logo

تهميش دور الأب في التربية


بتاريخ : الأحد ، 12 جمادى الأول ، 1445 الموافق 26 نوفمبر 2023
بقلم : تيار الاصلاح
تهميش دور الأب في التربية

تقوم عملية التربية على دعامتين أساسيتين متكاملتين ومتداخلتين نسبيًا؛ ألا وهما التربية الأبوية والتربية الأمومية، ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الأخرى، بل لا تكتمل التربية وتؤتي ثمارها المرجوة منها إلا بالتعاون المشترك بين الأب والأم، كل يقوم بدوره المنوط به.

والتربية مفهوم يتجاوز إشباع الحاجات المادية لصناعة شخصية الطفل روحيًا وانفعاليًا واجتماعيًا وخلقيًا، وهي عملية ليست بالسهلة وتحتاج لتضافر جهود الوالدين معًا، إلا أن الراصد للمشهد التربوي سيلمس بوضوح تراجع دور الأب أو تهميشه وحصره كممول للاحتياجات المادية للطفل، سواء كانت حاجات أساسية أو تكميلية، وانعكاس هذا التهميش والتغييب على النشء يؤدي إلى خلل في العملية التربوية.

فوجود الأب في حياة الأطفال يعني الحماية والرعاية، يعني القدوة والسلطة والتكامل الأسري، فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بأن هناك حماية ورعاية وإرشادًا يختلف نوعًا ما عما يجدونه عند الأم، وبأن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة، وهو المسؤول الأول عن رعايتها، فوجود الأب كقدوة في حياة الطفل، يعتبر من العوامل الضرورية في تربيته وإعداده.

وبالرغم من أن الأم هي الأساس في حياة الطفل منذ الولادة، فينمو الطفل ويكبر على أسس تربوية سليمة، فالأدوار التي يقوم بها كل من الأب والأم مهمة جدًا في الإنماء التربوي للطفل، رغم اختلافها، والمتتبع لآيات بر الوالدين يجد حيثية مُجْملة ذكرت دور الأب والأم معًا في قوله تعالى: {كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24].

شخصية الطفل تكتسب التأثير بالدرجة الأولى من شخصية والده، ولذلك فإن أكبر الجرائم أن يسعى أب من الآباء في إفساد أولاده، وذلك بعدم اجتنابه للمعاصي والمنكرات، وعلى أقل الأحوال حنانيك، فبعض الشر أهون من بعض ألا يرتكب المعصية أمامهم إذا كان واقعًا لا محالة، في حين اتفاق الجميع أن المعصية منبوذة ومرفوضة من صغير وكبير.

إن الأب من أكبر المؤثرين على ولده، وله أكبر دور في صناعة شخصية ولده، أتلاحظون أبًا في مجتمع لا يهمه إلا التدخين ولعب الورق وأمور أخرى، تجد الأطفال يقلدون هذا السلوك بكل دقة.

يقول أحدهم: كنا صغارًا إذا خرج أبي وأصدقاؤه من المجلس جلسنا وكل واحد منا واضع رجلًا على رجل، واتكأ وأخذ الشيشة، وأخذ بعضنا يتكلم مع بعض، ويضرب الذي بجانبه برأس الشيشة يا فلان! بنفس الطريقة يسترقون الطباع استراقًا شديدًا.

والطفل قد يكون أبوه من أهل الطرب والفن، فتجد الطفل يتقن كيف يمسك العود، وانظر إلى شاب والده ذي صناعة معينة، انظر كيف يستطيع أن يحكم طريقة هذه الصناعة وبكل دقة.

أعرف رجلًا صرافًا في مكان ما، رأيت مجموعة من أولاده يعدون عملة معدنية بكميات كبيرة، فيعدون بطريقة عجيبة، أحاول أن أعد معهم بنفس الطريقة فلا أعرف، يمكن أنثر هنا ريالًا وهنا ريالًا، أما أولئك فيعدون بطريقة غريبة وسريعة أيضًا، كان والدهم صرافًا، ومنذ الصغر كان يصحبهم إلى محله أو مكان صيرفته، فتأثروا بأسلوبه وطريقة تعامله.

