فوح العطر في أحكام زكاة الفطر النسخة الثالثة

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد فإن من شعائر اإلسالم وواجباته العظام فريضة زكاة الفطر، وقد فرضها اهلل لحكم عظيمة، وقد بين رسوله صلى الله عليه وسلم أحكامها، وذكر أهل العلم نوازلها وما يشكل على الناس فيها بأتم بيان وأوضحه استنباطًا وفهمًا وقياسًا ومراعاة لمقاصد الشرع دون تعطيل للنصوص ، والعلماء هم ورثة األنبياء ، وهم األمناء والحراس بعد األنبياء على وحي اهلل وشرعه . والكتاب والسنة الصحيحة واإلجماع هما مصادر الشريعة باإلجماع ويلحق هبم 1 القياس والخالف فيه شاذ وضعيف ، وفهم الصحابة والتابعين وسلف األمة مقدم على غيرهم ، وعند االختالف يقدم قولهم وفهمهم ، وهم حضروا التنزيل، وعرفوا التأويل، وهم أعرف بمراد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكوهنم معه، وبحضرته، وأقرب ًا من المشكاة النبوية فيجب الرجوع إلى تفسيرهم ، عهًدا بنور النبوة، وأكثر تلقي واجتهادهم أقرب إلى الصواب, وأبعد عن الخطأ ، فهم أعلم بالتأويل، وأعرف بالمقاصد، فيكون قولهم أولى، كالعلماء مع العامة.