logo

وضوح الرؤية لدى الدعاة


بتاريخ : الاثنين ، 15 رمضان ، 1437 الموافق 20 يونيو 2016
بقلم : تيار الاصلاح
وضوح الرؤية لدى الدعاة

أول شروط الداعي وضوح الرؤية لديه؛ بحيث يعرف من أين يبدأ، أو إلى أين يريد أن ينتهي، وما حدود المجال الذي سيعمل فيه، وقيمة كل دعوة في الهدف الذي يسعى الداعي إلى تحقيقه من وراء دعوته، ويرمي إلى تحصيله من خلال بلاغه، وكلما كانت الرؤية واضحة والهدف محددًا كان السير صحيحًا، والعمل متزنًا، والثمرة يانعة، وغاية الدعوة رضا الله تعالى، وتحقيق عبودية الله في أرضه، وعمارة الكون عن طريق البلاغ.

إن وضوح هذه الرؤية هو الكفيل بتحديد ميدان المعركة الرئيسية وسط ميادين المعارك الثانوية؛ {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217]، وهو الكفيل بتبيان العدو، الطرف الحقيقي وسط التابعين والمتداعين والمأجورين والمستعملين والمرتزقة، {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]،وهو الكفيل بترجيح منهج للتغيير من بين المناهج؛ {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11]، وهو الكفيل بتحديد رأس الأفعى من بين حبالهم وعصيهم التي تبدو وكأنها تسعى، حتى لا نصرف الضربة إلى حبال وعصي تاركين الأفعى.

إن وضوح الرؤية لا يكتمل إلا بمعرفة طبيعة المرحلة، وحقيقة المعركة، وإدراك حجم التحديات التي تواجهنا، وتبين جوهر الرسالة الذي يميز هذه الفترة بالذات، ومنهج التغيير الذي يميزنا عن غيرنا، ثم باستيعاب الأدوار التي يلزم أن نؤديها، ومعرفة نقطة الوصول التي نسعى إليها، أو حالة النجاح في هذه المرحلة، مع إدراك حالات النصر ومعنى التمكين، التي لو تحققنا بها خلال فترة من الزمن لكُنَّا من الموفقين في مسعانا بفضل الله عز وجل، وهذا ما نرجو الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إلى بيانه(1).

إن وضوح الأهداف يعين كثيرًا في الاعتبار بالماضي، واستبصار الحاضر، واستشراف المستقبل، ويدفع المرء إلى رسم أطر واضحة يعرف فيها بدقة ما الموضوعات التي سوف يتحدث عنها؟ وما القواعد التي يريد بناءها؟ وما الأمراض الفكرية والمنهجية التي يقصد معالجتها؟ وما أنسب السبل لتحقيق ذلك؟ ويعرف في ذلك الأولويات التي ينبغي البدء بها، ويحدد طريقة المعالجة، ونحو ذلك؟(2).

إن تحديد الهدف في أي عمل يقوم به الإنسان هو الخطوة الأولى للتخطيط الناجح؛ وذلك لأنه يتوقف عليه نوع الدراسة الموصلة إليه، كما يترتب عليه نوعية الوسائل التي يجب استعمالها لبلوغه، ومثل الذين يعملون من غير أن يحددوا أهدافهم كمثل إنسان يضرب في الصحراء دون أن يكون معه دليل يرشده، أو قائد يهديه، ولا شك أنه سيظل يسير حتى يمل السير، ويضرب في الأرض حتى يضطرب ويختل، والله عز وجل قد علمنا ذلك؛ فلما أراد أن يخلق آدم عليه السلام حدد الغاية من خلقه، فقال عز من قائل للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]، وقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، ثم وضح الوسائل المؤدية إلى ذلك بالشريعة التي شرعها لعباده، كما حدد سبحانه الهدف من إرسال الرسل فقال جل شأنه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25]، ثم برهن سبحانه بطريق النقل والعقل على صحة الهدف الذي دعاهم إليه(3).

وقبل أن يرسل موسى عليه السلام؛ بل قبل أن يتم فصامه، يبين ربنا سبحانه وتعالى الرؤية والهدف والغاية، قبل أن يبين الوسيلة (موسى عليه السلام): {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} [القصص:5-7].

