logo

الأسرة والنصرة


بتاريخ : الخميس ، 11 ذو الحجة ، 1436 الموافق 24 سبتمبر 2015
بقلم : تيار الإصلاح
الأسرة والنصرة

في 30 سبتمبر من عام 2005م، قامت صحيفة دانماركية بنشر رسومًا مسيئة لنبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وعندها ثار المسلمون لأجل الرسول، صلى الله عليه وسلم، ثم بعد تلك الواقعة بأسبوعين، قامت صحيفة نرويجية

وثانية ألمانية وأخرى فرنسية، يملكها النصراني المصري رامي لكح، قامت تلك الصحف الثلاث بإعادة نشر تلك الصور المسيئة مرة أخرى.

ومازال المسلمون في انتفاضاتهم ومسيراتهم تلك يشجبون ويستنكرون، فقط، ثم قبل عام في بلاد الحرمين، في أرض الحجاز، في مهبط الوحي يتطاول صحفي شاب، أثرت فيه الثقافة الغربية العلمانية، على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقامت السلطات هناك باعتقاله، لكن الأدهى أن نجد من بيننا من يدافع عن مثل هؤلاء.

ثم أخيرًا منذ أيام طالعتنا الأخبار بإنتاج فيلم مسيئ للنبي، صلى الله عليه وسلم، وليس هذا فقط، بل إن من أنتجوا هذا الفيلم، ومن شاركوا فيه هم من العرب النصارى، وعندها خرجت جموع المسلمين من جميع أقطار أرض المسلمين نصرة لحبيبهم المصطفى، صلى الله عليه وسلم.

لكن بالنظر إلى تلك الاعتداءات السابق ذكرها، نجد أن رد المسلمين عليها كان بالتظاهر وتنظيم المسيرات وحرق الأعلام والمقاطعة الاقتصادية، وسريعًا ما تخبو جذوة هذه الحلول خلال أيام قلائل.

إننا نريد أن يكون لنا دور حقيقي وفعال في نصرة النبي، صلى الله عليه وسلم.

إن هؤلاء الأعداء إنما يستهدفون أبناءنا؛ لأنهم يعرفون أنهم ذلك الجيل القادم، فهم يريدونهم جيلًا بلا هوية، بلا مقدسات ولا انتماءات، يريدونهم جيلًا سمع ورأى إهانة نبيه، صلى الله عليه وسلم، فلم يحرك ساكنًا، هذا ما يريده أولئك المغرضون؛ لكننا سنعاملهم بنقيض قصدهم، وتلك هي النصرة الحقيقية لنبينا، محمد، صلى الله عليه وسلم.

ففي خضم هذا السّفور من أعداء الله، عز وجل، في محاربة دين الإسلام وتشويهه، من جهة تشويه رموزه وحملته، سيما حرصهم على تشويه صورة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في ظل ضعف ملموس في التديّن عند المسلمين وتغييب للقدوات.

كان من الأهمية بمكان أن يكون للأبوين حرص وجهد مضاعف في تربية الأبناء على حب النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وتعليمهم نصرته، سيما وهم الجيل القادم، والذي يريد له الأعداء هذه التهيئة من ضياع الهويّة وتشويه الرموز.

إن تلك النصرة الحقيقة التي ننشدها من الأسرة المسلمة، تكون على النحو التالي(1):

 

أولًا: تفعيل دور القصّة في تعريفهم بسيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، سيما تلك القصص والمواقف التي تكون على نقيض ما وصفوه أولئك الأعداء به، وذلك عن طريق:

تخصيص وقت للجلوس مع الأبناء ومدارسة قصة من سيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم.

اقتناء بعض الكتب المناسبة للطفل والتي تتكلّم حول قصص الرسول، صلى الله عليه وسلم.

توزيع بطاقات تعريفية بعائلة الرسول، صلى الله عليه وسلم، على الأطفال مع حفظها.

عمل مسابقات تحفيزية في سيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم.

