logo

أنواع النساء


بتاريخ : الخميس ، 28 رجب ، 1440 الموافق 04 أبريل 2019
بقلم : تيار الاصلاح
أنواع النساء

المرأة نصف المجتمع، ومُعِدة للنصف الآخر، وأجمل ما في المجتمع من حيث العواطف، وأعقد ما في المجتمع من حيث المشكلات، وأضعف ما في المجتمع من حيث القوة، وأمكر ما في المجتمع من حيث الكيد والخديعة.

المرأة داء، ودواء، ومرض، وعلاج.

فالعاقلة ذات الخلق الحسن والذوق الحسن دواء للزوج؛ تشفيه من متاعبه النفسية والمادية،

والجاهلة الحمقاء داء للأسرة؛ تلوث جميع أفرادها بجراثيم القلق والنزاع.

والمرأة المتكبرة المغرورة مرض للزوج، لا يشفى منه إلا بطلاقها أو الزواج عليها، وكلا الأمرين مر بغيض.

والمرأة الصالحة المستقيمة علاج لكل ما يعانيه المجتمع من شرور وآفات(1).

قال الأصمعي: «أخبرنا شيخ من بني العنبر قال: كان يقال: النساء ثلاث: فهَينة لينة عفيفة مسلمة، تعين أهلها على العيش ولا تعين العيش على أهلها، وأخرى وعاء للولد، وأخرى غل قمل، يضعه الله في عنق من يشاء ويفكه عمن يشاء».

عن أوفى بن دلهم أنه كان يقول: «النساء أربع، فمنهن معمع لها شيئها أجمع، ومنهن تبع تضر ولا تنفع، ومنهن صدع تفرق ولا تجمع، ومنهن غيث همع إذا وقع ببلد أمرع».

قال الأصمعيّ: فذكرت بعض هذا الحديث لأبي عوانة فقال: كان عبد الله بن عمير يزيد فيه: ومنهن القرثع: وهي التي تلبس درعها مقلوبًا، وتكحل إحدى عينيها وتدع الأخرى»(2).

قيل لأعرابي عالم بالنساء: «صف لنا شر النساء»، قال: «شرّهنّ النحيفة الجسم، القليلة اللحم، الطويلة السقم، المحياض الممراض الصفراء، المشئومة العسراء، السليطة الذفراء، السريعة الوثبة، كأن لسانها حربة، تضحك من غير عجب، وتقول الكذب، وتدعو على زوجها بالحرب، أنف في السماء، واست في الماء».

وفي رواية محمد بن عبد السلام الخشني قال: «إياك وكل امرأة مذكرة منكرة، حديدة العرقوب؛ بادية الظّنبوب، منتفخة الوريد، كلامها وعيد، وصوتها شديد؛ تدفن الحسنات، وتفشي السيئات؛ تعين الزمان على بعلها، ولا تعين بعلها على الزمان؛ ليس في قلبها له رأفة، ولا عليها منه مخافة؛ إن دخل خرجت، وان خرج دخلت، وإن ضحك بكت، وإن بكى ضحكت؛ وإن طلقها كانت حرفته، وإن أمسكها كانت مصيبته؛ سفعاء ورهاء، كثيرة الدعاء، قليلة الإرعاء، تأكل لمّا، وتوسع ذمًا؛ صخوب غضوب، بذيّة دنية؛ ليس تطفأ نارها، ولا يهدأ إعصارها؛ ضيقة الباع، مهتوكة القناع، صبيها مهزول؛ وبيتها مزبول، إذا حدثت تشير بالأصابع، وتبكي في المجامع، بادية من حجابها، نباحة على بابها، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد دلّي لسانها بالزور، وسال دمعها بالفجور»(3).

قال سبحانه وتعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} [النساء:34]، فالنوع الأول: مستجيبات مذعنات لأمر الله سبحانه وتعالى: {مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ} [التحريم:5].

والنوع الآخر انحرف عن هذه الاستجابة وعن هذه الطاعة.