إذًا أكبر من يصنع شخصية الطفل هو الأب؛ فإذا كان الأب ممن يعتنون بزي معين، ستجد الابن بالضرورة يريد من أبيه أن يعطيه مثلما يلبس.

 

إذًا فنحن لنا دور في صناعة شخصيات أبنائنا وأولادنا، ولذلك إياك أن يراك ولدك ذليلًا فيتعلم منك الذلة، إياك أن يراك ولدك جبانًا أو خوارًا أو ضعيفًا فيتعلم منك ذلك، إياك أن يراك ولدك خائنًا أو مخادعًا فيتعلم منك ذلك، لو رأى الخيانة والخداع من الآخرين لجاء يخبرك مستنكرًا، أما وقد رآها منك فسوف يقلدك مفتخرًا.

 

إذًا فللأب دور كبير وعظيم في صناعة شخصية ولده، والكثير منا لا يعرف، وإن كان يعرف لا يبالي أن شخصيته لها دور في صناعة ولده، إلا من رحم الله، وقليل ما هم (1).

أسباب غياب الأب عن الأسرة:

وغياب الأب عن الأسرة له أوجه مختلفة، فهو لا يقتصر على الفقدان أو الموت فحسب؛ بل قد يكون الغياب نتيجة الطلاق أو السفر، أو مجرد غياب عن أداء الدور وتحمل المسؤولية، فقد يكون الزوج موجودًا بجسده لكنه لا يُمارس دورًا ولا يقدم عملًا أو نصيحة، ومن أسباب ذلك:

 

- الجهل بالدور التربوي نحو الأسرة وأهمية ذلك وتأثيره في كينونتها، فبعض الناس يظن أن مسئولية التربية تقع على عاتق الأم وحدها، وأن دوره في توفير الماديات فقط، وبعضهم يفهم التربية فهمًا خاطئًا، فالعبرة عنده بما يوفره من طلبات للبيت وللأولاد، أو أن دوره يقتصر عند حدوث مشكلة ما، فما دامت الأمور تسير بشكل طبيعي فلا حاجة لتدخله.

 

- الانشغال بالعمل وإعطائه جل الوقت، لتوفير حاجات الأسرة الضرورية على حساب الدور التربوي، وعلى الرغم من أهمية العمل وتوفير مقومات الحياة إلا أن هذا الأمر لا يطغى على الجوانب الأخرى، فشعور الأبناء بوجود الأب لا يعادله شيء، وإشباع الحاجات الروحية والأمن العاطفي من وجوده لا يقدر بثمن، فعلى الأب الموازنة بين متطلبات الحياة المادية وبين متطلبات الأولاد الشعورية والعاطفية.

- تعمد الأم في بعض الأسر عزل أبنائها عن أبيهم، وكأنها تريد أن تقوم بدور الأم والأب معًا، فسيطرة الأم على كل الأسرة وتهميش دور الوالد؛ شعور ورغبة عند بعض الأمهات، فهي صاحبة الكلمة وهي من يصدر التعليمات وهي من يقوم بكل صغير وكبير، الشعور بالكمال والقدرة على فعل كل شيء صراع يختلج صدرها ويحيك بداخلها فينمي عندها التسلط وعدم رؤية الآخرين، وتهميش وجودهم.

- الهروب من قيود الأسرة، ففي حالات أخرى يتطلع فيها الرجل الذي يتخلى عن مسؤولياته للفكاك من القيد الاجتماعي والمادي الذي وجد نفسه عالقًا فيه بعد الزواج، فهو منذ صغره لم يتربى على تحمل مسئولية، وإنما على من يتحمل مسئوليته، فهو عالة على غيره.

- سفر الزوج المتكرر حسب عمله، فأحيانًا يستغرق عمله وقتًا طويلًا، والسفر أشبه بالموت في غياب الأب وغياب عقله وتفكيره عن شئون أسرته وحال أولاده، فيكون أغلب انشغالاته بسفره وكيف يتم، ووضع التجارة وظروف العمل؛ هذا كل ما يشغله في الحياة.

