logo

حكم عمليات التفجير التي تصيب الأبرياء


بتاريخ : السبت ، 23 صفر ، 1437 الموافق 05 ديسمبر 2015
بقلم : فضيلة الشيخ الدكتور هشام محمد سعيد برغش

كلمات في المنهج (2)

تقديم: فضيلة الشيخ الدكتور هشام عبد القادر عقدة.

تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1429هـ - 2008م).

عدد الصفحات: 104 صفحة من القطع الكبير.

 

مميزات الكتاب:

اتسم أسلوب الكتاب باللغة الشرعية وجمع أطراف الأدلة وأقوال العلماء؛ ابتغاء الوصول إلى الحكم الصحيح دون تعارض بين الأدلة أو أقوال أهل العلم؛ بل اهتم بإزالة ما قد يظهر لبادي الرأي من التعارض.

تميز أسلوب الكتاب كذلك بالبعد عن الكلمات الاستفزازية والتهكمات التي قد يقع فيها بعض النقاد؛ مما يؤدي إلى عدم استفادة المخالف.

إنه حوار شرعي هادئ يهدف إلى التصحيح لا التشنيع؛ مما يجعل له قبولًا عند القراء والمهتمين بالمسألة من الدعاة وطلبة العلم، ويرون فيه علامات مضيئة في الطريق.

 

محتوى الكتاب:

بين المؤلف في مقدمة كتابه: أنه كما احتاج الأمر من قبل إلى بيان موقف الدعوة في هذه البلد الطيبة ومنهجها، الذي تدين لله به، من بعض القضايا الهامة، التي ثار حولها الجدل والنقاش، واختلفت فيها وجهات نظر بعض فصائل العمل الإسلامي، مثل قضايا الإيمان والكفر، وضوابط التكفير وشروطه وموانعه، ومسألة العذر بالجهل، يأتي هذا الجزء الثاني من هذه الكلمات لبيان موقف الدعوة من التفجيرات التي تزهق فيها أرواح الأبرياء.

وأخذ المؤلف يشرع في بيان ذلك، فقام بتعريف الجهاد، وبيان الفرق بينه وبين القتل المذموم، ثم أخذ في بيان أهمية الجهاد، وفضله، ومنزلته في دين الله تعالى.

وبعد ذلك وضح غاية الجهاد في الإسلام، وذلك من خلال بيان أهداف وضوابط وغايات الجهاد المشروع، وكذلك أقسام الجهاد المشروع وغاياته.

ثم بعدها عرج إلى الحديث عن أخلاقيات الجهاد في الإسلام، وبين أن الحرب في الإسلام مقدسة فاضلة، في الباعث عليها، وفي ابتدائها، وسيرها، وانتهائها، ومعاملة المغلوبين فيها، حرب عادلة لا تبيح قتل أحد لا يقاتل، وتمنع إتلاف الزرع والشجر، وتخريب العمران، تستمد نظامها من عند الله، لا من قوانين الغابة في الأرض، ولا من تحكم القوي في الضعيف، فالجهاد في الإسلام شرع لدفع الاعتداء والفتنة، وإعلاء كلمة الله وحده وإقامة دينه.

ثم أخذ المؤلف في سرد الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك.

وبعد ذلك تحدث المؤلف عن الأحوال التي يكون فيها القتال ممنوعًا غير مشروع:

المانع الأول: إذا غلب الظن أن الجهاد لن يحقق المصلحة التي شرع من أجلها.

المانع الثاني: إذا أمكن هداية الناس دون قتال.

المانع الثالث: العجز وخوف الهلكة.

المانع الرابع: غلبة المفاسد.

وبعدها تحدث المؤلف عن عناية الشريعة بحفظ النفوس، وأن الشريعة قد جاءت بما يحقق ذلك المقصد، من تحريم الانتحار، والوعيد الشديد لمن قتل نفسه، والنهي عن القتال في الفتنة، والنهي عن الإشارة بالسلاح ونحوه من حديدة وغيرها، وكذلك النهي عن السب والشتم المفضي للعداوة ثم التقاتل.

وبين المؤلف أمر خطورة الدماء واستحلالها، وذلك من خلال الأدلة وأقوال أهل العلم.

ثم وضح أن الإسلام قد أكد على عظم جرم قتل النفس بغير حق، وذلك أيضًا من خلال الأدلة من الكتاب والسنة.

ثم أكد المؤلف على أهمية اعتبار المصالح والمفاسد والنظر إلى المآلات، وتحدث عن عناية الشريعة بتحصيل المصالح ودفع المفاسد، وذكر أدلة اعتبار هذا الأصل في أحكام الشارع ونصوص الفقهاء عليه، ثم تحدث عن ضوابط اعتبار المصالح والمفاسد، وعن مفاسد التفجيرات المذمومة التي تصيب الأبرياء، وأن منها مفاسد متحققة، وأخرى مستقبلية متوقعة.

ثم أخذ المؤلف في سرد بعض الشبهات والرد عليها، وهذه الشبهات هي:

 

1 - قياس هذه العمليات، يعني عمليات التفجير المذمومة التي تصيب الأبرياء، على العمليات الاستشهادية في فلسطين وغيرها من البلاد المحتلة من الكفار.

2 - الاحتجاج على جواز قتل أبرياء المسلمين في هذه الأعمال بمسألة التترس وبقتال الطائفة الممتنعة.

3 - الاحتجاج على قتل نساء وأطفال الكفار في هذه الأعمال بمسألة تبييت ذراري الكفار.

4 - الاحتجاج بإغارة المسلمين على قوافل قريش دون النظر في عاقبة اجتماع الكفار على حرب المسلمين.

5 - الاحتجاج بأنه ليس في عنقهم بيعة لأحد ممن أعطى هؤلاء العهد، فلا يلزمنا هذا العهد بالأمان أو الذمة.

ثم ذكر المؤلف مسألة في حكم السفر للجهاد ضد الدول الكافرة المحتلة لبلاد المسلمين.

والخاتمة تحدث المؤلف عن أهمية تكاتف الجهود ووحدة الصف.

 

ومما جاء في الكتاب:

»يمكن التمييز بين الجهاد المشروع والقتل المذموم من حيث المشروعية والهدف والوسيلة والثمرة؛ فالجهاد مشروع مندوب إليه في الجملة، وقد يجب في مواطن وأحوال معينة، كما قد يحرم في أخرى، كما أنه يتميز بوضوح هدفه ونبله ومشروعيته، ووسائله، والتزامه بأحكام الشرع، ومكارم الأخلاق التي جاء بها الإسلام: قبل القتال، وأثناء القتال، وبعد القتال، وثمرته هي رضا الله، عز وجل، ورفعة الدين والتمكين له، ودفع الفتنة.

أما القتل المذموم فينقصه الوضوح في الرؤية، سواء للأهداف أو الوسائل، وللضوابط الشرعية، فضلًا عن افتقاده للمشروعية ابتداءً، ناهيك عن نتيجته من تشويه الدين ووقوع الفتنة.

وأما عن فضل الجهاد ومنزلته فهذا مما اتفقت عليه النصوص وإجماع الأمة وهو ليس محل نقاش؛ غير أن من المهم التأكيد على أن هذه المنزلة وتلك الفضائل لا تحصل إلا للجهاد الشرعي، الذي اجتمعت فيه الشروط، وانتفت عنه الموانع، وتحققت غاياته مقاصده«.