logo

­­الخرس الزوجي


بتاريخ : الثلاثاء ، 10 جمادى الأول ، 1438 الموافق 07 فبراير 2017
بقلم : تيار الاصلاح
­­الخرس الزوجي

الزواج ارتباط يصاحبه الحب والاحترام وإنكار الذات‏,‏ وهو سكن ومودة لكلا الطرفين،‏ ولكن الحياة الزوجية، كسائر العلاقات الإنسانية، تتعرض لفترات فتور وبرود وصمت بين الزوجين‏,‏ وإذا لم ينتبه أحد الطرفين ويحاول معالجة الخلل‏‏ فإن النتيجة هي جفاف عاطفي، وتباعد وجداني‏,‏ ولا نبالغ إذا قلنا: إن الخرس الزوجي قد يؤدي إلى طلاق روحي بين الزوجين؛‏ حيث نجد أنهما يعيشان تحت سقف واحد‏,‏ ولكنهما منفصلان معنويًا‏.‏

الخرس الزوجي حالة موجودة في كل أنحاء العالم؛ لأن كلًا من الرجل والمرأة لا يستوعب طبيعة الآخر، فطبيعة الرجل تختلف عن المرأة، فالرجل بطبيعته يبحث دائمًا عن الجديد والتطوير، فقبل الزواج يكون الحب والارتباط في مقدمة أولوياته، ولكن بعد الزواج تكون أولوياته هي حياته ومستقبله، أما الحب والمشاعر فيكون في المرتبة الثالثة؛ وبالتالي يقلل من قيمة الكلام والمودة والحب بينه وبين زوجته.

والخرس الزوجي يبعث على مشاعر اليأس لدى كثير من السيدات؛ حيث ترى زوجها إذا كان خارج البيت يضحك ويمازح، فإذا ما دخل إلى بيته أصيب بسكتة كلامية, كما أن هذا الخرس يستثير الرجل ويزعجه بصورة كبيرة، ويترتب على الخرس، الذي تغرق فيه العلاقة الزوجية، حدوث أزمة حقيقية، يترتب عليها مشاكل صحية ونفسية واجتماعية؛ بل ويتأثر به الأولاد تأثرًا مباشرًا، فلا يعرفون فن الحوار، ولا يجيدون فن الاتصال والتواصل مع الناس.

ولهذا يقع عليها عبء تجنب الخرس الزوجي، والذكاء اللغوي للمرأة تستطيع استغلاله كعلاج، بشرط اختيار الألفاظ والوقت المناسب للحوار.

تبدأ هذه الظاهرة في الظهور بعد مرور عدة سنوات على الزواج، وتبدأ بالخرس، والذي لا يعني أن الزوجين لا يحبان بعضهما، ولكنهما لم يستطيعا التفاهم بشكل جيد؛ مما يجعل الحياة مملة، وربما يتكيفان مع الخرس، وتستمر الحياة بينهما هكذا.

الخرس الزوجي: هو انعدام التواصل بين الزوجين، ويصل إليه الزوجان بسبب عدم حل المشاكل بينهما بشكل جذري؛ مما يؤدي إلى تراكمها حتى يصلوا إلى الطلاق الصامت.

صمت المرأة:

قد يكون في حقيقته وسيلة سلبية للتعبير عن غضبها بسبب شيء ما، فقد يكون هذا الرجل يخطئ في حق زوجته وهو لا يعلم.

أو بسبب تجاهله لها عاطفيًا، أو بسبب تجاهلها في الفراش، فهناك أخطاء كثيرة قد تقع من الرجل في حق زوجته وهو لا يدري أنها تتألم، ولكنها لا تتكلم ولا تفصح عن مشاعرها الغاضبة، وربما لأنها أمور حساسة ودقيقة، فتلجأ الى الضغط واستفزاز الزوج عن طريق الخرس، وعن طريق التجاهل، أو عن طريق إشاعة جو النكد في البيت؛ لتحرم زوجها نعمة الهدوء والاستقرار، وللفت الانتباه إليها.

أسباب الخرس الزوجي:

يرى الاجتماعيون أن الأسباب المؤدية إلى الخرس الزوجي تختلف باختلاف الأشخاص وطبيعة العلاقة بين الزوجين، فقد يكون منها عدم الصراحة والوضوح بين الطرفين، وقد يرجع بعضها إلى الرتابة في العلاقة الزوجية، أو كثرة المشكلات بين الزوجين، سواء بسبب الأبناء أو بسبب الأمور المادية، وقد أجمل الخبراء تلك الأسباب فيما يلي:

1- عدم وجود الحب واختلاف ميول الطرفين: فالحب والمشاركة في الاهتمامات تخلق الحوار، حيث يحرص كلا الزوجين على إسعاد الآخر بالتواصل معه، ومعرفة أخباره، وإشباع احتياجاته، فإذا افتقد الزوجان الحب والمشاركة فترت العلاقة بينهما، وافتقدت حياتهما الحوار.

