logo

الإرشاد الزواجي


بتاريخ : الأربعاء ، 12 ذو القعدة ، 1439 الموافق 25 يوليو 2018
بقلم : تيار الاصلاح
الإرشاد الزواجي

يمر الفرد في حياته، بصفة عامة، بسلسلة متصلة من المواقف التي تتطلب اتخاذ قرارات، ومن هذه القرارات ما هو خطير وهام مثل اتخاذ قرار بخصوص الزواج، واختيار المهنة، وإكمال التعليم واختصاره، وهذه تدخل في مجالات الإرشاد الزواجي والمهني والتربوي على الترتيب، وهكذا يحتاج الفرد العادي إلى تعلم اتخاذ القرارات، والبعض يحتاجون إلى مساعدة بالنسبة لقرارات خاطئة تم اتخاذها.

كذلك يشهد الفرد في حياته فترات انتقال حرجة عليه أن يتخذ فيها قرارات هامة؛ مثل انتقاله من المدرسة الإعدادية إلى المدرسة الثانوية في أي اتجاه يسير، وعند انتقاله من المرحلة الثانوية إلى التعليم العالي فأي تخصص يختار، وهكذا.

وهناك الكثيرون من الأفراد يلاقون صعوبات، ويحتاجون إلى مساعدة في عملية اتخاذ القرارات، ومن هؤلاء من تنقصهم المعلومات التي يحتاجون إليها، ومنهم من يعرفون معلومات لا يحتاجون إليها، ومنهم من يعجزون عن استخدام المعلومات التي يحصلون عليها، ومنهم من يتسم سلوكه بالتردد عن الاختيار بين الاحتمالات المتعددة، وقد يصل الحال إلى درجة الصراع الذي قد يكون صراع إقدام لاختيار أحد قرارين كلاهما جذاب، كاختيار قرار الزواج أو قرار العمل، وقد يكون صراع إحجام لاختيار بين قرارين متعلقين بخبرتين منفرتين؛ كاختيار موظف بين الاختلاس أو الإفلاس، وقد يكون صراع إقدام وإحجام لاتخاذ قرار حاسم في حالة وجود موقفين أحدهما جذاب والآخر منفر؛ مثل قرار الزواج من حسناء منحرفة.

وفي كل هذه الحالات لا بد من حل الصراع واتخاذ قرار.

ويضاف إلى ذلك أن من القرارات ما يجب أن يكون سريعًا وحاسمًا، ومنها ما يتورط فيه الفرد متسرعًا، ومنها ما يكون موفقًا وناجحًا، ومنها ما يكون خاطئًا، ومنها ما يؤدي إلى الشعور بالذنب والندم، ومنها ما لا تظهر آثاره إلا بعد عدة سنوات.

والإرشاد الزواجي هو عملية مساعدة الفرد في اختيار زوجه، والاستعداد للحياة الزوجية، والدخول فيها، والاستقرار والسعادة، وتحقيق التوافق الزواجي، وحل ما قد يطرأ من مشكلات زوجية، قبل الزواج وأثناءه وبعده.

ويهدف الإرشاد الزواجي إلى تحقيق سعادة الأسرة الصغيرة والمجتمع الكبير، وذلك بتعليم الشباب أصول الحياة الزوجية السعيدة، والعمل على الجمع بين أنسب زوجين، وذلك بهدف وقائي، والمساعدة في حل وعلاج ما قد يطرأ من مشكلات أو اضطرابات زوجية(1).

إن العلاقة بين الرجل والمرأة ليست هي قضاء الوطر لإشباع الشهوة المجردة؛ بل هي تنظيم النسل، فلا يصح للرجل الكامل، الذي اتجهت به الإنسانية نحو الكمال، أن ينظر إلى زوجه إلا على أنها مستودع سر الوجود الإنساني، وأنها مربي ولده، وأن قطعة منه تتصل بها فيختلط وجوده بوجودها، وتخرج من رحمها وديعته، وقد امتزجت فيها عناصرهما وخواصهما وطبائعهما، وصارت صورة في الوجود لأشخاصهما، ومنازعهما، وإذا كانت الخلطة الفطرية قد أوجد الله بها ذلك المخلوق، الذي يريان فيه أنفسهما موحدة متلاقية، فإن ذلك يتقاضاهما أو يحملهما على تنشئته على صورة لَا يصبوان إليه من كمال؛ وإذا تقاصرت نفس أحدهما عن الآخر فقد يكون الاضطراب في تكوينه الخُلُقي؛ بل يكون نقص في تكميل نموه الجسمي.

