فتنة النساء
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء»(1).
عن سعيد بن المسيب قال: «ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قِبَل النساء».
إن الأمر خطير والخطب جلل، وإن الفساد في انتشارٍ بسبب فتنة النساء، وفي هذا الزمان الذي لم يمر في العالم زمان مثله زينت فيه المرأة لفتنة الرجال، واجتهد فيه أعداء الله في إبراز المرأة، فترى عوامل الجذب والفتنة في الملابس الضيقة والمفتوحة والشفافة، والكعب العالي، والأظفار الملونة، والروائح الفواحة، والصوت المتغنج، والأزياء الفاضحة، وحتى النقاب الذي تلبسه بعض النساء والبرقع اليوم ربما يكون أشد فتنة مما لو كشفت وجهها بالكلية، والأفلام الماجنة، والقصص الهابطة، والمجلات الخليعة، والدعايات الزائفة التي لا تكاد توجد سلعة إلا ومعها صورة امرأة ولا بد، وعروض الأزياء المثيرة، وكل ذلك يزين المرأة في نظر الرجال، حتى إذا نزلت إلى الشارع والسوق رأيت العجب، وهذه المساحيق التي تجعل أشد النساء دمامة لوحة فنية من الأصباغ، وما تفعله الكوافيرات في وجه النساء.
كم من مجلس بين شباب وفتيات تعلو فيه الضحكات، وتثار فيه الشهوات، وكم من خلوة بين شاب وفتاة تتبادل فيها المغازلات والقبلات، ويعصى فيها رب الأرض والسماوات، وذلك كله تحت ستار التعليم الجامعي المتحضر، وربما انطلى على بعض السذج أن هذا من الاختلاط الذي لا يمنعه الشرع، ولا شك بأن من استحل هذا النوع من الاختلاط لا يعرف الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
إخوان القردة والخنازير الذين وصلوا بالمرأة إلى ما وصلوا إليه، وعمت الفتنة، وثارت الشهوات، وصار الوضع محزنًا لصاحب القلب الحي.
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
عن معاذ بن جبل قال: «ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب، ولبسن رباط الشام، وعصب اليمن، فأتعبن الغني، وكلفن الفقير ما لا يجد»(2).
قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران:14].
قال القرطبي: «قوله تعالى: {مِنَ النِّسَاءِ} بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن؛ لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء».
ففتنة النساء أشد من جميع الأشياء، ويقال: في النساء فتنتان، وفي الأولاد فتنة واحدة، فأما اللتان في النساء فإحداهما أن تؤدي إلى قطع الرحم؛ لأن المرأة تأمر زوجها بقطعه عن الأمهات والأخوات، والثانية يبتلى بجمع المال من الحلال والحرام»(3).
قال مالك فيم نقله النووي عنه: «والمرأة فتنة إلا فيما جبل الله تعالى النفوس عليه من النفرة عن محارم النسب»(4).
قال ابن كثير: «يخبر تعالى عما زُيِّن للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه: (حُبِّب إليَّ النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة)»(5).
قال العلماء: ذكر الله تعالى أربعة أصناف من المال، كل نوع من المال يتمول به صنف من الناس؛ أما الذهب والفضة فيتمول بها التجار، وأما الخيل المسومة فيتمول بها الملوك، وأما الأنعام فيتمول بها أهل البوادي، وأما الحرث فيتمول بها أهل الرساتيق، فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتمول به، فأما النساء والبنون ففتنة للجميع(6).
قال طاوس: «ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء»(7).
وكان يقال: لا تعقد قلبك مع المال لأنه فيء ذاهب، ولا مع النساء لأنها اليوم معك وغدًا مع غيرك، ولا مع السلطان لأنه اليوم لك وغدًا لغيرك، ويكفي في هذا قول الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، وقال تعالى: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:14].
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لم يكن كفر من مضى إلا من قِبَل النساء، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء»(8).
وفى الحديث الذى أخرجه مسلم: «إن المرأة تُقْبِل [من الإقبال] في صورة شيطان»(9)، شبهها بالشيطان في صفة الوسوسة والإضلال، فإن رؤيتها من جميع الجهات داعية للفساد.
قال النووي: «قال العلماء: معناه الإشارة إلى الهوى، والدعاء إلى الفتنة، بما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء، والتلذذ بالنظر إليهن، وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له، ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها ألا تخرج إلا لضرورة، ولا تلبس ثيابًا فاخرة، وينبغي للرجل ألا ينظر إليها ولا إلى ثيابها.
