أبناؤنا بين التربية القديمة والحديثة
المجتمعات البشرية في تقدم وتغير مستمر، ويمكن أن يكون في هذا التقدم الخير ولكنه ليس مطلقًا، فليس كل ما هو جديد أفضل، والتربية تعني إكساب الطفل المعلومات، المهارات، والسلوكيات التي يُعتقد بأنها الأفضل، وتوفير كل الوسائل التي تعين على نموه من جميع الجوانب الجسدية، والنفسية، والاجتماعية، والعقلية، وغرس القيم الدينية في نفسه.
وكل طفل يحتاج إلى طريقة مختلفة في التعامل معه، وتنشئته بناء على العديد من العوامل المختلفة؛ مثل البيئة التي يتم توفيرها للطفل، والرفقة التي يصحبها ويتأثر بها وتؤثر فيه؛ لهذا السبب يجب على الآباء إعادة النظر في الطريقة التي يتم الاعتماد عليها في تربية الأبناء، وعليك مساعدة طفلك على تغيير السلوكيات التي يقوم بها والتي يمكن أن تسبب لك الإزعاج.
أساليب التربية السليمة:
هناك العديد من الوسائل التي تستخدم من أجل تربية الأبناء تربية سليمة، والتي منها:
- توجيه السلوك وتعديله: هذه الطريقة التربوية تقوم على تعديل سلوك الأبناء، فإما أن يتم تنمية السلوك الذي تتم ممارسته من قبل الابن عن طريق تعزيزه بالجوائز والهدايا والمكافآت وكلمات المدح والثناء هذا في السلوك الصحيح، أو أن يتم ذلك عن طريق منعها عنه ومنعه من إعادة ممارسته من طريق إجبار الطفل على تحمل نتائج سلوكياته الخاطئة التي مارسها بواسطة معاقبته بحرمانه من الهدايا أو المكافأة.
- غرس القيم والأخلاق من خلال النصيحة والتوجيه: ويكون ذلك عن طريق حكاية القصص الهادفة له، أو المواقف التي تقود إلى خُلق حميد يجب أن يطبقه في حياته وسلوك لا بد من تجنبه، ويفضل كذلك أن يرى الطفل في والديه هذا السلوك أيضًا، فلا يكون عن طريق النصح فقط؛ بل عن طريق التطبيق، فهو حينما يرى أن والديه يطبقان هذا السلوك سيصبح مثلهم أيضًا، فالطفل بطبيعته مقلد لمن حوله.
- عدم استخدام العنف: إنه مهما كان سلوك الطفل أو فعله فيجب الابتعاد تمامًا عن استعمال العنف معه، فالعنف والقسوة والشدة والتسلط من الأساليب التربوية القديمة التي خلفت مجتمعات مشوهة، مسلوبة الإرادة، وفشلت نتائجها في بناء شخصيات سوية، فالعنف يخلق طفل جبان أو مهزوم داخليًا أو مشوه نفسيًا، ومن الممكن أن يصبح هكذا أيضًا حينما يبلغ ويرشد، أو على العكس تمامًا من ذلك؛ يصبح شخصية قاسية وظالمة، ويكمل دائرة الألم فيضرب أبناءه أيضًا، ويعتبر سلوكيات العنف تجاه من حوله أمرًا عاديًا ومتاحًا بالنسبة له، فيخرج عقده النفسية التي سببتها فترة الطفولة والتربية على حياته المستقبلية (1).
التربية في العصور القديمة:
تُعرف التربية على أنها عملية نقل المعرفة أو اكتسابها، وتطوير طريقة التفكير والحكم على الأشياء؛ للاستعداد لحياة فكرية ناضجة، وقد كانت التربية في العصور القديمة بداية تعتمد على الوالدين والعائلة، ثم نشأت مهنة المربين عندما أصبحت المهمة أصعب على العائلة أو الوالدين، وكانت تجرى في أماكن العبادة أو الساحات الكبرى حتى أنشئت المدارس النظامية، ومن هنا ظهرت الكتابة وبدأت الحضارات تسجل شرائعها وقوانينها وأساليبها التربوية وطرقها في نقل التراث (2).
سمات التربية في العصور القديمة:
- كانت التربية في العصور القديمة يسيرة جدًا وبدائية من جميع النواحي والوسائل والأهداف.