والنساء باعتبار السن: طفلة، وشابة، وقاعد عجوز، وباعتبار الرق: حرة، وأمة، وباعتبار الدين: مسلمة، وكافرة.

أنواع النساء وكيفية التعامل معها:

المرأة المتواضعة:

هي من أكثر النساء قدرًا وقيمةً؛ فهي تتصف بالبساطة واللين في التعامل، والقدرة على التكيف مع المحيط الذي تعيش فيه، وبالتالي فالمرأة المتواضعة من أكثر النساء نجاحًا في العلاقات الزوجية لسهولة التعامل معها.

ويكون التعامل معها باللين في الكلام، وعدم فرض الرأي، والبساطة والابتعاد عن المظاهر، مع زرع الثقة والصدق والابتعاد عن الكذب، فهي شخصية لا تعرف النفاق.

المرأة القنوعة:

هي امرأة تعرف واجباتها ودورها في الحياة، وترضى بالأمور البسيطة مهما كانت، فهذه المرأة تدرك روعة الأمور البسيطة التي تقدم لها مهما كانت، وتراها جميلةً.

ويكون التعامل معها بالرفق والحنان واللين في الكلام، والاهتمام بمشاعرها، وبمحاولة كسب رضاها بالأشياء البسيطة.

المرأة الحنونة:

المرأة الحنونة هي الوحيدة القادرة على كسب قلب الرجل، وهي التي تفوز بقلبه في النهاية؛ لأنها تبرز عاطفتها وحنانها، وتتصف بالجمال الروحي، والتعامل معها يكون بالابتعاد عن جرح المشاعر والكلام السيء، والصدق في الكلام والرفق في التعامل، وإظهار العاطفة والثقة في التعامل لكسب قلبها.

المرأة العنيدة:

تتصف هذه المرأة بصعوبة التعامل معها وكسب رضاها؛ لأنها تفعل ما تراه مناسبًا، ويتم التعامل معها بعدم فرض الرأي، ومحاولة فهم وجهة النظر الخاصة بها، والابتعاد عن النفاق وإبراز الذات أمامها، وعدم التدخل في حياتها الخاصة.

المرأة الخائنة:

هذه المرأة فاشلة جدًا في الحياة الزوجية، ودائمًا ما تخسر نفسها أمام الآخرين، وهي من أكثر النساء كرهًا من قبل الرجال؛ لأنها قد تخون بنظرة أو كلمة أو بالمشاعر، ويكون التعامل معها بعدم الثقة الزائدة أثناء التعامل معها، وتوضيح مدى مخاطر الخيانة وتأثيرها على الحياة الخاصة بها، وعدم إظهار الحب لها أثناء التعامل، والانتقاد المستمر لتصرفاتها.

المرأة الثرثارة:

وهذه المرأة تهتم كثيرًا بأخبار الآخرين، وتتصف بالاجتماعية والحب من قبل الآخرين، والتعامل معها بحفظ الأسرار وتجنب الحديث عن الآخرين، وعدم التدخل كثيرًا في حياتها الخاصة، ووضع حد للعلاقة أثناء التعامل معها.

المرأة المزاجية:

تتصف هذه المرأة بنوع من الجنون والفكاهة، وحب الحياة، وتقلب المزاج وتناقض في الشخصية، وهي الوحيدة القادرة على أن تجعل الرجل في قمة السعادة وفي قمة الحزن، ويكون التعامل معها بكسب رضاها، والتعامل معها بجنون، وإظهار الحب والثقة، والابتعاد عن جرح المشاعر(4).

