logo

ما مهارات الخطابة وكيف أتعلمها؟


بتاريخ : الأحد ، 23 ربيع الآخر ، 1443 الموافق 28 نوفمبر 2021
ما مهارات الخطابة وكيف أتعلمها؟

تعرّف مهارات الخطابة أوالـ Public speaking skills بأنّها القدرة على مخاطبة جمهور محدّد وإيصال الرسالة المرجوة بوضوح وثقة. سواءً كان ذلك أمام مجموعة من الأشخاص المألوفين للمتحدث، أو جمهورًا غريبًا عنه تمامًا.

ما الذي تشمله مهارات الخطابة؟ يندرج تحت مظلّة مهارة التحدّث أمام الجمهور عدد من المهارات الأخرى التي تعمل معًا في مختلف المواقف، نذكر منها ما يلي: القدرة على التعبير بوضوح. إمكانية تقييم احتياجات الجمهور.

مهارات السيطرة على التوتر والقلق المرتبط بالتحدث على العلن أمام الآخرين.

مهارات إعداد العروض التقديمية.

القدرة على جذب انتباه الجمهور.

مهارات الحفظ والاستذكار.

المقدرة على التحكم في نبرة الصوت للتأكيد على النقاط المهمة وتجنب الإلقاء الرتيب.

مهارات البحث والتقصي عن أحدث المعلومات والاتجاهات.

القدرة على تنظيم التدفق المنطقي للكلمة. مهارات السرد القصصي وحسّ الفكاهة لإحياء الخطاب وجعله أكثر متعة.

مهارات إدارة الوقت بفعالية لموازنة محتوى الخطاب مع الوقت المخصص للإلقاء.

أهمية مهارات الخطابة تتمثّل أهمية مهارات الخطابة والتحدّث أمام الجمهور في النقاط التالية:

إظهار مدى معرفة المتحدّث:

ستكون في أفضل حالاتك إن استطعت إيصال أفكارك للآخرين بوضوح وفعالية، وهذا بالضبط ما تمكّنك مهارات الخطابة القوية من فعله.

ففي النهاية، تُقاس درجة معرفتك وثقافتك الحقيقية بناءً على مقدرتك لإظهارها ونقلها للآخرين.

إظهار مدى ثقة المتحدّث بنفسه: لا تمكّنك مهارات الخطابة القوية من إظهار معارفك وحسب، بل هي انعكاس أيضًا لمدى ثقتك بنفسك، فالواثق قادر دومًا على التحدّث أمام الآخرين دون خوف أو تردّد. بعكس الشخص الذي يفتقر للثقة الكافية بنفسه، إذ تجده على الدوام متوترًا متلعثمًا في حديثه.

تعزيز الروح القيادية: كلّما تقدّمت في مسيرتك المهنية، ازداد عدد الأشخاص الذين يتعيّن عليك إدارتهم، وبالتالي تزداد حاجتك لمهارات خطابية قوّية تمكّنك من التواصل معهم وتحفيزهم وتوزيع المهام عليهم.

فكلّما تطوّرت مهاراتك الخطابية، زادت الفرصة لتكون قياديًا ناجحًا.

نصائح عملية لتعزيز مهاراتك الخطابية إن كنت تجد نفسك متوترًا ومحبطًا في كلّ مرّة يُطلب منك فيها إلقاء خطاب معيّن أو التحدّث أمام مجموعة من الناس، فأنت بلا شكّ بحاجة لتعزيز مهاراتك في هذا المجال، وفيما يلي بعض الطرق العملية والبسيطة التي تساعدك على فعل ذلك:

1- عزّز حضورك يتصف المتحدّثون الذين يمتلكون مهارات خطابية قويّة بما يلي: الثقة. الودّ. الحماس. النشاط والحيوية. حيث تأتي الثقة من اختيار موضوع تهتمّ به وتبحث فيه جيّدًا. في حين يظهر الودّ من خلال الابتسام للجمهور أثناء الإلقاء.

وأما الحماس والحيوية فيأتيان عفويًا عندما تستمتع بموضوعك وتستعدّ له جيّدًا. إن كنت تشعر بأن حضورك ليس قويًا بما فيه الكفاية، يمكنك أن تشاهد فيديوهات لمتحدّثين تفضّلهم، ومن ثمّ تقليد أسلوبهم في الإلقاء.

وكما يقول المثل الإنجليزي: "Fake it until you make it"، أي تظاهر بالثقة وقوّة الحضور حتى تصبح حقيقة مع الوقت، كما يمكنك الاطلاع على نصائح مفصّلة لتقوية الحضور من خلال مقالنا حول الكاريزما وقوة الحضور.

2- تحكّم في صوتك؛ صوتك هو أهمّ أداة لديك حين التحدّث أمام الجمهور. حيث يمكنك تحسين نوعية صوتك من خلال ممارسة تمارين التنفس.

استلقِ أرضًا، وضع يدك على بطنك، ثم خذ شهيقًا وعدّ للعشرة أثناء ذلك. وكرّر الأمر ذاته عند الزفير مع الحرص على جعل البطن يرتفع للأعلى وينزل للأسفل مع كلّ شهيق وزفير.

احرص على تطبيق هذه العملية أثناء إلقاء خطابك أيضًا.

3- انتبه إلى لغة الجسد احرص دومًا على أن تولي اهتمامًا خاصًا إلى لغة جسدك، فالكلمات ليست الطريقة الوحيدة لإيصال معلومة معيّنة، وحتى تضمن استخدام لغة الجسد المناسبة، التزم بما يلي: درّب نفسك على الوقوف بشكل مستقيم وبوضعية تنمّ عن الارتياح.

ضع يديك على جانبيك أو مدّهما أمامك إلاّ في حال كنت تستخدم إيماءة معيّنة لتأكيد نقطة ما في خطابك.

انتبه لتعابير وجهك دائمًا واحرص على أن تكون متوافقة مع كلماتك.

إن كنت تحكي قصّة حزينة فليس من المنطقي بالطبع أن تبتسم أو تضحك خلال الحديث، وقس على ذلك مختلف المواقف الحياتية.

حاول أن تتدرّب دومًا أمام المرآة لتصبح أكثر وعيًا بتعابير وجهك أثناء الإلقاء.

4- أوصل رسالتك جيّدًا عند التفكير في مهارات الخطابة، فأول ما يخطر لنا هو إيصال الرسالة المرغوبة إلى المستمعين بشكل صحيح وواضح.

فلا نفع من الصوت الجهوري ولغة الجسد المثالية إن لم يكن جمهورك قادرًا على فهم ما تريد قوله.

وحتى تطوّر هذا الجانب من مهارات الخطابة، جرّب ما يلي: تحدّث ببطء ورزانة، ولا تستغرب إن شعرت أنّك بطيء للغاية، فتلك إشارة على أنّك تستخدم السرعة المناسبة.

خذ استراحة لبضع ثوانٍ بين الأفكار أثناء طرحها حتى تمنح جمهورك فرصة لاستيعاب ما قلته. تجنّب استخدام أصوات الحشو أو الـ filler sounds مثل: "مممم"، "أووه" وأي شكل من أشكال التأتأة والتلعثم. تلاعب بنغمة صوتك ودرجته بناءً على محتوى خطابك حتى تتجنّب شعور المستمعين بالملل من نبرتك الأحادية.

5- ابنِ علاقة جيّدة مع جمهورك غالبًا ما يكون المتحدّثون الجيّدون على علاقة طيبة مع جمهورهم، وهي علاقة قد تنشأ قبل بضعة ثوانٍ فقط من بدء الخطاب.

ذلك أنّ هؤلاء المتحدّثين يدركون أنّ مهارات الخطابة ليست مجرّد الوقوف أمام مجموعة من الناس والتحدّث إليهم. وحتى تتمكّن من خلق تواصل إيجابي مع جمهورك قم بالآتي: رحّب بجمهورك بمجرّد أن تقف على منصّة الخطاب، وانتظر حتى يوجّه الجميع أنظارهم إليك كي تبدأ بالكلام. تواصل مع جمهورك من خلال توجيه بعض الأسئلة إليهم أو سماع تعليقاتهم حول خطابك.

تعرّف على بعض الحضور وتبادل معهم الحديث قبل إلقاء خطابك.

6- أنصت لصوتك الداخلي ونعني هنا صوتك الداخلي الإيجابي، حيث أظهرت الأبحاث أن التحدّث الإيجابي للنفس يسهم وبشكل كبير في تخفيف التوتر والخوف في مختلف المواقف.

لكن كيف تفعل ذلك؟ حسنًا، كلّ ما عليك القيام به هو أن تحاول رؤية مخاوفك بطريقة مغايرة، وإيجابية، فيمكنك على سبيل المثال أن تقول لنفسك: الخوف من التحدّث أمام الجمهور أمر طبيعي. هناك الكثير ممّن يخشون ملل الجمهور، أو من أن يضعوا أنفسهم موضع السخرية، فالأمر ليس مقتصرًا عليّ وحدي. حتى لو حصل لي الأسوأ، وفشلت في تقديم خطاب جيّد، فالجمهور سيتعاطف معي على الأغلب ولن تكون تلك نهاية حياتي. أيًّا كان مستوى مهاراتك الخطابية في الوقت الحالي، ومهما كنت شخصًا انطوائيًا يخاف الوقوف أمام جموع الناس والتحدّث إليهم، ثق أنّك قادر على تعزيز مهاراتك الخطابية مع التدريب والتمرين المستمرين، وهذا بالضبط ما يميّز المهارة عن الموهبة، فالأولى مكتسبة يمكن تطويرها، والثانية تكون في الأغلب فطرية.

 

المصدر: موقع فرصة