2- عدم الوعي بأهمية الحوار: فهناك غياب وعي بأهمية الحوار، وغياب إدراكٍ بأنه عصب الحياة الزوجية، والجسر الذي تنتقل عبره المغازلات والمعاتبات، والإشارات والملاحظات، وقد يظن البعض أن الحوار يحمل معنى الضعف بالافتقار إلى رأي الآخر، أو أنه البوح بمكنون النفس الذي لا ينبغي أن يباح به، وهذا كله ظن خاطئ، واعتقاد غير صحيح.

3- الظن بأن الحوار بين الزوجين يعني البدء بالتفاهم، أو أنه لا بد أن يسوده دومًا الهدوء والسلاسة، فلا بد من إدراك أن الحوار يحتمل الشد والجذب، ويحتمل اختلاف وجهات النظر حتى نصل إلى الهدف المنشود.

4- الخوف من تكرار الفشل أو رد الفعل السلبي: تخاف الزوجة أو تتحرج من محاورة زوجها؛ إذ ربما يصدُّها، أو يهمل طلبها، أو يستخف به كما فعل في مرة سابقة، وقد ييأس الزوج من زوجة لا تُصغي، ولا تجيد إلا الثرثرة، أو لا تفهم ولا تتفاعل مع ما يطرحه أو يحكيه، وهو ما يجعله يؤثر السلامة، ويرى أن الخرس هو الحل.

5- قد يكون الخرس بسبب التعب والقلق الخارجي، وليس بسبب خلافات أو عدم توافق فكري بين الزوجين، فعمل المرأة خارج المنزل، وعمل الزوج أيضًا، وعودتهما إلى المنزل والتعب يحيط بهما، من أهم أسباب انعدام الحوار بين الزوجين، إضافة إلى وجود التلفاز، فضلًا عن الشبكة (الإنترنت)، الذي يقطع سبل التواصل بين الزوجين.

6- قد يعود الخرس لكثرة غياب أحد الطرفين عن الآخر، في سفرٍ، أو عمل ما، فيراه رفيقه في أزمان وأوقات متباعدة، وهذا يزيد الهوَّة بينهما.

7- الاعتقاد الخاطئ بأن الأفعال تُغني عن الأقوال: فهناك من يرى أن في الفعل ألف دليل على الحب، وأنه أبلغ من الكلام، وتلك هي نصف الحقيقة؛ لأن الله خلق للإنسان لسانًا فعلمه الكلام، وصار فعل الكلام سبيلًا وعلامة على التواصل، في حين أن عدمه دليلٌ على الانقطاع(1).

مثال نبوي:

عن عائشة قالت: جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن وتعاقدن ألَّا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا، قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل؛ لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل، قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف ألا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره، قالت الثالثة: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق، قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة، قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد، قالت السادسة: زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث.

قالت السابعة: زوجي غياياء، أو عياياء، طباقاء، كل داء له داء، شجك أو فلك أو جمع كلًا لك، قالت الثامنة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب، قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد، قالت العاشرة: زوجي مالك، وما مالك؟ مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك.

قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع، وما أبو زرع، أناس من حلي أذني، وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إلي نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنق، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح، أم أبي زرع، فما أم أبي زرع؟ عكومها رداح، وبيتها فساح، ابن أبي زرع، فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسل شطبة، ويشبعه ذراع الجفرة، بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها، جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبث حديثنا تبثيثًا، ولا تنقث ميرتنا تنقيثًا، ولا تملأ بيتنا تعشيشًا، قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلًا سريًا، ركب شريًا، وأخذ خطيًا، وأراح علي نعمًا ثريًا، وأعطاني من كل رائحة زوجًا، وقال: كلي أم زرع وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع، قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كنت لك كأبي زرع لأم زرع»(2).