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ «ثلاث من الفواقر [أي: ‏ الدَّوَاهِي]:‏ جار مقامة، إن رأى حسنةً سترها، وإن رأى سيئةً أذاعها؛ وامرأةٌ إن دخلت لسنتك، وإن غبت عنها لم تأمنها؛ وسلطان إن أحسنت لم يحمدك، وإن أسأت قتلك»(5)‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ «حدثنا جميع بن أبي غاضرة، وكان شيخًا مسنًا من أهل البادية من ولد الزبرقان بن بدر من قبل النساء، قال‏:‏ كان الزبرقان يقول‏:‏ أحب كنائني إلي الذليلة في نفسها، العزيزة في رهطها، البرزة الحيية، التي في بطنها غلام ويتبعها غلام‏، وأبغض كنائني إلي الطلعة الخبأة، التي تمشي الدِفِقَّى، وتجلس الهَبَنْقَعَةَ، الذليلة في رهطها، العزيزة في نفسها، التي في بطنها جارية وتتبعها جارية»‏(6).‏ ‏

وعن خالد بن صفوان قال‏:‏ «من تزوج امرأةً فليتزوجها عزيزةً في قومها، ذليلةً في نفسها، أدبها الغنى، وأذلها الفقر‏،‏ حَصانًا من جارها، ماجنةً على زوجها»‏(7).‏

وقال خالد بن صفوان‏ ‏الدلال‏‏‏:‏ «اطلب لي بكرًا كثيب أو ثيبًا كبكر، لا ضرعًا صغيرًا ولا عجوزًا كبيرة‏، ‏لم تقر فتحنن، ولم تفت فتمحن‏، قد عاشت في نعمة وأدركتها حاجةٌ، فخلق النعمة معها وذل الحاجة فيها، حسبي من جمالها أن تكون ضخمةً من بعيد، مليحةً من قريب، وحسبي من حسبها أن تكون واسطةً في قومها، ترضى مني بالسنة، إن عشت أكرمتها، وإن مت ورثتها»‏(8).‏

وقال آخر‏:‏ «ابغني امرأةً لا تؤهل دارًا‏‏، ولا تؤنس جارًا، ولا تنفث نارًا»(9).

‏قال الأصمعي‏:‏ «قال أعرابي لابن عمه‏:‏ (اطلب لي امرأة بيضاء، مديدةً فرعاء‏، جعدةً، تقوم فلا يصيب قمصها منها إلا مشاشة منكبيها، وحلمتي ثديها، ورانفتي أليتيها، ورضاف ركبتيها، إذا استلقت فرميت تحتها بالأترجة العظيمة نفذت من الجانب الآخر»‏، فقال له ابن عمه‏:‏ «وأنى بمثل هذه إلا في الجنان‏!»‏‏(10).‏

وكان يقال‏:‏ «البكر كالذرة؛ تطحنها وتعجنها وتخبزها، والثيب عجالة راكب؛ تمرٌ وسويقٌ»‏.‏

ويروى عن أبي الدرداء أنه قال‏:‏ «خير نسائكم التي تدخل قيسًا، وتخرج ميسًا، وتملأ بيتها أقطًا وحيسًا، وشر نسائكم السلفعة، التي تسمع لأضراسها قعقعة، ولا تزال جارتها مفزعة‏»(11).‏

وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب‏:‏ «أي النساء أشهى‏؟»،‏ قال‏:‏ «المؤاتية لما تهوى»،‏ قال‏:‏ «فأي النساء أسوأ‏؟»‏، قال‏:‏ «المجانبة لما ترضى‏»، قال معاوية‏:‏ «هذا، والله، النقد العاجل‏»،‏ قال عقيل‏:‏ «بالميزان العادل»‏(12). ‏

المرأة المسلمة ينبغي أن تشعر باصطفاء من الله سبحانه وتعالى لها إذا سلكت سبيل الهداية، وهذا الشعور بالاصطفاء يولد الاعتزاز بهذا الدين، ومزيدًا من التمسك به، ويجعل المرأة ثابتة على طريق الاستقامة؛ لأنها تحس بأنها تختلف عن غيرها من اللاتي لم يسلكن هذا السبيل، والدليل على قضية الاصطفاء قول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:42].

