logo

طفلي مدمن تلفاز !


بتاريخ : الأربعاء ، 4 ذو الحجة ، 1442 الموافق 14 يوليو 2021
بقلم : محمد العامري
طفلي مدمن تلفاز !

التلفاز هذا المارد الموجود في كل بيت، فهو قليلا ما ينام، كثيرًا ما يكون متيقظًا، قد نشاهد فيه إماما يدعو إلى الخير أو يفسر آية من آيات القرءان الكريم، وقد نجد فيه "فلما" يدعو للرذيلة، وما هي إلا ضغطة على زر في جهاز التحكم عن بعد تنقلنا من الإيمان إلى الفجور، وما علينا إلا الاختيار، هذا فيما يتعلق بنا نحن الكبار، أما بالنسبة لأطفالنا الصغار فهم مازالوا بلا خبرة، فالطفل يكون في مرحلة البناء والتطور فيكون الأكثر تأثرًا.

فنجد الطفل يجلس ساعات طويلة أمام التلفاز، متعلقًا ببرامج معينه، دائم البحث عنها، وحريص على متابعتها، أيا كانت هذه البرامج وتلك الأفلام سواء أكانت ضارة أم نافعة، والأم والأب مسروران لأن ابنهما وجد ما يتعلق به وتركهما لأشغالهما، وتزداد سعادتهما عندما يجدانه ينتظر بشوق حلقة الكرتون التي يتابعها يوميا، وقد تزداد سعادتهما عندما يجدانه يحاول تقليد ما يراه. ويعتبر ارتباط الأطفال بالتلفزيون أمرًا خطيرًا على نموهم العقلي والمعرفي، كما يؤثر بالسلب على أعينهم وصحتهم، وعدم اهتمامهم بممارسة أي نشاطات أخرى، فلا يتم تنمية المواهب النافعة التي يمتلكوها ناهيك عن تأثرهم الشديد بطبيعة المحتوى المعروض أمامهم، سواء أكان عنيفا أو حتى يميل للانحلال.

 ومن أهم الأسباب التي تجعل أطفالنا يدمنون مشاهدة التلفاز:

1عدم مراقبة كلٍّ من الأب والأم لأولادهم، بل ربما يشجعانهم على المشاهدة حتى يتخلصوا من إزعاجهم.

2إدمان الأب والأم على مشاهدة التلفاز ولوقت كبير، مما يجعلهما قدوة سيئة لأولادهم.

 3عدم وجود البديل المناسب لشد الأولاد وتسليتهم.

 4عدم التوافق بين الوالدين على أسلوب تربية معين، فهذا متشدد جدًا، وذلك متساهل جدًا.

 5عدم توفير البديل المناسب لشد الأولاد وتسليتهم، مقابل توافر التلفاز، وتعدد أجهزته في المنزل، بما يحتويه من برامج جذابة وشيقة.

 ولقد حذرت العديد من الدراسات من ترك الأطفال أمام شاشات التليفزيون لوقت طويل لأي سبب كان، سواء أكان بسبب انشغال الأم في عملها أو الأعمال المنزلية، ومن أهم هذه المخاطر:

 1 - تعويد الأطفال على العنف، فرؤية المشاهد التي تتسم بالعنف على شاشة التلفزيون تزيد من درجة عدوانية الأطفال، خاصة في ألعاب الكمبيوتر.

2 - زيادة مشاهدة الأطفال للتلفزيون من السنة الأولى إلى 3 أعوام يرتفع فيه خطر إصابتهم بمشكلات في قدرتهم على الانتباه والتركيز عند سن السابعة، فلقد أثبت الباحثون أن كل ساعة يقضيها الطفل يوميا أمام التلفاز قبل بلوغه سن المدرسة تزيد من خطر إصابته بمشكلات في الانتباه بنسبة 10% فيما بعد.

 3 - زيادة معدل الخوف لدى الطفل وفقدانه الثقة بنفسه وبمن حوله، وتخلق لديه رد فعل مباشر وعنيف لحماية نفسه من أي سلوك غير مقصود، وتكون لدى الطفل حالة من تبلد المشاعر واللامبالاة، خاصة إذا تعرض للعنف بطريقة عشوائية ومتكررة.

