logo

أبناؤنا وإدمان الأجهزة الذكية


بتاريخ : الثلاثاء ، 3 شعبان ، 1445 الموافق 13 فبراير 2024
بقلم : تيار الاصلاح
أبناؤنا وإدمان الأجهزة الذكية

 


يمتلك الهاتف الذكي العديد من المزايا والمواصفات، التي تلبي الكثير من الاحتياجات لمستخدميه، وتجعلهم يقضون المزيد من الوقت في استعمالها والتصفح من خلاله، حيث يتيح الهاتف الذكي التصفح والوصول للانترنت بطريقة ذاتية، ويمتلك معالجًا للرسوم ويشغل الألعاب الثلاثية الأبعاد وفيه ذاكرة وصول عشوائية تسمى "رام"، ويمتلك مساحة تخزينية قادرة على الاحتفاظ بالنصوص والصور وتحميل العديد من التطبيقات والبرامج.

وربما تعد أبرز ميزة للهاتف الذكي، هي السهولة والمرونة التي تتيح للمستخدم الوصول لمنصات التواصل الإجتماعي، وبناء عالقات مع الآخرين من خلالها، والقدرة على تبادل الملفات بينه وبين الحواسب الشخصية وعمل مزامنة بينهما، وعمل مزامنة لملفات الوسائط المحفوظة عليه مع حساب المستخدم في خدمات التخزين، وكذلك دعم الطباعة اللاسلكية مع الطابعات التي تدعم هذه الميزة. ومع التقدم الكبير في مجال الهواتف الذكية ظهرت خصائص أكثر اتساعًا؛ كاستخدامها لتقنية العين في تصفح الإنترنت، واستعراض الصور من خلال الإشارة الهوائية باليد (1).

وأصبحت الهواتف الذكية تسيطر على جزء كبير من حياتنا، وتأخذ حيزًا واسعًا من وقتنا، منتشرة في كل مكان، في المدن والقرى والشوارع وأعالي الجبال وفي كل زوايا بيوتنا، وبفعل هذا الانتشار فإن العالم يشهد تطورًا في قطاع الاتصالات، وفي كل يوم يمر يولد اختراع جديد أو تطبيقات جديدة وتطورات مستمرة في أجهزة الاتصال، والتي تعتبر اليوم عاملًا مهمًا لدى الكثيرين في حياتهم اليومية (2).

ولا ينكر عاقل أن الهواتف الذكية أصبحت الآن تلعب دورًا كبيرًا في حياة الناس، فقد أصبحت وسيلة للتواصل االجتماعي والترفيه والمعرفة، ونتيجة لذلك أصبحت تنتشر بين الأطفال والمراهقين بشكل لافت، وزادت المدة التي يمضونها مع تلك الأجهزة الأمر الذي دفع كثيرًا من الأخصائيين وولاة الأمور لدق ناقوس الخطر من الآثار السلبية التي قد تترتب على هذا الاستخدام مطالبين بتقنينه.

يمضي كثير من الأطفال ساعات طويلة على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية لدرجة قد تصل إلى الإدمان، بحيث يصبح إبعادهم عنها مسألة تزداد صعوبة مع الوقت، في الوقت الذي تظهر فيها الإحصاءات أن عشرين في المئة من الآباء لا يراقبون ما يتصفحه أطفالهم على الإنترنت، ويفيد استطلاع للرأي أن الآباء لا يدركون حجم المخاطر التي يتعرض لها الأبناء أثناء استخدام الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية في تصفح الإنترنت دون رقابة.

في الوقت نفسه يشعر آباء آخرون بالقلق إزاء زيادة استخدام أطفالهم للهواتف الذكية، وما تحتويه من إمكانية الدخول على مواقع الإنترنت وتحميل ألعاب، فضلًا عن استخدام الكاميرات والتواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل االجتماعي.

وتعتبر مهمة الحفاظ على سلامة الأطفال أثناء استخدام الإنترنت مهمة شاقة، لا سيما حينما يكون هؤلاء الأطفال بعيدين عن أعين الآباء، كما تزداد صعوبة المهمة عندما يرغب الآباء في معرفة ما يفعله الأطفال.

لذا فقد بات استخدام الأطفال للأجهزة الرقمية على مدار اليوم يؤدي إلى تراجع معايير السلامة الصحية؛ مثل انجاز الفروض المدرسية، واستكمال المهام والاهتمام بالتعلم، والاحتفاظ بالهدوء في مواجهة التحديات، وهذا ما صنع جيلًا من الكسالى في عصر التكنولوجيا الذكية (3).