إن من أعظم ضروريات الدعوة إلى الله تعالى أن يكون الداعية عالـمًا مدركًا لما يدعو إليه، فقيهًا فيه بخاصة، قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].

والبصيرة أخص من العلم العام، وفيها معنى زائد عليه، فهي تعني: البينة، والإدراك، والوضوح، والفهم، واليقين، ومن البصيرة: أن يدرك الداعية عواقب الأمور، وألا يغفل عن النتائج في أقواله وتصرفاته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فلا بد من هذه الثلاثة: العلم، والرفق، والصبر، العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه، والصبر بعده، وإن كان من الثلاثة مستصحبًا في هذه الأحوال»(4).

فالفقه قبل الأمر؛ ليعرف المعروف وينكر المنكر، وهذا شرط من شروط الدعوة إلى الله تعالى، وواجب من واجبات الداعية؛ أن يكون الداعية مدركًا لما يدعو إليه، متحليًا بالفطنة، متسلحًا باليقين، ثابت الخطوة، واضح الرؤية في دعوته، ومدعويه، وفيمن حوله من أصدقاء وأعداء، وما يقع من أحداث، فكل هذه المعاني تتضمنها (البصيرة)، فهذا الشرط الذي ألزم الله به الدعاة في دعوتهم.

ولهذا فلا يجوز للمسلم أن يدعو إلى الله إلا بعد أن يحمل قدرًا من العلم يكفيه في دعوته، وفهمًا ووضوحًا ينير له طريقه؛ فالعلم يسدد له مسيرته، والفهم يوضح له رؤيته، فمن لم يحمل العلم في دعوته انحرف، ومن لم يكن على بصيرة تعثر.

وفضلًا عن هذا، فإن الداعية بغير بصيرة آثم عند الله لمخالفته أمر الله، ولأن فاقد البصيرة (العلم والفهم) لا يُضل نفسه فحسب؛ بل يضل معها غيرها ممن يدعوهم، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ} [الحج:3]، فلربما جعل الأمر نهيًا، والنهي أمرًا، والمعروف منكرًا، والمنكر معروفًا، والسنة بدعة، والبدعة سنة.

ولربما دعا إلى أمر غير مشروع، باسم الدين، كمن يعلم الناس الضلال والابتداع باسم الدين؛ كالخوارج والمعتزلة، وغلاة الصوفية والروافض؛ ولهذا حذر الله من أمثال هؤلاء فقال سبحانه: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام:119].

وقد عدَّ الله كل قول بغير علم افتراء، فكيف إذا كان في الدين والدعوة إليه، قال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء:36].

وقال سبحانه بعد أن عدد بعض أقوال الكافرين وأفعالهم الكفرية: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ}  [الأنعام:140](5).

ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع مقالته أن يعيها حتى يبلغها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضَّر الله امرأً سمع منا شيئًا فبلغه كما سمع، فرب مبلَّغ أوعى من سامع»(6).

ولأهمية هذا عقد الإمام البخاري بابًا في صحيحه: (باب العلم قبل القول والعمل)، فإن العلم يسدد القول، ويصوب العمل.

وقال ابن حيان الأندلسي: «لأن الدعاء إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر لا يصلح إلا لمن علم المعروف والمنكر، وكيف يرتب الأمر في إقامته، وكيف يباشر، فإن الجاهل ربما أمر بمنكر، ونهى عن معروف...، وقد يغلظ في مواضع اللين، وبالعكس»(7).

وقال الحسن محذرًا من ترك العلم والابتعاد عنه: «العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلبًا لا يضر بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبًا لا يضر بالعلم، فإن قومًا طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا»(8).

ومن هنا كان القول على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم  من أخطر الذنوب والمحرمات؛ لما فيه من الضلال والإضلال.

قال ابن القيم: «وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات وأعظمها إثمًا...، وهو أصل الشرك، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم...، وأصل الشرك والكفر هو القول على الله بلا علم»(9).

