logo

صناعة العقول


بتاريخ : الثلاثاء ، 12 ربيع الأول ، 1440 الموافق 20 نوفمبر 2018
بقلم : تيار الاصلاح
صناعة العقول

لقد جاءت شريعة الإسلام بحفظ ضروريات الإنسان الخمس، والتي منها العقل، فالمحافظة عليه مطلب من مطالب الإسلام، نظرًا لما للعقل من أهمية في تميز الإنسان عن غيره من بقية المخلوقات؛ بل وبه يتمايز البشر بعضهم على بعض، فليس العاقل كالأحمق، وليس اللبيب كالسفيه، ولكل أحكامه وصفاته.

ولقد امتدح الله تعالى العقل في كتابه: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال:22]، وجعله مناط التكليف في شريعته، وبَيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من سلب نعمة العقل فقد سقط عنه التكليف، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رُفِع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر»(1).

فقوله صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة: عن الصغير حتى يكبر»؛ لأن عقله لم يتم، «وعن المجنون حتى يعقل»؛ لأن جنونه يمنعه من استخدام عقله، «وعن النائم حتى يستيقظ»؛ لأن النوم سلطان على العقل، والمؤمن، مثلًا، قد يكون شديد المرض، لكن ما دام يعي ويعقل يكلف بالصلاة، وقد يكون مرضه في عقله، فلو كان صحيح البدن لا يكلف بالصلاة؛ لأن العقل مناط التكليف.

إن الأصل أن الإنسان يميز بعقله كل شيء، وهو من أعظم ما كرم الله به بني آدم(2).

جاء الإسلام وخاطب، أول ما خاطب، العقل، وحرص، أيما حرصٍ، على تنبيه العقول وإيقاظها من غفلتها، وهزها هزًا عنيفًا حتى تكون محلًا مناسبًا للخطاب الإلهي الكريم، فالإيمان ليس لحظة انفعال بالخطاب الإيماني، سريعًا ما تزول مع زوال المؤثرات، أو وجود العوائق والشواغل.

إن الإيمان الذي أراده الخطاب الرباني يمر عبر العقل إلى القلب، فيكون إيمانًا ثابتًا كالجبال الرواسي، يدفع بصاحبه إلى الجد والعمل، أما ذلك الإيمان الانفعالي فهو لا يولد إلا شخصية مهتزة في تكوينها العقدي وبنائها النفسي، فتكون كالشجرة العملاقة التي ليس لها جذور ضاربة في الأرض، فتهوي مع أول هبة ريح تمر بها.

إن الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه موضحًا مجال التأثر في الإنسان، وسبب إعراض الكفار عن قبول دعوته، فقال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ} [الفرقان:44]، فالاستماع والعقل مظنة الاستجابة، وهؤلاء أكثرهم ليس لديهم استماع جيد ولا عقل يعي؛ ومن ثم فقد سُدت عليهم منافذ الاستجابة، فكانوا كالأنعام؛ بل هم أضل، وبقيت القلة، بمفهوم المخالفة، لها استماع وعقل أنقذها من الضلال والشرك، وقادها إلى الإيمان الحق.

وعلى هذا النحو جاءت الآيات تطرق باب العقل عله يقبل الهدى؛ {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [المؤمنون:80]، {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الجاثية:13]، {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال:22]، {كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة:73].

ومن مظاهر تكريم الإسلام للعقل أمره بالتعلم والحث على ذلك، فكما أن نمو الجسم بالطعام فإن نمو العقل بالعلم؛ إذ بهذا يكون الإيمان عن إدراك أوسع وفهم أعمق واقتناع أتم؛ بل قرن سبحانه ذكر أولي العلم بذكره عز وجل وذكر ملائكته {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران:18]، {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]، {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11].

وجعل العلم مشاعًا لأنه غذاء العقل الذي به ينمو {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)} [البقرة:159-160].

