logo

أولويات المرأة بين البيت والدعوة


بتاريخ : الثلاثاء ، 12 صفر ، 1442 الموافق 29 سبتمبر 2020
بقلم : تيار الاصلاح
أولويات المرأة بين البيت والدعوة

لا أحد ينكر أهمية دور المرأة في الدعوة إلى الله تعالى، وفي أعمال التطوع لإفادة المجتمع والرقي به، ولكن تبقى إشكالية تتعلق بقضية التنازع أو الموازنة بين مهام وواجبات كلٍّ من البيت والدعوة في نفس الداعية الزوجة والأم، وهي إشكالية تشغل فكرها وفكر من حولها، كما أنها مراقبة في تصرفاتها وسلوكياتها، وحتى أسلوب تربيتها لأبنائها وقدرتها في أن تكون نموذجًا يقتدى به.

ولا شك أن كثيرًا من أخواتنا الواعظات والداعيات إلى الله تعالى نجحن باقتدار في تحقيق هذه المعادلة، وكنّ نموذجًا يقتدى بهن في مجال الدعوة، وعلى الجانب الآخر نجد البعض منهن أخفقن في تحقيق هذا التوازن.

إن الدعوة إلى الله، والاحتساب على المنكرات؛ ليس حكرًا على الرجال فحسب، بل ذلك واجب على الرجال والنساء على حد سواء، كل بحسب علمه وقدرته واستطاعته؛ كما تدل على ذلك نصوص الكتاب والسنة الصحيحة، ومن ذلك قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 110]، وقوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» (1).

فهذه النصوص تدل بعمومها على أن الحسبة واجبة على الرجال والنساء جميعًا على حد سواء، فـ«من رأى منكم منكرًا» وجب عليه أن يحتسب عليه، سواء كان المنكر في البيت، أو في الوظيفة، أو في السوق، أو ما أشبه ذلك، وسواء كان الرائي رجلًا أو امرأة، فليحتسب عليه إذا كان قادرًا عالمًا.

وقد جاءتْ نُصُوصٌ صريحة بحثِّ الرجال والنساء على الحِسبة جميعًا، فمن ذلك قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].

فهذه الآية الكريمة تدل على أن الدعوة واجبة على الرجال والنساء، كل حسب قُدرته وعِلمه، وتدل أيضًا على أن الدعوة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات، وتدل على أن مَن اتصف بهذه الصفات كلها، فإنَّه أهلٌ لنيل رحمة الله، سواء كان ذلك رجلًا أو امرأة.

وقد حثَّ المولى تبارك وتعالى نِساء النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين على الدعوة؛ وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]، قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما في قوله: {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} أمْرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهْيهنَّ عن المنكر، وقال ابنُ زيد رحمه الله تعالى: قولًا حسنًا جميلًا معروفًا في الخير (2)، وقال البغويُّ رحمه الله تعالى: لوجه الدِّين والإسلام بتصريح وبيان مِن غير خضوع (3).

وقد بيَّن العلماءُ رحمهم الله تعالى أنَّ الحسبة واجبةٌ على النِّساء كوجوبها على الرِّجال، مع مراعاة الآداب الشرعيَّة المنوطة بها؛ قال الإمام ابنُ النحَّاس الدمشقي رحمه الله تعالى: إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على النساء كوجوبِه على الرِّجال، حيثُ وُجِدت الاستطاعة (4).

وقال العلاَّمة ابن باز رحمه الله تعالى في ردِّه على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله؛ ماذا تقولون؟

فأجاب رحمه الله تعالى بقوله: هي كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ النصوص مِن القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك، وكلام أهلِ العِلم صريحٌ في ذلك، فعليها أن تدعوَ إلى الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكَر بالآداب الشرعيَّة التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك ألاَّ يُثنيها عن الدعوة إلى الله الجزعُ، وقِلَّة الصبر، لاحتقار بعضِ الناس لها، أو سبِّهم لها، أو سخريتهم بها، بل عليها أن تتحمَّل وتصبر، ولو رأتْ مِن الناس ما يعتبر نوعًا من السخرية والاستهزاء، ثم عليها أنْ ترعى أمرًا آخر؛ وهو أن تكون مثالًا للعفَّة والحجاب عنِ الرِّجال الأجانب، وتبتعد عنِ الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفُّظِ من كلِّ ما يُنكر عليها، فإنْ دعت الرجال دعتْهم، وهي محتجِبة بدون خلوةٍ بأحد منهم، وإن دعتِ النساء دعتهنَّ بحكمة، وأن تكون نزيهةً في أخلاقها وسيرتها؛ حتى لا يعترضْنَ عليها، ويقلْنَ: لماذا ما بدأت بنفسها؟!

