logo

أطفالنا في رمضان


بتاريخ : الثلاثاء ، 5 رمضان ، 1441 الموافق 28 أبريل 2020
بقلم : تيار الاصلاح
أطفالنا في رمضان

إن الأبناء هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى، وهم زينة الدنيا كما قال ربنا جل وعلا: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46]، يُسَر الفؤاد برؤيتهم، وتقر العين بمشاهدتهم، ويسعد الروح بفرحهم، ولكن كيف تربي أبنائك التربية الصالحة، ليكونوا لبنة خير في المجتمع المسلم؟

ومرحلة الطفولة هي المرحلة الذهبية لتعليم الطفل والتأثير فيه؛ لذلك نجد الإسلام يوجّه الآباء والأمهات إلى تدريب أطفالهم على امتثال الطاعات وأداء الفرائض في طفولتهم، كالصلاة والصيام والحجاب للبنات، حتى إذا بلغوا سن التمييز واظبوا عليها بسهولة ويسر، حيث ألفوا وتعودوا على أدائها بانتظام، وأصبحت جزءًا من كيانهم.

ها هو شهر التوبة والغفران، وشهر التربية، والمجاهدة، إنه شهر رمضان قد أقبل، وها هو قد طرق الأبواب، وفيه تتجلى التربية الصادقة، والتوجيه الحكيم في رعاية الأطفال.

فلا يستثني الخير في رمضان أحد، وكذلك على الأسرة أيضًا ألا تستثني الأجر لأحد، حتى ولو كان طفلًا، فرمضان فرصة عظيمة لذلك، وفيها يحصل الآباء على الأجر مضاعف عدة مرات.

ولعل هذا الشهر أن يكون منطلقًا لأطفالنا في كل خير، فكم ابن تخرج من مدرسة رمضان فكان ابنًا مباركًا نافعًا لوالديه ولأمته، فصدق فيه الحديث الصحيح: «أو ولد صالح يدعو له» (1)، ولا بد أن يكون لهم نصيب وافر من الاهتمام والتقدير، والاستفادة من هذه الأجواء الإيمانية في غرس العديد من الفضائل، ونزع العديد من السلوكيات الخاطئة إن وجدت.

ومما يساعد على تحقيق هذا الأمر ما يلي:

1- التهيئة النفسية للطفل قبل قدوم شهر رمضان، وذلك بتشويقهم لأيامه ولياليه، والحديث عن ذكرياته وماضيه،

حدثوهم كيف كنتم تصومون، وماذا كنتم تعملون في نهار رمضان، وعن لحظات انتظار مدفع الإفطار، والاجتماع على المائدة، والأجواء الجميلة لصلاة التراويح والقيام آخر الليل، ومواقف السحور، والألعاب التي تمارس في رمضان، بل يمكنكم تشويقهم بالحديث عن الأكلات التي اعتاد الناس أن تكون خاصة بشهر رمضان.

فإذا تمت هذه التهيئة فإنها ستُحدث شعورًا إيمانيًا لدى الطفل ينبغي للوالدين استغلاله نحو الأفضل.

2- التدريب على الصيام، ولعل من أحسن الطرق لتدريبهم على صيامه ما يلي:

- إفهام الطفل أن الصوم فريضة كتبها الله على الأمم قبلنا، وأنه كذلك ركن من أركان الإسلام الخمسة، وأن عليه أن يشرع في التدريب على أداء الصيام متى أطاق ذلك.

- إقناع الطفل بأنه أصبح كبيرًا، ويقتضي ذلك أن يصوم مثل الكبار؛ لأنه أصبح مثلهم، وأداؤه الصيام علامة من علامات كبر سنه.

- إذا اختار يومًا لذلك، أيقظته العائلة للسحور، وشجعته طيلة اليوم على إتمام الصيام، وإذا أحسّ بالجوع أو العطش فيحسن إشغاله بأعمال تلهيه عن التفكير في الأكل والشرب إلى أن يحين معود الإفطار.

- مكافأته عن كل يوم يصومه، وقد تكون هذه المكافأة هدية معنوية، مثل: الدعاء له، والمدح له والثناء عليه والتنويه به على ملأ من أقرانه، أو في حضرة الكبار من أسرته، أو إعطائه شيئًا يحبه ويرغبه.

3- الاهتمام بأداء الصلاة في المسجد، وذلك بتشجيع الأب له واصطحابه إلى المسجد والتبكير إليها خاصة صلاة التراويح، على ألا يسبب إحضاره للمسجد إزعاجًا للمصلين، أو إلهاءً لوالده، ويا حبذا لو ترصد عدد من الهدايا والجوائز لأحسن المحافظين على هذه الشعيرة على مستوى جماعة المسجد توزع في نهاية الشهر من قبل إمام المسجد.