وليس ثمة عقيدة تقوم على احترام العقل الإنساني، وتكريمه، والاعتماد عليه في فهم النصوص كالعقيدة الإسلامية، ويبدو هذا واضحًا في آيات كثيرة من كتاب الله، مدح الله عز وجل فيها العقل، ورفع من شأنه، من خلال توجيهه إلى النظر، والتفكر، والتدبر، والتأمل.

لقد أكرمت الشريعة الإسلامية هذا العقل أيما تكريم، وإليك أبرز مظاهر تكريم الإسلام للعقل والاهتمام به:

أولًا: قيام الدعوة إلى الإيمان على الإقناع العقلي، فلم يطلب الإسلام من الإنسان أن يطفئ مصباح عقله ويعتقد؛ بل دعاه إلى إعمال ذهنه وتشغيل طاقته العقلية في سبيل وصولها إلى أمور مقنعة في شئون حياتها: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29].

ثانيًا: لم يجبر الإسلام العقل على الإيمان، وإنما ترك له الخيار بين الإيمان والكفر:  {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:2]، وبعدها يتحمل المرء تبعات اختياره.

ثالثًا: ذم الإسلام ذلك العقل الذي يقلد دون أن يُعمل ذهنه، وحذّر من التقليد الأعمى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة:170].

رابعًا: أمر الإسلام العقل أن يتعلم وحثّه على ذلك؛ لأن نمو العقل بالعلم: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11].

خامسًا: من مظاهر تكريم الإسلام للعقل والمحافظة عليه أنه نهى عن كل ما يؤثر في سيره أو يغطيه، فضلًا عما يزيله؛ لذلك حرّم الإسلام شرب الخمر؛ بل وحرم كل مسكر؛ بل وامتد التحريم إلى الكمية التي لا تسكر منها، فقال عليه الصلاة والسلام: «ما أسكر كثيره فقليله حرام»(3)، كل هذا حفاظًا على العقل وعلى بقائه.

ومع تقدير الإسلام للعقل إلا أن الشرع قد حدد للعقل مجالاته التي يخوض فيها؛ حتى لا يضل، وفي هذا تكريم له أيضًا؛ لأن العقل مهما بلغ فهو محدود الطاقات والملكات، لا يستطيع أن يدرك كل الحقائق مهما أوتي من قدرة، وسيظل بعيدًا عن متناول كثير من الأشياء.

وإذا حاول الخوض فيها التبست عليه الأمور، وتخبط في الظلمات، وركب متن العديد من الأخطار؛ لذا منع الإسلام العقل من الخوض في أربعة أمور: التفكير في ذات الله، والتفكير في القدَر، والتشريع من دون الله، ومحاولة معرفة حقائق الغيب.

فهذه الأمور الأربعة ضلال العقل فيها متحتم لو دخلها، ولهذا جاء النهي عن الخوض فيها، وما ضلال وفساد ما يسمى بالمدرسة العقلية إلا بتغليب جانب العقل والتضخيم من حجمه، وتقديم العقل على النقل، فحصل منهم التخبطات التي ليس هذا مجال التفصيل فيها.

لذا أمَر الإسلام العقل بالاستسلام والامتثال للنقل والشرع والوحي، حتى ولو لم يدرك الحكمة والسبب؛ ولذا يخطئ كثير من الناس بل وينحرف إذا صار لا يسير مع الشرع إلا بما اقتنع به عقله، وما غواية إبليس إلا من هذا الباب، وهو أنه لما أمره الله بالسجود لآدم لم يمتثل، واستبد برأيه ونظر للقضية من باب: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12]، فلم يمتثل للأمر طلبًا للسبب الذي لأجله يسجد الفاضل للمفضول حسب عقله، فكانت اللعنة عليه إلى يوم الدين.

فبعض الناس قد يؤتيه الله عقلًا، وتكون عقليته نادرة، فيصاب بالغرور من هذا الباب فيخرج من الدين، والعياذ بالله، وهو لا يشعر؛ لأنه لا يُسلم عقله للشرع والدين والعلم.