تلك الأجهزة تؤدي إلى حدوث فرط نشاط وشعور باللامبالاة وشعور بالكآبة، والإفراط في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العلاقات الأسرية أيضًا.

عزلة وتوحد:

إن إدمان الأطفال وحتى الشباب على استعمال أجهزة التكنولوجيا الحديثة بشكل لافت يساهم في احتمالية إصابتهم بالاكتئاب النفسي والانطوائية، الأمر الذي يدفع بهم إلى التوحد والعزلة وقلة التواصل والعلاقات مع الناس ومن حولهم.

ومن الأسباب التي تدفع الأطفال للإدمان على الأجهزة الذكية انشغال الأهالي عن أطفالهم طوال الوقت، ومحاولة التخلص من إزعاجهم بإعطائهم هذه الأجهزة لفترات طويلة.

فإدمان الأطفال وحتى الشباب على الأجهزة الذكية الحديثة وتعلقهم بهذه العادة السيئة يسبب  العديد من الأضرار الاجتماعية والصحية والنفسية، ولعل من أبرزها اضطرابات النوم والفشل على صعيد الحياة الخاصة، أو على صعيد الدراسة إضافة إلى الأنانية والعدوانية، والانعزال عن الآخرين، والعنف والتنمر، والاضطرابات النفسيّة المزمنة والعصبية المفرطة.

لذلك عدم تدارك هذه المشكلة من قبل الآباء والأهالي في مراحل مبكرة خاصة قد يشكل خطورة على حياتهم في المدى البعيد دون سابق إنذار.

ومع العلم أن الإدمان على الكمبيوتر والموبايل والألعاب الإلكترونية يعد حالة نفسية وسلوكية، ولا يمكن التخلي بكل سهولة كونهم اعتادوا عليها وأصبحت جزءًا أساسيًا من حياتهم، إلى درجة تدفعهم للتخلي عن واقعهم الحقيقي والعزلة التامة عن الأسرة والمجتمع.

وأوضح أن المدمن على التكنولوجيا لا يستطيع التحكم بغضبه عند طلب أحد والديه ترك الأجهزة الذكية أو أخذها منه، كما لا يعير أي اهتمام لتناول الطعام، أو الجلسات العائلية ووجود الأصدقاء، ويعاني من فقدان الوقت وعدم الاهتمام بالأنشطة التعليمية والرياضية.

أسباب الإدمان:

إن من الأسباب التي تدفع الأطفال للإدمان على الأجهزة الذكية انشغال الأهالي عن أطفالهم طوال الوقت، ومحاولة التخلص من إزعاجهم بإعطائهم هذه الأجهزة لفترات طويلة، إلى جانب عدم إدراك الوالدين لخطورة تلك الأجهزة على أبنائهم وحياتهم، وتقليد أطفالهم لهم باستخدام تلك الأجهزة لفترات طويلة.

الإدمان على الألعاب الإلكترونية يهدد الأبناء بتغيير سلوكهم ويدفعهم للعصبية والأنانية والتنمر على أقرانهم والمجتمع.

كيف تؤثر الأجهزة الحديثة على الأطفال؟

نستطيع أن نقسم الأضرار، التي تصيب الأطفال بسبب استخدام الهواتف المحمولة إلى أضرار جسمية ونفسية، وتعد الأخيرة أكثر خطورة من الأولى، لأن الأولى تظهر أعراضها بصورة سريعة وملحوظة، في حين أن الثانية يكون تأثيرها على المدى البعيد. تبدأ الأضرار الجسمية للهواتف المحمولة بما يؤدي لحدوث مشاكل في العين، بسبب الضوء الصادر عنها، الذي من الممكن أن يصيبها بالإجهاد والشيخوخة المبكرة.

يمكن أن يتسبب هذا الضوء في إصابة العين بالضمور البقعي، وهي حالة ترتبط بالتقدم في العمر، ومن الممكن أن تؤدي لفقد البصر، وتؤثر بصورة كبيرة في الشبكية.

تشمل الأضرار الجسدية التي يعانيها الأطفال بسبب استخدامهم للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية مشاكل في العظام.

يعاني الطفل نتيجة كثرة بقائه على هذه الأجهزة من الضغط على الأعصاب والأربطة وأقراص العمود الفقري، الأمر الذي يجعله يشكو من ألم في الرقبة والظهر، إضافة إلى الصداع، ويمكن أن يتسبب بإصابته بمتلازمة النفق الرسغي.

