logo

المبادئ الخمسة لبناء أسرة متماسكة


بتاريخ : الثلاثاء ، 10 شعبان ، 1445 الموافق 20 فبراير 2024
بقلم : تيار الاصلاح
المبادئ الخمسة لبناء أسرة متماسكة

إنّ الأسرة في الإسلام هي حاضنة المعاني الأخلاقية والقيم النبيلة، فالأسرة منبع معاني الرحمة والألفة والمودة والتناصح التي تسود بين أفرادها، ولهذا تعتبر الأسرة ركيزة من ركائز المجتمع الذي يصبو إلى التقدّم والرقي والازدهار من أجل تحقيق العدالة بين أفراد الأسرة الواحدة، لذلك يجب عليها العمل على مسايرة التطوّر على كوكبنا فهي أحد الأنظمة الاجتماعية التي يُعتمد عليها في كثير من الواجبات، ومن هذا المنطلق يجب على الأسرة القيام برعاية أفرادها منذ قدومهم إلى الحياة أو بمعنى آخر إلى الوجود.

بناء أسرة قوية متماسكة والحفاظ عليها هدف يستحق التخطيط له، وبذل الجهد من أجله، والمرأة يمكنها المشاركة في تحقيق هذا الهدف من خلال ما يلي:

أولًا: وضع قواعد وأنظمة:

كثيرًا ما يستغل الأطفال فرصة انشغال الآباء بأعمالهم الخاصة لضرب إخوانهم أو أخواتهم، أو الصياح والصراخ والقفز على أثاث المنزل، وغير ذلك من السلوكيات المزعجة، ولإيقاف مثل هذه التصرفات يجب أن تكون هناك قواعد أخلاقية مغروسة لدى الطفل تمنعه من القيام بالتصرفات غير المقبولة، حتى ولو كان الوالدان يشغلهما عمل هام.

وفي هذا الخصوص فإنَّ القواعد العائلية تساعدك كثيرًا في تربية أبنائك.

وعلى عكس ما يجعلك الأطفال تعتقدين فإنهم يحبون القواعد والقوانين بالرغم من أنَّهم لن يعترفوا بذلك، إذ يشعر الأطفال أكثر بالطمأنينة والأمان والحب في وجود القواعد العائلية، وعند وضع هذه القواعد والالتزام بها فإنَّ الأطفال يعرفون ما هو متوقع عند اتباعها أو مخالفتهم لها، فإذا علم الطفل أنَّه إذا صرخ أو أحدث صوتًا عاليًا أثناء حديث والدته بالهاتف سيُرسل إلى غرفته للبقاء لمدة خمس دقائق فإنَّه سيتعلَّم ألا يصرخ أو يحدث صوتًا عاليًا.

اعلمي أن من أكثر الأشياء صعوبة على الإنسان -لا سيما الأطفال- المحافظة على الالتزام بمبدأ أو قاعدة معينة، وقد لا يحب الأطفال القواعد ولكن بمرور الزمن سيحترمونها ويلتزمون بها، ويشعرون بالطمأنينة والأمان عند وجودها (1).

ما القواعد التي عليك فرضها على أطفالك؟

يحتاج الأطفال إلى قواعد كافية للشعور بالأمان، لكن إذا فرضت عليهم الكثير من القواعد.. فقد تخنق تطورهم ونموهم النفسي والعاطفي الطبيعي، وبغض النظر عن عمر أطفالك، أو عدد الأطفال لديك، هناك خمسة أنواع من القواعد التي يحتاجها الأطفال:

القواعد التي تعزز السلامة: تشمل السلامة الجسدية والسلامة العاطفية أيضًا، قد تتناول مواضيع السلامة الجسدية أشياء مثل: الجلوس على الأثاث فقط (بدون الوقوف أو القفز)، ولا تفتح الباب أو تجيب على اتصال هاتفي عندما تكون أمك في الحمام، كما قد تشمل السلامة العاطفية قواعد منزلية مثل: استخدم كلمات لطيفة فقط، ويمكن للجميع مشاركة مشاعرهم طالما يظهرون الاحترام، فعندما يشعر الأطفال بالأمان، فإنهم أحرار في تركيز طاقاتهم على استكشاف مواهبهم وبيئتهم.