وفيه أنه لا بأس بالرجل أن يطلب امرأته إلى الوقاع في النهار، وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه؛ لأنه ربما غلبت على الرجل شهوته فيتضرر بالتأخير في بدنه أو قلبه»(10).
عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل»، قلتُ لعمرة: «أَوَمُنِعن؟» قالت: «نعم»(11).
ما أحدث النساء من إظهار الزينة ورائحة الطيب وحسن الثياب ونحو ذلك، لمنعهن؛ أي: لمنعهن من الخروج إلى المساجد وهن على هذه الحالة.
قال ابن حجر في الشرح: «وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلْنَّاسِ حُبُ الْشَهَوَاتِ مِنَ الْنِّسَاءِ} فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك، ويقع في المشاهدة حب الرجل ولد من امرأته التي هي عنده أكثر من حبه ولده من غيرها، ومن أمثلة ذلك قصة النعمان بن بشير في الهبة، وقد قال بعض الحكماء: النساء شر كلهن، وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن، ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين؛ كشغله عن طلب أمور الدين، وحمله على التهالك على طلب الدنيا، وذلك أشد الفساد، وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»(12).
والفتنة بالنساء تأخذ صورًا مختلفة، أهمها ما يلي:
1- إطلاق النظر إلى الأجنبيات من النساء، وما يعقب ذلك من السقوط في حبائلهن والإصابة منهن بسهام إبليس اللعين، وعندئذ تكون الفتنة والعشق المحرم والمحبة المحرمة التي تملأ قلب المفتون، ولا يكون فيه بعد ذلك محل لمحبة الله عز وجل ومرضاته، وأعظم بها من فتنة!
2- النظر إلى صورهن الجميلة، سواء في تلفاز، أو فيديو، أو مجلة، أو كتاب، وما يعقب ذلك من الافتتان بهذه الصور وانشغال القلب بها، ولقد ظهر في عصرنا اليوم من وسائل عرض النساء وصورهن الخليعة، وشبه العارية، ما لم يظهر في أي عصر مضى، وأصبحت الفتنة بهن عظيمة وشديدة؛ لذا وجب على أهل الغيرة والإيمان أن يحموا أنفسهم وأولادهم وبيوتهم من شر هذه الوسائل المفسدة، وألا يفتنهم الشيطان بها مهما كان المسوغ لذلك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6].
3- وقد تكون الفتنة ممن يجوز النظر إليها؛ كالزوجة وما ملكت اليمين، وذلك بشدة التعلق بها، والافتتان بصورتها؛ مما يجعل الزوج أسيرًا لها؛ بل عبدًا، عياذًا بالله، وهنا تقع الفتنة، وبخاصة إذا كانت المرأة قليلة دين وحياء، فتطلب من زوجها الأسير ما يوقعه في المحرمات، أو يترك به الواجبات الدينية إرضاءً لهواها.
ولا يقع في ذلك إلا من ضعفت محبة الله في قلبه، واستولت عليه محبة الشهوات؛ فقدم مرادها على مراد الله عز وجل، ومثل هذا يخشى عليه من الوقوع في المحبة الشركية، التي قال الله عز وجل في أهلها: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ} [البقرة:165] .
4- الافتتان بقراءة القصص الغرامية، وقصص الحب والعشق والجنس؛ مما يؤدي إلى إثارة الغرائز وثوران الشهوة؛ التي تؤدي بدورها إلى الوقوع في المحرم ومقارفة النجاسات، كل هذا من الفتن التي يجب على المسلم أن يفر منها، ويعتقد حرمتها، فإن ما أوصل إلى الحرام فهو حرام.
5- ما يتعرض له إخواننا الأطباء أو نحوهم من مخالطة النساء، الطبيبات أو الممرضات أو المريضات، كل هذا من الفتن التي يجب على المسلم الحذر منها والفرار منها، وألا يسمح المسلم لنفسه، مهما كان دينه وتقواه، أن يخلو بهن، أو يلين الكلام معهن، أو ينظر إليهن من غير حاجة.
6- ومن الفتن بهن اليوم ما ابتلي به كثير من بيوت المسلمين من الخادمات الأجنبيات، اللاتي جئن بلا محارم، الكافرات منهن والمسلمات، وما نشأ عن ذلك من مصائب وجرائم؛ كل ذلك بسبب التساهل في جلبهن إلى البيوت، والترخص في التعامل معهن وكأنهن من ملك اليمين؛ سواءً في حجابهن أو اختلاطهن بالرجال الأجانب، أو خروجهن من البيوت مع أنهن أجنبيات حرائر.