وعليها أن تبتعدَ عن اللباس الذي قد تَفتن الناس به، وأن تكون بعيدةً عن كل أسباب الفِتنة، من إظهار المحاسن، وخضوع في الكلام، ممَّا ينكر عليها، بل تكون عندَها العناية بالدعوةِ إلى الله على وجهٍ لا يضرُّ دِينها، ولا يضرُّ سُمعتَها (5).

ولتوقِن الداعية بعظيم الأجْر والثواب عندَ الله؛ قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر: 40]، وقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء: 124]، وقال: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، فالمرأةُ والرَّجل متساوون في الثواب والعقاب، فإذا عملتِ المرأة عملًا صالحًا أُثيبت عليه كما يُثاب الرجل، ومِن أجلِّ الأعمال وأفضلها، وأكثرها ثوابًا وأجرًا: الدعوة إلى الله؛ كما دلَّتْ على ذلك نصوصُ الكتاب والسنَّة الصحيحة؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: «مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجْر مثلُ أجور مَن تبِعه لا ينقُص ذلك مِن أجورهم شيئًا» (6)، وكقوله عليه الصلاة والسلام: «مَن دلَّ على خيرٍ فله مِثل أجْر فاعله» (7).

نماذج نسائية في الدعوة إلى الله:

وإذا قلبْنا صفحاتِ تاريخنا الإسلامي المجيد؛ فسنجد أنَّ المرأة المسلمة أسهمتْ إسهامًا عظيمًا في هذا الجانب، فقد سطرتْ لنا كُتب السنَّة الصحيحة، وكتب التراجِم الموثّقة نماذجَ احتسابيَّةً فريدةً مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا وحديثًا.

أم المؤمنين عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق رضي الله عنها:

فقد سطرتْ لها كتب السنة والتراجم عدَّةَ مواقف، ومن ذلك انكارها على نِسوةٍ مِن أهل الشام حمص دخولهنَّ الحمام الجماعي: فعن أبي المليح الهذلي رضي الله عنه أنَّ نِساءً من أهل حمص، أو مِن أهل الشام دخلْنَ على عائشة رضي الله عنها فقالتْ: أنتُن اللاتي تدخُلْن نساءكنَّ الحمَّامات! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما مِن امرأة تضع ثيابَها في غير بيت زوجها إلا هتكتِ الستر بينها وبين ربِّها» (8).

وعن دِقْرة أمِّ عبد الرحمن بن أُذينة قالت: ‏كنَّا نطوف بالبيت مع أمِّ المؤمنين رضي الله عنها فرأتْ على امرأة بردًا فيه تصليب، فقالت أم ‏المؤمنين رضي الله عنها: اطْرَحِيه، اطرحيه، فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ‏نحوَ هذا قَضَبَه (9)؛ أي: قطعه.

وعن علقمةَ بن أبي علقمةَ عن أمِّه، قالت: رأيتُ حفصةَ بنت عبد الرحمن بن أبي بكر رضي عنهما وعليها خمارٌ رقيق يشفُّ عن جيبها‏، فشقَّتْه عائشة رضي الله عنها وقالت: أمَا تعلمين ما أَنْزل الله في سورة النور، ثم دعتْ بخمار فكستْها (10).

وما أكثر مخالفات نسائِنا وبناتنا وفتياتنا اليوم في اللباس والزينة (الأزياء والموضة)! إنها مخالفات جمَّة، مخالفات في الحِجاب، ومخالفات في .......

ميمونة رضي الله عنها:

فقدِ أنكرتْ على قريبٍ لها وجدتْ منه رائحةَ الخمر: فعن يَزيد بن الأصم، أنَّ ذا ‏قرابة لميمونة رضي الله عنها دخَل عليها، فوجدتْ منه ريحَ شراب: فقالت: لئن لم تخرُج إلى المسلمين فيجلدوك، أو قالت: يُطهِّروك لا تدخل عليَّ بيتي أبدًا (11).

