logo

ظلام أكثر لمعانًا


بتاريخ : الخميس ، 5 ذو القعدة ، 1436 الموافق 20 أغسطس 2015
بقلم : محمد الغباشي

تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1430هـ - 2009م).

عدد الصفحات: 148 صفحة من القطع المتوسط.

الناشر: دار الصفوة

 

مميزات الكتاب:

تحفة رائعة من المؤلف, تضاف إلى المكتبة الأدبية بصفة عامة, وإلى المكتبة الأدبية الدعوية والإسلامية بصفة خاصة.

إحياء لتراث الأدب الإسلامي من خلال القصص الهادف.

قدرة رائعة على تمثيل المشهد أمامك, حتى أنك لتكاد تجزم برؤية الشخصيات والأحداث حقيقة, وتشعر بملمسها بين جوانحك قبل يديك.

الكتاب عَبرة وعِبرة, سهل ممتنع, أسلوب قصصي آخاذ, فكر أدبي واسع, كلمات يسيرة متناغمة.

 

محتوى الكتاب:

بين المؤلف في مقدمة كتابه أن الأدب, والفن بصفة عامة, يشكلان دعائم المجتمع الرئيسة قديمًا وحديثًا.

وأوضح أن الأدب والفن في السنوات القليلة الماضية, ارتبط بمفهوم الانحلال تارة والتفلت من القيم تارة أخرى, فصار عسيرًا على طالب هذا الفن أن يلج بحره وأن يخوض غماره.

ثم ذكر أن هذا الكتاب ما هو إلا محاولة, وأظنها محاولة ناجحة ناجعة, للخروج بهذا الضرب من الأدب من هذه اللجة العميقة, والوصول به إلى شاطئ أدب نظيف الهيئة, سامي المعاني, يزرع في قلوب طالبيه ومبتغيه نوعًا من الرفعة بالذوق والأخلاق.

ثم بعد ذلك شرع المؤلف في الولوج إلى قصصه الماتعة, وكلماته الرائعة, التي بدأها بـ:

هكذا.. مات أبي.

تطور.

حظر تجول.

المتحولون.

الخائن.

فيما يرى التائه.

حبيبتي مع رجل آخر.

الطاقية البيضاء

وغيرها من القصص الهادف.

 

ومما جاء في الكتاب:

»هاهو يوم الزفاف.. كل شيء جاهز تقريبًا.. سيأتي (سعيد) ليأخذ زوجته بعد خمس ساعات.. خمس ساعات وتنتقل سارة إلى مكان آخر.. وإلى مخدع غير مخدعها.. لأبيت وحدي دون أن تقر عيناي برؤيتها..

هذه غرفتها تئن هي الأخرى أنينًا غير معهود.. فصاحبتها ورفيقة حياتها توشك أن تفارقها.. توشك أن لا يضمها سريرها ثانية..

أكاد أسمع أزيز مكتبتها وهي تصرخ في سارة.. تتوسل إليها بكل غالٍ ورخيص أن لا تتركها.. بدأت تشتاق إليها وهي بعد لم تغادر.. يا الله.. الجمادات تحن وتئن فما بال من هو طائفة من مشاعر الرحمة والحب والشوق..

ابنتي.. آخر يوم لها هنا.. بل آخر دقائق أعيشها معها في هذا المنزل الذي ضمّنا معًا طيلة حياتها.. أكاد أراها الآن أمام عيني تكبر شيئًا فشيئًا.. إلى طالبة في الجامعة.. إلى مجاهدة ومناضلة.. إلى.. عروس جميلة..

فتحت سارة باب الشقة.. كانت تصلح فستانها عند الترزية.. نادت أباها.. دلفت إلى تبحث عنه في غرفته.. لم تجده.. قد لا يكون في المنزل..

فتحت باب غرفتها, لتضع فستانها.. وجدته مستلقيًا على سريرها وقد أخذته سنة من النوم.. وجدته محتضنًا زيها الذي ذهبت به أول يوم إلى المدرسة.. ابتسمت ابتسامة رقيقة أبانت حسنها وجمالها.. رفعت وجهه فإذا...«.