إن استخدامات العقول اليوم متنوعة متعددة، أولئك الذين وهبهم الله عقولًا فذّة، وعبقرية متّقدة، يمكن أن نقسمهم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: العقول الربانية:

وأصحاب هذه العقول هم الذين جعلوا همهم الآخرة، إذا قاموا فمن أجل الدين، وإذا قعدوا فمن أجله كذلك، وهذه العقول هي عقول العلماء والدعاة وطلاب العلم ومصلحي الأمة والكتّاب والمفكرين، أولئك الذين استخدموا عقولهم وسخروها فيما يرضي الله جل وتعالى، وجعلوا كل تفكيرهم فيما ينفع الأمة ويصلح من أحوالها ويغيّر حالها.

هذه الفئة لا شك أنهم أفضل الناس للناس، إنهم لا يعيشون لأنفسهم، إنما يعيشون لغيرهم، وكم هي المنّة من الله والخير لهذا الإنسان الذي قد وهب عقله وسخره لتعليم آية، أو بيان حكم، أو إزالة منكر، أو أمر لإصلاحِ وضعٍ: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} [ص:46].

القسم الثاني من العقول: العقول الحيوانية:

وأصحاب هذه العقول قد مُنحوا عقولًا وتفكيرًا وذكاءً، لكن اهتماماتهم هي نفس اهتمامات الحيوان، الأكل والشرب والنكاح، كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} [محمد:12]، هذه العقول تعيش لنفسها، ولا تفكر إلا في ذاتها، تفاعلاتها سلبية مع أوضاع وأحداث الأمة، ونسبة هؤلاء، مع كل أسف، غير قليل في الأمة، فاحذر، أخي المسلم، أن تُصنّف مع هؤلاء.

القسم الثالث: العقول المجرمة:

وأصحاب هذه العقول هم الذين سخّروا عقولهم وذكاءهم ونباهتهم في محاربة الدين، والصد عن سبيل الله، ووقفوا ضد تيار الإصلاح، وهؤلاء على درجات وأصناف: منهم العلماني الحاقد، ومنهم المسلم الخبيث، ومنهم المنافق اللئيم، يتظاهر بالصلاح والإصلاح وهو من أشد أعداء الإصلاح، وبين كل درجة ودرجة من هؤلاء أقسام وأقسام، كل بحسبه، الجامع بينهم هو تحريك هذه العقول وتوظيفها في مقاومة ومحاربة الدعوة من الانتشار، ومنع الصحوة من التمدد، ولكن، ومع كل أسف، مع ما أعطوا من عقول فإن عقولهم لم تكشف لهم بعد بأن دين الله لا يُغالب، وأن مكرهم وكيدهم سينقلب عليهم: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30]، {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)} [الطارق:15-17](4).

ولكن لما كان للعقول في إدراكها حد تنتهي إليه لا تتعداه، لم يجعل الله لها سبيلًا إلى الإدراك في كل مطلوب؛ فلم يجعل لها سبيلًا لإدراك أغلب مسائل الاعتقاد؛ إذ لا يمكن للعقول أن تستقل بمعرفتها لولا مجيء الوحي بها وبأدلتها العقلية، وما على العقول إلا فهمها وتدبرها.

وأيضًا، فإن كثيرًا من مسائل الاعتقاد لا تدرك العقول حقيقتها وكيفياتها، ولو فهمت أدلتها وتدبرتها؛ كالروح التي في أجسادنا: عسر على الناس التعبير عن حقيقتها لما لم يشهدوا لها نظيرًا، وكذا صفات ربنا عز وجل، رغم أننا فهمنا معانيها بعقولنا من اعتبار الغائب بالشاهد، إلا أن حقيقتها وكيفياتها لا تدركه عقولنا؛ لأن العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف، والموصوف عز وجل ليس كمثله شيء؛ فهو متصف بصفات الكمال التي لا يماثله فيها شيء، وكذا ما أخبر الله جل جلاله عنه من أمور الآخرة؛ كالجنة ونعيمها، والنار وجحيمها، وغير ذلك من المغيبات، ليست من مدارك العقل، ولا في متناوله، مع أن العقل يقر بها ولا يحيلها(5).