القواعد التي تعزز الأخلاق: إنشاء قواعد تغرس القيم والأخلاق لدى أطفالك أمر ضروري جدًا منذ صغرهم، وقد تتضمن هذه الأنواع من القواعد أشياء مثل: طلب الإذن عند استعمال أي شيء، طرق على الباب ثلاث مرات لطلب الدخول، عدم مقاطعة أحاديث الكبار، عدم الاستماع إلى الأحاديث الخاصة التي تحدث بين الكبار، الابتعاد عن قول الزور، تقديم الاعتذار في حالة الخطأ، تقديم الشكر للآخرين في حال تقديم لمساعدة.

وبالطبع من الضروري أن تكون قدوة لهذه القواعد التي تفرضها على أطفالك، حيث يتعلم أطفالك أكثر مما تفعله وتقوم به أمامهم، فهم يراقبون أفعالك من دون أن تلاحظ ذلك حتى.

القواعد التي تطور العادات الصحية: قم بإنشاء قواعد تشجع طفلك من خلالها على تطوير عاداته اليومية، على سبيل المثال: عدم ارتداء الحذاء في البيت وتركه عند باب البيت، تناول الطعام في المكان المخصص له بطريقة لبقة، الاهتمام بالنظافة الشخصية، مثل قيام الأطفال بالاستحمام بشكل يومي، تنظيف الأسنان غسل اليدين قبل وبعد الطعام، وضع الثياب غير نظيفة في سلة الغسيل، تنظيف غرفة النوم وترتيبها بشكل يومي.

حيث يساعد إنشاء عادات صحية وروتينية على تقليل الجدال، الذي تسببه مثل هذه المشاكل الصغيرة اليومية، وعندما يعلم الأطفال أنه من المفترض أن يعلقوا معاطفهم عند عودتهم إلى المنزل من المدرسة أو من المفترض أن يقوموا بأداء الواجب المدرسي المنزلي بعد الغداء مباشرة؛ فإن ذلك قد يقلل كثيرًا من الجدال طالما كانت هناك عواقب وعقوبات واضحة لسوء السلوك.

القواعد التي تعزز المهارات الاجتماعية: يحتاج الأطفال إلى قواعد تعلمهم المهارات الاجتماعية أيضًا، على سبيل المثال: أهمية الحضور على الموعد، الوفاء بالعهود، تحمل كافة النتائج المترتبة على القرارات التي يتم اتخاذها، أيضًا مشاركة الأطفال في مهمات البيت، تعلم العديد من المهارات الحياتية المهمة مثل: قيام الأطفال في ارتداء الثياب بمفردهم، إعداد حقيبة المدرسة، الاهتمام بالنظافة الشخصية، أهمية اللعب التشاركي مع الآخرين، تعيين وقت معين لاستعمال الأجهزة الإلكترونية.

قم بتعليم طفلك الطرق المناسبة للتفاعل مع الآخرين، كما قد يحتاج الأطفال الأكبر سنًا إلى قواعد حول استخدام الأجهزة الإلكترونية، من خلال وضع قواعد تحد من استخدام الهاتف الذكي والكمبيوتر وقواعد تشجع الطفل على اتباع السلوك المناسب، على سبيل المثال: عليك ألا تستخدم الهاتف المحمول على المائدة، وبالطبع عليك ألا تسمح لطفلك بالنوم خلال استخدام هاتف ذكي أو تشغيل جهاز تلفزيون أو كمبيوتر محمول في غرفته.

القواعد التي تُعِدُ الأطفال للحياة الحقيقية: يحتاج الأطفال إلى قواعد تساعدهم وتساهم في إعدادهم ليصبحوا بالغين متحملين للمسؤولية وقادرين على مواجهة مواقف الحياة المختلفة، لذا عليك وضع قواعد لتعليم المهارات الحياتية التي ستساعدهم على التصرف بشكل أفضل بمجرد مغادرتهم المنزل إلى المدرسة ثم الجامعة ثم عائلتهم الصغيرة التي سيؤسسونها عندما يتزوجون، حيث ستعتمد القواعد الدقيقة ومساعدة طفلك على تطوير هذه المهارات إلى حد كبير على مزاجه، فمن الأرجح أن يتصرف بعض الأطفال بمسؤولية ويظلوا متحمسين، بينما يحتاج أطفال آخرون إلى قواعد إضافية لدعمهم، على سبيل المثال: يساعد وضع قواعد حول الأعمال والمال في إعداد الأطفال لبيئة العمل، كذلك تكليف الأطفال بالأعمال المنزلية هي فرصة ليتعرفوا على واجباتهم وحقوقهم، عليك القيام بتعليمهم حول المال حتى يتمكنوا من تعلم كيفية توفير الأموال وإنفاقها بحكمة، كذلك حتى يكونوا أكثر استعدادًا لدفع فواتيرهم كبالغين وتحمل المسئولية عن أفعالهم وقراراتهم (2).