مشاكل السمع:

تتضمن الأضرار الجسدية الناجمة عن استعمال الهواتف المحمولة كذلك مشاكل في حاسة السمع، وذلك نتيجة استخدام سماعات الأذن فترات طويلة، وكانت منظمة الصحة العالمية، حذرت من مخاطر الهواتف الذكية على السمع، مشيرة إلى أن نحو مليار شخص يواجهون مشاكل في السمع نتيجة التعرض بشكل مفرط ومطول لأصوات قوية.

السمنة:

يمكن أن يؤدي كثرة الوقت الذي يقضيه الطفل على الهاتف المحمول والأجهزة اللوحية إلى إصابته بالسمنة، بسبب قلة الحركة والنشاط البدني، وربما كانت السمنة سببًا في مضاعفات أخطر، كالإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم.

فرط الحركة:

تشمل الأضرار التي يمكن أن يصاب بها الأطفال بسبب البقاء فترات طويلة على الهواتف المحمولة الإصابة باضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه.

اضطرابات النوم:

يعاني كثير من الأطفال؛ بل والبالغين، اضطرابات النوم والأرق بسبب الهواتف الذكية، ويصل الأمر بالبعض إلى مطالعة شاشة الهاتف قبل النوم مباشرة، ما يجعل أشعة الهاتف تصيب العين بشكل مباشر.

حذرت دراسة بريطانية من أن الإفراط في استخدام الهاتف الذكي يؤدي إلى الحرمان من النوم؛ حيث وجد أن كل ساعة يقضيها الطفل يفقد مقابلها 16 دقيقة نومًا.

فقدان الثقة:

تشمل الأضرار النفسية المترتبة على استخدام الأطفال للهواتف المحمولة الكثير من الأوجه، فمثلًا يصاب الطفل بالانعزال والعدوانية في التعامل مع أقرانه الآخرين، بسبب طول الفترة التي يستخدم فيها الهاتف، وبصفة عامة فإن هذا الأمر يترتب عليه تغيير في عادات الطفل الطبيعية كالحركة.

يلاحظ على الأطفال والمراهقين الذين يمكثون على اتصال لفترات طويلة مع الهواتف المحمولة أنهم لا يتمتعون بالاستقرار أو يفقدون الثقة في أنفسهم.

كانت دراسة أشارت إلى أن معدل الإصابة بالاكتئاب والأفكار الانتحارية أكبر في المراهقين الذين يبقون فترات طويلة على الهواتف المحمولة، وتؤدي زيادة الوقت إلى إيجاد علاقة طردية بينها وبين ارتفاع نسبة أعراض الاكتئاب ومحاولات الانتحار.

شخصية هشة:

يؤدي بقاء الطفل ملازمًا للهاتف المحمول إلى خلق هوة وفراغ بينه وبين والديه وأشقائه والمقربين منه، وتصبح لديه نظرة تشاؤمية، التي في الغالب لا يدركها في هذه المرحلة العمرية، إلا أن تراكم هذه الترسبات يتسبب ببناء شخصية هشة وانطوائية.

تلعب الهواتف المحمولة لدى بعض الأطفال دور المربي بصورة غير مباشرة، وبالتالي تؤثر في نموهم وعواطفهم على مدى بعيد.

يؤثر الهاتف المحمول على القدرات العقلية للطفل، وبخاصة الهواتف الذكية؛ حيث يعتمد عليه في الكثير من المهام، فإضافة إلى الألعاب، فإنه يستخدمه كآلة حاسبة ويبحث من خلاله عن المعلومات التي يريدها.

تدني التحصيل:

تحد كل هذه المهام والأوامر من قدرات الطفل العقلية والإبداعية، وبالتالي تؤثر في ملكة الخيال والتصور والإبداع لديه، ويصبح التطور الحسي والبصري لديه أقل تطوراً.

يلقي هذا الأمر بظلاله على التحصيل الدراسي للطفل ومسيرة تعليمه، فيتأخر الطفل كثيراً عن أقرانه، لأن طبيعة هذه المرحلة العمرية هي سرعة الملل، وبالتالي وعلى الرغم من توفر الكثير من الأدوات المساعدة على البحث والتطبيقات التي تساعد على تحصيل المعلومة، فإنه يترك كل ذلك ولا يقاوم سحر الألعاب، ومن هنا تتراجع نتائج الطفل ويتدنى تحصيله الدراسي ويفقد الرغبة في التفوق العلمي (4).