- كان الهدف الأول للتربية هو الحفاظ على الحياة النظامية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع بين الأفراد في تلك الفترة.
- كانت بداياتها بتربية الفرد على ضرورة الحصول على متطلبات العيش الأساسية من مأكل ومأوى وملبس، بالإضافة إلى المحافظة على التقاليد والعادات الموجودة في ذلك المجتمع.
مع مرور الوقت وتكاثر الأجناس وظهور الأديان والعبادات زادت المتطلبات الفردية وبدأ نمط الحياة بالتغيير، مما أدى إلى ظهور أساليب تربوية جديدة تتناسب مع المجتمع والأفراد والتوقيت (3).
التربية الحديثة إيجابيات وسلبيات:
من إيجابيات التربية الحديثة ما يلي:
- تساعد التربية الحديثة في بناء أبناء أسوياء ومستقلين.
- تفيد التربية الحديثة في بناء شخصية متزنة وتفهم نفسها واحتياجاتها أكثر.
- تقوم التربية الحديثة بإخراج شخصيات ناجحة قادرة على مواجهة مشكلاتها وحلها بالطرق السليمة.
- تمنح التربية الحديثة الطفل مساحة كبيرة من الحرية في الاختيار.
- تتيح التربية الحديثة للأبناء حرية التعبير عن آرائهم بطريقة واضحة ومباشرة دون تردد أو خوف من رد فعل الوالدين.
- التربية الحديثة تفيد في تعزيز لغة الحوار بين الابن ووالديه، وتقوية العلاقات بينهما على المدى البعيد، وتقلل من احتمالية أو فرص ارتكاب الأخطاء الكبيرة التي عادة ما يلجأ لها الأطفال الذين تربوا تربية تقليدية معقدة؛ كنوع من أنواع العناد، أو كنتيجة عكسية لسوء طرق التربية وقسوتها.
- تساعد التربية الحديثة في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأبناء، وتمكنهم فيما بعد بالاختلاط في المجتمع، وامتلاكهم لقدرات كلامية، واستطاعتهم للتعبير عن احتياجاتهم بطريقة سليمة وتفوق عمرهم.
سلبيات التربية الحديثة:
هناك أيضًا عدد من السلبيات للتربية الحديثة على الرغم من كثرة مميزاتها، ومن ضمنها ما يلي:
- قد تتسبب التربية الحديثة في غياب الطاعة المطلقة للوالدين نتيجة غياب الحزم والشدة التي كانت تستخدم في التربية القديمة وعنصر الخوف، وقد ينتج عن ذلك عدم احترام الوالدين أو التمرد عليهم وعصيان أمرهم، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان السيطرة والتحكم على الأبناء وفوات الأوان، على ذلك فمن الصعب زرع هذا الاحترام والخوف من الوالدين فيهم من بعد أن فقدوه منذ الصغر.
- ميل الأطفال إلى الأنانية وحب الذات، والسعي إلى إشباع حاجاتهم أو رغباتهم بأي ثمن مهما كان، بغض النظر عن ظروف الوالدين أو حاجتهم.
- الدلال المفرط وخلق شخصية اتكالية من الدرجة الأولى، حيث إن التربية الحديثة قد تجعل بعض الأطفال قاسين، ولا يفكرون في الاعتماد على أنفسهم، ويلقون بأخطائهم دومًا على الوالدين.
- من الممكن أن تكون التربية الحديثة التي لا تعتمد على منهج صحيح إلى خلق شخصية غير متزنة أو نرجسية؛ نتيجة التركيز على الطفل بشكل مبالغ فيه، مما يجعله على اعتقاد أنه يجب على الدوام أن يكون مركز ومحل اهتمام الآخرين.
الفرق بين التربية القديمة والتربية الحديثة:
- كان الآباء قديمًا يعتبرون أن الأطفال الصغار لا يفهمون شيئًا في الحياة؛ ولكن في الواقع فإن هذا غير صحيح، فالأطفال يمكنهم أن يفهموا الكثير من الأمور، وهذا هو المنطلق الذي تقوم عليه التربية الحديثة.
- الآباء في التربية الحديثة لا يدركون أن الدلال الزائد يعد من أكثر العوامل التي يمكن أن تؤثر على مستقبل الأطفال وعلى شخصيتهم بشكل سلبي للغاية، وتكون سبب في زيادة تمردهم وعنادهم عليهم أولًا وعلى أنفسهم وعلى مجتمعهم، وقد يجعلهم فاشلين في تكوين علاقات اجتماعية حقيقية.
