logo

كيف يواجه الرجل والمرأة مشاكلهما


بتاريخ : الجمعة ، 23 جمادى الآخر ، 1437 الموافق 01 أبريل 2016
بقلم : تيار الاصلاح
كيف يواجه الرجل والمرأة مشاكلهما

لا شك أنه لا توجد حياة زوجية لا تخلو من مشكلات، فإذا كان أشرف بيت وجد في هذه الحياة الدنيا به مشكلات، وأروع حياة زوجية عرفتها البشرية كانت بها مشكلات، إنها حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن المشكلات في الحياة الزوجية أمر غير مستبعد، وبما أن الحياة الزوجية تتكون من شقين، الرجل والمرأة، فإن لكل طرف منهما طريقته في التعامل مع المشكلة القائمة بينهما، وعدم فهم كل منهما لطريقة الآخر في التعامل مع المشكلات هو ما يزيد الأمور تعقيدًا، ويفاقم المشكلات.

 

إن الرجل عندما يواجه المشكلات والصعوبات والتحديات فإنه يركز بجل قواه العقلية والذهنية، ويجمع انتباهه كله لمحاولة مواجهة هذه المشكلات، وتذليل هذه الصعوبات، وتجاوز هذه الصعوبات.

وأما المرأة فلها أسلوب خاص جدًا في مواجهة المشكلات التي تقابلها، حيث إنها تنشغل بها عاطفيًا فقط، ولا يشغلها طريقة حلها بقدر ما يشغلها التحدث عن مشاعرها وأحاسيسها من خلال هذه المشكلة.

«إن الرجل حين يتضايق لا يتكلم أبدًا عما يضايقه، وهو لا يحدث أحدًا إلا إذا كان يرى أنه يمكنه مساعدته في الحل.

ومن ثم فالرجل يواجه المشكلات بصمت، ويحاول من خلال هذا الصمت أن يفكر بروية، وأن يقوم بتقليب المشكلة في ذهنه ليجد لها حلًا، فإذا وجد الحل شعر بتحسن، وخرج عن سكونه وصمته.

وأما المرأة فإنها حين تواجه مشكلات تبحث عن إنسان تثق به لتتحدث إليه بتفصيل عن تلك المشكلات؛ لكي تشعر بتحسن، وعندما تشارك المرأة غيرها من النساء شعورهن فإنهن يشعرن بالتحسن، ولذلك تحب المرأة من يشاركها مشكلاتها، وهذه المشاركة تعتبر عندها علامة حب وثقة، فالمرأة عمومًا تشعر برضا عن نفسها عندما يكون لها صديقات محبات تشاطرهن مشاعرهن ومشكلاتها» [الرجال من المريخ، النساء من الزهرة، د.جون جراي، ص(41-44)، بتصرف واختصار].

«عندما يكون الرجل تحت ضغط نفسي سينسحب إلى كهف عقله، ويركز على حل المشكلة، ويختار في الغالب أكثر المشكلات إلحاحًا أو أكثرها صعوبة، ويصبح شديد التركيز على حل هذه المشكلة الوحيدة، إلى درجة أنه يفقد الوعي بكل شيء آخر بصورة مؤقتة، أما المشكلات الأخرى والمسئوليات فتتلاشى إلى الخلف.

في مثل هذه الأوقات يصبح الرجل باضطراد متباعدًا، وكثير النسيان، وغير متجاوب، ومنشغلًا في علاقاته؛ فمثلًا حين يدور حديث معه في المنزل يبدو كأن 5% فقط من عقله متاح للعلاقة، بينما 95% الأخرى لا تزال في شغل.

إن وعيه الكامل غير حاضر؛ لأنه يقلب مشكلته آملًا أن يجد حلًا، وكلما كان مجهدًا أكثر كان استحواذ المشكلة عليه أكبر، إنه في مثل هذه الأوقات غير مؤهل لإعطاء المرأة الانتباه والمشاعر التي تتلقاها عادة، والتي تستحقها بكل تأكيد، إن عقله مشغول، وهو عاجز عن تحريره، ولكن إذا استطاع أن يعثر على حل سيشعر فورًا بتحسن، ويخرج من كهفه، وفجأة يكون متوفرًا ليكون طرفًا في علاقة مرة أخرى» [الرجال من المريخ، النساء من الزهرة، د.جون جراي، ص(46-47)، بتصرف].

إذًا فأسلوب مواجهة المشكلات والتعامل معها عند الرجل يختلف تمامًا عن أسلوب تعامل المرأة معها، وتبعًا لذلك يختلف أيضًا ما يحتاجه الرجل ليشعر بالتحسن، وما تحتاجه المرأة لتشعر بالتحسن، فالرجل يشعر بالتحسن عندما ينجح في حل مشكلته، أما المرأة فتشعر بالتحسن عندما تجد من ينصت إليها، وتقوم بالحديث عن مشكلتها.

وهذا يدفعنا للحديث عن نقطة أخرى مهمة جدًا، ألا وهي مفهوم الصمت والكلام عند الرجل والمرأة في مواجهة المشكلات، فمن خلال معرفة تعامل كل من الرجل والمرأة مع المشكلات نجد أن الصمت عند الرجل يعتبر تفكيرًا لأجل حل المشكلة، بينما هو عند المرأة تخل عنها، وإيحاء بعدم الإنصات إليها، وكذلك الكلام، مفهومه منعكس عند الرجل والمرأة في مواجهة المشكلات.

في أحيان كثيرة قد تكون الكلمات بين الزوجة والزوج واحدة، ولكن معناها مختلف عند كلاهما، ومن هنا يأتي سوء الفهم وعدم التفاهم، «فالنساء يشكين من أن شركاءهن لا يستمعون لهن؛ بل إن الرجال يشكون أيضًا من نفس الشكوى، على الرغم من قلة تكرارها، فالشكوى "إنك لا تصغي" غالبًا ما تعني حقًا "أنت لا تفهم ما قلته بالطريقة التي قصدتها" أو "أنا لم أحصل على الإجابة التي أردتها"، فكونك يُصغى إليك يمكن أن يصبح كناية عن كونك مفهمومًا ومُقدرًا».