طرق فعالة لحماية الأطفال من إدمان الأجهزة الإلكترونية

نكشف الآن عن بعض النصائح التي ستسهل من إنصراف طفلك عن تلك الأشياء الحديثة في معظم أوقات يومه.

الوقت والسن:

يمكن تحديد عدد الساعات القصوى التي يسمح فيها للطفل بممارسة الألعاب الإلكترونية، طبقًا لعمره، فقد أكدت الدراسات العلمية أنه لا يجوز للطفل الأصغر من 18 شهرًا، أن يتعرض لمثل تلك الأجهزة الحديثة تمامًا.

في الوقت الذي يمكن للطفل الذي يتراوح عمره ما بين الثانية والخامسة، أن يستخدم تلك الأجهزة لمدة ساعة واحدة فقط يوميًا، تشمل المشاهدة وممارسة الألعاب أيضًا، بينما ينصح بترك الأطفال الأكبر يلعبون مثل تلك الألعاب لما لا يزيد عن ساعتين في اليوم الواحد، لضمان عدم تأثرهم سلبيا بها.

خلق البدائل:

الاعتراض أو المنع وحسب، لن يكون حلًا مثاليًا تمامًا، بل سيمهد لحدوث الكثير من الصراعات غير المطلوبة، الأفضل هو خلق بدائل أخرى لطفلك حتى يقوم بتقليل أوقات تعرضه لتلك الأجهزة دون غضبه، لذا ينصح بتعويد الطفل منذ نعومة أظفاره على ممارسة بعض الرياضات الترفيهية، كالسباحة أو الصيد، أو تقوية المهارات الفنية لديه كالرسم والنحت.

إعطاء المثل والقدوة:

ليس من البديهي أن تلزم طفلك بالابتعاد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية، وأنت تستخدمها طوال الوقت، بل عليك أن تظهر أمامه كقدوة حتى يقلد ما تمارسه يوميًا، لذلك فالخروج كأسرة واحدة دون أن يتم استعمال الأجهزة الإلكترونية طوال الرحلة، سيكون أفضل مثل يقدم لطفلك لإقناعه بفكرتك.

المشاركة:

يجب أن يعرف طفلك أن الأجهزة الحديثة والإنترنت ليست فقط للترفيه، بل يمكن من خلالها حصد معلومات عدة ومتنوعة، بها الكثير من المتعة أيضًا، ولا تقل عن متعة اللعب، وهو ما يتم من خلال مشاركته أوقات الاستخدام.

الانتباه للمحتوى:

لا بد أن يظل الطفل تحت المراقبة والملاحظة أثناء تصفح الإنترنت، وحتى يبلغ التاسعة من العمر، كما يجب أن يمنع تمامًا من ممارسة الألعاب المليئة بمشاهد العنف والدماء، والتي لا تحفز إلا طاقات سلبية لديه، من الصغر.

الأماكن:

تحديد أماكن بعينها مثل غرفة النوم، وأوقات كفترات تناول الطعام، بحيث لا يسمح فيها باستخدام تلك الأجهزة، هي حيلة ذكية جدًا، لتعويد طفلك على عدم الإكثار من استعمال الأجهزة الإلكترونية لأوقات طويلة، والأفضل هو عدم وضع جهاز الكمبيوتر أو أي جهاز آخر في غرفة النوم تمامًا.

مواقع التواصل الاجتماعي:

ينصح بعدم إشراك طفلك في مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يبلغ الـ12 من العمر، بينما يصبح الأمر مطلوبًا في سنوات المراهقة التي تتطلب إظهار شخصيته للجميع من حوله، فيفضل حينها ألا تتشارك معه تلك المواقع الشهيرة، حتى يشعر بكامل حريته واستقلاليته من خلالها، فهو أمر مطلوب جدًا في هذا العمر.

التحذير:

في الوقت الذي يمكن لك أن تترك طفلك يتعامل وحده مع الإنترنت، عليك أن تحذره من عدة أمور وتعلمه كيفية التعامل معها أيضًا، كالطريقة الأفضل للرد على تنمر الآخرين ضده في مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية حماية خصوصيته بها، مع إعلامه بأن كل ما يقوله عبر الإنترنت يظل للأبد ولا يمكن تغييره، حتى يحرص على عدم التفوه بأمور خاطئة عبر الشبكة العنكبوتية أبدًا.