أنواع النساء من حيث الصلاح والاستقامة:

المرأة المهتدية الطائعة لله سبحانه وتعالى أعلى هذه الأنواع، وهو النوع المطلوب المرغوب، والمرأة القدوة الداعية إلى الله عز وجل رأس هذا النوع.

ومن النساء من تكون متدينة في نفسها لكن ليس لها أثر على من حولها.

والمرأة القدوة خطؤها مضاعف؛ ولذلك فإن الشعور بالاصطفاء ينبغي أن يرافقه شعور بالخوف من الوقوع في المحذور، وقال الله عز وجل: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا} [الأحزاب:30]، وكان ابن عباس رضي الله عنه يفسر الفاحشة المبينة بالنشوز وسوء الخلق.

وقد ذكر الله لنا أنواعًا من النساء في قوله تعالى في الأعمال الصالحة: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]، وكذلك قال عز وجل: {عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ} يعني صائمات {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم:5].

فهؤلاء أنواع من النسوة ذكرهن الله عز وجل في كتابه العزيز، تنوعن بحسب الأعمال الصالحة التي تكثر كل واحدة منهن فيها، وتضرب بسهم وافر في ذلك الوادي، وادي الإسلام، ووادي الإيمان، ووادي القنوت، والصدقة والصبر والخشوع والصيام، وذكر الله عز وجل، وكذلك القنوت والتوبة والعبادة.

إنها أنواع من الأعمال الصالحة تتنوع فيها حظوظ النساء المسلمات، فمنهن من يفتح لها في هذا الجانب، ومنهن من يفتح لها في هذا الجانب، مع اشتراكهن جميعًا في الإسلام وأصل الإيمان بطبيعة الحال.

والله عز وجل قد ذكر لنا أن الناس أنواع: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَادًا} [البقرة:165]، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة:204]، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:8].

وفي الجانب الآخر: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة:207].

وهناك بعض النساء يمكن أن تعبد الله في حين، وتنتكس في حين آخر، فإذا جاءتها نعمة رأيتها مستقيمة، وإذا جاءتها بلية انحرفت وانتكست ولم تصبر: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحـج:11].

من النساء من إذا تعرضت للفتنة؛ أي: لنوع من الاضطهاد، سواء كان من زوج أو أهل أب أو أخ فاسق فاجر يضطهدها، ونحو ذلك، منهن من تثبت، كما ثبتت سمية رضي الله عنها.

ومن النساء من إذا تعرضت لبلية أو مصيبة أو اضطهاد فإنها تنتكس، وتترك الدين والتدين، والتمسك بالإسلام، وبعض الأحكام الشرعية، فبعضهن قد تضطهد في الحجاب أو غيره فتترك ذلك: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ} [العنكبوت:10]، أين فتنة الناس من عذاب الله؟ عذاب الله أشد، {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التوبة:81]، ولكن ربما لا تثبت إذا حصل لها اضطهاد فتنتكس وتتراجع.

أنواع النساء من حيث العبادة والطاعة:

والنساء في أبواب الطاعة يختلفن أيضًا؛ فمنهن من طاعتها كاملة، وتدينها عظيم، فهي قائمة بالمستحبات، تاركة للمكروهات والمشتبهات، مع قيامها بالواجبات، وتركها للمحرمات، فهذه أعلى المستويات، ومنهن من تكون مقتصرة على القيام بالواجبات، وترك المحرمات، لكن لا يكاد يوجد لها نصيب في المستحبات ولا في ترك المكروهات، وربما تقع في بعض المشتبهات.

ومن النساء منهن مفرطات عاصيات، تاركات لواجبات، واقعات في محرمات، دل على هذا قول الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر:32].

«إن المرأة إذا أطاعت زوجها، وصلت خمسها، وحصنت فرجها، وصامت شهرها، قيل لها: ادخلي من أبواب الجنة أيها شئت»(13).