وإذا كان ذلك بعض ما يشير إليه التعبير عن الأزواج بأنهن حرث، فإنه، بلا شك، يحث الرجل على أن يتخير موضع حرثه، كما يتخير موضع زرعه، فإنه لا يطلب لبذره إلا الخصبة القوية من الأرض، فكذلك لَا يطلب إلا القوية من النساء، في جسمها وخلقها ودينها، وطيب أرومتها، وكرم بيئتها؛ ليكون الولد قويًا، ولينشأ نشأة كاملة، تربى فيه قوة الجسم والخلق والدين والعقل...، فلا تُطلب المرأة لجمالها ولا لمالها، ولا لجاه أسرتها، ولكن تطلب لدينها وخلقها، ولبيئتها الدينية الخلقية الطاهرة(2).

وهكذا نرى أن الزواج سنة حميدة، والحياة الزوجية السعيدة فيها سكن وأمن للإنسان؛ ولذا فهي تحتاج إلى كل عناية واهتمام الأخصائيين في كافة الميادين العملية؛ ولذلك نجد أن الإرشاد الزواجي؛ كمجال متخصص من مجالات الإرشاد النفسي، يفيد من عدة ميادين؛ مثل: الدين، والقانون، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الوراثة والطب.

فيجب أن يكون هدف الزواج أولًا اشتراط الدين والأخلاق، وليس فقط الجمال والمال والجاه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»(3)، وفي الحديث الشريف يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يركزون على هذه القيم الأربع، وآخرها عندهم القيمة الدينية.

وقد بين الله تبارك وتعالى الطريق الذي يتخذه كل مؤمن ليختار زوجًا يرضاها قرينة له، ويقطعا معًا صحراء الحياة، وتكون له السكن والمُطمَأنُّ؛ وتبينان له أنه يجب عليه ألا يسير وراء ما يثير الإعجاب من رواء المنظر، أو علو النسب، أو جاه دنيوي؛ بل يطلب ذات الدين أولًا؛ فإنه إن استقامت الأخلاق وتلاءمت النفوس والتقت القلوب حسنت العشرة، وقامت الأسرة على دعائم من الفضيلة والخلق الكريم، وأنبت الله لهما الذرية الصالحة نباتًا حسنا؛ وإن لم تستقم الأخلاق ولم يكن الدين تقطعت الروابط، وكاد كل منهما لصاحبه، أو أفسد الاستهواء قلب الصالح منهما لصاحبه، فيصير عدوه، ويرين الله على قلبه، ولا يكون نبت الذرية إلا نكدًا، وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك»(4).

وهكذا يبين الله سبحانه وتعالى كيف يختار الزوج، وكيف يصطفي عشير الحياة، وأن الأساس هو الدين والفضيلة في الاختيار، لا جاه الدنيا ولا أحسابها ولا أنسابها؛ لأن العشرة الحسنة تقوم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، لَا على الاستعلاء بالنسب، والتفاخر بالحسب(5).

الحاجة إلى الإرشاد الزواجي:

على مر الأجيال كان الناس يسترشدون بالأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف في النواحي العامة المتعلقة بالزواج، والحصول على المعلومات المطلوبة، أو المشكلات الزوجية، وهذا يعتبر نوعًا من (الإرشاد البلدي) الذي يحدث بعيدًا عن الإرشاد العلمي، يقدم فيه غير المختصين معلومات قد تكون غير سليمة، وقد يكونون غير حياديين، وقد تكون لبعضهم أغراض شخصية تزيد المشكلات تعقيدًا، ثم بدأ علماء الدين يقدمون خدمات في الإرشاد الزواجي، مؤكدين الجوانب الدينية، وأسهم الأطباء مؤكدين النواحي الطبية، وساعد الأخصائيون الاجتماعيون مهتمين بالنواحي الاجتماعية، واشترك المعالجون النفسيون متناولين النواحي النفسية، إلا أن تخصص الإرشاد النفسي وتحديد مجال خاص فيه، هو الإرشاد الزواجي، وضع الأمور في يد أخصائي يعمل بأسلوب علمي أكثر أمنًا.

إن دراسة الحياة الزوجية والسلوك الزواجي، وما يحدث فيها من مشكلات زواجية تتراوح ما بين البسيطة التي تنغصها والكبيرة التي تقوضها، تلفت النظر إلى أهمية وإلحاح الحاجة إلى الإرشاد الزواجي.

ويلاحظ أهمية الإرشاد الزواجي، في التوافق الشخصي والاجتماعي والنفسي بصفة عامة، فالحياة الزوجية المستقرة السعيدة من أهم ما يكون في حياة الإنسان، والإعداد للحياة الزوجية والاستقرار فيها والتغلب على ما قد يعترضها من مشكلات، يحتاج إلى خدمات الإرشاد الزواجي.

أولًا: خدمات الإرشاد قبل الزواج:

تقدم هذه الخدمات في مرحلة ما قبل الزواج؛ أي للمقبلين على الزواج، ويقسم هيربرت أوتو (Otto؛ 1965م) الحالات التي تحتاج لخدمات الإرشاد قبل الزواج إلى فئات ثلاث هي: حالات نقص المعلومات، وحالات عدم الوثوق في النفس، وحالات التشكك في الزواج، وهؤلاء تقدم لهم خدمات تتناول الموضوع ابتداءً من حدوث التعارف، وخلفية الطرفين تربويًا، وأسريًا واجتماعيًا، وأخلاقيًا ودينيًا، وحالتهما طبيًا ووراثيًا، ونفسيًا، وجنسيًا، ومخططاتهما بخصوص النواحي السكنية والاقتصادية، والإعداد للزفاف والأولاد مستقبلًا(6).

عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب، فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته، فقال: «والله، ما لك علينا من شيء»، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: «ليس لك نفقة»، فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك، ثم قال: «تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتدي عند ابن أم مكتوم، فإنه رجل أعمى، تضعين ثيابك، فإذا حللت فآذنيني»، قالت: «فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني»، فقال: «أما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد»، قالت: « فَكَرِهْتُهُ»، ثم قال: «انكحي أسامة»، قالت: «فنكحته، فجعل الله فيه خيرًا واغتبطت به»(7).

ومن فوائد الحديث: أن فاطمة قالت إنها نكحت أسامة فاغتبطت، فيؤخذ من هذا: مشورة أهل الدين والصلاح قد يكون فيها خير لمن استشار.

ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يفيد غيره فيما يرى أنه أعلم به منه، هذا إذا أشكل عليه الأمر، وأما إذا لم يشكل فالأمر ظاهر لا يحتاج إلى مشورة(8).

وتقدم هنا المساعدة في سبيل تحقيق اختيار سليم واتخاذ قرار حكيم؛ فيجب أن يكون هدف الزواج أولًا اشتراط الدين والأخلاق، وليس فقط الجمال والمال والجاه.

ويجب الحرص على التكافؤ بين الطرفين، عمرًا وثقافة ومستوى، ويجب التأني والحكمة وتجنب الوقوع في أخطاء الاختيار المتسرع أو غير الناضج... إلخ.

في الإرشاد الزواجي أمامنا شخصيتان مختلفتان تندمجان مع العشرة في واحد تقريبًا، وكلما كانت الشخصيتان متقاربتين جسميًا وعقليًا وانفعاليًا واجتماعيًا كان ذلك أفضل، وكلما كانتا متباعدتين أو متنافرتين فإن الزواج لا ينصح به، ويجب دراسة شخصية الفتى والفتاة اللذين ينويا الزواج، بحيث يعرف كل منهما نفسه والآخر.

ثانيًا: خدمات الإرشاد أثناء الزواج:

تقدم خدمات الإرشاد أثناء الزواج لكل من الزوجين أغراض الوقاية والعلاج، ويتضمن الإرشاد الزواجي الوقائي كل ما يعمل على الاستقرار والسعادة الزوجية؛ مثل الحث على إبراز أهمية الصدق والصراحة والإخلاص، والحب والاحترام والثقة المتبادلة، والتجدد، وحسن الصحبة، والمعاشرة بالمعروف وفي حدود الله، ومراعاة الحقوق والقيام بالواجبات في حدود الإمكانات، وفي اعتدال وتعقل، وفي قناعة وعفة، والمشاركة في السراء والضراء، والمحافظة على الأسرار، وعدم التدخل فيما لا يعني، والتفاهم، والمحافظة على المشاعر والكرامة، والمعاملة الحسنة، وخاصة عندما يكون هناك تدخل من الحماة أو الأقارب، والعمل على صلة الرحم(9).

عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: «آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: (ما شأنك؟)، قالت: (أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا)، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: (كل)، قال: (فإني صائم)، قال: (ما أنا بآكل حتى تأكل)، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: (نم)، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: (نم)، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: (قم الآن)، فصليا فقال له سلمان: (إن لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه)، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدق سلمان)»(10).