- تفضيل قضاء الوقت مع مجموعة من الأصدقاء على حساب الأبناء والزوجة، فيطغى جانب الصداقة على جانب الأسرة وحقوق الأبناء، فالخلل يكمن في عدم التنسيق بين حقوق الأبناء وحقوق الصحاب، فترشيد الأمور والموازنة أمر ضروري لاستقامة الحياة.

- هجر الزوج زوجته على إثر خلافات زوجية ما يسبب آثارًا سلبية على نفسية الأبناء، في كان المنهج الأمثل للخلافات الزوجية هو البقاء في المنزل وإخفاء الخلافات حتى عن الأبناء {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء: 34]، لأن ظهور الخلافات يعيق حلها.

إجراء الهجر في المضاجع؛ وهو ألا يكون هجرًا ظاهرًا في غير مكان خلوة الزوجين، لا يكون هجرًا أمام الأطفال، يورث نفوسهم شرًا وفسادًا، ولا هجرًا أمام الغرباء يذل الزوجة أو يستثير كرامتها، فتزداد نشوزًا، فالمقصود علاج النشوز لا إذلال الزوجة ولا إفساد الأطفال، وكلا الهدفين يبدو أنه مقصود من هذا الإجراء (2).

- الصورة النمطية التي قدمتها الدراما والسينما للأب بوجه عام صورة غير مشرفة، فهو إما متعنت مستبد، وإما غارق في نزواته وأناني، وإما بخيل طماع متلاعب.

فكثيرًا ما يقدم الأب بصورة غير الأمين على مستقبل الفتاة الذي يسعى لتحقيق أطماع شخصية له من وراء زواجها، أو الدكتاتور المتسلط الذي يمارس الوصاية والتعنت ولا يأبه بمشاعر الأبناء الذي يمثل وجوده ورأيه مشكلة أو عقدة في العمل الدرامي.

بمعنى آخر؛ نجحت القوة الناعمة في السينما والدراما التي يقودها التيار النسوي والعلماني من الانتقاص من دور الأب وتشويه صورته؛ ومن ثم هز مكانته القديمة كركيزة صلبة وقوية في البناء الأسري.

- اختزال دور الأب في العقل الجمعي على أنه مجرد آلة صرافة، فهو المنوط به إشباع الحاجات المادية للأسرة، فالأب الصالح هو من يعمل لعدد طويل من الساعات، أو يسافر ويغترب للحصول على المزيد من المال، والأب الصالح هو من يسلم هذا المال للأم التي تعرف مصلحة الأسرة أكثر منه، ويكتفي باستقطاع جزء من المال لأموره الشخصية؛ وبالتالي فالأب هو الممول في عقول الأبناء الذي عليه يقع عبء إشباع احتياجاتهم المادية المختلفة.

- السلبية: استسلم كثير من الآباء لهذه الفكرة طوعًا أو كرهًا، فالضغوط الاقتصادية تطحن كثيرًا من الرجال، ولا تترك لهم مساحة للتفكير في الخروج من هذا القالب التعيس، وما يتبقى لهم من وقت بعد ذلك يفضلون قضاءه بعيدًا عن مسؤولية البيت والأبناء، وما قد يمثله ذلك من ضغوط نفسية، فيهرب الأب إلى أصدقائه للحصول على بعض الترفيه.

هنا نحن أمام حالة أب لا يرغب في القيام بدوره ويقوم بتهميش نفسه ذاتيًا، فإذا أضفنا لذلك المشاركة المتزايدة للمرأة في الإنفاق على الأسرة، وارتفاع معدل تطبيق المفهوم النسوي لتمكين المرأة؛ لوجدنا أن دور الأب أصبح في غاية الهشاشة والضعف.

هذا الوالد الذي لا يشغله في الحياة إلا احتياجاته الشخصية، ولا يرغب في تحمل مسؤولية التربية، بل لعله لا يعرف عنها إلا النفقة، وبعضهم قد تخلى حتى عن دوره في الإنفاق.

- كثير من الآباء متهمون بالفعل بعدم قدرتهم أن يكونوا آباء متوازنين، فأقصى ما يفهمه عن دوره في التربية هو إملاء التوجيهات الجافة وانتظار النتائج المبهرة، وبعضهم لا يعرف عن التقويم إلا الضرب والعنف الجسدي.