أم الدرداء رضي الله عنها:

فقد أنكرتْ على عبدِ الملك بن مرْوان لعْنَه لخادمه: عن زيد بن أسلمَ: أنَّ عبد الملك بن مرْوان بعَث إلى أم الدرداء بأنجاد مِن عنده، فلمَّا أن كان ذات ليلة قام عبدُالملك من اللَّيل، فدعا خادمه، فكأنَّه أبطأ عليه، فَلَعَنَه، فلمَّا أصبح، قالتْ له أمُّ الدرداء: سمعتُك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوتَه، سمعتُ أبا الدرداء رضي الله عنه يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكون اللعَّانون شفعاءَ، ولا شهداءَ يومَ القيامة» (12).

فهذه نماذج دعوية خالدةٌ سجَّلها لنا تاريخُنا الإسلامي للمرأة المسلِمة، وما أحسنَ قول بعض الشعراء:

وَلَوْ كَانَ النِّسَاءُ كَمَنْ ذُكِرْنَا             لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ

فَمَا التَّأْنِيثُ لِاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ        وَلاَ التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلاَلِ (13).

فعلى المرأةِ المسلمة أن تقتدي بهؤلاء النِّسوة الخالدات المحتسبات، وأن تقومَ بواجبها المنوط بها، وأن تحتسبَ على أولادها، وعلى مَن هم تحت مسؤوليتها، وعلى بنات جِنسها عامَّة، وعلى أقاربها الرِّجال، بل لها أن تحتسب على الرِّجال عامَّة مع مراعاتها للآداب المنوطة بها كامرأة (14).

كذلك من المعلوم أن الإسلام وضع ضمانات خُلقية للمرأة تتمثل في وجوب حشمتها عن الرجال الأجانب، وهذا يستوجب وجود داعيات في الوسط النسائي، ومن الأمور المؤكدة لأهمية وضرورة وجود الداعية في النساء وجود أعذار شرعية خاصة بالنساء لا يطلع عليها غيرهن فهن أقدر على الإيضاح فيما بينهن.

وإن كانت المرأة المسلمة قد كلفت شرعًا بالقيام بالدعوة إلى الله؛ فإن ذلك التكليف مبني على عدة مسوغات وأسباب يتضح من خلالها مدى ما تحققه تلك المسوغات والأسباب من بيان شامل لإمكانية مشاركة المرأة بالدعوة، فإن المرأة في الغالب تكون أقدر من الرجل على بيان وتبليغ بعض ما يخص الوسط النسائي؛ نظرًا لتجانس الظروف.

أضف إلى ذلك أن مجال تأثر المرأة بأختها سواء في القول أو في العمل والسلوك أكثر مما تتأثر المرأة فيه بالرجل، لأن فعل المرأة الداعية هو نفسه نوع من دعوة النساء بفعلها، على عكس الرجل حيث يكلف بأمور لا تكلف بها وتكلف المرأة بما لا يكلف به الرجل.

والمرأة بحكم معاشرتها لمجتمع النساء تستطيع أن تطرق المجالات كافة التي تحتاجها المرأة في مجال الدعوة.

كذلك تميز الأولويات في القضايا الخاصة بهن، وتستطيع وبشكل واضح ملاحظة الأخطاء؛ سواء ما يتعلق بالعقيدة أو العبادات المفروضة أو السلوك، مما يدفعها إلى التنبيه وتصحيح الخطأ.

ويتسنى للمرأة القيام بالدعوة الفردية الذي يصعب على الرجل القيام به مع تحريم الخلوة، كذا سهولة الاتصال، وذلك من خلال المدرسة والزيارات المتكررة والهاتف.

بل إن المرأة الواعية لأهمية دورها لهي خير قائد وخير حامل لهذا اللواء خاصة، ونحن نؤمن فيما لا مجال للشك فيه أن مجتمع النساء بحاجة إلى تكلم المرأة الداعية الموجهة، مع وجود ذلك التيار القوي الذي يستهدف المرأة لكونها مربية الأجيال، فهو لن يهدأ حتى يخرج المسلمة من بيتها سافرة متبرجة تبيع دينها بعرض من الدنيا زائل.

إذًا فللمرأة في هذا المجال هموم وآمال وأفق جميل تنطلق إليه، ولكن قد يقف أمام تحقيقها عوائق ومصاعب ربما تقضي على مشروع المرأة الداعية في مرحلة من المراحل.

معوقات المرأة الدعوية:

أولًا: الأعباء المنزلية:

إننا إذا أنعمنا النظر في نظام الحياة في العالم الإسلامي فيما يتعلق بخدمة البيت والزوج والأولاد لوجدنا أن طابع الحضارة الغربية والشرقية يكاد يسيطر على بيوت المسلمين، وإن استمرار هذا الطابع لهو أشد العوائق أمام المرأة عن الدعوة، وعلى ذلك فعلى الأمة إعادة رسم خارطتها الفكرية والعلمية من جديد، على الأسس الموجودة في الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى تستطيع المرأة تحديد مسئوليتها في بيتها وأسرتها بدقة وفق وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث المسئولية الذي يتضمن: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها» (15).

 إن عجز المرأة عن إقامة محضنٍ تربوي في مقر بيتها، يعني شللها التام عن القيام بدور فعال في المجتمع الكبير، وهذا هو الواقع مع الأسف، ونرجو ألا يكون ذلك سببًا للإحباط بقدر ما يكون دافعًا للتصحيح والنقد الهادف، التربويون يقولون بأن السنوات الأولى من حياة الطفل تترك آثارًا عميقة في نفسه، فهل يا ترى استشعرت المرأة المسلمة هذه المرحلة الذهبية للنقش والتكوين لتجذير مسائل العقيدة والأخلاق؟ ولا شك أن خلايا المجتمع تبدأ من الأسرة، ولذلك سارعت وسائل الدمار العقدي والأخلاقي لتقويض دعائم الأسرة المسلمة، ومن ثم تفتيت المجتمع الإسلامي وإفراغه من محتواه.

كثيرة هي البيوت التي تضج بالمنكر بأنواعه وفنونه، ولا تخلو كذلك من وجود فتيات صابرات ويسكتن على ذلك على مضض، ويستعظمن ممارسة الدعوة في بيوتهن رهبة وإكبارًا لأمرها.

فلا بد من الصبر والمصابرة وعدم اليأس، والاستعانة بالله تعالى والاستمرار في الدعاء، ثم على من كانت تعاني من مثل هذا الحال أن تحرص على فن التعامل معهم، واكتساب ذلك عن طريق القراءة في الكتب التي تعتني بالموضوع، وسماع الأشرطة التي تتحدث عن ذلك، حتى تكسب قلوب أفراد عائلتها، وإذا تم لها ذلك سهل الطريق أمامها.

كما عليها أن تفقه الأولويات، وكذلك تعرف المصالح والمفاسد، وتعلم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، كما عليها أن تسعى وتعمل لنقلهم من المعاصي إلى المباحات، فإذا تيسر وحان وقت العبادات التطوعية وتهيأت أنفسهم لها نقلتهم إليها.

كما أن عليها أن تحرص على غرس احترامها في نفوسهم حتى لا يجاهروا أمامها بالمعصية؛ فتضطر إما للسكوت على الإنكار أو الانفعال؛ فيحسب عليها لا لها، وينهدم ما قد بنته في أيام وليال، وعليها أن تحرص على التخلق بالحلم والصبر والأناة، وكذلك تحرص على الدعوة بطرق غير المباشرة؛ كالثناء عليهم، ثم استهجان بعض التصرفات التي تقع من الناس في مجلس آخر وقد تقع منهم، أو الثناء مع إظهار أنهم لا ينقصهم إلا ذلك الأمر؛ فإن هذا يدعوهم لقبول النصح، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل» (16).

ثانيًا: سلطة رب الأسرة:

ترى كثير من النساء أن رب الأسرة أبًا كان أو أخًا أو زوجًا يمثل عائقًا أمام المرأة في الدعوة.

ويعود هذا العائق إلى عدة أسباب لعل من أبرزها:

أ- عدم اقتناع رب الأسرة بمسئولية المرأة الدعوية، فكثير هم أولئك الرجال الذين يهمشون دور المرأة ولا يرون أنها أهل لأي عمل علاوة على أن يكون عملًا دعويًا، فيظن أحدهم أن دور المرأة ينحصر في تربية الأولاد والقيام على شئون البيت وسد متطلباته وحسب، ولا يراها مجدية في غير ذلك؛ لكونه يرى كثرة الدعاة إلى الله والعلماء، وفي المقابل تراه يتحرج من سؤال زوجته أهلَ العلم إن هي اضطرت لذلك، مما يدل دلالة واضحة على أهمية انخراط المرأة في هذا المجال ولو على الأقل لسد حاجة النساء في أمور الفقه وغيرها.

ولعل غالب أحوال أولياء الأمور من هذا النوع عدم الاستقامة، لكن نقول: إن على المرأة الداعية القيام بواجبها في الدعوة بأساليب الدعوة المعروفة.

ب- سوء استخدام ولي الأمر للقوامة: فإن بعض أولياء الأمور لا يفهم من قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34]، إلا معنى التسلط وظلم المرأة وعدم إعطائها الحرية في مشاركته الرأي، في حين أن قوامة الرجل على المرأة إنما هي قوامة تنظيم وإدارة ورياسة عامة للأسرة، ليس لأحد من أفرادها الخروج عليها، وإذا كان المسلم يعرف أن سبب إسناد هذه القوامة إليه من الله عز وجل إنما هو ما فضل الله به الرجال على النساء وبما أنفقوا؛ فإن هذه المكانة لا تعطيه حق ظلم رعيته أو توجيه الإهانة والازدراء لهم والتضييق عليهم.

إن الوسطية والتوازن من أعظم النعم التي يمن بها سبحانه على عباده، وفي موضوعنا هذا هناك أناس محرومون من فتح باب الخير لمحارمهم للانطلاق في ميدان الدعوة، وهناك آخرون منفلتون في ذلك بدون ضوابط والتوفيق بيد الله.

 ج- صعوبة المواصلات عقبة كئود أمام انخراط المرأة في الدعوة إلى الله، فالمرأة المسلمة الواعية تعرف أن دينها يحرم عليها التبرج والسفور والاختلاط والخلوة مع الرجل الأجنبي، كما أنه يحرم عليها السفر بدون محرم، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف تعمل المرأة الداعية في مجال الدعوة الذي يحتاج إلى الحركة والانتقال والاتصال بالأخوات لدراسة مشروع أو لإلقاء محاضرة أو غير ذلك؟

 إن الله سبحانه وتعالى وضع للرجل والمرأة أحكامًا فقهية لا يجوز لأي منهما أن يتجاوزها، وهو كذلك لا يحاسب عباده على شيء لم يكلفهم به وما ليس في طاقاتهم كما قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وعلى ذلك فما الذي يحرج المرأة الداعية في هذه القضية فتحمل نفسها ما لم تكلف به شرعًا، وهي تعلم علم اليقين أن لها أوضاعًا خاصة تختلف فيها عن الرجل، وهذه الأوضاع لها أحكام خاصة في الشريعة تتفق مع الفطرة التي خلقت عليها المرأة ولا ينبغي منها الخروج عنها.

عندما فرض الإسلام الحجاب في حق المرأة، وكلف الرجل بالقوامة عليها وأعطاها حقوقها كما قرر سبحانه: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228]، كما أن للمرأة حق المعاشرة بالمعروف تنفيذًا لأمر الله سبحانه: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، وهذا الحق الذي لهن ومعاشرتهن بالمعروف وفق ما شرع الله يختلف من عصر إلى عصر، فإذا غلب على طابع العصر أن تخرج المرأة لطلب العلم أو للتعليم، أو التطبيب، أو أي خدمة اجتماعية، أو زيارة أو حضور حفل؛ فإن من الحق الذي لهن، ومعاشرتهن بالمعروف أن يؤمن لهن سبيل وصولهن إلى هذه الأماكن مع المحرم بعد إذن ولي المرأة.

 وإذا أذن ولي أمر المرأة من زوج أو أب أو أخ للمرأة بالخروج لأماكن العلم أو الدعوة فيلزم اتخاذ الإجراءات التالية:

1- أن يتولى ولي الأمر أو أحد المحارم إيصالها.