إن الذي يروم الأجر العظيم لا يمكن أن يقف عند هذا الحد؛ بل إنه يسعى في الزيادة، والله عز وجل أمر بالمسابقة في الخيرات: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [آل عمران:133]، {وَسَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [الحديد:21]، وقال: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]، فنحن لا نريد امرأة عادية كما يقولون، نريد من نساءنا أن يكن نساء صالحات، أن يكن بالمستوى العالي، أن يحرصن على طلب المعالي.

أنواع النساء من حيث الخِلقة والأخلاق:

النساء أنواع أيضًا في أصل الخلقة، وأنواع في الأخلاق، والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخبرنا: «إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر ذلك، جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود، وبين ذلك، والخبيث والطيب، والسهل والحزن، وبين ذلك»(14).

فكانت تلك قبضة قبضها الله سبحانه وتعالى، والقبضة من صفات الله عز وجل، كما أن من صفاته الكف والأصابع واليد، ولله سبحانه الصفات الجليلة العظيمة التي تليق به سبحانه وتعالى، من غير أن تشبه صفات المخلوقين، فهي صفات تليق به عز وجل، قبض قبضة من جميع الأماكن في الأرض، كانت في تلك القبضة منها نصيب، فجاء بنو آدم على قدر الأرض.

الأرض كما أن فيها تربة بيضاء، وتربة حمراء، وتربة سوداء، وتربة صفراء، جاءت ألوان العباد على قدر ذلك.

الأرض كذلك فيها بقع طيبة تنبت الكلأ وتمسك الماء، وبقع خبيثة فيها لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً؛ بل هي أرض بور، وأرض أيضًا بلقع، وأرض صلدة لا تنبت شيئًا، وإنما هي قاسية.

ومن الأراضي ما هي أرض وعرة، ومنها ما هي أرض سهلة، وكذلك نفوس العباد، ومن ذلك النساء أيضًا على هذا، فبعض النساء نفسها طيبة عاملة بالخير، إذا دعيت إلى مناسبة طيبة أو طاعة سارعت، ومن النساء من نفسها خبيثة تهوى الخبائث والمحرمات، ومجالس الشر، ورفيقات السوء، وإذا دعيت إلى خير صدت، وإذا دعيت إلى شر سارعت.

من النساء من أخلاقها سهلة لينة هينة، فهي إذا قيدت انقادت، وإذا أنيخت استناخت بالخير، لا يمكن أن ترد طلبًا في الخير، وهي حيية.

ومن النساء من هي صعبة الطبع، سيئة المزاج، سيئة الأخلاق، لا تُؤْلف ولا تألف، ولا تستطيع أن تعاشر غيرها، ولا تصبر مع صديقة ولا زميلة، فكثيرة المقاطعة والهجر، لا تستطيع أن تداوم على علاقة من العلاقات؛ سرعان ما تتبدل وتتغير، لعل طينتها من أرض صعبة حزنة شديدة الوعورة صلبة؛ ولذلك كانت نفسها بهذه المثابة، وينبغي علينا، سواء كانت طينتنا من أرض طيبة أو أرض أخرى، أن نسعى في تغيير الطباع.

ومن النساء من عندها خلق واحد سيئ، ومنهن من عندها مائة خلق سيئ، ومنها من تكون في الخلق السيئ في أسوأ المنازل، ومنها من تكون متوسطة في ذلك الخلق السيئ، ومنها من عندها منه شيء قليل، والمطلوب هو المجاهدة، وأن تسعى في تحسين حالها، وتحسين أخلاقها، وكبت الثوران والفورة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تغضب»(15)، أن تُعَود نفسها أن تضبط أعصابها، وأن ترق في الكلام، وإذا أثيرت لا تستثار بسرعة، وأن تهدأ، وإذا كانت قائمة تقعد، وإذا كانت قاعدة تضطجع، وتستعيذ بالله من الشيطان.