آثار وخيمة:

إن تغييب الأب في الظل أفسد كثيرًا من الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة، فالجموح الذي يعتري الأبناء في هذه المرحلة العمرية بحاجة لوازع قيمي داخلي ناتج من عملية التربية المشتركة منذ لحظة الميلاد، ووازع حازم خارجي يمثله الأب الذي يمثل حائط الصد بينهم وبين كثير من شطحات المراهقة.

كما أن الأبناء في هذه المرحلة بحاجة لوجود الرجل في حياتهم، فالفتى يبحث عن القدوة فيه، والفتاة تبحث عن الأمان من خلاله، ليس المراهق فحسب، بل إن الدراسات التربوية تشير إلى أن الطفل الرضيع بحاجة للأب الذي يقدم له لونًا مختلفًا من اللعب عما تقدمه له الأم، والطفل الذي يفتقد والده يعاني من اليتم النفسي، وتملأ نفسه المرارة ويعاني من مشاعر النقص.

ويؤدي غياب الأب عن الأسرة إلى مشكلات عديدة وخطيرة على الأسرة، منها:

- لجوء الأبناء إلى البحث عن أصدقاء السّوء الذين يعوّضونهم عن البيت وقيام البعض بجنح وانحرافات مختلفة.

- التأثير على أخلاق الأبناء ودراستهم وظهور بعض المشكلات السلوكية وامتناعهم عن محاكاة الوالد وتصرفهم بحرية مُطلقة دون أي قيود.

- عدم التزام الأبناء بقوانين الأسرة وطاعة الأوامر، فغياب الوالد أفلت لهم الزمام وفك عنهم كل قيد، فلم يعد بمقدور أحد السيطرة على الوضع.

- تتحمل الأم العبء الأكبر من المسؤولية، وهو ما يشكل لديها أزمات نفسية واجتماعية، فبناء الكيان البشري ليس كبناء منزل أو مدرسة، وترك هذا للأم وحدها وضعها في وجه الاعصار ومقاومة الطوفان.

- انحراف الأبناء، خصوصًا مع وجود عوامل مؤثرة مثل التلفاز والإنترنت، وما أكثر هذه الأشياء اليوم مع سهولة التعامل معها والوصول إليها، وهو ما يزيد الوضع صعوبة وشدة.

- التأثير على نمو الطفل وثقافته وشخصيته، وحرمانه من العطف، فحاجة الطفل للأب وحنانه وعطفه لا تقل أهمية عن حاجته لحنان أمه وعطفها.

- ظهور صراعات نفسية واضطراب وانعدام في التوازن العاطفي والأمن النفسي بين أفراد الأسرة.

- التأثير سلبًا في استقلال شخصيات الأطفال وفي اعتمادهم على أنفسهم، ويجعلهم أقل التزامًا بالنظام.

- والتأثير سلبًا على انتباه الطفل وتركيزه واستجابته، ويكون أقل قدرة في السيطرة على نوبات الغضب (3).

مسؤولية كبيرة:

لهذا كله يقع على عاتق الأب مسؤولية كبيرة للنهوض بدوره التربوي، وعدم الخضوع لعملية التهميش أو الانتقاص من الدور المنوط به؛ «ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته» (4).

قال الطيبي في هذا الحديث: أن الراعي ليس مطلوبًا لذاته، وإنما أقيم لحفظ ما استرعاه المالك، فينبغي ألا يتصرف إلا بما أذن الشارع فيه، وهو تمثيل ليس في الباب ألطف ولا أجمع ولا أبلغ منه (5).

قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء، فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته (6).

ولا شك أن اتفاق الأم والأب على تقسيم المهام والمسؤوليات التربوية الحل الأمثل الذي ينبغي أن يتم الحوار حوله، ومهما كانت المشكلات الخاصة بين الزوجين فلا ينبغي أن يستخدم الأولاد كأدوات في هذا الصراع؛ {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ} [البقرة: 233].

فعلى الأب ألا يقبل بتغييبه قسرًا عن المشهد التربوي لأسرته، وعليه أن يحاول دون يأس من استعادة دوره، وأن يحاول الاستماع بتفهم لما قد يوجه لهذه الدور من نقد، ويحاول تقييم هذا النقد بموضوعية وهو مستمسك بدوره.