فلا بد لهذا العقل الذي يضطرب تحت ضغط الأهواء والشهوات والنزعات، وهي شتى، من ضابط آخر يضبطه هو ذاته، ويحرسه بعد أن يضبطه من الخلل أيضًا، ويرجع إليه هذا العقل بكل تجربة، وكل حكم، في مجال الحياة البشرية، ليقوِّم به تجربته وحكمه، وليضبط به اتجاهه وحركته.

والذين يزعمون للعقل البشري درجة من الأصالة في الصواب كدرجة الوحي، باعتبار أن كليهما، العقل والوحي، من صنع الله فلا بد أن يتطابقا، هؤلاء إنما يستندون إلى تقريرات عن قيمة العقل قال بها بعض الفلاسفة من البشر، ولم يقل بها الله سبحانه، والذين يرون أن هذا العقل يغني عن الوحي، حتى عند فرد واحد من البشر مهما بلغ عقله من الكبر، إنما يقولون في هذه القضية غير ما يقول الله، فالله قد جعل حجته على الناس هي الوحي والرسالة، ولم يجعل هذه الحجة هي عقلهم البشري، ولا حتى فطرتهم التي فطرهم الله عليها من معرفة ربها الواحد والإيمان به.

لأن الله سبحانه يعلم أن العقل وحده يضل، وأن الفطرة وحدها تنحرف، وأنه لا عاصم لعقل ولا لفطرة، إلا أن يكون الوحي هو الرائد الهادي، وهو النور والبصيرة، والذين يزعمون أن الفلسفة تغني العقل عن الدين، أو أن العلم، وهو من منتجات العقل، يغني البشرية عن هدى الله؛ إنما يقولون قولًا لا سند له من الحقيقة ولا من الواقع كذلك، فالواقع يشهد أن الحياة البشرية التي قامت أنظمتها على المذاهب الفلسفية أو على العلم هي أبأس حياة يشقى فيها الإنسان، مهما فتحت عليه أبواب كل شيء، ومهما تضاعف الإنتاج والإيراد، ومهما تيسرت أسباب الحياة ووسائل الراحة فيها على أوسع نطاق، وليس مقابل هذا أن تقوم الحياة على الجهل والتلقائية؛ فالذين يضعون المسألة هكذا مغرضون؛ فإن الإسلام منهج حياة، يكفل للعقل البشري الضمانات التي تقيه عيوب تركيبه الذاتي، وعيوب الضغوط التي تقع عليه من الأهواء والشهوات والنزعات، ثم يقيم له الأسس، ويضع له القواعد، التي تكفل استقامته في انطلاقه للعلم والمعرفة والتجربة، كما تكفل له استقامة الحياة الواقعية التي يعيش في ظلها، وفق شريعة الله، فلا يضغط عليه الواقع لينحرف بتصوراته ومناهجه كذلك، والعقل بمصاحبة وحي الله وهداه بصير، وبترك وحي الله وهداه أعمى، واقتران الحديث عن تلقي الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي وحده، بالإشارة إلى العمى والبصر، بالسؤال التحضيضي على التفكير: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام:50].

اقتران الإشارات وتتابعها على هذا النحو في السياق أمر ذو دلالة في التعبير القرآني؛ فالتفكر مطلوب، والحض عليه منهج قرآني؛ ولكنه التفكر المضبوط بضابط الوحي، الذي يمضي معه مبصرًا في النور، لا مطلق التفكر الذي يخبط في الظلام أعمى، بلا دليل ولا هدى ولا كتاب منير.

والعقل البشري حين يتحرك في إطار الوحي لا يتحرك في مجال ضيق، إنما يتحرك في مجال واسع جدًا؛ يتحرك في مجال هو هذا الوجود كله، الذي يحتوي عالم الشهادة وعالم الغيب أيضًا، كما يحتوي أغوار النفس ومجالي الأحداث، ومجالات الحياة جميعًا، فالوحي لا يكف العقل عن شيء إلا عن انحراف المنهج، وسوء الرؤية والتواء الأهواء والشهوات، وبعد ذلك يدفعه إلى الحركة والنشاط دفعًا، فهذه الأداة العظيمة التي وهبها الله للإنسان، العقل، إنما وهبها له لتعمل وتنشط في حراسة الوحي والهدى الرباني، فلا تضل إذن ولا تطغى(6).

ومن الناس من يعطل نعمة العقل من القيام بوظيفتها، فلا يجهدون عقولهم في شيء؛ بل تظل عقولها مرهونه بعقول الآخرين، وتصوراتهم وأفكارهم مرهونه بأفهام وأفكار غيرهم، كما قال خالد بن الوليد عن حالته قبل الإسلام في تعطيل عقله وفهمه عن الادراك، قيل لخالد رضي الله عنه حين أسلم متأخرًا: «أين كان عقلك يا خالد، فلم تر نور النبوة بين ظهرانيكم منذ عشرين سنة؟!»، فقال: «كان أمامنا رجال كنا نرى أحلامهم كالجبال»(7).

قال الأستاذ الإمام ما معناه: «ولضعف العقل أسباب؛ منها ما هو فطري؛ كما هو حال أهل البله والعته، وهو الذي لا يكلف صاحبه ولا يلام، ومنها ما يكون من فساد التربية العقلية؛ كما هو حال المقلدين الذين لا يستعملون عقولهم، وإنما يكتفون بما عليه قومهم من الأوهام والخيالات، ويرين على قلوبهم ما يكسبونه من السيئات، وما يكونون عليه من التقاليد والعادات، ولا يعتنون بما أمر الله به من تمزيق هذه الحجب وإزالة هذه السحب، للوقوف على ما وراءها من مخدرات العرفان ونجوم الفرقان وشموس الإيمان؛ بل يكتفون بما حكى الله عنهم في قوله: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف:22]، حتى يجيء اليوم الذي يقولون فيه: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [الأحزاب:67](8).

إن للعقل البشري وزنه وقيمته بوصفه أداة من أدوات المعرفة والهداية في الإنسان، هذا حق، ولكن هذا العقل البشري هو عقل الأفراد والجماعات في بيئة من البيئات، متأثرًا بشتى المؤثرات، ليس هناك ما يسمى (العقل البشري) كمدلول مطلق؛ إنما هناك عقلي وعقلك، وعقل فلان وعلان، وعقول هذه المجموعة من البشر، في مكان ما وفي زمان ما، وهذه كلها واقعة تحت مؤثرات شتى، تميل بها من هنا، وتميل بها من هناك.

ولا بد من ميزان ثابت، ترجع إليه هذه العقول الكثيرة فتعرف عنده مدى الخطأ والصواب في أحكامها وتصوراتها، ومدى الشطط والغلو، أو التقصير والقصور في هذه الأحكام والتصورات، وقيمة العقل البشري هنا هو أنه الأداة المهيأة للإنسان، ليعرف بها وزن أحكامه في هذا الميزان، الميزان الثابت، الذي لا يميل مع الهوى، ولا يتأثر بشتى المؤثرات.

ولا عبرة بما يضعه البشر أنفسهم من موازين، فقد يكون الخلل في هذه الموازين ذاتها، فتختل جميع القيم ما لم يرجع الناس إلى ذلك الميزان الثابت القويم.

والله يضع هذا الميزان للبشر للأمانة والعدل، ولسائر القيم، وسائر الأحكام، وسائر أوجه النشاط، في كل حقل من حقول الحياة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء:59](9).