ثم إن معرفة أجر بعض الأعمال في هذا الجانب في مجاهدة النفس يساعد المرأة على ضبط أعصابها، وترك هذه الأخلاق السيئة؛ مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه»(16)، لو شاءت أن ترد لها الصاع صاعين لردت، لو شاءت أن تعطيها بدل الكلمة عشرة لأعطتها وانهدت عليها بالكلام، ولكنها تتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

كذلك ما قاله ابن عمر لما رأى معاوية صعد على المنبر وقال: «من رأى أنه أحق منا بهذا الأمر فليطلع لنا قرنه؟»، فَهَمَّ ابن عمر بالرد لكن ماذا قال؟ قال: «فذكرت الجنان»(17)، ذكر ما أعده الله في الجنة فترك الرد، وهكذا المرأة المسلمة ممكن أن تستفز بكلمات وتصرفات، خصوصًا عندما يكون هناك مجتمع نسائي، والمجتمعات النسائية الاحتكاك فيها يولد الحرارة، ووجود بعض المصادمات، والشيء الدافع إلى الغضب، أو الدافع إلى الرد، وتقول: قهرتني فلانة، كيف لا أرد عليها؟

فنقول: إذًا تذكري ما أعد الله في الجنان، ولعلك بذلك تنالين أجرًا عظيمًا بدلًا من تفريغ هذه الشحنة في أختك المسلمة.

أنواع النساء من حيث السنة والبدعة:

من النساء من تكون صاحبة دين فاسد؛ مثل التي تقع في الشرك والبدعة، تتدين بما لم يشرعه الله من أنواع العبادات المحرمة، فربما تتوسل بولي، وتقول كلامًا شركيًا في دعائها، وحتى في لعب الأطفال، فتتسلل هذه البدع وهذه الشركيات، وتوزع وصية أحمد حامل المفاتيح، والوصية المزعومة المنسوبة لفاطمة توزعها ثلاث عشرة مرة، وتأخذ من كتب غير موثوقة؛ ككتاب (الدعاء المستجاب) المليء بالأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ كدعاء يوم السبت، ودعاء يوم الأحد، ودعاء يوم الاثنين، وغير ذلك.

وتقول: هذه الصلاة النارية، وهذا المولد النبوي، وهذه يا لطيف أربع آلاف وأربعمائة وأربع وأربعين مرة، وهذه قصيدة البوصيري التي تقرأ في الموالد وفيها الشرك الأكبر والأصغر، فمن النساء من ربما فعلًا عندها فساد في الدين وبدعة، والله عز وجل لا يقبل البدع: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد»(18).

ومنهن من تكون على السنة والإسلام الصحيح، تتمسك بالكتاب العزيز، وترغب في سنة النبي، وليس عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ} [الأعراف:43].

أنواع النساء من حيث الحكمة:

الحكمة خلق عظيم، من النساء من هي حكيمة، حكيمة في التصرف مع زوجها، حكيمة في التصرف مع أهلها، حكيمة في التصرف مع أولادها، حكيمة في التصرف مع أخواتها.

تحسن التبعل والمعاملة؛ ولذلك لا تخسر زوجها، إن معاملتها معه تجذب الزوج ولا تخسره.

ومن النساء ما عندها حكمة؛ فتفقد الزوج، وتفقد الولد، وتفقد البنت، وتفقد الصديقة، وتفقد الأخوات في الله، وتفقد الجارة، وتفقد الضرة، وتفقد... تستجلب عداوات؛ ولذلك الحكمة مهمة، والحكمة خلق عظيم.

والمرأة في ملك اللسان أنواع:

من النساء من تمسك لسانها وتحفظه، وتطبق حديث معاذ: «أمسك عليك لسانك»، وكلام ابن مسعود وأبي بكر: وليس شيء أحق بطول سجن من اللسان، وهو أسرع الأعضاء حركة، وهو العضو الذي لا يتعب مهما تحرك، يتعب الحلق والحنجرة ولا يتعب اللسان.