2- إذا تعذر الأمر الأول فبالإمكان الاستعانة بسائق مسلم ثقة ترافقه زوجته أثناء خروج المرأة داخل البلد.

3- كما يجوز لامرأتين فأكثر استخدام السيارات العامة الصغيرة والحافلات الكبيرة بشرط أن يكون السائق مسلمًا مأمونًا.

4- إذا تعذر ذلك وجب على ولي الأمر في الدولة المسلمة تأمين وسائل المواصلات الخاصة بنقل النساء.

5- هذا بالإضافة على وجود مجالات الدعوة داخل البيت؛ كقيامها على تربية الأولاد، ودعوة الزائرات، والدعوة عن طريق الهاتف، والكتابة في مواضيع الدعوة الكثيرة.

ما سبق نعدها عوائق أمام المرأة عن ممارسة الدعوة نابعة من البيت.

الآثار المترتبة لممارسة المرأة للدعوة:

لا بد أن يكون لجهودها آثار ملموسة ولعل تلك الجهود تتلخص في الآتي:

1- إن عدم قيام المرأة بالدعوة يؤدي إلى الوهم واعتقاد عدم تكليف المرأة المسلمة بالدعوة.

2- إن قيام المرأة بالدعوة يؤدي إلى انتشار العلم بصورة أوسع وأشمل.

3- كما أن قيام المرأة بالدعوة يجعل منها رقيبة على نفسها في قولها وفعلها وحركاتها وسكناتها حتى لا يختلف القول عن العمل فتظهر مالا تبطن.

4- إن عمل المرأة الدعوي يؤدي إلى اختفاء كثير من الممارسات الخاطئة التي أخذت طابع الظاهرة الاجتماعية في المجتمع النسائي بالذات.

5- إن مشاركة المرأة في الدعوة يؤدي إلى إبراز المكانة الشخصية للمرأة في تعاليم الإسلام.

6- من الآثار المهمة سد ثغرة من ثغور الإسلام؛ لحماية عرينه وتماسكه الاجتماعي، والصمود أمام الباطل الموجه ضده بعامه وشئون المرأة المسلمة خاصة.

7- إن مشاركة المرأة المسلمة للرجل في الدعوة إلى الله مما يوجد التوازن في التوجيه واتحاد الأهداف وتضافر الجهود؛ لإخراج جيل مسلم مستنير بعلوم القرآن الكريم والسنة المطهرة مترب على الأخلاق الحسنة ويسوده التعاون والألفة والمحبة.

إن العمل للدين مسئولية الجميع كل بحسبه، وأن على المسلم بوجه عام والداعية وطالب العلم على وجه الخصوص المساهمة الفعلية في خدمة الإسلام والدعوة إليه.

وليعلم كل مسلم أنه في هذه الحياة إما أن يتقدم إلى الخير والإيمان أو يتأخر نحو المعصية والنقصان، فليس هناك وقوف أو استراحة.

فانظري أختي الكريمة إلى رصيدك من الخير وما نصيبك من الاحتساب وما سهمك في تلك القافلة التي يقودها الأنبياء والمرسلون (17).

كما لا بد للمرأة الداعية من ترتيب الأولويات واستغلال الأوقات والتنظيم والتخطيط، بحيث لا تكون المرأة الداعية عفوية ولا عاطفية، ولا تجعل نفسها هكذا، ومن غير ترتيب إذا اتصلت بها امرأة لتدعوها إلى دعوة أجابت مباشرة، أو حتى في مجال الدعوة ينبغي أن تكون عندها الأولويات والترتيب للأوقات والموازنة في هذا الجانب، فهي إذا رتبت أمرها عندها درسًا في الأسبوع، عندها محاضرة في الشهر، فإذا جاءتها دعوة بغير ترتيب مسبق ومن غير وقتٍ كافٍ؛ فإنها ترفض هذه الدعوة ولو كانت مهمة في بعض الأحيان؛ لأنها سوف تربك الأولويات وتخلط أوراقها، وقد تجعلها تقتصر في بعض حقوقها .