إن المسلم المعاصر بحاجة إلى إعادة بناء وترميم ما اندثر أو ذهب من العقل والفهم؛ كي يتمكن من فهم مضامين التوجيهات القرآنية والنبوية، ويسير بها لإعمار الأرض، وفق المنهج الذي ارتضاه الله عز وجل.

إن الخطوة الأولى في هذا الصدد أن نشعر بالخطر، ونحس بالمرض الذي أصاب عقولنا، ثم نبحث كيف نخرج من هذا التيه العقلي، ببناء عقل سليم يملك أدوات التفكير، ويكون قادرًا على استيعاب الخطاب الموجه له، والتفاعل معه.

وإذ نتحدث عن العقل في الإنسان فلا بد وأن نفرق بين العقل الذي يُضَادُّه الجنون، والعقل الذي يضاده السَّفَه.

قال الإمام ابن القيم: «والعقل عقلان: عقل غريزة، وهو أبو العلم ومربِّيه ومثمِّره؛ وعقل مكتسب مستفاد، وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته، فإذا اجتمعا في العبد فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، واستقام له أمره وأقبلت عليه جيوش السعادة من كل جانب، وإذا فقد أحدهما فالحيوان البهيم أحسن حالًا منه، واذا انفرد انتقص الرجل بنقصان أحدهما»(10).

فهذا النوع الثاني من العقل هو مادة الحديث عن صناعة العقل؛ إذ هو الذي يقبل تلك الصناعة، وتؤثر فيه أدواتها، بخلاف الأول.

كان سلف الأمة يهتمون ويستشيرون أصحاب المواهب والعقول، فهذا الخليفة عمر بن عبد العزيز يقول: «لأن يكون لي مجلس من عبيد الله [أي: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد الفقهاء السبعة] أحب إلي من الدنيا»، وقال: «والله، إني لأشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال»، فقالوا: «يا أمير المؤمنين، تقول هذا مع تَحَرِّيك وشدة تحفظك؟!»، فقال: «أين يذهب بكم؟ والله، إني لأعود برأيه وبنصيحته وبهدايته على بيت مال المسلمين بألوف وألوف، إن في المحادثة تلقيحًا للعقل، وترويحًا للقلب، وتسريحًا للهمّ، وتنقيحًا للأدب»(11).

ويقول الإمام ابن القيم: «وقد مدح الله سبحانه العقل وأهله في كتابه في مواضع كثيرة منه، وذم من لا عقل له، وأخبر أنهم أهل النار الذين لا سمع لهم ولا عقل، فهو آلة كل علم وميزانه الذي به يعرف صحيحه من سقيمه، وراجحه من مرجوحه، والمرآة التي يعرف بها الحسن من القبيح»(12).

وإذا كان أمر العقل بهذه الخطورة، والأثر العظيم في حياة الفرد والأسرة والمجتمع؛ بل والعالم بأسره، كان لا بد على المسلمين، لا سيما من تصدوا لقيادة الأمة وتربيتها، من الولاة والعلماء وأهل الرأي ونحوهم، من النظر فيما ينهض بالعقل.

والناظر في كتاب الله عز وجل، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما ورد في التاريخ الإسلامي، والحضارة الإسلامية يجد عجبًا في مجال النهوض بالعقل وتنميته، فلنذكر من ذلك بعض الأدوات التي تظهر جليةً لكل متطلع.

أولًا: البيئة:

فهي أول أدوات التأثير في عقل الإنسان؛ لأنها مهد الإنسان ونشأته؛ ولذلك يتفق العقلاء على أن (الإنسان ابن بيئته)، يعنون أنه يتأثر بها، وبسلوكيات أهلها؛ فلذلك تجد تفاوتًا كبيرًا بين أبناء البيئات المختلفة، وما ذاك إلا لاختلاف المخزون الذي امتلأت به عقول بني هذه البيئات من جراء تأثير بيئاتهم المختلفة في عقولهم؛ مما يؤثر في سلوكياتهم.