- إن التربية القديمة أو التقليدية في حاجة إلى تحديث حتى تواكب العصر، ويمكن من طريقها أن يتم تربية الأبناء بالطريقة الصحيحة.
- في التربية الحديثة قد يغفل المربون جوانب من التربية القديمة كانت ولا تزال مهمة للغاية، حيث إنه لا بد أن يتم تعليم الأبناء العادات والتقاليد السليمة، هذا بجانب أن يتم تعليمهم خصوصية الفرد وحرية الرأي الذي يكون مبني على المعرفة وعلى الوعي، وذلك لأننا في القرن والواحد والعشرون والتربية التقليدية لم تعد مناسبة للأطفال والأبناء، لكن ما تزال هناك أمورًا مهمة من أبرزها احترام العادات والتقاليد السليمة.
- الاحتفاظ بجوهر العادات والتقاليد، مع الاحتفاظ بخصوصية الابن أو الابنة، ورأيه وخياراته هو هدف أساسي من أهداف التربية الحديثة، وهذه الطريقة تكون أفضل من الطرق القديمة التي كانت على العكس تمامًا من ذلك من حيث حدوث الأخطاء، فعلى سبيل المثال: يكون العقاب بجلسة توعية من الأب والأم بدلًا من إلقاء اللوم والتوبيخ أو الضرب والأمور التي كانت أساسية في التربية القديمة.
- يجدر بنا أن نشير هنا إلى أنه من الضروري إطلاع الأهل على أسس التربية الحديثة التي تفرض على الأبناء السلوك الجيد والتنشئة السوية مع الالتزام بالوعود وتحملهم مسؤولية تنفيذها (4).
- في التربية الحديثة يتمُّ اعتماد العقاب الإيجابي بدلًا من العقاب الجسدي، ويعني العقاب الإيجابي استخدام طرقٍ تحفيزيةٍ لغرس السلوك المرغوب به، وتشجيع الأطفال لاتباع القواعد والقيم الإيجابية.
- يتم تعليم الأطفال في المدارس الحديثة بطرق أكثر علمية وتحديًا، وتشجع على التفكير النقدي والإبداع، في المقابل، كانت التربية القديمة أكثر تركيزًا على فهم العالم فلسفيًا وأخلاقيًا.
إن كان هناك عامل مشترك يجمع ما بين الفلسفات التربوية الحديثة، فهو احترام إنسانية الطفل وحقه في تلقي القبول والحب إحساسًا وتصريحًا دون شروط، وإعطائه الحرية اللازمة لنموه الفطري مع تحمل مسؤوليته الشخصية على حسب مرحلته العمرية لتطوره ولإمكانية مهاراته، وذلك من خلال التركيز على قوة العلاقة بين الطفل والقائم على رعايته بما فيها من حب واقتداء واحترام، مما يبني دافعًا ذاتيًا لدى الطفل لأن يهذب ذاته باستمرار حتى وإن ذهبت الرقابة عنه لبعض الوقت، فالمربي يغرس ويزرع البذرة ثم يرعاها.
أما المدارس القديمة في التربية فهي تركز على السلوك السيئ، وتحاول تعليم الطفل الصواب والخطأ من خلال سوء تصرفه، والوسائل المتبعة لإتمام عملية التعليم تتضمن الوصم والسب والتهديد والتعدي اللفظي والبدني، والتعامل مع السلوك السيئ بسلوك سيئ من المربي أيضًا، وكل هذا مغلف تحت ستار «التربية» ولكن تلك الأدوات كلها قائمة على الخوف، إما من المربي أو من العقوبة مما يؤدي لاختلال المنظومة الأخلاقية الذاتية لدى الطفل، فبدلًا من أن يبذل الجهد من قبل الطفل لتطوير النفس فإنه يبذل من أجل تلقي الرضا أو الهرب من العقوبة، ويمكن وضع عنوان للتوجه التربوي للمدارس القديمة وهو (الحصاد) فالمربي دائمًا يتعجل الحصاد حتى وإن لم يقدم الرعاية المطلوبة للإنبات فهو يستمر في زجر النبتة لتخرج له ثمارها وفي النهاية لا ينال شيئًا.