وهذه مسائل قد تكون في بعض الأحوال؛ نظرًا لحالة بعينها، قد يكون هناك تجاوب أو تجاوز لكن في الإطار العام لا بد من هذا الترتيب؛ لأن المرأة ليست مثل الرجل يمكن أن تخرج في أي قت، يمكن أن تشارك في أي عمل، لا بد أن ترتب نفسها، وأن تعد برنامجها بالموازنة والاعتدال؛ حتى تستطيع أن تشارك وأن تؤدي دورها بدون تقصير.

وعلى الزوجة الداعية مسئولياتٌ عظيمةٌ تجاه زوجها؛ ومن ذلك:

- التعاون معه على البر والتقوى، والصبر على دعوته كما صبر الأنبياء على أذى قومهم.

- أن تتحمل منه بعض الزلات التي قد تقع؛ فهو بشر وليس بمعصوم.

- أن تتحمَّل كثرة غيابه عن منزله وكثرة أسفاره؛ ما دام ذلك كله في طاعة الله تعالى.

 - أن تكرم ضيوفه وتعمل على راحته معهم ما داموا في طاعة الله.

 - أن تتألم لألمه وأن تفرح لفرحه، وألا تكون في وادٍ وزوجها في وادٍ.

 - أن تقف معه وتحفِّزه على تطوير دعوته وأداء رسالته، وتقوّي عزيمته وهمته.

 - أن تجعل بيتها هانئًا لزوجها، يأوي إليه من عنت المشقة وهموم العمل الدعوي.

 - أن تهتم بنفسها؛ فتكون لزوجها كالريحانة طيبة الريح حسنة المنظر دائمًا وأبدًا.

 - أن تهتم بأولادها وتساعدهم في وظائفهم؛ لأن زوجها قد لا يكون لديه من الوقت ليقوم على تدريسهم وعنايتهم ورعايتهم.

 - أن تساعده في بعض أعمال الدعوة في البيت؛ من إعداد وتحضير وبحث ومراجعة.

حق البيت:

ولتعلم الزوجة الداعية أن ميدان دعوتها الأول هو بيتها، ومنه تنطلق إلى ميادين الدعوة الأخرى، فالمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، ونجاحها هو تحقيق التوازن بين متطلبات بيتها ودعوتها، والتنسيق الكامل بينهما دون إفراطٍ أو تفريط.

تربية الأولاد على الطاعة من أهم واجبات المرأة المسلمة:

إن المهمات الدعوية والمسئوليات التربوية التي وُكلِتَ إلى المرأة المسلمة في بيتها أكثر من أن تُحصى، ولعل المرأة المسلمة تُدرك أن المهمة الأساسية لها هي القيام على بيتها وأداؤها مسئولياتها وواجباتها فيه تجاه أبنائها في دعوتهم وحسن تربيتهم، وأن البيت نموذج مصغر للمجتمع؛ يتدرَّب فيه الإنسان على إعطاء كل ذي حق حقه، ومن تنجح في بيتها تنجح في دعوتها، والأخت تعتبر دعوتها بيتها كما تعتبر بيتها دعوتها، فالتوازن مطلوب إلا في الطارئ غير المتكرر، وبالتنسيق مع الزوج.

 ضوابط العمل الدعوي للمرأة:

ورغم أن العمل الدعوي واجب على المرأة، إلا أنه عمل منظَّم مضبوط بتوجيهات الشريعة ونظرتها إلى القضايا المختلفة ووحدة الفهم والتلقي، وتترتب عليه آداب لا يجب أن تغفل عنها الزوجة الداعية؛ منها:

- أن سماح الزوج لزوجته، وإذنه العام بالحركة الدعوية الواسعة دون الرجوع إليه وتقديم الأمور الدعوية على الأمور البيتية لفترة طويلة؛ لا يعني سقوط حق الزوج بعد ذلك في طلب التعديل في أي وقت من هذه الحركة؛ فهذا حق شرعي له، والعلاقة الزوجية قائمة على الإحسان المتبادل، فلا يجب على الزوجة المقارنة بين سلبيات الزوج وإيجابيات غيره من الرجال (مدير- مشرف- مسئول- محاضر).