 4 - نقل معظم الفضائيات تقاليد غريبة تحمل قيماً مغايرة للبيئة العربية، مما يؤدي إلى إيجاد فجوة بين الأسرة والأبناء، وتأسيس ثقافة متناقضة، ولا يدري الطفل أيهما أصح.

 5 - ومن سلبيات كثرة مشاهدة التلفاز وخاصة الفضائيات أيضاً السهر وعدم النوم مبكرًا، والجلوس طويلاً أمامه دون الشعور بالوقت وأهميته، مما يؤثر سلباً على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية، بالإضافة إلى الأضرار الجسميّة والعقلية المصاحبة لذلك.

 ولكن كيف يتأقلم الطفل وأسرته مع عدم الإفراط في مشاهدة التلفزيون؟

 تعتبر الفترة الأولى التي نمنع فيها الطفل عن مشاهدة التلفاز أكثر الفترات صعوبة، فالطفل الذي اعتاد الإفراط في مشاهدة التلفزيون يشعر بالملل وبوجود وقت فراغ، فعلى الأم أن تتذكر أن هذه الفترة الصعبة ستكون مؤقتة، فإذا تحلت بالصبر ساعدت على إنقاذ ابنها من براثن التلفزيون، وتحقيق أعظم فائدة له في المستقبل.

 وهذه هي الخطوات المقترحة لعلاج طفلك من إدمان مشاهدة التلفاز:

1عدم الإكثار من أجهزة التلفزيون في المنزل، مع وضعه في مكان ظاهر بالمنزل.

 2ضرورة وجود اتفاق بين الأبوين على منهج تربية واحد، بحيث لا يهدم والد ما بناه الآخر.

 3تربية الابن منذ صغره على مراقبة الله سبحانه وتعالى، فنعمل على تقوية وزرع الإيمان في قلبه، حتى ما إذا خلا بنفسه يعلم أن عليه رقيبا، فلا ينتهك محارم الله.

 4تعامل الأم مع ابنها بكثير من الحب والاهتمام والعناية؛ لتعويضه عن الأمان الذي كان يناله أثناء جلوسه أمام التلفزيون.

 5شغل الطفل بأنشطة أخرى مشوقة ومفيدة تشده عن التلفاز، كالقراءة والرسم والتلوين والتنزه وممارسة الرياضة المفضلة لديه.

 6في حالة جلوس الأب أو الأم مع الطفل أمام التلفاز، فإنه بإمكاننا نقد ما نراه من سلبيات نقدًا خفيفًا، والاهتمام برأي الطفل ومناقشته.

 7تحديد بعض البرامج والقنوات الطيبة المفيدة والشيقة التي يتفق الجميع على مشاهدتها، مع تحديد وقت محدد للمشاهدة كساعة أو ساعتين على الأكثر يوميًا.

 8إعطاء المثل الصالح من الأب والأم، وذلك بعدم تعلق أحدهما بمشاهدة التلفاز.

 9 - عدم استخدام التلفاز كأسلوب عقاب أو مكافأة، بحيث تصبح مشاهدة التلفاز بغض النظر عن المضمون والبرنامج الذي يبثه شيئاً مهماً للطفل فتزيد قيمة التلفاز عنده ويعطيه أهمية تفوق قدره.

 إن عدم التخطيط والمراقبة للبرامج التلفزيونية التي يشاهدها أبناؤنا، من برامج مستعارة وأفلام ساقطة وبرامج غنائية ورقص ومسرحيات فكاهية تميت قلوب مشاهديها بلا فائدة منها وبدون أي هدف اجتماعي يذكر؛ تؤدي إلى تخبط أبنائنا وبناتنا من هنا إلى هناك، فنجدها تساعدهم على الانحراف أحيانا، وعلى اكتساب القيم الخطيرة على مجتمعنا الإسلامي أحيانا أخرى، فعلى كل أب يحلم بابنه قائدا عظيما أو عالما فذا، وكل أم تحلم بابنتها مربية فاضلة، أن تهتم بتلك التحديات التي تتعارض مع أحلامهما، وبذل الجهد لمواجهتها والتغلب عليها.

المصدر: موقع مهارات النجاح