كيفية اكتساب الطاقة الإيجابية في الحياة
الطاقة الإيجابية هي إحدى المصطلحات المستخدمة في علم النفس، ويُقصَد بها مجموعة الصفات المرغوبة التي يجب أن توجد في الشخص؛ مثل: التفاؤل، والعطاء، والتعاطف، والتهذيب، وغيرها، والشخص ذو الطاقة الإيجابية هو شخص مقبول ومستقر عاطفيًا، كما أنه شخص منفتح، ومحب للتجارب الجديدة، وهو شخص مقبل على الحياة أيضًا.
وإن الوضع الطبيعي في حياة الأفراد أن يتصرف أي شخص سليم على فطرته، والمتمثلة في أن يكون إيجابيًا، بحيث يكون في حياته نشيطًا ومنفتح العقل، كما يتعاطف مع الآخرين ويحن عليهم، وأن يكون مبتسمًا، ويؤدي واجباته بنشاطٍ وتفاؤل، ولديه الطموح ليتقدم، ويواجه مشاكل الحياة ومصاعبها، كما ويختار الخطوات الصحيحة، والحلول المناسبة للتعامل معها، ويوازن بين مختلف جوانب حياته، وبذلك يستطيع التقدم في حياته، وهذا التقدم يعطيه دافعًا ليستمر، ويعتبر طاقةً دافعةً أو طاقة إيجابية.
ويمكن القول أن أبسط مفهوم للإيجابية هو معرفة الصواب وتنفيذه، فمثلًا دور الأب والأم مع الأبناء من الصغر إلى أن يكبروا هو خير مثال على معنى الطاقة الإيجابية، فالوالدان اللذان يمتلكان الطاقة الإيجابية نراهما يرعيان صغيرهما ويحملانه ويهتمان به، وعندما يصبح في المدرسة يساعدانه على حل الواجبات، وفي مراهقته يسعيان لحل جميع المشاكل التي يمر بها، وكل هذا ينبع من كونهما إيجابيّين، ويشعران بالحب تجاه أبنائهم، إذ يتمثل الصواب عندهما بإشباع احتياجات طفلهما.
والجدير بالذكر أن الشخص ذا الطاقة الإيجابية ينقل طاقته إلى الآخرين ممن يحيطون به؛ لذلك تعتبر الطاقة الإيجابية صفةً مكتسبة أيضًا، ومثال على ذلك عندما يحضر الطفل شهادته ويريها لأمه، فما تلبث الأم إلّا أن تُعبر عن فرحتها الكبيرة بذلك، وتعلق الشهادة في مكان ما في المنزل، وهذا هو التصرف الصحيح والإيجابي في مثل هذه المواقف، ففي كل مرة يرى الطفل شهادته معلقة يستعيد فرحته ويتشجع ليذاكر أكثر، وهكذا تكون الطاقة الإيجابية قد انتقلت من الأم لطفلها.
اكتساب الطاقة الإيجابية:
قام المؤلف العالمي ومدرب الحياة غاري كوين بإعطاء محاضرة عن اكتساب الطاقة الإيجابية، وطلب من جميع الحاضرين أن يرددوا كلمة (نعم) بصوتٍ واحد مرارًا وتكرارًا، حيث أوضح لهم أن لهذه الكلمة التأثير الكبير في جذب الفرص للمرء وما يرغب به فعلًا، كما أن من شأنها أن تزيل الكثير من العوائق، وإعطاء طاقة إيجابية للأشخاص، ومن الأمور أو الممارسات التي من شأنها إكساب الشخص طاقة إيجابية الآتي:
- تبسيط الحياة، والحد من التحديات العاطفية.
- التذكر دائمًا أن الغد أفضل؛ ولذلك على الشخص أن يبدأ يومه وهو يفكر في قرارة نفسه أن هذا اليوم أفضل من اليوم الذي سبقه.
- على الفرد أن يعلم أن جميع الأسر تعاني من وجود الخلافات والمشاكل؛ ولذلك عليه أن يعطي نفسه الوقت الكافي مع عائلته؛ كالجلوس على طاولة الطعام مع العائلة مثلًا.
- الانضمام إلى المجموعات التي تقدم المساعدات الذاتية، وتطبق برامج مختلفة، وتعطي الدعم العاطفي للشخص، وتساعده على إعادة توجيه حياته.
- قراءة الكتب؛ لما لها من أثرٍ مفيد في بعث الطاقة الإيجابية في المرء.
- العمل مع الأشخاص المفضلين الذين يبثون الطاقة الإيجابية في الأفراد.
- اتخاذ قرار التغيير من الداخل مع القناعة التامة به.
- تقديم المساعدة لشخص محتاج، فمن شأن ذلك أن يعطي العقل فرصة للاسترخاء، كما يعطيه الوقت الكافي لإيجاد الحلول للمشكلات المختلفة، ويعطيه أيضًا شعورًا بأنه أفضل مما كان عليه.
- تغيير الطريقة في التعامل مع الأمور، والمحاولة للتغيير ما أمكن.