والناظر إلى بيئة العرب قبل البعثة الإسلامية يجد أن ما كان بها من سلوكياتٍ وطباعٍ حسنةٍ كان سببًا في إسلام كثيرٍ منهم، وما كان فيها من عصبيةٍ جاهليةٍ وسلوكٍ سيئٍ كان من أهم أسباب صدود بعضهم، وبقائه على دينه الجاهلي، فمن ذلك قصة أبي طالب عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أبقته عصبيته لملة آبائه على دينهم، وتسببت في موته على الكفر، وما ذاك إلا للأثر العظيم للبيئة في تنشئة هؤلاء القوم على العصبية للآباء.

ثانيًا: التعليم والثقافة:

اللذان يرتقيان بمستوى عقل الإنسان، فيخرجانه عن بعض مساوئ بيئته وما نشأ عليه، ومما يبين أهمية ذلك ما نراه في كتاب الله عز وجل، وهو رأس مصادر الثقافة، من اهتمام بعقول المسلمين، والرقي بها، فلا تخطئ ذلك أبدًا في كتاب الله عز وجل عن طريق بيان أوجه ضلال الكافرين العابدين الأوثان، وتركيزه على أنه لم يدفعهم لذلك إلا سفه عقولهم، فيقول سبحانه وتعالى: {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء:67]، فيقرعهم إذ تركوا عبادة خالقهم ورازقهم ومدبر أمورهم، والمالك لكل شيء وإليه يرجعون سبحانه، وذهبوا إلى عبادة غيره، فأي عقول هذه العقول؟!

وكذلك لا تخطئ في ختام العديد من الآيات القرآنية: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة:44]، {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة:73]، {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [يونس:3]، {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24]، ونحو ذلك مما ينبه على أهمية الأمر، ومدى تأثير تعاليم الوحي في النهوض بالعقل والفكر، ورفعة القوم عن سفاسف الأمور.

وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة فترة بعثته، سيما الفترة المكية، ينتشل أصحابه من سفه العقول بعبادة الأصنام، وترك عبادة رب العالمين، ومن الجاهلية وعصبيتها وما فيها من مساوئ إلى رفعة العقول، وحسن التصرف، والناظر في سيرته صلى الله عليه وسلم يرى ذلك واضحًا جليًّا باديًا لكل أحدٍ، لا تخطئه عين.

وهذا وإن كان اهتمام أمة الإسلام بالدرجة الأولى إلا أنه قد اهتمت به كل الأمم المهتمة برفعة شأنها، ولو لم تكن مسلمة، فهذه اليابان بعدما أُلْقِيت عليها القنبلة الذرية، ودمرت دمارًا عظيمًا، إذا بها أول ما تهتم به هو التعليم، فكان المعلم يقف ليعلم التلاميذ فوق أنقاض المدارس، وما ذاك إلا لعلمهم بأهمية التعليم في صناعة عقول الأجيال.

ثالثًا: التربية:

وهي من أوائل ما يؤثر في الإنسان؛ إذ يتلقاها الإنسان غالبًا في مهد حياته، وانظر إلى قول الله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]، فانظر إلى اهتمام الأنبياء، وهم رءوس الإصلاح، بصناعة الأمم والنهوض بعقول أبنائها، وما ذاك إلا لإدراكهم أهميتها وتأثيرها.

وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربيته لأصحابه، فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: «كنت غلامًا في حِجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)، فما زالت تلك طعمتي بعد»(13).

رابعًا: القدوة:

وأما القدوة فلها وقع عظيم في قلوب الناس، فالفعل أقوى من القول، والنفوس إلى الاقتداء بالفعال أسرع منها إلى الاقتداء بالأقوال.

وقد بين الله عز وجل ذلك في مواضع عديدةٍ بالمنطوق والمفهوم، فمن ذلك قوله تعالى:   {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].