وعليه فيجب على الدعاة إلى الله تعالى أن يتعرفوا على الحكم الشرعي في المسألة التي يرغبون الدعوة إليها، وأن يتعرفوا على أقوال العلماء حولها، إن تعددت أقوالهم واختلفت مذاهبهم فيها، كما أن عليهم أن يعلموا رتبتها من الدين، وأن يتعرفوا على مقاصد الإسلام في تشريعاته وأحكامه.

والخلاصة: أن يبني هدفه على علم وبصيرة، وفهم وإدراك، ووضوح رؤية، لا أن يستخدم الهوى، والعقل المجرد، والتقليد للآخرين، فمفهوم البصيرة شامل لذلك كله.

أثر وضوح الرؤية على نجاح الدعوة:

لا شك أن من أهم عناصر نجاح الدعوة والداعية تحديد الهدف ووضوح الرؤية، ولذلك آثار إيجابية، منها:

1- تحقق الاقتداء بإمام الدعاة عليه الصلاة والسلام، فلم تكن حركته الدعوية عشوائية أو بغير هدف واضح، فالداعية الذي يصوغ هدفه بوضوح يتحقق له الاقتداء.

2- معرفة ما يريد الداعية الوصول إليه، فيكون ذلك دافعًا قويًا وحافزًا عظيمًا لمواصلة المسير.

3- يدرك الداعية بهذه الرؤية طول الطريق وقصره، وماذا يريد من الوسائل، وما الأساليب التي يريد استخدامها؟

4- يستطيع الداعية القياس لمدى صحة مسيره، والتقويم الصحيح لسلامة خطواته.

5- عظم الأجر والمثوبة، فالأجر يعظم بعظم العمل، والعمل يعظم بعظم الهدف الذي يريد الداعية تحقيقه.

الآثار السلبية لغياب الرؤية أو عدم وضوحها:

إن واحدة من تلك الآثار كافية لئن يسارع الداعية لصياغة هدفه والعمل له، فكيف وهو أساس العمل الدعوي؟

1- التخبط في الأعمال الدعوية، وعدم الثبات على هذه الدعوة، فهذا الداعية لا يدرك إلى أين هو ذاهب.

2- طول الطريق وعدم سلامته.

3- كثرة العقبات المؤدية إلى التساقط أو ضعف المسير.

4- الملل والفتور؛ إذ لا يدري هذا الداعية ماذا يريد أن يحقق؟

5- قد يفسد أكثر مما يصلح، كما قال عمر بن عبد العزيز: «من عمل في غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح»(10).

خلاصة ما سبق:

1- من المهم جدًا للداعية أن يكون لديه رؤية يسعى من خلالها، ويريد أن يصل بها، وأن تكون واضحة لدى الداعية.

2- ومن المهم أن يدرك أن الهدف الأعلى والأكبر، لكل داعية ودعوة، هو السعي لإخراج العباد من عبادة الهوى والدنيا إلى عبادة الله وحده، ومن ثم الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى، وما أعده سبحانه لعباده الداعين إليه.

3- ومن المهم تحديد الأهداف القريبة التي يريد تحقيقها وتوصل إلى الهدف الأكبر؛ مثل: نشر العلم الشرعي بين الناس، وتعميق العقيدة في نفوس الناس، ونشر الخير والمعروف والفضائل، وإنكار المنكرات الظاهرة، وتربية الناس على الأخلاق، ونشر المفاهيم الصحيحة المنبثقة من الكتاب والسنة، وتوعية الناس بالواجبات الشرعية، وتربية الأسرة على الدين، وتحفيظ القرآن الكريم للناشئة، ونشر السنة النبوية، وغيرها من الأهداف التي يعمل الداعية لتحقيقها.

4- قد ينبثق من الهدف المحدد أهداف أخرى أقل، وعلى الداعية ألا يستكبر هدفًا، وألا يستصغر آخر، فكلٌ يحدد هدفه وأهدافه في ضوء إمكاناته وقدراته، وفي ضوء الحاجة إليه(11).