- إن التربية الحديثة تركز على شخصية الطفل بكافة جوانبها، وتسعى لتطويرها بالإضافة إلى تشجيع الثقة بالنفس، والاستقلالية، والمسؤولية، أما في التربية القديمة كان التركيز أكثر على الانضباط، والطاعة، والامتثال للقواعد، والتوجيهات المفروضة من قبل الوالدين أو المعلمين، فقد كان الهدف الرئيسي تعليم الأطفال القواعد والقيم الاجتماعية، والثقافية المُعتبرة في تلك الفترة، ولم يتمّ التركيز على تطوير الجوانب الشخصية للأطفال، بل كان يُعتبر الاستقلال، واتخاذ القرارات من قبل الأطفال أمرًا غير مقبول.
- مما يؤخذ على التربية التقليدية هو تركيزها على الذاكرة والحفظ فقط، فاستندت على علم نفس ناقص أهمل الجوانب العاطفية، والدوافع التي تتحكم بنشاط الطفل، لأنها تعتبر الطفل رجلًا صغيرًا يفترض به أن يقتنع بأن ما يتعلمه هو ما ينفعه وما يحتاجه، لذا عليه استيعاب هذه المفاهيم، وتطبيق ما يتعلمه دون تفكير، ولو حاول توجيه النقد يصبح إنسانًا متمردًا غير طبيعي، وبحاجة إلى تهذيبٍ.
- التربية القديمة تعتبر أن التعليم إعداد للحياة، وأن الحياة ليست لعبًا ولهوًا، لذلك على الطفل أن يكون مستمعًا جيدًا، ومتلقيًا لدروسه دون مشاركة فعالة منه، فهي تعتمد بشكل كبير على الواجبات البيتية كمعيار لقياس جدية الطالب وفهمه لدرسه.
- إن جميع الممارسات التربوية أو التعليمية تنطلق من البيئة، فكانت البيئات خشنة بشكل عام، والحياة كانت قاسية، فحاجات الفرد ورغباته وأحاسيسه تنطلق من هذا الواقع الذي يعيشه ويتأثر به.
- إن التربية الحديثة تعترف بأن الطفل آخذ متلق، ولكنها في الحين نفسه تؤكد أنه كائن حي نشط فعال، لديه القدرة على الفهم والاستيعاب، ولديه مقدرة على التفكير والابتكار، والحياة أهم سماتها قدرة الكائن الحي على تلبية دواعي بيئته، فالحياة تنطوي على هذه التلبية، أي على النشاط والفاعلية، وهكذا كان الطفل كائنًا حيًا فاعلًا نشطًا، وهذان المعنيان يتقابلان: أولهما يجعل الطفل كالوعاء يجب ملؤه، وثانيهما يجعل الطفل هو الذي يمارس العمل، وهو الذي ينشط للعمل.
- غرض التربية القديمة: تحصيل المعلومات، وغرض التربية الحديثة: توظيف المعلومات ومعالجتها، بمعنى تكوين الطفل تكوينًا قويًا صحيحًا، وتدريبه على ممارسة المشكلات ومحاولة التغلب عليها، وتدريب الطفل على مواجهتها وحلها، وسيجد الطفل نفسه أمام أي مشكلة من المشكلات أنه بحاجة إلى العلم.
- في هذه التربية يوضع الطفل أمام المشكلة فيلجأ إلى العلم فيجد العلم قد حل له مشكلته، وفي التربية القديمة لا يوضع أمام مشكلة ولكنه يوضع أمام العلم ذهابًا إلى أن العلم يحل المشكلات.
- التربية القديمة كان غرضها أن يكون لدى الطالب اطلاع واسع على موضوعات كثيرة، وأن يكون قد حفظ من هذه الموضوعات علومًا شتى، فهو معروف بغزارة علمه، ووفرة المادة وسعة الاطلاع، فإذا تكلم انهمر كالسيل في أي موضوع وضعته بين يديه، والوسيلة لذلك تبسيط المعلومات بالنسبة للطالب، وتصنيفها وحسن عرضها، وإغراء الطالب بشتى المغريات ليقبل على الدراسة ويختزن في ذاكرته أكبر كمية ممكنة.
أما التربية الحديثة فليس هذا همها، ولكن همها أن تنمي عند الطالب ملكة مواجهة المشكلات وإلقاء الطالب بنفسه في خضمها، والمغامرة في سبيل إيجاد سبل الحل لها، والعمل على تنفيذ ذلك (5).