ولم تغفل السنة هذا الجانب؛ بل نبهت عليه وأوضحته وبينته، فمن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة أن ينحروا، ثم يحلقوا من أجل أن يتحللوا من عمرتهم، فلم يستجيبوا، فاستشار صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها، فأشارت عليه أن يخرج فينحر ويحلق ويتحلل، ففعل؛ فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا؛ اقتداءً به صلى الله عليه وسلم(14).

إن الأمة اليوم بحاجة إلى عقول مبدعة، لا نريد عقولًا تفكر فحسب؛ بل نحن بحاجة إلى إبداع في التفكير، حقًا إننا نعيش اليوم أزمة العقل المبدع، لقد سأم الناس من الروتين والتكرار، والتجديد والإبداع في الطرح ضمن دائرة الشريعة، وداخل حدوده، وضمن ضوابطه أمر مطلوب، لكن السؤال مرة أخرى أين هي العقول المبدعة؟!

إن على المصلحين والمربين أن يعتقدوا اعتقادًا جازمًا أنه ما من ظرف أو حالة أو موضوع إلا ويمكن إدخال شيء من الإصلاح عليه أكثر مما هو عليه، فقط يحتاج إلى إعمال العقل، إن إدخال مثل هذا الاعتقاد في مُرَكّبنا العقلي ضروري جدًا لمقاومة سلسلة الإحباطات التي تواجه المسلم في حياته.

ونحن تشتد حاجتنا إلى التفكير والإبداع؛ لأننا في مجتمع تعوّد الرتابة، وتعود أن يتلقى الأشياء وأحيانًا الأفكار معلبة وجاهزة.

ولا يشترط في الفكرة الإبداعية أن تكون مركبة ومعقدة، بحيث لا يستطيع إبداعها إلا من كان صاحب تأهيل علمي في ذلك المجال؛ بل إن الأمر أسهل من ذلك بكثير، بحيث يتعجب بعض من يراها كيف لم يتفطن لها من قبل؟

المشكلة هي أننا لم نتعود على تحريك هذا العقل، ونظن أن الفكرة الإبداعية لا بد أن تكون جديدة من أصلها، وهذا أمر خاطئ، ونظن أن الإبداع إنما هو من نصيب الأذكياء والموهوبين، وهذا أيضًا أمر خاطئ، ونخاف من الإخفاق، ولن يكون مبدعًا من لم يكن شجاعًا في تفكيره، والانهزام المؤقت ليس إخفاقًا، وقد قيل: لولا المشقة لساد الناسُ كلُهم.

ويذكر أن (إديسون) اخترع المصباح الكهربائي بعد أن أجرى أكثر من ألف تجربة غير ناجحة، وأن ابن سينا قال: «قرأت كتاب (ما بعد الطبيعة) لأرسطو، فما فهمته حتى قرأته أربعين مرة».

ويكاد المبدعون أن يجمعوا أنهم واجهوا في بداياتهم إحباطات وصعوبات وإخفاقات كادت أن تُقعدهم عن الاستمرار(15).

***

_______________

(1) أخرجه أبو داود (4398).

(2) تأملات قرآنية، المغامسي (20/ 9، بترقيم الشاملة آليا).

(3) أخرجه أبو داود (3681).

(4) صناعة العقل، موقع: ملتقى الخطباء.

(5) المفيد في مهمات التوحيد، ص26.

(6) في ظلال القرآن (2/ 1098-1099).

(7) أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 (131/ 355).

(8) تفسير المنار (1/ 130).

(9) في ظلال القرآن (2/ 690).

(10) مفتاح دار السعادة (1/ 117).

(11) تاريخ التشريع الإسلامي، ص310.

(12) مفتاح دار السعادة (1/ 117).

(13) أخرجه البخاري (5376)، ومسلم (2022).

(14) أدوات صناعة العقل على ضوء الكتاب والسنة، موقع: سماء الإسلام.

(15) حاجتنا إلى التفكير الإبداعي، مجلة البيان (العدد:238).