إذًا: وجد سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه مشكلة عند أخيه أبي الدرداء، وجده منصرفًا تمامًا إلى العبادة والصيام والقيام، وترك أهل بيته، وهذه مشكلة عائلية حقيقية في داخل بيته، ففرغ سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه وقته لإصلاح مشكلة أخيه، وبدأ يضبط عنده بعض المفاهيم التي كانت ستربك له حياته وأسرته، فجلس معه وأقسم عليه أن يفطر ويقطع هذا الصيام، فقد كان الصيام نفلًا، فقطع أبو الدرداء الصيام، وأكل مع سلمان الفارسي، فلما كان الليل، أي: أول الليل، أراد أبو الدرداء أن يقوم الليل كله، فقال له سلمان: «نم»، فنام، ثم ذهب ليقوم فقال سلمان: «نم»، فلما كان آخر الليل قام سلمان وقال له: «قم الآن»، فصليا من آخر الليل، وأراد سلمان أن يعطي له خلاصة درس تربوي فرغ نفسه لهذا الدرس أربعًا وعشرين ساعة.

وعن عبد الله بن عمرو قال: «زوجني أبي امرأة فجاء يزورها، فقال: (كيف ترين بعلك؟)، فقالت: (نعم الرجل من رجل لا ينام الليل، ولا يفطر النهار)، فوقع بي وقال: (زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها)، فجعلت لا ألتفت إلى قوله مما أرى عندي من القوة والاجتهاد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (لكني أنا أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، فقم ونم، وصم وأفطر)، قال: (صم من كل شهر ثلاثة أيام)، فقلت: (أنا أقوى من ذلك)، قال: (صم صوم داود عليه السلام، صم يومًا وأفطر يومًا)، قلت: (أنا أقوى من ذلك)، قال: (اقرأ القرآن في كل شهر)، ثم انتهى إلى خمس عشرة وأنا أقول: (أنا أقوى من ذلك)»(11).

وها هو صلى الله عليه وسلم لا يغفل عن بيته وأقرب الناس إليه؛ بل يهتم بحالهم ويأسى لمشكلاتهم؛ أخرج البخاري عن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق فلم تصادفه، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة، قال علي: «فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال: (على مكانكما) فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدتُ برد قدميه على بطني، فقال: (ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمَدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فهو خير لكما من خادم)»(12).

وإن التصدي لمشكلات الناس والمساهمة في حلها ليس بالأمر السهل؛ إذ يتطلب وقتًا وجهدًا وحكمة وعلمًا، وكلما توفرت الخبرة والكفاءة العلمية والممارسة العملية في ذلك الأمر كان أفضل وأحرى بالنفع.

ولذا فإن الجهات الرسمية، والجمعيات المهتمة بالشئون الاجتماعية والنفع العام مطالبةٌ بالاهتمام بهذا الموضوع، والسعي في هذا السبيل، الذي أصبح مطلبًا ملحًّا في سبيل توفير الاستقرار الأسري.

وإن بذل الجهد في إصلاح ذات البين وإزالة العوائق وحل المشكلات الاجتماعية لا يقل أهمية عن إيصال الطعام والشراب إلى البيوت المحتاجة؛ فالنفس تنشد الاستقرار والطمأنينة كما تنشد الكفاف والستر.

وصايا لمن أراد المشاركة في هذا العمل:

1- للبيوت أسرارها وللناس خصوصياتهم، فاحرص على حفظ السر.

2- بذل الجهد في النصح والإقناع والموعظة الحسنة، واحتساب الأجر، من وسائل النجاح في الإصلاح {إن يُرِيدَا إصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} [النساء:35].

3- احرص على بذل الحلول العملية الممكنة، وابذل جهدك في رسم خطة العلاج التي يفهمها المستشير.

4- اعلم أن لكل حالة ما يناسبها من الحلول؛ فليس هناك وصفة ملائمة لكل المشكلات الاجتماعية والأسرية.

5- التأكيد على أثر سلامة البيوت من المنكرات في تجاوز العقبات الاجتماعية؛ فكثيرًا ما تنشب المشكلات في البيوت الخاوية من الخير والذكر المليئة بالمنكرات.

6- الترفق في علاج المشكلة؛ فالرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا بد من سعة البال وطول النَّفَس في العلاج(13).

________________

(1) التوجيه والإرشاد النفسي، ص435.

(2) زهرة التفاسير (2/ 737).

(3) أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466).

(4) تقدم تخريجه.

(5) زهرة التفاسير (2/ 727) بتصرف.

(6) التوجيه والإرشاد النفسي، ص446.

(7) أخرجه مسلم (1480).

(8) فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (4/ 520).

(9) التوجيه والإرشاد النفسي، ص449.

(10) أخرجه البخاري (1968).

(11) أخرجه النسائي (2390).

(12) أخرجه البخاري (5361).

(13) من لشكوى البيوت؟ عبد المجيد الدهيشي، مجلة البيان (العدد: 223).