مشاهدة بعض الأفلام الكرتونية الإسلامية، التي تبين أخلاق النبي، صلى الله عليه وسلم، وتلك الأفلام هي من أكثر الوسائل تأثيرًا في الطفل، فلنحاول أن نجعل الطفل لا يشاهد إلا مثل تلك الأفلام الإسلامية الهادفة.

 

ثانيًا: تربية الأبناء بربطهم بهدي الرسول، صلى الله عليه وسلم، وذلك ببيان كيف كانت حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى تصل لهم الصورة كاملة عنه، صلى الله عليه وسلم، فكأنهم يرونه رأي العين، مثل:

.1هكذا صلّى الرسول، صلى الله عليه وسلم.

.2هكذا كان يأكل الرسول، صلى الله عليه وسلم.

.3هكذا كان يشرب الرسول، صلى الله عليه وسلم.

.4هكذا كان يلبس الرسول، صلى الله عليه وسلم.

.5هكذا كان يمشي الرسول صلى الله عليه وسلم.

.6هكذا كان يدعو الرسول، صلى الله عليه وسلم.

.7هكذا كان ينام النبي، صلى الله عليه وسلم.

.8هكذا كان يعامل النبي، صلى الله عليه وسلم أصحابه، وأزواجه، وأبنائه وأبناء المسلمين، وكبار المسلمين.

.9هكذا كان يعامل النبي، صلى الله عليه وسلم، أعداءه.

.10هكذا كان صلى الله عليه وسلم، متأدبًا مع ربه.

كل هذه الآداب نعلمها لأبنائنا عن طريق ذكر الموقف لنبينا، صلى الله عليه وسلم، ثم التعليق عليه، وجعل الطفل كذلك يشارك في هذا التعليق، وسؤاله عن الذي استفاده من هذا الموقف.

11.كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبيان فضلها لهم.

12.هكذا كان ذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، عند الاستيقاظ من النوم، وهكذا عند الوضوء، وكذلك عند دخول الخلاء، وهذا الذكر عند الصلاة وذاك الذكر بعد الانتهاء من الصلاة، وهذا الذكر عند الصباح، وأيضًا عند المساء، وهذا الذكر عند الخلود إلى النوم.

وبهذا يكون الطفل قد تعلق بالنبي، صلى الله عليه طوال يومه.

13. مسابقة لحفظ بعض أحاديث النبي، صلى الله عليه وسلم، ويكون على تلك المسابقة بعض الجوائز؛ لأجل تحفيز الأبناء على التنافس في هذا الحفظ.

 

ثالثًا: تعريف الأبناء بخطورة مخالفة الرسول، صلى الله عليه وسلم، أو الإساءة إليه، وذلك بقصّ عليهم قصة ابن أبي الحقيق، وقصة كعب بن الأشرف، وما نزل في أبي لهب، وما حدث لأبي جهل، والمرأة التي سحرت النبي، صلى الله عليه وسلم.

 

رابعًا: تحفيز الأبناء إلى أن تكون شعاراتهم وعباراتهم التعريفية في أجهزة الجوال، وصفحاتهم الشخصيّة، عبارات في نصرة الرسول ومحبته، صلى الله عليه وسلم، وبيان أن ذلك من عزة المسلم، وأن تكون هذه الشعارات دائمًا وأبدًا إسلامية خالصة، حتى تظهر عزة الإسلام والمسلمين.

 

خامسًا: توصيف حدث الإساءة للأبناء على أنه صورة من صور العداوة التي يتبجّح بها الأعداء، وواجب المؤمن تجاه هذا الحدث هو بغض أعداء الله وإظهار عداوتهم، وبالتالي إزكاء روح الولاء والراء عندهم، وبيان أن العقيدة الصحيحة ليس فيها ميوع أو خنوع.

__________________________

المصادر:

أفكار أسرية لنصرة خير البرية، أ. منير بن فرحان الصالح.

موسوعة ويكيبيديا الحرة.