاط التفتيش التابعة للجيش الإسرائيلي، ونتيجة لذلك بدأ العديد من الآباء في إبقاء بناتهم في المنزل، وحتى تزويجهن في سن مبكرة.

ومع تدهور الوضع الاقتصادي كانت فرص عمل المرأة أقل، كما ارتفعت حالات الإصابة بالأمراض العقلية، بالإضافة إلى أن عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي هو التحدي الأكبر بسبب التضييق على مجالات الحياة بشكل عام، والحدّ من الحركة والضرائب المفروضة والحياة المعيشية المرتفعة الثمن مقارنةً مع الدخل للأفراد (6).

وتعاني المرأة الفلسطينية من الانتهاكات والاعتداءات سواء من قِبَل آلة البطش الصهيونية أو من قِبَل إرهاب المستوطنين؛ فعلى الصعيد اليومي تنتهج قوات الاحتلال الصهيوني طرقًا وأساليبَ رخيصةً في مضايقات الفلسطينيات في بلدهن المحتل، من هذه الأساليب التضييق عليهن أثناء سيرهن في الأماكن العامة، ومرورهن من المعابر والحواجز الأمنية، أو دخولهن الساحات المقدسية، وتَلقى آلة البطش الصهيونية التشجيع من الكيان الصهيوني ومن رموزه الملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين.

ولم تكن المرأة الفلسطينية بعيدة عن الأحداث والمشهد الفلسطيني، بل كانت في قلبه حتى الرمق الأخير؛ فقد شاركت المرأة الفلسطينية في فعاليات كثيرة كان أولها "هبّة البراق" عام 1929م ومرورًا بالانتفاضتين الأولى عام 1987م والثانية عام 2000م، وآخرها مسيرات العودة التي بدأت في يوم الأرض 30 مارس 2018م.

أما عن دور المرأة الفلسطينية إزاء المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة، فقد برز هذا الدور في دفاعها عن الأقصى الشريف خلال عقدين ماضيين ببسالة منقطعة النظير ضد أطماع المستوطنين في السيطرة على ساحات المسجد الأقصى وإقصاء المسلمين؛ لئلا يتمكن الكيان الصهيوني من تنفيذ مخططاته الخبيثة؛ ففي مشاهد متكررة تظهر المرابطات وهُنَّ يتصدين للمقتحمين، ويحاولن منعهم من أداء طقوسهم اليهودية داخل ساحات الحرم الشريف، فيتعرضن لبطش الآلة الصهيونية، ويتم اعتقالهن أو إبعادهن عن الأقصى، ويصبحن هدفًا للملاحقة والضغط عليهن وعلى ذويهن؛ فقد شهد عام 2015م إبعاد أكثر من 60 مرابطة عن دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، ومنعهن من إقامة دروس دينية في ساحاته.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة للأسيرات داخل السجون، إلا أنهن استمررن في المقاومة والقيادة، ففي أبريل 1970 شنت الأسيرات الفلسطينيات في سجن نفيه ترتسا أول إضراب جماعي عن الطعام لحركة الأسرى الفلسطينيين عندما رفضن الطعام لمدة تسعة أيام، وطالبن خلال ذلك الاحتجاج بالحصول على المستلزمات الصحية للسيدات، وكذلك وضع حد للضرب والحبس الانفرادي، وتوالت بعد ذلك الإضرابات العامة عن الطعام وأعمال الاحتجاج، في أعوام 1985 و2004 و2019، كما أنه على الرغم من حرمان الاحتلال الإسرائيلي لهنّ من التعليم الرسمي طورت الأسيرات الفلسطينيات تعليمًا موازيًا لجميع الأسيرات.

ولما للمرأة الفلسطينية من دور مهم لا يتجزأ عن النضال الفلسطيني؛ إذ تعدّ شوكة في حلق هذا الكيان الصهيوني الغاصب؛ لذا فهو يسعى بكل وسائله الصهيونية وأجهزته القمعية إلى إخماد شعلة هذا النضال التي تمثل المرأةُ الفلسطينية نواته، فتفكيك الأسرة وتشتيتها، وتشريد أبنائها من أساليبه الخبيثة لإحباط عزيمة الفلسطينيين، إلا أن المرأة الفلسطينية على الرغم من ذلك تضرب أروع الأمثلة في مواصلة النضال؛ إيمانًا منها بنبل قضيتها وسمو دورها (7).

وحين الحديث عن الأم الفلسطينية، فلا بد من استذكار دورها في الجهاد والنضال المستمر منذ بداية الصراع، فهي أم الشهيد وأم الأسير وأم المطارد وأم المبعد وهي أم المجاهد، بل هي المجاهدة بنفسها وبمالها، وهي الشهيدة والأسيرة، هي فلسطين كل فلسطين.

وقد قدمت أمهات فلسطين خلال الانتفاضة الأولى والثانية، نماذج مشرفة تؤكد أهمية دور الأم البارز في مشوار التحرير المنشود، وها هي في انتفاضة القدس تقدم أروع التضحيات دفاعًا عن الأقصى والأسرى وكل فلسطين، فهي مصنع الرجال تقدم الشهيد تلو الشهيد، والأسير تلو الأسير دون كلل أو ملل.

