logo

ضوابط في التكفير والحكم على الناس .. كلمات في المنهج (1)


بتاريخ : الجمعة ، 22 صفر ، 1437 الموافق 04 ديسمبر 2015
بقلم : فضيلة الشيخ الدكتور هشام محمد سعيد برغش
ضوابط في التكفير والحكم على الناس .. كلمات في المنهج (1)

تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1426هـ - 2005م).

عدد الصفحات: 84 صفحة من القطع الكبير.

الناشر: دار الصفا والمروة بالإسكندرية.

 

مميزات الكتاب:

أصل هذا الكتاب محاضرة ألقاها الشيخ في مدينة دمنهور، التي تشتهر باعتدال دعاتها وطلبة العلم فيها، وكذلك حب أهلها للدعوة والدعاة فيها.

هذا الكتاب هو رد للدعوات الباطلة، والشبهات الركيكة التي يثيرها أرباب الفتنة هنا وهناك، أكَّدَ فيه الشيخ على صفاء العقيدة، وسلامة منهج الدعوة في هذه المدينة من أي غبن أو لبس أو غموض، وأن عقيدتهم هي عقيدة السلف الصالح، رضوان الله تعالى عليهم.

هذا الكتاب دعوة لكل من يرمي المسلمين بسهام الطعن والتصنيف والتبديع والتفسيق؛ لكي يرتد عن هذا الطريق، هذه الدعوة التي اتبع فيها الشيخ طريقة وأخلاقيات أئمة أهل السنة والجماعة على مر العصور والأمصار، ومذهبهم في بيان الحق والرد على المخالف.

 

محتوى الكتاب:

قبل أن يخوض المؤلف في طيات كتابه أراد أن يوجه إلى القارئ ثلاث كلمات:

أولًا: أن افتراق هذه الأمة سنة كونية.

ثانيًا: أن الانتساب لهذه الفرقة الناجية ليس دعوى مجردة، وإنما هي حقيقة ذات أعباء، وأمانة ذات تكليف، ولها لوازم، ومقتضيات، وخصائص، وأصول بها تكون النجاة.

ثالثًا: دين الله تعالى وسط بين الغالي فيه والجافي عنه.

وأخذ الشيخ في الحديث عن الوسطية الشرعية المقصودة في هذا الدين، وبين أن إغفال هذه الحقيقة جر على الإسلام ويلات كثيرة، فمنذ أن خرجت الخوارج الأولى على الأمة ببدعة التكفير بمطلق المعاصي والذنوب، فاستحلت بالتكفير الغالي دماء المسلمين المسالمين، وكان على الجانب الآخر رد فعل إزاء تلك الأفعال، ممثل في تجهم غالٍ يقصر الإيمان على مجرد تصديق الخبر، ويخرج عمل القلب والجوارح من حقيقة الإيمان، أو ممثل في إرجاء جاف ٍ يغض الطرف عن نصوص الوعيد إلى نصوص الوعد ويخرج أعمال الجوارح من مسمى الإيمان بالكلية.

فبين الشيخ أن هذه الظاهرة تحتاج إلى عمق في دراستها، وكشف النقاب عن أسبابها ودوافعها، وعوامل انتشارها، حتى يتمهد السبيل لعلاجها ودرء فتنتها، وذلك من خلال القواعد والضوابط التالية:

 

القاعدة الأولى: الحجة في تعريف الإيمان والكفر بيان الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم.

تحدث فيها عن معنى الإيمان لغة وشرعًا، وكذلك معنى الكفر لغة واصطلاحًا، ثم عرج إلى مسألة تارك جنس العمل، ومسألة تارك العمل بالكلية، ثم أخيرًا مسألة أقسام الكفر.

 

القاعدة الثانية: الإيمان والكفر كلاهما أصل ذو شعب.

وتحدث في هذه القاعدة عن حكم أصحاب المعاصي والكبائر.

القاعدة الثالثة: من ثبت إسلامه بيقين لم بالشك.

القاعدة الرابعة: الأحكام في الدنيا تجري على الظاهر وآخر الأمر.

القاعدة الخامسة: الحكم المطلق لا يستلزم الحكم على المعين.

القاعدة السادسة: لا تجري الأحكام إلا بعد انتفاء موانع وتحقق شروط.

 

وذكر أن الموانع هي:

الجهل وعدم بلوغ الخطاب الشرعي.

الخطأ.

التأويل والخطأ في الاجتهاد.

الإكراه.

وشروط إجراء الأحكام هي:

التحقق من انتفاء الموانع.

التثبت من الفعل والقصد.

قيام الحجة على وجهها الصحيح.

القاعدة السابعة: لا يحكم بمآلات الكلام ولوازم الأقوال إلا بعد التزامها.

وهنا جاء الكلام عن بدعة التكفير في العصر الحديث، وبدعة التوقف والتبين، ثم تحدث الشيخ عن الجذور التاريخية لبدعة التوقف.

ثم في النهاية وجه الشيخ كلمة أخيرة، بين فيها أن الحكم على الناس يجب أن يكون بعلم وعدل وإنصاف.

 

ومما جاء في الكتاب:

»ليطمئن كل مخلص أن هذه "وعكة" مصيرها إلى الاضمحلال و"لوثة وافدة" تنطفئ عن قريب، ثم لتعلم أخي الداعية ممن تعرض لهذا الظلم: أن هذا التبدد يعيش في أفراد بلا اتباع، ولا يغرنك ما تحسبهم أنصارًا، وقد قال ربنا، جل وعلا: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [البقرة:270].

وإن كنت أخي الكريم ممن استزله الشيطان يومًا، فوقع في أعراض بعض العلماء الربانيين، أو الدعاة العاملين فَأْرِزْ إلى ناحية من مسجد عتيق تجد فيه قلبك، وابك على خطيئتك، وأعلنها توبة نصوحًا لا نكوص بعدها، وردد بإخبات وانكسار: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].

وإن كنت ممن قد تناوشه باغٍ بأباطيل زائفة، وأكاذيب مرجفة، فلا تقف ولو للحظة واحدة تلتفت فيها إليه، فدعوتك إلى تلك اللحظة أحوج، وردد بصوت يسمعه وأنت ماضٍ عنه: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [المائدة:28].«