logo

رفع الملام عن شيخ الإسلام الرد الفصيح على المدعو محمود صبيح


بتاريخ : السبت ، 27 ذو الحجة ، 1436 الموافق 10 أكتوبر 2015
بقلم : فضيلة الشيخ الدكتور عطية عدلان
رفع الملام عن شيخ الإسلام الرد الفصيح على المدعو محمود صبيح

تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1427هـ - 2006م).

عدد الصفحات: 210 صفحة في مجلد واحد.

الناشر: دار اليسر.

 

مميزات الكتاب:

هذا الكتاب هو دحض للشبهات، وإماتة للبدع، ورد للباطل، وإظهار للحق؛ حيث جاء هذا الكتاب ردًا على المدعو محمود صبيح، الذي وصف نفسه بالسيد الشريف الدكتور!.

هذا الكتاب جاء بعد أن اطلع فضيلة الدكتور عطية عدلان على كتابين للمدعو محمود صبيح، الأول بعنوان "أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته" والثاني بعنوان "خصوصية وبشرية النبي صلى الله عليه وسلم عند قتلة الحسين".

هذا الكتاب كان كالسيف القاطع، والموج الهادر، والبحر المائج الذي اقتلع كل تلك الشبهات والأباطيل؛ بل والخرافات التي بثها هذا المدعو في كتابيه سالفا الذكر؛ حيث تجنى على شيخ الإسلام بن تيمية، ولم يكتف بذلك؛ بل تعدى هذا التجني إلى تلامذة شيخ الإسلام، وعلى رأسهم الإمام بن القيم رحمه الله، والحافظ بن عبد الهادي؛ بل حتى الإمام الذهبي والإمام بن كثير لم يسلما من غمزه ولمزه، ووصل الأمر إلى حد رمي الحركة الوهابية بالعمالة مع الإنجليز! ورمي الجمعية الشرعية بمصر بالتشدد والتنطع والابتداع!.

وغير ذلك الكثير من الكلام الذي لا يساوي حتى ثمن المداد الذي كتبه، ولا الورق الذي سُطِّر عليه.

 

محتوى الكتاب:

قدم المؤلف لكتابه بتمهيد بيَّن فيه منهج المدعو في كتابيه، وكيف كان متجنيًا على كل من كان مخالفًا له في آرائه الغريبة.

ثم في الفصل الأول تحدث المؤلف عن موقف ابن تيمية رحمه الله من آل البيت، وذلك بعد أن سرد مفتريات المدعو على ابن تيمية، ثم بين المؤلف أن ابن تيمية رحمه الله كان ناطقًا بالصدق، قائلًا بالحق، ناهجًا منهج الوسط والاعتدال في تلك المسألة الخطيرة.

أما في الفصل الثاني فقد تحدث المؤلف عن الحقيقة المحمدية، وبين أنها من بين كل العقائد وجميع التصورات، السائدة في الأرض اليوم، تتميز بالوضوحالتام، والبساطة الشديدة، والانسجام الكامل مع العقل السليم، والفطرة السوية، وهذا سر جمالهاوكمالها، وبرهان صدقها وربانيتها.

فليس في هذه العقيدة، برغم قوتها، أدنى تعقيد، وليس فيها، برغم شمولها واتساعها، أقلشائبة التباس، وليس فيها، برغم عمقها وأصالتها وروعة تركيبها، شيء، ولو قليل، من الطلسمة أوالإغراب.

ذلكلأنها ليست من صنع البشر، وإنما هي ربانية المصدر، سماوية المنبع، وهي الحق الأبلجالصافي، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ولا شك أن التصور الإسلامي لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمكانته ومنزلته،ولواجب المسلمين تجاهه، جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، وهو، من ثم، غاية في الوضوح والصفاءوالنقاء، لم يلتبس ولم يختلط بشيء يخالف الفطرة السوية، ولم يَشُبْهما شاب كثيرًا من التصورات منخرافات وأباطيل.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم بشر ككل البشر، يأكل ويشرب ويمشى في الأسواق؛ ولأنه بشر ككل البشر فهو محكوم عليه بالموت مثلهم.