ملاحظات هامة:

من أفضل الطرق التي تساهم في التزام الأطفال في قوانين وقواعد المنزل، هي أن تكون الأم القدوة في طبيعة الالتزام، حيث أنه من الضروري أن تلتزم الأم بالأشياء التي تقوم في طلبها من الأطفال؛ لأن الأطفال يتعلمون بالتقليد، وعندما يشاهد الأطفال التزام الأم بهذه القواعد يلتزم الأطفال أيضًا.

من الطبيعي أن يكسر الأطفال القواعد ويختبروا الحدود الخارجية لها؛ لذا فاتّباع عواقب ثابتة عند كسر القوانين ينفع الطفل في فهم واضح لأهمية هذه القوانين، لكن يجب الانتباه إلى أنّ الأطفال الصغار أحيانًا يخرقون القوانين لأنّهم ببساطة ينسونها، كما أنّ ليست كل القواعد والقوانين المخترقة سببها تمرد الطفل، لكن يجب أن تبدو ردود فعل الوالدين هي نفسها بغض النظر عن سبب كسر القاعدة.

يساعد إشراك الأطفال واليافعين في وضع القوانين في فهم القواعد وقبولها، وفهم سبب احتياج المنزل والعائلة لها؛ وهذا يعني أنّه من المرجح أن ينظروا إلى القواعد بأنّها عادلة ويلتزمون بها، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنًا فإنّ المشاركة في وضع القوانين يمنحهم أيضًا الفرصة لتحمل مسؤولية سلوكهم الخاص (3).

ثانيًا: بناء القيمة الذاتية لكل فرد في العائلة:

الأم في غمرة أعمالها ومسئولياتها كثيرًا ما تهمل زوجها أو أحد أطفالها ولا تمنحه الرعاية الواجبة، ممَّا قد يحبطه أو يؤثر على سلوكياته، وهذا نموذج لإهمال احتياجات أحد أفراد العائلة.

اعلمي أن كل فرد من أفراد أسرتك يحتاج أن يشعر بأنَّ له قيمة، فأزواجنا يحتاجون إلى الحب والاهتمام والتعاون والتشجيع لتحقيق ذاتهم المهنية، وأطفالنا يحتاجون العطف والرعاية والتوجيه، وأن نشاركهم مناسباتهم المختلفة وأنشطتهم المدرسية، كما يحتاجون منا أن نمدحهم أمام الآخرين في حالة تميزهم، هذه الأشياء تساعد في بناء القيمة الذاتية للطفل، وأكثر الأشياء أهمية أن يجد الأطفال منَّا الوقت والاهتمام والاستماع إليهم .

طرق تساعد لبناء علاقة أفضل مع أطفاله:

مع تطور وتسارع وتيرة الحياة المعاصرة، أصبح الآباء يأخذون دورًا أكثر فاعلية في حياة أطفالهم على عكس الآباء في القدم، الذين لم يكونوا على صلة مباشرة بأبنائهم وهذه نصائح للآباء لبناء علاقة طيبة مع الأطفال، تؤثر في مستقبلهم:

1- احترم أم أطفالك:

يجب أن يحاول الأب بكل استطاعته حماية زواجه وصورة زواجه أمام أطفاله، وعليه تجنب الصراخ على الأم، فعندما يجد الأطفال أن الوالدين يحترمان بعضهما، ولا يتعاركان أو يتجادلان بطريقة مؤذية، فإنهم سيشعرون بأنهم مميزون وأن عائلتهم تقدرهم.

2- اقضِ وقتًا مع الأطفال:

الطريقة التي يقضي فيها الأب وقته مع أطفاله مؤثرة جدًا عليهم، فإذا كان الأب دائم الانشغال ولا يقضي الوقت مع أبنائه، فإنهم سيشعرون بأنهم مهملون، وعلى الأب التضحية قليلًا في بعض وقته الخاص من أجل أطفاله، لأن الوقت الذي سيقضيه معهم ضروري في بناء شخصياتهم.