الذي يعنينا أن النبي صلى الله عليه وسلَّم على علو مقامه، وعلى رفعة شأنه، وعلى أنه مشغولٌ بعظائم الأمور، وعلى أنه يحمل أكبر رسالةٍ على الإطلاق، ومع أن شغله الشاغل نشر الحق في الأرض، كل هذه المهام الصعبة التي يتحمَّلها، وكل هذه الهموم الكبيرة التي تملأ قلبه، وكل هذه الأهداف البعيدة التي يسعى إليها، وكل هذه الرحمة التي في قلبه على البشر، كل هذا لم يمنعه أن يصغي إلى السيدة عائشة وهي تحدِّثه عن قصةٍ سمعتها تتعلق بالحياة الجاهلية، فماذا نستنبط من هذا؟

 نستنبط أن أحدَ مفردات الأخلاق، وأن إحدَى كمالات النبي عليه الصلاة والسلام حسنُ إصغائه، فأنت تأتي إلى البيت، لا شك أن الزوجة عندها لك حديث طويل، معظم هذا الحديث قد لا يعنيك، وربما لا تعبأ بتفصيلاته، وقد لا ترى أنه حديث يليق بك، لكن الكمال أن تستمع، والكمال أن تصغي.

الإنسان أحيانًا يكون في حالة ضيق شديد، يكون في ألم شديد، يعاني من مشكلة، أربعة أخماس شفائه منها البوح، أن يبوح بها؛ لذلك الآن الأطباء النفسيون يستمعون إلى المريض بهدوءٍ جم، وبهدوءٍ بالغ، وأدبٍ متواضع؛ حتى يبوح المريض بكل ما في نفسه، والمؤمن أحد جوانب كماله الإصغاء، والاستماع، وحسن التلقي، والاهتمام، وليس واحد من المؤمنين إلا وله زوجة، وله أولاد، وله أصدقاء، له إخوة صغار، إخوة كبار قد يحدِّثونه حديثًا لا يعنيه، لا يتعلق بمشاغله الكبيرة، ولكن الأدب يقتضي أن يصغي.

وتراه يصغي للحديث بسمعه       وبقلبه ولعله أدرى به

 قصة طويلة جدًا روتها السيدة عائشة للنبي عليه الصلاة والسلام، وكل امرأة تحدثت عن زوجها حديثًا بليغًا، دقيقًا، واقعيًا، ثم قال عليه الصلاة والسلام، وقد انتقى من هذه القصة الطويلة خبرَ إحدى الزوجات التي أثنت على زوجها ثناءً كبيرًا، وهو أبو زرع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كنت لك كأبي زرع لأم زرع».

 أي أنه انتقى أرقى النماذج وقال: أنا لعلّي لكِ كأبي زرع لأم زرع، وفي رواية تقول إنها قالت: «بل أنت خير من أبي زرع».

 حديث بين النبي وزوجته في البيت، أحيانًا هناك رغبة جامحة أن نتعرف إلى هؤلاء العظماء، ماذا يفعلون في البيت؟ ماذا يتكلمون؟ بماذا ينشغلون؟ ما اهتماماتهم في البيت؟ كيف يعاملون أهل البيت؟ هذه صورة واقعية من حياة النبي عليه الصلاة والسلام وهو في بيته، السيدة عائشة روت له قصةً طويلةً، منتزعةً من الحياة الجاهلية عن نساءٍ كُثُر، تحدثن عن أزواجهن حديثًا واقعيًا.

 قال العلماء: نُدِبَ حُسن المعاشرة للأهل، وندب السمر معهن؛ أي: عليك في وقت من أوقاتك أن تجلس مع زوجتك وتسمع لها، تحدثها، تمزح معها مزاحًا شرعيًا، تصغي إلى همومها، إلى مشكلاتها، تحدثك عن أهلها؛ عن أخواتها، عن والدتها، إصغاؤك لزوجتك اتباعٌ لسنة النبي عليه الصلاة والسلام، فاقتدوا بهذا الخُلُق(3).

حلول عملية:

أهم ما نحتاج إليه؛ كي ندفع حالة الخرس إلى حالة الحوار، هو أن يكون تشخيصنا لسبب الخرس دقيقًا، فمن الممكن أن يكون الخرس للاسترخاء، فالخرس حالة تؤدي إلى الهدوء والصفاء، وتؤهل الإنسان العامل والباحث عن مستوى أفضل في حياته المهنية لتجديد قواه وتوفير جهوده الذهنية لما يحتاج إليه عمله.

وقد يكون الخرس تعبيرًا عن الخوف أو الضعف، وقد يكون نوعًا من العصيان، وفي أوقات معينة يكون الخرس علامة الرضا، وفي أوقات أخرى يكون دلالة على عدمه.