4- من أعظم الأعمال التي يربى عليها الصغير كتاب الله عز وجل فمن ذلك تشجيعه على الاعتناء به بالطرق التالية:

- وضع جائزة لمن ينهي قراءة القرآن كاملًا.

- أن يحدد له وردًا قدرًا يوميًا يقرؤه في المسجد بعد صلاة العصر مثلًا.

- حثه على المشاركة في الحلقات القرآنية في البلد، ومتابعته على ذلك.

- تعيين مقدار من الحفظ في هذا الشهر مع وضع المحفزات لذلك.

- الإكثار من سماع الأشرطة السمعية لبعض السور، خاصة إذا كان القارئ صغير السن، أو مما يرغب سماعه من القرّاء.

أهمية تدريب الطفل على أداء العبادات مبكرًا:

وقد جاء عن المربي الأعظم صلى الله عليه وسلم توجيه الصحابة والصحابيات إلى تدريب الصغار على عبادة الصيام، وإعداد الأمهات لِلُعبٍ يلهّونهم بها إذا بكوا جوعًا؛ عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء، قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة: «من كان أصبح صائمًا، فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه» فكنا، بعد ذلك نصومه، ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار (2).

مراعاة الرفق والتدرج أثناء تعويد الأطفال على الصيام:

فنبدأ مع الطفل بالصوم الجزئي بأن يتعود الإمساك إلى منتصف النهار أو إلى العصر، حتى إذا قَوِي على ذلك واعتاده انتقل إلى مرحلة تالية، كذلك يمكن أن يصوم الطفل يومًا كاملًا، ثم يفطر أيامًا ليستريح ويزيد في عدد الأيام بعد ذلك تدريجيًّا.

- نجنّب الطفل الصوم في الأيام شديدة الحرّ، وكذلك يمنع من الإفراط في النشاط الحركي والرياضة أثناء الصوم، وفي حالة إحساس الطفل بالجوع الشديد ينصح بالإفطار وعدم المكابرة.

- ومما يعين الطفل على الصيام أن يلتزم بوجبة السحور مع الكبار، على أن نشرح له أهمية السحور من حيث اتباع سُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما فيه من البركة، وأنّه من الأسباب التي تقوِّي أجسادنا على الصيام.

- ومما يعينه كذلك أن نحكي له عن صوم الكائنات الأخرى غير الإنسان، كصوم العناكب، وصوم أسماك السلمون، وبإمكان المربي العثور على الكثير من هذه المعلومات من خلال البحث على شبكة الإنترنت.

- دوام تشجيع الطفل ومكافأته عند اجتيازه فترة الصوم المحددة بنجاح، بزيادة مصروفه مثلًا، أو الثناء عليه، أو منحه الألقاب الحسنة.

غرس معاني العطاء والتكافل في نفس الصغير:

عن ابن عباس، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» (3).

يُعدُّ شهر رمضان من أحسن المناسبات التي يتعلم فيها الطفل معنى التكافل، والشعور بالمسئولية نحو الفقير والمسكين، وقلوب الصغار رقيقة لينة شديدة التأثر بالبيئة الأسرية وسلوك الكبار أمامهم، فعندما يرى الأطفال آباءهم وهم يُخرِجون صدقاتهم وزكاة فطرهم ويشاركونهم هذا العمل؛ فسيتعلمون منهم حب الصدقة، والرحمة بالفقراء، ويدركون معنى التكافل وبُغض الأثرة والأنانية..

التربية على المعنى الكامل لتعظيم شعائر الله:

قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، ورد في معنى (شعائر الله) أنها: المعالم الظاهرة من دينه التي جعل الله تبارك وتعالى بعضها مكانيًّا، وجعل بعضها زمانيًّا، ومن ذلك الأشهر الحرم وشهر رمضان الذي شرّفه الله تعالى بنزول القرآن وفرض الصيام فيه.

وتعظيم الشعائر لا يكون بالإقبال على الطاعات والاستزادة منها فقط، فهذا المعنى مبتور، ولا يكتمل تعظيم الشعائر إلا بتجنب ما حرم الله تعالى، وأن يرى المسلم أن ارتكاب المعصية في الأيام الفاضلة أشد قبحًا وأعظم جرمًا منه في غيرها.

ولا يخفى على أحد تلك الحرب المعلنة من الآلة الإعلامية بهدف إفساد الشعائر لا تعظيمها في شهر رمضان المعظم، وتحويل شهر رمضان الكريم من موسم يزداد فيه المؤمن إيمانًا إلى أكبر سوق يروج فيه أهل الباطل (الفن) لبضاعتهم، الأمر الذي يختزل معنى تعظيم الشهر الكريم في أذهان الكثيرين في صورة أداء الطاعات دون أن يتلازم معها الانتهاء عن المحرمات.