القواعد التي يجب إتباعها:

- من الممكن منع الأطفال من استعمال الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية أثناء تناول الطعام أو أثناء الجلوس والتحدث مع الأولياء أو الأصدقاء.

- يجب على الأولياء أن يحددوا لأطفالهم الوقت المسموح به لاستعمال الحاسوب أو الهاتف.

- يجب على الطفل أن يفهم أن الهاتف شيء خاص لا يجب استعماله من دون الحصول على إذن.

- ينبغي على المراهق أن يفهم أن الهاتف الذكية وسيلة للتواصل مع العائلة والأصدقاء وليس وسيلة لإضاعة الوقت (5).

مسؤولية الآباء أمام هذه الظاهرة:

الآباء والأمهات هم القدوة وصانعو التغيير في حياة الأطفال، إذ تقع على عاتقهم مسؤولية وضع قواعد للاستخدام السليم للألعاب الإلكترونية، وهم المسؤولون أيضًا عن إشراك أبنائهم في الألعاب الحركية والنشاطات الاجتماعية والرياضية التي تنمي مهارات التواصل الاجتماعي، وتعزز مهاراتهم اللازمة لنموهم، لذا يجب على الوالدين عدة أمور:

أولًا: في الوقت الذي تلعب فيه هذه الأجهزة عبر التطبيقات التعليمية دورًا جيدًا تنمية بعض مهارات الصغار، إلا أن التأثير السلبي الذي تتركه إدمان الأجهزة الإلكترونية للأطفال، يستلزم من الأم ضرورة التحكم في عدد ساعات تعرض أطفالها لهذه الأجهزة.

ثانيًا: تعرض الأطفال للشاشات لمدة طويلة في سن مبكرة يعيق تنمية قدراتهم على التركيز والانتباه والتواصل والإحساس بالآخرين وبناء مفردات جديدة، وهي المهارات -نفسها- التي يسعى الآباء والأمهات إلى تنميتها لدى أبنائهم عبر تركهم أمام الأجهزة الذكية لفترات ممتدة.

ثالثًا: للإمساك بزمام الأمور على الآباء أن يخصصوا فترة زمنية محددة لكل طفل تتناسب مع عمره؛ فبين الميلاد والسنة الثالثة تتطور عقول الأطفال بسرعة وتكون حساسة بشكل خاص للبيئة المحيطة بهم، ولكي تنمو الخلايا العصبية في الدماغ بشكل طبيعي خلال هذه الفترة يحتاج الطفل إلى محفزات محددة من البيئة الخارجية.

رابعًا: حينما يقضي الصغار مدة طويلة جدًّا أمام الشاشة في الوقت الذي لا يحصلون على ما يكفي من هذه المحفزات المطلوبة من العالم الواقعي المحيط بهم، فإن ذلك يؤثر على نموهم، ونتائجها السلبية يمكن أن تدوم معه إلى الأبد.

خامسًا: من الصعب أن تمنعي أطفالك من التعرض لشاشات الأجهزة الذكية، رغم الآثار السلبية التي يسببها الاستخدام المبكر والمفرط لها مثل الإضرار بالصحة والتوازن والأنشطة الفكرية والثقافية، إلا إنها تسهم في تحسين اكتساب الصغار للمعرفة والمساهمة في تشكيل فكرهم

سادسًا: لا تُعَرضي الأطفال الذين يقل عمرهم عن عامين إلى شاشات الأجهزة الذكية، خصصي للأطفال من سن سنتين إلى خمس سنوات أقل من ساعة واحدة يوميًّا أمام شاشات الأجهزة الذكية.

سابعًا: تأكدي من عدم تحويل الوقت المخصص للأطفال من سن سنتين إلى خمس سنوات أمام شاشات الأجهزة الذكية إلى جزء من روتينهم اليومي (6).

----------

(1) التأثيرات السلبية الستخدام الهواتف الذكية على الأطفال من وجهة نظر الأمهات/ كلية الإعلام، جامعة النجاح.

(2) الآثار السلبية للهواتف الذكية على نتائج التلاميذ المدرسية / عبد الله بن أهنية.

(3) كيفية التعامل مع الأطفال المدمنين على التكنولوجيا/ حكمت الحاسي.

(4) الهاتف المحمول.. خطر يرافق الأطفال/ الخليج.

(5) تربية الأطفال: كيف تؤثر شاشات الأجهزة الإلكترونية على أبنائنا؟/ شبكة النبأ.

(6) مخاطر إدمان الأطفال للأجهزة الذكية/ سوبر ماما.