وأيًا كان السبب فإن التغلب على الخرس الزوجي في يد كلا الزوجين، فعلى كل طرف أن يراعي حقوق الطرف الآخر؛ لأن المشكلة تبدأ عندما يتجاهل كل من الطرفين حقوق الآخر، وعلى الزوجين توفير مِساحة زمنية للحوار والنقاش وتبادل الرأي، سواء فيما بينهما أو بين الأولاد؛ لأن الإنسان بحكم تركيبه النفسي يحتاج إلى ذلك، والكلام أول درجة في سلَّم الوصال، ومن ثم فإن الخرس يمزق هذا الوصال، ويجب تجاوز أي مشكلة في الحياة الزوجية بحيث لا يتعطل الاتصال.

وإذا حدث أي اختناق فلا بد من التغلب عليه في أقصر وقت ممكن، ولا بد من الحوار، حتى لو اضطر الزوجان إلى إلغاء هوايات مهمة، أو التوقف عن متابعة عمل مهم، حرصًا على استقرار الحياة الزوجية، التي تحتاج إلى تواصل دائم ومستمر بين الزوجين.

والزوجة قادرة على إلغاء الخرس من حياتها الزوجية حينما تعرف كيف تشارك زوجها في ميوله وهواياته، والأحاديث التي تهمه، وتستطيع الزوجة أن تتجاوز الكثير من المشكلات التي تعترضها، من خلال تفهمها للأمور، واستيعابها لحجم الضغط الذي يتعرض له زوجها خارج البيت، وهي بذلك تحمي منزلها من الانهيار، وتخلق مساحة أكبر للحوار.

نصائح مهمة:

- لا تُشعري زوجك بأنه في حالة استجواب دائم؛ لأنه يرى في هذه الحالة أن الخرس  أفضل له من الشعور بأنه متهم، أو أنه في تحقيق بوليسي.

- اختاري الحديث المناسب قبل أن تشتكي من صمت زوجك، فليس من المعقول أن تكون كل مفردات حديثك: ادفع، هات، اشتر، البيت يحتاج... إلى ما لا نهاية من هذه الطلبات، وعندما يكون حديثك خاليًا من هذه الكلمات سيخترقُ زوجُك الخرسَ، وسيندفع في الكلام.

- التحاور والتشاور لا يكون إلا من طرفين؛ أحدهما يتحدث والآخر يستمع، ثم العكس، ولا يعني أن أحدهما يرسل طوال الوقت أو يُتوقع منه ذلك، والآخر يستقبل طوال الوقت، أو يُنتظر منه ذلك، وتَكرار المبادرات بفتح الحوار، ومحاولة تغيير المواقف السلبية مسألة صعبة، لكن نتائجها أفضل من ترك الأمر، والاستسلام للقطيعة والخرس، وإذا كانت حاجتنا شديدة وماسة لتعلم فنون الكلام، فإن حاجتنا ربما تكون أكثر وأشد لتعلم فن الإصغاء.

- تفهم سيكولوجية الآخر، فالرجل في عملية التواصل يمر بثلاث مراحل؛ فهو أولًا يبدأ بالتفكير، ولا يرى ضرورة إلى كشف محتوى تفكيره، وبعدها يقوم بالتخزين، وفي أثنائه يصمت حتى يسيطر على الموقف، وبعد تقديره لجميع الإجابات الممكنة يختار منها ما يراه الأفضل فيتواصل، أما النساء فلديهن ميل إلى التفكير بصوت عالٍ، وذلك من أجل إطلاع الآخر على حالتهن النفسية، والحوار عند المرأة طلب عون، وهي بطلبها لتلك المعونة تقدِّر من تطلب معونته، أما الرجل فلا يطلب العون إلا في آخر المطاف، فلا بد أن تفهم المرأة أن صمت الرجل هو جزء من تواصله أيضًا.

- تعلم فن الحوار باختيار الوقت المناسب، وعدم الانفعال، والبعد عن الجدل والمراء، وحسن الإصغاء، وعدم المقاطعة، فمثل هذه الأمور وغيرها تحقق نجاح الحوارات بين الزوجين، وتشجع على استمرارها(4) .

- يجب على الزوجين الاتفاق على آلية لحل الخلافات ومواجهة المشكلات، وأن تحاول الزوجة امتصاص غضب الزوج، وأن يحاولا التجاوز عن الهفوات والصغائر، ولا تغلبهما التوافه، ومن الضروري في هذا النقاش أن يكون هناك إنصات جيد.