ولذلك لا نبالغ إذا قلنا: إن المواد الإعلامية الفاسدة التي تبثها الشاشة الصغيرة داخل البيوت تُعدُّ التحدي الأكبر الذي يواجهه المربي في رمضان من كل عام؛ فالمربي المسئولُ الأول عن وقاية أبنائه من النار بمنع تعرضهم لأسباب دخولها، قال تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار (4).

وليعلم المربي أن مواجهة هذه الفتنة لن تأتي أبدًا بإصدار الأوامر والفرمانات، أو نزع الأسلاك والكابلات، لكن تأتي أولًا: بالقدوة الحسنة التي تتمثل في موقف الوالدين الواضح من هذه البرامج موقفًا حازمًا لا يعتريه تذبذب أو رَوَغَان.

تربية الأبناء على المراقبة لله تعالى:

ويكون ذلك بتذكيرهم بالآيات والأحاديث التي تدعم هذا الجانب، مثل قول الله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]، ومعناه التحذير من أن تسمع ما لا يحل لك، أو تنظر إلى ما لا يحل لك، أو تعتقد ما لا يحل لك.

ويردد المربي على أسماعهم من الأحاديث ما يزكي معنى المراقبة، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله يحفظك»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت»؛ وذلك بنبرة واضحة مع الأداء الصوتي الضاغط على كل حرف وكلمة من هذه الكلمات العظيمة، يصاحبها تركيز النظر في عيني الطفل، مع ابتسامة حانية.

ثالثًا: لا بد من تصحيح وبناء فكر سليم لدى الأطفال تجاه الإعلام، وأنه ليس كل ما يُعرض فيه يرضي الله تعالى أو يصلح للمشاهدة؛ لذلك لا بد أن يكون تعامل المؤمن معه انتقائيًّا، فلا يشاهد إلا ما يرضي ربه ويزيد في حسناته.

إن قوة الحدث الإيماني في شهر رمضان المبارك تسهّل على المربي مهمته في تربية أبنائه وإصلاح نفوسهم على الوجه الذي يرضاه الله تعالى؛ فلنكن إيجابيين في استثمار هذه الفرصة التربوية العظيمة.. على قدر شرف الزمان الذي نستقبله.. على مستوى شهر رمضان الكريم (5).

من الطرق المفيدة والمجدية في تعويد الأطفال على الصيام والإقبال عليه، التوجيه والإرشاد اللطيف، والتبيان لهم أن الصوم أحد أركان الإسلام، وأنه سبحانه شرعه لفوائد دينية وفوائد دنيوية، ومن ثَمَّ تشجيعهم على المبادرة إلى صيام هذا الشهر الكريم.

محبة الطفل للأبوين تدفعه دومًا للقيام بأي عمل يطلب منه من قبلهم، إلا أنه ينصح الوالدين بتوضيح معنى الصيام للطفل على أساس التكليف والمشقة، وأن الله عز وجل يقبل من الطفل أن يحس بالإعياء وأن يتكلم عنه.

وأن محبة الآباء ومحبة الله للطفل تبقى كما هي سواء صام الطفل أم لم يصم، وهذا التوضيح يكون وقاية للطفل من الإحساس بالنقص، أو أنه ليس في المستوى المطلوب حينما لا يستطيع القيام بما يرغب فيه والداه.

من المناسب أن تقترن تجربة الصيام بمكافأة مادية تُقدَّم في نهاية يوم الصوم، أو في نهاية الشهر الكريم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل عادة يحب المكافأة السريعة، وهو ما يدفعه ويجعله يستمر فيما يقوم به من تكاليف، إلى حين أن تصبح تلك التكاليف عقيدة وسلوكًا في حياته.

الأفضل أن يقترن الصوم في حياة الناشئة بذكريات مفرحة وسارة، مما يشجع الطفل ويحفزه على انتظار شهر الصوم بتلهف وترقب، لما استودع في ذاكرته من أحداث مفرحة إبان فترة صومه الأولى.

تعتبر مساعدة الأم في المطبخ أحد أكثر الأمور متعة لدى الأطفال، ومع تزايد الحاجة لطهي أصناف متنوعة من الطعام في رمضان، فمن الأفضل للأمهات الاستعانة بالصغار لمساعدتهن في إعداد الطعام، حيث تعتبر هذه الأنواع من المشاركات اللطيفة أحد الأسباب التي يترقب فيها الأطفال شهر رمضان بشغف.

من أكبر الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء أنهم يمنعون أبناءهم الصغار من الصوم بحجة الخوف على صحتهم، أو بحجة أنهم لم يبلغوا السن التي يجب عليهم فيها الصوم، وهذا السلوك -في حقيقة الأمر- إساءة للأبناء.