- التخلص من الأفكار السلبية التي تشغل التفكير، والتي كلما زاد التفكير بها تصبح واقعًا، وتملأ العقل بالأفكار الإيجابية.
- احترام الجسد بمعالجته، واتباع الأنظمة الغذائية الصحية، وهذا من شأنه أن يطهّر العقل أيضًا.
- ترك كل الأمور التي لم تعد تؤدي أي فائدة في الحياة، والتخلص من كل المشاعر السلبية؛ كالحزن، والغضب، والاستياء، والغيرة، والشعور بالذنب.
- تخصيص مساحة في البيت للاسترخاء، والراحة، وشحن العقل والجسم، مع وضع ديكورات جميلة ما أمكن.
- عدم المقارنة مع الآخرين؛ بمعنى أن يُبقي الشخص عينيه على ما لديه، وليس على ما يريد، وأن يكون ممتنًا بكل ما يملك، حتى لو كانت أشياء بسيطة وذات أهمية قليلة.
- التعامل مع المواقف بهدوء ومنطقية.
- الابتعاد عن العالم، وهذا يعطي الشخص الفرصة للاختلاء بنفسه، وبالتالي استعادة طاقته، فليس بالضرورة أن يكون متاحًا طوال الوقت، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تستنزف الكثير من الشخص ومن وقته.
- اتخاذ القرارات المهمة في الحياة دون التأثر بآراء الآخرين أو مصالحهم، فعلى الشخص أن يتعامل مع حياته على أنه الوحيد المسئول عنها، والقادر على تغييرها.
- النظر إلى أن كل يوم جديد هو بمثابة فرصة جديدة.
- الاستمتاع بالطبيعة، فقد أثبتت الدراسات أن الهواء الطلق يخفف من التوتر، كما أنه يحسّن من مستوى الذاكرة، ويعطي شعورًا بالتجديد.
- أخذ استراحات ذهنية من وقتٍ لآخر، وخاصة عندما تتراكم الأعمال والمشكلات.
- الضحك؛ لما له من تأثيرٍ في تعزيز المناعة، كما أن الضحك يُعدّل المزاج، ويقلل من آثار الضغوطات التي يواجهها الفرد في الحياة.
- التنفس بعمقٍ، ويكون ذلك بعمل تمارين التنفس، التي من شأنها طرد السموم من الجسم، وإدخال الهواء النقي للدماغ.
- التحدث مع النفس بصوتٍ مرتفع عن الأمور الإيجابية، وأن الأمور سوف تتحسن وتسير نحو الأفضل.
- التحدث مع أصدقاء إيجابيين، فعلى الشخص أن يحيط نفسه بأشخاص ينشرون الطاقة الإيجابية، يمكن عمل عصفٍ ذهني معهم للوصول إلى أفكارٍ جديدة أو طرح حلولٍ لمشكلاتٍ معينة.
- ممارسة التمارين الرياضة؛ مثل المشي، فمن شأن التمارين الرياضية أن تحرر الناقلات الكيميائية في الدماغ، وبالتالي التخفيف من المشاعر السلبية.
- أخذ قسطٍ كافٍ من النوم، حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين لا ينامون بشكلٍ كافٍ يشعرون بالحزن والغضب.
- مكافأة النفس من وقتٍ لآخر؛ وذلك بالخروج للترفيه مثلًا، وهذا يخفف من العبء الحاصل عليها، والرجوع إلى الحياة والعمل بنفسية جديدة وبطاقةٍ إيجابية.
التخلص من الطاقة السلبية:
للسلبية أثر كبير على حياة الفرد، فهي تحد من قدراته كما تؤثر على صحته سلبًا، وحيث إن الأفكار السلبية موجودة دائمًا في حياة الأفراد، وهي تعرقل ظهور الإيجابية فيهم، فلا بد من التخلص من الطاقة السلبية وطردها، ومن طرق التخلص من الطاقة السلبية الآتي:
- عدم وضع النفس بمكانة الاستحقاق، بمعنى أن يفكر الشخص أنه يستحق كل شيء في الحياة، وأنه مركز الكون، وأن على الجميع أن يقدموا له، ويلبوا احتياجاته ورغباته؛ بل عليه أن يكون شاكرًا لكل الأمور التي يحصل عليها في الحياة، وأن يتحوّل من الأنانية إلى التقدير.
- تعلم الضحك، للضحك أثر كبير في التخلص من السلبية أو التقليل منها، فعلى المرء أن يتعلم الضحك على أخطائه، والمواقف التي يواجهها في حياته؛ وهذا ما يؤدي إلى اختلاف نظرته للأمور التي تحيط به، بحيث تتحول من السلبية إلى الإيجابية.
- على المرء أن يتجنب العيش لنفسه فقط؛ بل عليه أن يقوم بفعل شيءٍ للآخرين، فهناك الكثير من الناس بحاجة للمساعدة، وإن مساعدتهم تعطي شعورًا بالقيمة، والتي تتحول بدورها إلى طاقة إيجابية.
- تغيير التفكير، وذلك بتحويل التفكير السلبي وإعادة صياغته إلى فكرٍ إيجابي فعّال.
____________