وعلى الأم أن تدرك أن الضرر الذي يعود على طفلها من غياب دور الأب التربوي أكبر من الضرر الذي قد يعود عليه من بعض السلبيات التي قد تراها هي في أدائه لدوره التربوي.

وواجبها في هذه الحالة الحوار معه وتقديم النصيحة الرقيقة له بطريقة هادئة بعيدة عن الحدة أو الغلظة، بل إن واجبها يتعدى ذلك لمحاولة التقريب الجادة بين الأبناء والآباء؛ فتلتمس الأعذار للأب، وتفرض احترامه في حال غيابه، ولا تسمح للأولاد أن يتجاوز نقدهم لوالدهم حدًا معينًا سواء في حضوره أو غيابه، وتدعو له أمامهم، وتبرز فضائله وترفع من ذكره، وتبث فيهم روح الفخر به والاعتداد بكونه والدًا لهم، وبهذه الطريقة (إبراز الفضائل وتحجيم المثالب وتجاهلها) تقوم ببناء جسر قوي بين الأبناء والآباء يتحدى الضغوط المادية وضيق الوقت وثقافة تهميش الأب (7).

خطوات عملية لوجود أبوي فاعل:

أولادك أيها الأب أمانة في عنقك فحافظ عليهم فهم بناة الغد، واحرص على أن يكونوا صالحين، ولذا عليك:

- إعطاء الأبناء العطف والحنان والأمان بالتواجد بينهم ومشاركتهم أفراحهم وجميع أعمالهم.

- الوجود بين الأبناء، والحرص على أن تكون قدوتهم الطيبة في كل شيء.

- كن إيجابيًا في الحوار مع أولادك فلا يكون حوارك بالألفاظ السلبية مثل: لا تلعب، لا تأكل، أنت فاشل، أنت غبي؛ فإن ذلك يولد رد فعل قوي عنده ويدفعه للعناد معك، واستخدم بدلًا من ذلك، كلمات إيجابية: الله يرضى عليك، من الأفضل لك، أحبك.

- يجب أن تكون التربية بأسس واحدة من الآباء والأمهات، دون أن يكون هناك تناقض حتى لا يصبح عند الأبناء خلل في التوجيه.

- الحرص وفي كل الظروف على الوفاء بالوعود، فإذا استحال عليك الوفاء فوضح سبب ذلك، وإلا فإن الثقة التي من المفروض أن تقوى بينك وبين أبنائك تصبح مهددة.

- الحرص على التعامل بأسلوب الثواب وعدم إلقاء محاضرات الأخلاق والتصرفات السلبية في أوقات غير مناسبة وأنت لا تطبقها مع تجاهل مشاعر ابنك ورأيه.

- متابعة الأبناء في المدرسة والتواصل بالسؤال عنهم والمشاركة في حضور النشاطات فهذا يترك أثرًا كبيرًا في نفسية الأبناء.

- ترتيب برنامج مفتوح في آخر الأسبوع لتجتمع العائلة معًا كقضاء رحلة خارج البيت أو زيارة الأهل للتعويد على صلة الرحم فبهذا تخرج العائلة من الروتين اليومي ويفرح الأبناء.

- اقترب من ابنك وقابله بابتسامة وبطلاقة وجه، وعامله بمحبة وتقدير، وكن صديقًا له وقوِّ علاقتك به، وتقرّب منه حتى تلامسه وتعطف عليه (8).

--------

(1) دروس الشيخ سعد البريك (90/ 7)، بترقيم الشاملة آليًا.

(2) في ظلال القرآن (2/ 654).

(3) غياب الأب عن الأسرة أسباب وعواقب وحلول عملية/ المنتدى الإسلامي العالمي للتربية.

(4) أخرجه البخاري (7138)، ومسلم (1829).

(5) فتح الباري لابن حجر (13/ 113).

(6) شرح النووي على مسلم (12/ 213).

(7) تهميش دور الأب/ مجلة المجتمع الكويتية.

(8) غياب الأب عن الأسرة أسباب وعواقب وحلول عملية/ المنتدى الإسلامي العالمي للتربية.