وفي الفصل الثالث تحدث المؤلف عن الوسيلة، وبين أنها ضرب من ضروب العبودية؛ وأنها يشترط لها أنتكون وفق ما شرع الله ورسوله، ولا يجوز إيقاعها على أساليب مبتدعة أو طرق مخترعة؛ لأنها عبادة،والعبادة توقيفية، كما هو معلوم عند علماء أمتنا قاطبة، أي: يتوقف العباد فيها على ما شرعه المعبود جلوعلا، بلا زيادة ولا نقصان.

وفي الفصل الرابع تكلم المؤلف عن الدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، وبيَّن المؤلف أن القرآن قد شدد في النهي عن دعاء غير الله تعالى، ويدخل في حكمه الاستعانةوالاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، فقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس:106]، والظلم هنا هو الشرك؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13].

وأما في الفصل الخامس فقد تحدث المؤلف عن الزيارة، وبين أن بعض الأمم السابقة كان سبب ضلالها الغلو في تعظيم قبور الأنبياء والصالحين، فخشيرسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من الأمم، كانوا إذا ماتلهم نبي عكفوا على قبره كما يصنع بالصنم، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلوا قبره وثنًا، يصلَّى إليه ويُسجد نحوه ويعبد، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك، وكان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يحذر أمته من سوء صنيع الأمم قبله.

وفي الفصل السادس تحدث المؤلف عن الموقف من الصوفية، وبين آراء العلماء فيها، ثم أخذ في سرد مآخذ ومثالب الصوفية.

وفي الفصل الأخير تحدث المؤلف عن شيخ الإسلام بن تيمية في سطور، وذكر قطوفًا من أقوال العلماء المعاصرين لشيخ الإسلام وشهاداتهم.

وفي الختام أجمل المؤلف النتائج التي تمخض عنها البحث.

 

ومما جاء في الكتاب:

"إن الذين يقعون في شيخ الإسلام في هذا الزمان كُثُر، ولكن يجمعهمشيء واحد؛ وهو عدم المنهجية وقلة الإنصاف، ولقد وقعت على مؤلَّف عجيب سماه صاحبه: ابنتيمية بين نقيضين! وحسبت أن هذا العنوان ينم عن قول وسط، إلا أنني فوجئت أثناء قراءتي له بأنالميزان يطيش، ورأيت المؤلِّف يحشر في سياق الكتاب ترجمة لابن تيمية وابن القيم، مع تراجم لأربعةوعشرين عالمًا آخرين، وقبل أن أسترسل مع التساؤلات التي فرضت نفسها عن سبب هذا الحشر،المفتعل في السياق بوضوح بالغ، وعن السر في اختيار هؤلاء العلماء بالتحديد، وغير ذلك، داهمنيخطب أشد وهو الطريقة (الفذة!) في الترجمة؛ فقد ترجم لجميع من ذكرهم ترجمة مفصلة؛ بذكرالمولد والمنشأ والشيوخ والتلاميذ والفضائل والمناقب وغير ذلك، بينما لم يتعرض في ترجمته لشيخالإسلام إلا بذكر أقوال المخالفين له والواقعين فيه، فكان يقول: ابن تيمية عند تقي الدين السبكي، ابن تيمية عند الحصني، وهكذا.

وهذه أساليب تجعل القارئ لا يحسن الظن بأصحابها،ونحن بحاجة إلى إحياء منهج العدلوالإنصاف، ونبذ كل ما يذكي الشقاق والخلاف، والأمة الإسلامية في غنى عن خدمات أهل الفضولوأصحاب المآرب.

ولم يبق إلا أن أذكر بأن علماء الأمة لهم حرمة يجب أن تصان، وأن لحومهم مسمومة، لايجترئعلى نهشهاإلا من كُتِب عليه الخذلان".