3- كن القدوة:

الأطفال يتخذون الآباء قدوة لهم بشكل تلقائي، سواء أدرك الأب ذلك أم لا، فالطفلة التي تمضي وقتها مع والدها، الذي يظهر لها الحب، ستكبر لتعلم أنها امرأة تستحق الحب، ولن تقع ضحية للرجال، ويمكن للآباء أن يكونوا مثالًا للصدق والتواضع وتحمل المسؤوليات.

4- كن معلمًا:

يعتقد الآباء أن التعليم مهمة لا تخصهم، ولكن الأب الذي يعلم أطفاله الخطأ من الصواب، ويشجعهم على الدراسة، سيرى أطفاله يتخذون القرارات الصائبة في حياتهم، كما أن الآباء الذين يدمجون أطفالهم في حياتهم اليومية، يعلمون الأطفال الدروس والعبر من الحياة.

5- اقرأ لأطفالك:

الأطفال يتعلمون من خلال الأفعال والقراءة، وكذلك يتعلمون بالنظر والسمع، والقراءة للأطفال من قبل الأب، تعزز العلاقة بين الطرفين، خصوصًا إذا ما بدأت هذه العادة في سن مبكرة، وعلى الآباء تشجيع الأطفال على القراءة وحدهم، ومن أهم فوائد القراءة للأطفال، ضمان مستقبلهم ونموهم الفكري.

6- اظهر عاطفتك:

الأطفال يحتاجون للشعور بأنهم مرغوبون ومحبوبون، ويحتاجون من آبائهم أن يشعروهم بالحب، وأن يحتضنوهم باستمرار، والقيام بهذا السلوك يشعر الأطفال بالحب ويجعلهم ينمون عاطفيًا بطريقة سليمة.

ثالثًا: وضع الأهداف التي يمكن تحقيقها:

كل أسرة ذكية تعتزم تحقيق رؤيتها، تحتاج أولًا إلى أن تحدد أهدافًا لها! هذه الأهداف ترجمة حقيقة للرؤية التي وضعتها تلك الأسرة، كما أنه من المهم أن تكون تلك الأهداف مرحلية، محددة بمدة ووقت للبدء وآخر للانتهاء، تتناسب مع مقدرات تلك الأسرة وأفرادها! واضحة المعالم، واقعية ويسهل إنجازها، وبعبارة أخرى، أي أن تقسم الأهداف إلى أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.

توجد أنواع مختلفة من العائلات، فهناك عائلة مكوَّنة من أب وأم فقط، وأخرى من أب وأم وأبناء، كما توجد العائلة الممتدة التي تضم الآباء والأجداد، وبغض النظر عن حجم أو شكل عائلتك فإنَّك بحاجة للتخطيط ووضع أهداف تسعين لتحقيقها مع أسرتك، فالأشخاص الذين لهم نفس القيم ويعملون مع بعضهم لتحقيق هدف مشترك يتعلَّمون الحب لبعضهم البعض وروح العمل الجماعي والتعاون والانسجام، وبدون أهداف مشتركة للعائلة، فإنَّ كل فرد فيها سيتخبَّط في طريقه وقد يحدث الفرقة والشقاق، فاحرصي ألا تجعلي هذا الوضع يحدث لعائلتك، واشرعوا في وضع أهداف مشتركة تحقق أكبر قدر من السعادة لجميع أفراد الأسرة .

فالحياة وفق أهداف مشتركة تحمي الأبناء من العيش الهامشي، والحياة الباردة المسطحة، التي تجعل منهم أعضاء خاملين ذوي مردودية ضعيفة يخشى من تحولها مع الأيام إلى عادة متأصلة في أعماق أولئك الأبناء، حيث يألفون الحياة السهلة البسيطة، ولا يجدون أنهم مطالبون بشيء لكي تحقق مطالبهم يبدأ الخلل من هنا وعند هذه النقطة بالتحديد.

والغاية هنا هي ادماج الأبناء في مشاريع العائلة بغرض كسر الحواجز النفسية وتوثيق الروابط الأسرية، من خلال الاجتماع لتحديد الأهداف المشتركة وتوزيع الأدوار، كما يهدف إلى مناقشة الأهداف الشخصية وتحليلها وابداء وجهة النظر حولها، حتى يرتفع مستوى التفاعل بيت أفراد العائلة، ويتسنى للجميع دعم أهداف بعضهم بعضًا، وتهيئة الظروف المناسبة ليسهل على كل فرد تحقيق أهدافه وهو يحظى بتأييد عائلته ووقوفهم بجانبه، الأمر الذي يدفعه للجد والبذل، ويمنحه طاقة نفسية للمواصلة والاستمرار.