فعلى الأهل أن يتنبهوا لمثل هذه الأمور، وعليهم -بالمقابل- أن يستثمروا إقبال أبناءهم على الصوم، وذلك بتشجيعهم والأخذ بأيديهم على نهج هذا الدرب، الذي يحتاج -أهم ما يحتاج- إلى دعم معنوي من الأهل قبل كل شيء.

ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام أسوة حسنة، إذ إنهم كانوا يُعوِّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا يصنعون لهم الألعاب المسلية، يتلهَّون بها وقت الصيام، ريثما يحين وقت الإفطار، كما ثبت ذلك في «الصحيحين».

ليس هناك سن محددة يبدأ عندها الطفل الصيام، فكل طفل يستطيع بنيانه الجسدي تحمل الصيام في سن مختلفة عن الطفل الآخر، وكل ما علينا أن نفعله هو أن نبدأ تمرين الطفل على الصيام تدريجيا في سن السادسة أو السابعة بصيام ربع اليوم أو أقل، ثم تزيد المدة إلى نصف اليوم لتصل إلى يوم كامل في سن الثامنة تقريبًا.

ثم نبدأ في تعويد الطفل على صيام يومين أو ثلاثة في الأسبوع ليتم الشهر كله صائمًا في سن العاشرة.

مع مراعاة أن أغلبية الأطفال لا يستطيعون إكمال الشهر كله صيامًا قبل هذه السن، وأن هناك فروقًا فردية بين كل طفل وآخر، وأن الصيام ليس فرضًا على الطفل قبل بلوغه، ولم يرد فيه ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة مثل: «واضربوهم عليها لعشر» (6).

إذا استطاع الطفل اجتياز تجربة الصيام وكان يتمتع بصحة جيدة تؤهله للاستمرار؛ فيجب على الأهل تشجيعه والإشراف على غذائه؛ خاصة وجبة السحور التي يجب أن تحتوي على كميات كافية من السكريات التي تمد جسم الطفل بالطاقة اللازمة لنشاطه خلال النهار حتى لا يشعر بالتعب، فإذا أخذ كمية كافية من الغذاء والراحة ونام مبكرًا يستطيع الاستمرار في الصيام دون التعرض لأي مشاكل صحية.

الابتعاد عن المجهود البدني الشاق: مثل ممارسة رياضة بدنية عنيفة في النادي أو المدرسة للطفل غير المتعود على الصيام، وذلك من باب الرفق بالصغير حتى نقلل من فقدان جسمه للطاقة والسوائل، وخصوصًا في أيام الصيف.

وهذا يذكرنا بفعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أمر بالتخفيف على العامل الصائم، وجعله لا يعمل بعد صلاة العصر أبدًا مع إعطائه أجره كاملًا وطعامه وطعام عياله (7).

وكذلك إذا اكتشف الوالدان أن الطفل الصائم أكل خفية، فلا يعاقبانه، بل يستخدمان معه الأساليب التربوية، فيقبلان عذره، ويتلطفان معه، ويشعرانه بأنهما يفرحان بصومه، ويحزنهما أنه لم يستطع المواصلة، ثم يشجعانه، ويعدانه أن يقدما له المساعدة بتوفير أجواء مريحة وممتعة تسهل عليه الصيام، من خلال استخدام بعض الأفكار السابقة.

وكذلك ضروري ألا يتم معايرة الوالدين أو أحد أفراد الأسرة لإفطار الطفل قبل موعد الإفطار، بل يكون هناك تحفيز ويؤكدون له بأنه لو أتم صيامه لآخر اليوم فسوف تكون هناك مفاجأة كبيرة له، وعندما يتم الطفل أول صيام كامل له يكون الإفطار عبارة عن حفلة تحتفل فيها الأسرة بأكملها بإتمام الطفل الصيام لآخر اليوم.

كذلك يمكن استخدام القصة المفيدة والنافعة لتوصيل إيحاء إيجابي للطفل حول الصيام، والصبر على ما نحبه هو الطريق للفلاح في الحياة المستقبلية للطفل.

 

 

مع عدم إظهار الشفقة الزائدة عن الحد أمام الطفل بسبب جوعه أو عطشه، بل تحفيزه ودفعه إلى ذلك بأنه رجل ويتحمل المشاق.

________________

(1) أخرجه مسلم (1631).

(2) أخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136).

(3) أخرجه البخاري (6).

(4) تفسير ابن كثير (8/ 167).

(5) كيف نربي أبناءنا في رمضان- موقع مقالات إسلام ويب.

(6) أخرجه أبو داود (495).

(7) أطفالنا في رحاب رمضان/ صيد الفوائد.