ويبقى من الصعب وضع حدٍّ فاصلٍ بين الأساليب القديمة والحديثة في التربية؛ لأنَّ المجتمعات البشرية ترتقي بالتربية انطلاقًا من ميول وقدرات الأبناء، وتصعد بهم سلم نجاحهم عبر البيت والمدرسة والمسجد والصحبة الطيبة، وكل هذا نتاج التطور الاجتماعي للبشر، ففي السابق كانت المدارس غير متوفرةٍ، وكان التعليم يعتمد على الاجتهادات الفردية أو الجماعية، وليس على نظريات علمية مدروسة ومجربة، فما يصلح في ذلك الزمان لا يصلح الآن، وما يستخدم الآن لا يصلح في السابق، فحاجات الإنسان متعددةً ومتطورةً، ففي السابق كانت حاجات الفرد محدودةً جدًا لا تتعدى الحصول على الطعام والشراب والأمن، فكانت الأساسيات تحقق هذه الأهداف، ولا تزيد عليها.
أيهما أفضل التربية الحديثة أم القديمة؟
لا يمكن القول بأن التربية الحديثة أفضل أو التربية القديمة أفضل، فكلُّ نهجٍ له مزاياه، وعيوبه، وقدراته في تلبية احتياجات الأطفال وتطويرهم، ويعتمد الاختيار بينهما على العديد من العوامل، بما في ذلك الثقافة، والقيم، والظروف الاجتماعية، والتطلعات الشخصية.
التربية الحديثة كما ذكرنا تركز على تطوير الجوانب الشخصية للأطفال، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم في المجالات المختلفة مما يساعدهم على التكيف مع متطلبات المجتمع الحديث، وتحقيق النجاح في حياتهم الشخصية والمهنية.
من ناحيةٍ أخرى، فإن التربية القديمة كانت تركز بشكلٍ أكبر على الانضباط، والطاعة، والامتثال للقواعد مما قد يساعد في بناء هيكل وتنظيم للسلوك والقيم الاجتماعية، ولذلك يجب أن تكون الخيارات التربوية متناسبة مع احتياجات وتطلعات الأطفال، والظروف الخاصة بهم، وقد يكون الدمج بين الطريقتين في نهجٍ تربوي متكاملٍ هو الأفضل لتلبية احتياجات الأطفال بشكلٍ أكثر شمولًا.
دمج أسلوبي التربية الحديثة مع القديمة:
هناك أسلوب في التربية يسمى التربية المتكاملة أو التربية المتوازنة التي تحاول دمج أفضل جوانب التربية الحديثة والتربية القديمة، والهدف من هذا الأسلوب هو تلبية احتياجات الأطفال بشكل شامل وشخصي، بما في ذلك تطوير الشخصية، والقيم الأخلاقية، والمهارات الاجتماعية، والعقلية، والبدنية.
في التربية المتكاملة، يتمُّ توفير بيئة تعليمية تجمع بين العناصر التربوية المختلفة، فيتمُّ تشجيع الأطفال على التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتجريب، والاستكشاف، بالإضافة إلى تعزيز الانضباط، والطاعة، والقيم الاجتماعية، واحترام العادات والتقاليد السليمة، وتعتمد التربية المتكاملة على مبادئ التفاعل، والتعاون، والتنوُّع، وتشجيع الأطفال على المشاركة في صنع القرارات، وحل المشكلات بشكل مشترك.
وفي النهاية يجب أن يكون هناك توازن بين الحفاظ على التقاليد، والثقافة التربوية القديمة، واستيعاب التقنيات والتوجهات الحديثة للحفاظ على أسلوب تربوي سليم ومتوازن (6).
---------
(1) الفرق بين التربية القديمة والتربية الحديثة/ مخزن للمواضيع والمقالات.
(2) التربية في العصور القديمة/ جامعة بابل.
(3) تربية الطفل/ كريمة عبد السميع محمد غانم/ موقع الحضارة.
(4) الفرق بين التربية القديمة والتربية الحديثة/ مخزن مواضيع ومقالات.
(5) ومضات تربوية وسلوكية/ صيد الفوائد.
(6) الفروق بين التربية الحديثة والتربية القديمة/ كاف.