رابعًا: أنشطة العائلة:

حددي فترات لقضاء أوقات سعيدة مع زوجك وأطفالك، وإذا لم تكوني متزوجة بإمكانك قضاء هذه الأوقات مع عائلتك، فأكثر الأوقات راحة هي تلك التي تتبادلين فيها الأحاديث مع والديك وإخوانك وأخواتك في تجمعات العائلة.

خططي لأنشطة العائلة وشاركي أفرادها في الأعياد والمناسبات، وشاركي أيضًا في تدعيم الروابط الأسرية كجمع العمات والخالات والأعمام والأخوال في حفلات للعشاء، أو لتناول المرطبات والحلويات، أو لمناقشة بعض الأمور العائلية، ولا شك أن لقاء الأطفال بأقاربهم سيمنحهم صداقات وذكريات سعيدة.

ويمكنك تحديد ليلة أسبوعيًا تجمَّعين فيها أفراد عائلتك، وتقومين بسرد حكايات وقصص، أو قراءة أجزاء من كتاب، أو التشاور وتبادل الآراء مع زوجك وأطفالك، مع مراعاة إظهار المودة التي بينك وبين زوجك أمام أطفالك؛ فهذا الإحساس يمنحهم الشعور بالأمان والطمأنينة وأن منزلهم مكان تطيب فيه الحياة.

استفيدي من الليالي العائلية لتقويم مستوى التقدم في تحقيق أهداف العائلة، وكذلك في وضع خطط لأعمال مقبلة.

خططي لرحلة ليوم واحد أو أكثر خارج مدينتك أو داخلها حسب قدرتك ووقتك وظروفك الاقتصادية، لكن احرصي على ترتيب رحلتين أو أكثر خلال إجازة نصف العام، اختاري أماكن مهمة ومميزة وفيها فائدة معرفية لك وله، واحرصي على شرح ذلك لطفلك، ضعي للرحلة معايير محددة لتحقيق أقصى فائدة ممكنة، حاولي اختيار مكان يسمح لطفلك بالانطلاق واللعب أو غير ذلك حسب عمر الصغير، فمن غير المنطقي اصطحاب طفل في الخامسة إلى متحف فنون تشكيلية مثلًا، وحسب اهتماماته أيضًا فربما يفضل ابن الذهاب للمكتبة والمتاحف والأماكن التاريخية الأثرية، بينما يفضل الآخر النيل أو البحر أو الحدائق والمتنزهات، وازني بين اهتمامات أبنائك.

خامسًا: اكتشاف مواطن القوة والضعف:

يحرص كثير من الآباء والأمهات على التحاور والنقاش مع أطفالهم حول أعمالهم المدرسية وأصدقائهم وآمالهم وطموحاتهم، وبالطبع فإنَّ هذا الحديث لا يأخذ شكل أو أسلوب الاستجواب، فتعلمي كيف تكتشفين المواهب الكامنة في أطفالك وساعديهم في استغلال مواهبهم في تحقيق أهدافهم المشروعة.

كذلك حاولي أن تعرفي مواطن الضعف في أطفالك كي تتمكَّني من تقديم المساعدة لهم، فعلى سبيل المثال بعض الأطفال يحبون المنافسة وبعضهم لا يحبونها، لذلك لا يستقيم أبدًا أن ندفع طفل لا يحب المنافسة إلى أن يشارك -ضد رغبته- في رياضة تتطلب درجة عالية من المنافسة.

بعض الآباء يحبون أن يعيشوا حياتهم من خلال حياة أبنائهم، ويدفعونهم إلى إحياء أيام مجدهم السابقة، وهذا الوضع قد ينجح مع بعض الأبناء، غير أنَّه قد يحطِّم القيمة الذاتية لدى أطفال آخرين.

فتعلمي معرفة مواطن القوة والضعف لدى جميع أفراد أسرتك لتساعديهم على تطوير مواهبهم، واعلمي أن هذا لن يساعدهم فقط لبناء قيمهم الذاتية، وإنما يوضح أيضًا حبك الكبير لهم وحرصك عليهم (4).

-------------

(1) خمسة مبادئ أساسية لبناء أسرة مثالية/ العرب القطرية.

(2) وضع قواعد للطفل في البيت/ حلوها.

(3) أهمية وضع قوانين للمنزل/ منتديات استشاري.

(4) خمسة مبادئ أساسية لبناء أسرة مثالية/ العرب القطرية.