أسباب عدم وضوح الرؤية:

1- رفع الاجتهادات البشرية إلى مستوى الأحكام الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة، فيعتبر الرأي المخالف فيها باطلًا مجافيًا للحق؛ بل قد يتخذه مناط الولاء والعداء، وقد ينسب المخالف في الاجتهاد إلى البدعة والفسوق، إن لم يكن إلى الكفر، وهذا كله مخالف للكتاب والسنة ولما عليه سلف الأمة في هذا الباب.

2- الانطلاق من تزكية النفس وتنزيه الذات، في مقابل الحط من الآخر وتضخيم عيوبه، ولسان حاله يقول: أنا الأعلم بالشرع، والآخر لا يدري شيئًا، وأنا الأتبع للشرع، والآخر حائد عنه، ولا حاجة إلى التأكيد على مخالفة ذلك للنصوص الصريحة، ومن ذلك قوله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}[النجم:32].

3- مكتفيًا بذاته، لا يحتاج إلى من ينبهه إلى خطأ، أو يعرفه بنقص، كما لا يحتاج إلى الاستفادة من الغير، ومن ثم: فهو يخوض تجربته الدعوية وحده، ويصوغ أحكامه أو اجتهاداته وحده، ولا يأخذ بعين الاعتبار ما يقوله غيره، ولو كان من العلماء المعتبرين أو المجربين المحنكين.

4- ينظر إلى الأفكار والأشخاص نظرة تتسم بالمطلقية، فهي إما خير محض وإما شر محض، والآخرون إما أصدقاء وإما أعداء، ولا حل وسط، ولا مجال لأي تطبيق جزئي أوأي تدرج، وهذا يناقض بدهيات العقول، كما يناقض ما قرره علماء السلف من أن أي شخص أو طائفة قد يكون عندها بعض الحق أو بعض الصواب، الذي يجب أن يُعرف لها.

ولقد كان من نتائج غياب الرؤية في تفكير الدعاة:

1- الابتعاد عن الأعمال المنتجة العميقة الأثر، التي تحتاج إلى وقت وجهد للقيام بها، ولا تظهر آثارها في الزمن القريب، والعنايةُ أكثر بالأعمال سريعة الأثر وقريبة النتائج، وهي مهما علا شأنها لا يسوِّغ أن تكون بحال هي الميدان الوحيد الذي يفكر فيه الدعاة.

2- غياب الرؤية البعيدة والنظر الاستراتيجي العميق للواقع، وعدم دراسة المتغيرات التي تحكمه واتجاهاتها؛ مما يوقع المجتمعات الإسلامية أمام المفاجآت، ويحرمها من التوقع المسبق للمشكلات، ومن ثم الإعداد لها ومواجهتها، وذلك واجب ينبغي أن يقوم بأعبائه الدعاة إلى الله عز وجل.

3- التسرع في التقويم، والحكم على كثير من الجهود الدعوية التي ربما لا تظهر آثارها في الزمن القريب المنظور، وترتب على ذلك اعتبار الابتلاءات التي تصيب الدعوة دلائل فشل وإخفاق، وافتراض ثبات الأوضاع القائمة بكل متغيراتها وظروفها(12).

إننا اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في طريقة تفكيرنا، وإعطاء الأمور ما تستحقه من الوقت؛ مما يؤمل معه أن تنتقل الدعوة إلى مواقع ومساحات كانت قد حرمت منها، وأن تتسع النظرة ويبعد الأفق.

___________________

(1) رسالة: وضوح الرؤية على طريق الدعوة، موقع: زاد السائرين.

(2) كيف نخاطب الجماهير، موقع الشيخ سلطان العمري.

(3) أسس الدعوة وآداب الدعاة، محمد السيد الوكيل، ص43.

(4) مجموع الفتاوى، لابن تيمية (28/ 137).

(5) منهج الدعوة، ص58.

(6) أخرجه البخاري (1741).

(7) تفسير البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي (3/ 20).

(8) جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (1/ 136).

(9) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لابن القيم (1/ 403-404).

(10) جامع بيان العلم وفضله (1/ 27).

(11) وضوح الرؤية والهدف، موقع السنة.

(12) الدعاة والبعد الزمني الغائب، مجلة البيان (العدد:115).