- على الأزواج مراعاة زوجاتهم والإنصات إليهن برفق؛ لأن هناك كثيرًا من الأزواج يهمشون زوجاتهم ولا ينصتون إليهن، وقد يكون قاهرًا لها، وهذا هو التكوين النفسي للرجل الذى يظن أنه على علم بكل شيء.

- يجب على الزوج أن تتوافر به صفات الزوج الملهم، وهذا نوع من أنواع الذكاء الاجتماعي؛ بمعنى أن يلهم الزوج زوجته بمعنى عدم الإقلال من شأنها والإنصات إليها، وإعطائها شحنة معنوية، واحترام أفكارها.

- أن تثبت الزوجة لزوجها أنها قادرة على التغيير، وأن تشعره بالتغيير في حياتها، فعند التغيير في الأشياء وتغيير مسار حياتها واستقبالها له بابتسامة دون تذمر أو ضيق سيشعر بالتغيير، ويتساءل عن الأسباب، ويبدأ التجديد والحوار بينهما، مع ضرورة قيام الزوجة بإضفاء جو من المرح داخل البيت، فالبيوت السعيدة لا تستغني عن جو المرح والألفة بين أفرادها.

- عدم الاستسلام لمشاعر الجفاف السلبية داخل المنزل، والإصرار على محاربتها بجميع الوسائل الممكنة؛ لكسر حاجز الصمت الموجود، والمبادرة العاطفية دائمًا.

- التخلص من أي مشاعر سلبية داخلية متراكمة، عبر التفريغ العاطفي، والحوار والتحدث مع الزوج.

- إدراك دور المشاعر في تعزيز العلاقات الزوجية والحياة الأسرية المستقرة الهانئة، والحرص على استخدام العبارات الإيجابية وكلمات الثناء بشكل دائم.

- التعرف بشكل مستفيض على طبيعة الزوج، ومعرفة كل الجوانب النفسية والتغيرات السيكولوجية.

- عدم تجاهل البيئة التي ترعرع فيها الشريك، واحتمال عدم تعوده حيث نشأ على التعبير عما بداخله من مشاعر، خصوصًا لزوجته.

- الجفاف العاطفي يأتي أحيانًا نتيجة لظروف خارجية خارج بيت الزوجية؛ كمشكلات عملية أو مادية، وتؤثر في الرجل كثيرًا، وأيضًا مشكلات داخلية في البيت، وهذا يعتمد على الزوجة، وكيفيه تعاملها مع زوجها سلبًا أو إيجابيًا.

- عدم مقارنة الزوجة لحياتها بحياة أخريات؛ فإنها إحدى الممارسات القاتلة التي تقدم عليها الزوجة.

- إيجاد نقاط أو محطات مشتركة بين الشريكين، ومحاولة إنشاء طريقة جديدة تتناغم بينها المشاعر والاهتمامات، وتجنب التركيز على سيئات الشريك فقط.

- الحذر من معاملة الزوج بالمثل في حال توقفه العاطفي أو توجيه الانتقاد بشكل مباشر؛ فالزوج يحتاج، مهما كان، إلى الحب والحنان.

- إخبار الزوج، بشكل مباشر، بأن مسئوليته لا تنحصر فقط في توفير الدعم المادي للأسرة؛ بل عبر توفير الدعم المعنوي أيضًا.

- الاستماع بشكل جيد لكلمات الزوج دون مقاطعة، وترك المجال له للتعبير عما بداخله.

- الامتناع عن إلقاء التهم على الزوج وتحميله مسئولية تدهور العلاقة العاطفية.

- تخصيص دوائر خاصة بالزوجين، يمارسان من خلالها كل أنواع التقارب العاطفي والسلوكي والجسدي، بعيدًا عن الدائرة الرئيسة، والتي فيها الأبناء وغيرهم، والتي قد تشمل بعض النزهات، أو دعوة أحدهما الآخر إلى عشاء خاص أو سهرة لطيفة، من دون مشاركة أحد(5).

***

_________________

(1) تنمية لغة الحوار قبل وبعد الزواج، موقع: النجاح نت.

(2) أخرجه البخاري (5189).

(3) انبساطه مع أهله وذوي القربى، موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية.

(4) أزمة الصمت في الحياة الزوجية كيف تتجاوزينها؟ شبكة الألوكة.

(5) فقدان التواصل بين الزوجــين طلاق صامت، موقع: الإمارات اليوم.