- ألا تقبل رأي الغير في أمور تمس البيت لا يعتدُّ به إذا كان مخالفًا لرأي الزوج، وأن تستأذن زوجها لحضور اللقاءات الدعوية التي مع الرجال، سواءٌ كانت في بيتها أو في غير بيتها، ولا بد من رضاه عن ذلك، ومتى حصل الشك في الرضا لا يحل لها الإذن بدخول رجل إلى البيت ولا خروجها إلى لقاء به رجل.

- وأن تنسِّق في مواعيدها الدعوية مع زوجها بعد عودتها إلى بيتها، وعند مجرد الإحساس بعدم ارتياح الزوج لنزولها إلى أي لقاء دعوي، فعلى الزوجة ألا تصطدم بهذا الإحساس؛ بل عليها أن ترسل بالاعتذار إلى مشرفتها دون حرج.

- وألا تُقدم على ما يكرهه الزوج أو يتضرر منه أو ما تجد حرجًا في التصريح به إذا سألها عنه، وسرعة إبلاغ الزوج بأي أمر طرأ على غير المعتاد وشرح ملابساته والاعتذار عن أي تصرف يراه غير مناسب، ولا يجوز الكتمان خوف الملامة.

- لا يقبل بحال من الأحوال أن يكون بينها وبين المشرف الدعوي سرٌّ عن الزوج، ولا أن تدنو من المشرف الدعوي لتسرّ له بكلام بحيث لا يسمعها أحد ظنًّا منها أن علوَّ مرتبة الرجل الدعوية تلغي المحاذير الشرعية.

- ولا أن تحضر حفلات أو أنشطة اجتماعية وترفيهية أو لقاءات مشتركة يختلط فيها الحابل بالنابل، ويغلب عليها الخوض في محاذير شرعية وشبهات باسم مصلحة الدعوة، ولا يجب أن يكون تصرفها حينما يرفض الزوج نزولها إلى عمل دعوي؛ أن تقول سأنزل تبعًا لولاية الدعوة علينا رجالًا ونساءً، أو أن تقول إن المسئول أدرى بالأصوب، أو أن تصر على النزول ولو سرًّا .

توازن محمود:

إن قضية التنازع بين مهام وواجبات كلٍّ من البيت والدعوة وعدم التقصير في أحدهما أو تعدي أحدهما على حقوق الآخر؛ ظاهرة تنتاب العاملات في الحقل الدعوي، وهي إشكالية يشكو منها الأزواج في بعض الأحيان، كما تشكو منها الزوجات، وهي تحتاج في المقام الأول إلى إدراك وحسن فهم حتى نتجاوزها دون أن نقع في تقصير، وهذه بعض القواعد العامة التي يجب أن تحكم الأخت المسلمة حتى لا تقع في هذه الإشكالية:

1- الوسطية بلا إفراط ولا تفريط.

2- التوازن؛ إعطاء كل ذي حق حقه.

3- ترتيب الأولويات؛ فالكل وقت عبادة.

4- الموازنة بين المصالح بعضها وبعض، فالمرأة الداعية الواعية تقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد، ومصلحة الكثرة على القلة، ومصلحة الجوهر على الشكل.. وهكذا، وهناك أربعة أشياء إذا اعتمدت الزوجة الداعية عليها حقَّقت هدا التوازن: (التوكل على الله- الصحبة الصالحة- الإرادة والهمة والقوة الإيمانية- الصبر والمصابرة) (18).

_____________

(1) أخرجه مسلم (49).

(2) تفسير القرآن العظيم (3/ 483).

(3) معالم التنزيل (3/ 528).

(4) تنبيه الغافلين، (ص: 196).

(5) مجموع فتاوى ابن باز (4/ 240).

(6) أخرجه مسلم (2674).

(7) أخرجه مسلم (1893).

(8) أخرجه الترمذي (2803).

(9) أخرجه أحمد (24567).

(10) أخرجه ابنُ سعد الطبقات الكبرى (8/ 72).

(11) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 139)، وابن أبي شَيبةَ (28630).

(12) أخرجه مسلم (2598).

(13) الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 949).

(14) نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة/ الألوكة.

(15) تقدم تخريجه.

(16) أخرجه البخاري (1121).

(17) معوقات أمام المرأة في الدعوة/ موقع مداد.

(18) الزوجة الداعية التوازن بين الواجبات والحقوق/ إسماعيل حامد.