logo

التوكل، حقيقته وفضله ومنزلته في الدين، ولزومه للدعاة والعاملين


بتاريخ : السبت ، 18 محرّم ، 1437 الموافق 31 أكتوبر 2015
بقلم : فضيلة الشيخ خالد محمد عبد المنعم العبد
التوكل، حقيقته وفضله ومنزلته في الدين، ولزومه للدعاة والعاملين

تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1415هـ - 1995م).

عدد الصفحات: 128 صفحة من القطع الصغير.

الناشر: دار المروة للتوزيع.

 

مميزات الكتاب:

هذا الكتاب فيه بيان لمنزلة التوكل في الإسلام، وأنه منزل من منازل الدين، ومقام من مقامات الموقنين؛ بل هو من معالي درجات المقربين، كما قال الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين.

هذا الكتاب هو توضيح بأن التوكل هو أمر الله لرسله وعباده، وأن الله عز وجل أثنى على أهله، وأحب أصحابه، وضمن لهم الحسب والكفاية، وامتن عليهم بالعزة والهداية.

هذا الكتاب بيان أن التوكل أصل من أعمال القلوب، الذي يتفرع عنه سائر الأعمال من: المحبة، والرجاء، والرغبة، والرهبة، والخشية، والخوف، والخضوع، والاستسلام، والرضا، والإنابة.

هذا الكتاب هو محاولة جادة من المؤلف باستيعاب كل جوانب موضوع التوكل على الله؛ وذلك بالإلمام بأهم جوانبه، وهو أيضًا محاولة من المؤلف لتنبيه الغافلين من المسلمين، والدعاة العاملين، على عظيم مكانته، وأثره في نصرهم وعزهم وغلبهم على أعدائهم؛ إن هم فهموا حقيقته، وعملوا بلوازمه.

 

محتوى الكتاب:

بدأ المؤلف كتابه ببيان معنى التوكل، وذكر أقوال السلف فيه، ثم تكلم عن أهمية التوكل على الله، وأخذ في توضيح منزلة التوكل على الله من الدين.

ثم بيَّن المؤلف علاقة التوكل على الله بتوحيد الله عز وجل، وكذلك بين فضل التوكل على الله، ووضح جزاء المتوكلين.

ثم أخذ في بيان أقسام التوكل على الله، وبيان أعلى درجاته، ثم أخذ في بيان أن من تمام التوكل الأخذ بالأسباب.

ثم ذكر أمورًا تنافي التوكل، وكذلك ذكر أمورًا لا تنافيه، ثم بين كيف يستكمل المسلم التوكل على الله.

 

ومما جاء في الكتاب:

«إذا كان توكل كل مسلم على ربه أمرًا ضروريًا وهامًا، من مكملات إيمانه، ومقتضى توحيده؛ فإنه بالنسبة إلى المسلم، الداعي إلى ربه، العامل في سبيل هذا الدين، أشد ضرورة، وأكبر أهمية، وأقوى لزومًا.

ذلك أن هذا المسلم المتمسك بدينه، الداعي إلى ربه، قد يواجه، وهو أعزل من السلاح، أنظمة وأوضاعًا وسلطات تملك من القوة المادية، والعتاد والسلاح، والهيمنة والسلطة، والتأثير على الجماهير، ما هو كفيل بأن يدغدغ المشاعر، وييئس النفوس، ويقضي على الآمال عند العصبة المؤمنة العاملة.

فلزم في هذه الأحوال أن يعوض فقدهم للسلاح المادي بسلاح هو أقوى وأنفذ منه، وذلك السلاح هو سلاح التوكل على الله، ذلك السلاح الذي تسلح به كل داعية إلى الله، وكل نبي من الأنبياء، واجه الظلم والجبروت، وواجه الكفر والطاغوت؛ فصنع بهذا السلاح ما لم يكن في وسعه أن يصنعه بأي سلاح غيره.

نعم، إن التوكل على الله كما أنه دلالة الإيمان ومقتضاه، فهو أيضًا عنصر القوة الذي يضاف إلى رصيد القوة الضعيفة، أمام الجبروت الطاغي، فإذا هي أقوى وأثبت.

إن صاحب الدعوة إلى الله لا بد له من أن يتجرد من أسناد الأرض، وأن يستهين كذلك بأسناد الأرض، وأن يعلم أنها واهية واهنة، مهما بدت قوية قادرة.

إن صاحب الدعوة إلى الله يركن إلى الله».