اللسان هذا يورد المهالك، يفقد العلاقات، يسبب عداوات، ويورد المهالك والدركات في النار، من النساء من تمسك لسانها، إذا دعاها الشيطان لغيبة أو نميمة أمسكت لسانها.

ومنهن من تذيع أسرار الغير، هذه مشكلة في المجتمع الآن، قضية إذاعة الأسرار، تطلع المرأة على سر أختها وسر جارتها، وسر قريبتها فتنشره وتذيعه.

ومن النساء من هي وكالة أنباء من غير مكتب، وهذا كثير في النساء: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ} [يوسف:30]، بغض النظر عن الخبر المنقول، وصحة الخبر المنقول، وقد ابتلانا الله بجوالات وهواتف زادت من نشر الكلام بين النساء؛ ولذلك لا بد للمرأة أن تضبط لسانها، وتمسك نفسها، وأن تفكر في عواقب الأمور.

أنواع النساء من حيث المخالطة:

مِن النساء مَن مخالطتها مثل الداء، أي مثل المرض، ومنهن مثل الغذاء؛ لا يستغنى عنها في اليوم والليلة، ومنهن مثل الدواء؛ كالطبيبة.

فالنساء اللاتي مخالطتهن كالغذاء هن الداعيات الفاضلات المعلمات المربيات القدوات، هذه أعز من الكبريت الأحمر، هؤلاء قلة نادرة، قال ابن القيم عن شيخ الإسلام بن تيمية: «كنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة».

أين النساء من هذا النوع؟ يُثَبِّتْن غيرهن.

وهناك من النساء مَن مخالطتها كالدواء؛ يُحتاج إليه عند المرض، لا يحتاج إليها دائمًا، لكن عند المرض، عند الحاجة؛ يعني مثل الطبيبة عند الحاجة.

ولكن من النساء من مخالطتهن كالداء، كالمرض المعدي الجرب، الذي يفسد المخالط لهن.

أنواع النساء من حيث الدعوة:

والنساء أنواع في الدعوة والدعاة؛ فمنهن من تدعو إلى الفساد، فهذه سقف الفساد، وهذه فسادها عريض، وخصوصًا الكاتبات في الصحف، فمنهن من تدعو إلى الفساد، وتكتب في التحرر، وتكتب في نشر الرذيلة، وهكذا.

ومنهن من هي داعية أو داعمة لداعية، أين خديجة من امرأة نوح وامرأة لوط؟ هذه في واد، وهذه في واد، خديجة تقول: والله لا يخزيك الله أبدًا، وهذه تدل قومها على الضيوف لفعل الفاحشة بهم، أو تدل قومها على من أسلم حديثًا ليأخذوهم ويفتنوهم عن دينهم، هذه هي الخيانة.

فالنساء أنواع؛ هذه تدعم الدعوة، وهذه تدعو إلى الفساد، هذه تنشر الخير، وهذه تنشر الشر؛ ولذلك ينبغي على النساء أن يكن ناشرات للخير، كافات عن الشر.

{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11](19).

***

_________________

(1) هكذا علمتني الحياة، ص267.

(2) عيون الأخبار (4/ 5).

(3) العقد الفريد (7/ 121).

(4) أنواع النساء وكيفية التعامل معها، موقع: موضوع.

(5) غريب الحديث، لابن قتيبة (2/ 26).

(6) المصدر السابق (2/ 274).

(7) المجالسة وجواهر العلم (7/ 347).

(8) عيون الأخبار (4/ 7).

(9) المصدر السابق.

(10) نفس المصدر.

(11) غريب الحديث، لابن قتيبة (2/ 273).

(12) عيون الأخبار (4/ 11).

(13) أخرجه أحمد (1661).

(14) أخرجه أحمد (19582).

(15) أخرجه البخاري (6116).

(16) أخرجه أبو داود (4777)، والترمذي (2021).

(17) أخرجه البخاري (4108).

(18) أخرجه مسلم (1718).

(19) أنواع النساء، الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد.