logo

نجاحك ظل لإدراكك وعزيمتك


بتاريخ : السبت ، 14 ذو القعدة ، 1436 الموافق 29 أغسطس 2015
بقلم : الدكتور إبراهيم الفقي
نجاحك ظل لإدراكك وعزيمتك

هنا حقيقة هامة مغروسة في طبيعية كل إنسان، وهي أنه يرجو السعادة لنفسه؛ يحب أن يكون ناجحًا عمليًا، ناجحًا اجتماعيًا وماديًّا، يحب أن يكون صاحب أسرة تعيش حياة هادئة، تظللها مشاعر المودة والرحمة.

فهل حقق كل واحد منَّا ما يرجو لنفسه من هذا كله؟ ليسأل كل واحد نفسه: هل أنت سعيد؟ هل أنت ميسور ماديًا، وفوق هذا كله: هل أنت متزن روحانيًا؟ فليس كل ناجح في عمله متزنًا روحيًا، وقد قامت إحدى الجامعات الأمريكية بإحصاء كانت نتيجته أن أقل من 3% من سكان العالم ناجحون متزنون، نعم؛ فقد يكون الإنسان ناجحًا لكنه غير متزن؛ روحه بائسة, مزاجه مضطرب، والقليل من الناجحين مَنْ يجمعون بين النجاح وسمو الروح!!

أسباب السعادة:

1- عمل ناجح.

2- إمكانات مادية.

3- تكوين أسرة.

4- روح متزنة.

5- مكانة اجتماعية.

هل يستقيم الظل والعود أعوج؟!

من الممكن أن يعمل الإنسان طوال عمره، يفكر ويبتكر ويضاعف الجهد، ويحقق أهدافًا كثيرة، ولكن يبقى أمامه ما يجعله يشعر بالنقص، وأن له هدفًا لم يحققه.

فما الذي يجعل الإنسان الناجح يصل لمرحلة يشعر عندها باكتئاب حاد، لا يشعر معه بقيمة ما حققه من نجاح؟! أذكر أنه في إحدى الدورات سألت الحاضرين سؤالًا: من يريد منكم دخول الجنة؟ فأجاب الجميع برغبتهم في دخولها، فسألتهم ثانية: فما الذي قدمه كل منكم لدخول الجنة؟ أو ما الذي فعله كل منكم ليكون ناجحًا في حياته؟

وهنا سمعت منهم إجابات عجيبة، تحمل أعذارًا واهية؛ بعضهم يُلقي باللوم على أبويه أو أسرته، وبعضهم يعلق عدم سعيه على ماضٍ أرهقه نفسيًا، أو على أحوال اجتماعية واقتصادية لا تشجع على التفكير والإبداع، وغير ذلك من الأعذار التي يظل الإنسان يرددها ويكرر التعليق عليها، حتى يصدقها وتصبح جزءًا من اعتقاده، وتؤثر في سلوكه بشكل تلقائي.

فكيف ينجح إنسان اعتقد في داخله أنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان يرى أن كل ما يحيط به يقف ضدَّه؟! كيف يسعد إنسان اعتقد أنه يفقد كل أسباب السعادة فأصبح منفعلًا وليس فاعلًا، أصبح ينتظر مددًا يأتيه من خارجه لا من داخلية نفسه، فتخيل إنسانًا بداخله كل هذه المشاعر من البؤس والعجز، مِنْ أين يأتيه النجاح والاتزان الروحي؟!

معوقات النجاح داخلية نفسية وليست خارجية:

الفشل:

1- ضغوط نفسية.

2- أسباب اقتصادية.

3- إحساس بالعجز.

4- بيئة غير مساعدة.

5- فتور وكسل.

فهل نشعر الآن بقيمة الدعاء الذي علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو به: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».

أضف إلى عمرك أعمار الآخرين:

وأقصد من ذلك أنه عليك أن تستفيد من تجارب الآخرين وخبراتهم، بالقراءة وسعة الاطلاع، بالاحتكاك المباشر مع أناس سعوا للنجاح وظنوا أنهم وصلوا إليه.

لقد التقيت العديد من الناس في مختلف البلاد، وكنت أسألهم: ماذا تعمل لكي تكون ناجحًا؟ هل النجاح سر من الأسرار؟ ما معنى النجاح؟

وإذا كانت هذه المعاني غير واضحة في ذهني فقد تكون واضحة في أذهان آخرين، ولا حرج في البحث والسؤال.

كنت في إحدى الدورات بأمريكا الشمالية، وأمامي حوالي ألف شخص، وسألتهم: ما النجاح بالنسبة لكل واحد منكم؟ واختلفت الرؤى والأفكار:

- كان نجاح أحدهم في المال؛ فإذا حقق مبلغًا معينًا شعر بسعادة النجاح.

- وكان نجاح أحدهم أنه يصل إلى مرحلة يشعر فيها أنه يعيش لحظته الراهنة كأنها آخر لحظات حياته؛ لأنه من الممكن أن تكون بالفعل آخر لحظات حياته.

- وبعضهم رأى النجاح في العلاقات الناجحة، وبعضهم رآه في اتزان الروح، وبعضهم في تكوين العائلة المستقرة...، وغير ذلك كثير.

ومع ذلك فقد قابلت مَنْ حقق المال، ومن نجح في علاقاته، وأكثرهم شقي النفس، مضطرب الروح، يشعر بالنقص دائمًا، فإذا كان شيء مما رآه هؤلاء سببًا للسعادة والنجاح فهناك ما لا تتم سعادة الإنسان بدونه، وهو شيء يضيء النفس من داخلها، ولا يشرق عليها من خارجها، فأنت.. أنت.. مصدر النجاح أو سبب الفشل.

________________

المصدر: موقع: مهارات النجاح للتنمية البشرية.