أمهاتٌ كثر قدمن فلذات أكبادهن شهداء ثم وقفن شامخات عزيزات يحملن أكفان أبنائهم دون قطرة دمع، ويصرخن أمام العالم أجمع بأنهم فداء لفلسطين، فكان على رأسهن أمهات الشهداء مهند الحلبي، ومحمد سعيد علي، وعبد الحميد أبو سرور، ومحمد الفقيه، ومعتز زواهرة، ومروان القواسمي، وعامر أبو عيشة، وباسل الأعرج، وغيرهن الكثير الكثير.

وقد أبت بعض الأمهات إلا أن تحضر في مشهد الانتفاضة بذاتها، فكانت إحدى شراراتها التي أشعلت وقود الانتفاضة، فكانت الأمهات الشهيدات مجد الخضور وثروت الشعراوي ومهدية حماد وأماني سباتين وفدوى أبو طير وأنصار هرشة، نموذجًا للأم الشهيدة المجاهدة.

كما قدمت الأم الأسيرة نموذج الأم الصابرة المرابطة التي غيبتها السجون عن فلذات أكبادها من أجل فلسطين، فكانت الأسيرات هيفاء أبو رميلة وشاتيلا أبو عيادة وإسراء الجعابيص وعبلة العدم وصباح فرعون وهيفاء أبو صبيح وأماني الحشيم وحلوة حمامرة ونسرين حسن.

وكما الشهيدة والأسيرة وأم الشهيد، كان لأم الأسير والمطارد ذات القدر من التضحية، فهي من تقف على باب المحكمة رافعة شعار الحرية، وهي من تنتظر خبر اعتقال أو استشهاد ابنها كل حين.

شهيدات خلِّدت أسماؤهن مثل فاطمة غزال أوَّل شهيدة فلسطينية، شاركت في معركة عسكرية ضدَّ الاحتلال البريطاني، ودلال المغربي ورفاقها، وريم الرياشي الأم الفلسطينية التي ودعت ولديها وقالت حبُّ الله أكبر، وآيات الأخرس، وفاطمة برناوي، وعبلة طه، كلّهن أمهات فلسطين سواء أنجبن أم لم ينجبن.

ومنهن المناضلات مثل خنساء فلسطين أم نضال فرحات أم المجاهدين، التي قدَّمت أولادها الأربعة ما بين شهيد وأسير.

والمرابطات المقدسيات اللواتي وقفن في وجه الانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى فلجأ الاحتلال إلى إبعادهن تارة واعتقالهن تارة أخرى، ووضع أسماءهن بقائمة سماها هو القائمة السوداء؛ لكنَّها قائمة ذهبية ستبقى شوكة في حلق الاحتلال.

فخرهم بأبنائهم الشهداء، وحفاظهم على عهد الثورة، والمضي في طريق التحرر دفعهم لتشكيل تجمع لأمهات الشهداء، أمهات كل شهداء المواجهات والعمليات الفدائية وشهداء التصدي لقوات الاحتلال المقتحمة للمدن والقري في صورة هي فخر لكل فلسطيني على وجه الأرض، يذهبن جميعًا إلى بيت عرس الشهيد، ويجلسن جميعًا مع أم الشهيد، فيكون المجلس كله من أمهات الشهداء، فتتمني من لم يستشهد ابنها أن يكون أحد أبنائها شهيدًا.

تجمع أمهات الشهداء الفلسطينيين في الضفة أقوي تجمع ثوري عرفته الثورة حتي اليوم، إنه ليس كحزب سياسي أو فصيل نسائي؛ لكنه إصرار على المقاومة واسقاط الاحتلال، كل يوم يكبر كلما تصاعدت جرائم الاحتلال، والمعروف أن جرائم الاحتلال لن تتوقف إلا بضراوة المقاومة واستمرار الثورة، هذا التجمع أربك كثيرًا حسابات المحتل، ليثبت له مرة بعد الأخرى أن كل قوة جيشة وكل سلاح مؤسسته الحربية لن يكسر صمود وفخر أمهات الشهداء اللاتي يصنعن الصبر ويعززن الثورة فقط بالإيمان بأن أبنائهم ليسوا إلا من أجل حرية وكرامة وعزة هذا الوطن واسقاط الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس (8).

-----------

(1) أخرجه البخاري (2843)، ومسلم (1895).

(2) شرح صحيح البخاري لابن بطال (5/ 51).

(3) الدور النضالي للمرأة الفلسطينية في مدينة القدس، مـجـلـة دراسـات بيت الـمـقـدس (ص: 186).

(4) أخرجه البخاري (2877).

(5) أخرجه البخاري (2882).

(6) المرأة الفلسطينية: نضال لا ينتهي/ المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.

(7) المرأة الفلسطينية نضال متَّقد وشعلة لا تنطفئ/ بوابة الأزهر الالكترونية.

(8) أمهات الشهداء صانعات الصبر والثورة/ دولة فلسطين.