7- التساهل في السفر إلى بلاد الكفر والفحش والنجاسة من غير حاجة أو ضرورة، ومعلوم ما يتعرض له المسلم في تلك الديار من الفتن العظيمة، ومنها فتنة النساء وعريهن، وتهتكهن وإغراؤهن، والمطلوب من المسلم أن يفر بدينه من الفتن لا أن يفر إليها.
8- التباغض والتشاحن؛ بل وتقاطع الأرحام من أجل النساء، كما هو الحال في الشقاق بين زوجة الرجل وأمه أو أبيه، وميل الرجل مع زوجته لفتنته بها.
9- ومن صور الافتتان بالنساء في عصرنا الحاضر ما ينادي به علمانيو زماننا ممن يدعون تحرير المرأة، وتبني حقوقها، وذلك بالمطالبة بمساواتها بالرجل، والعمل جنبًا إلى جنب مع الرجل، وإخراجها من منزلها، وممارستها لجميع الأعمال بدون استثناء؛ كقيادة السيارة، وأعمال الجيش والشرطة، والقضاء... إلخ.
وقد تمت هذه الفتنة في كثير من بلدان المسلمين، وما زال أهل الفتنة والفساد يسعون في إخضاع بقية بلدان المسلمين لهذه الفتنة العمياء {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30].
كما يطرح هؤلاء المفتونون الدعوة إلى السفور وترك الحجاب كلما سنحت لهم الفرصة.
ومن المجالات التي يتبناها أهل الفتنة لإفساد المرأة وفتنة الناس بها إقامة ما يسمى بالجمعيات النسائية، والنوادي النسائية، والحفلات العائلية المختلطة، والمطاعم المختلطة، والحدائق المختلطة، وغير ذلك مما يغري المرأة بهجر بيتها، وإهمال حقوق زوجها وأولادها، واختلاطها بجليسات السوء؛ بل وجلساء السوء أيضًا.
10- ومن صور الافتتان بالنساء أيضًا تلك الأزياء الغريبة على ديننا وعاداتنا، مما تلقفه كثير من نساء المسلمين، وقلدن فيها الغرب الكافر، والشرق الملحد، هذه الأزياء التي تخالف الشرع وتخرم المروءة، وتخدش الحياء، وتفتن الرجال؛ من ثوب قصير، أو مشقوق، أو شفاف، أو بنطال يحجم العورة.
وقد لا يستغرب خضوعها لبيوت الأزياء وأربابها، وبخاصة تلك المرأة التي لم تنل حظًا من التربية والتقوى، ولكن المستغرب أن يرضى زوج المرأة أو والدها أو أخوها بوقوع موالياتهم في هذه الفتنة فيفتن ويفتن.
11- فتنة الهاتف، وما يجر من الفتنة بالنساء وخضوعهن في القول، وما يعقب ذلك من فساد في الأعراض، وخراب للبيوت، وكم من هتك للأعراض كانت بدايته من فتنة الهاتف(13).
وليس في هذا الكلام وغيره، مما نذكره هنا، قدح للمرأة وتحقير من شأنها؛ بل المقصد أنها القضية الأساسية للشعوب المتحضرة، وهم يقولون: إن المرأة نصف المجتمع، وهي عندي العمود الفقري للمجتمع كله؛ فهي قادرة على أن تكون عامل بناء لمجتمع قائم على العفة والفضيلة، والتقدم والرقي؛ كما أنها قادرة على أن تكون سلاحًا للهدم ونشر الإباحية والفجور.
لقد شاء الله تعالى، ولا راد لحكمه ومشيئته، أن تكون المرأة فتنةً للرجل بحكم خلقتها وتكوينها وطبيعتها، وما خصها الله تعالى به من خصائص؛ كالإغراء والأنوثة والجمال، وما بثه في قلوب الرجال من الميل الفطري إليها والرغبة فيها، وجعلها سكنًا ورحمة له، وموطن قضاء شهوته وإرواء غريزته الفطرية، وإثبات رجولته وبقاء نسله، مما تنجبه له من ذرية صالحة إن أحسن اختيارها، فهي؛ أي: المرأة، قد تكون سلاحًا للهدم ونشر الإباحية والفجور، كما أنها قد تكون سلاحًا للبناء والسمو بالأخلاق والفضائل؛ كما ذكرنا آنفًا.
والمسلمة المؤمنة بالله حقًا، التي تعرف ما لها وما عليها، هي التي تسعى لمرضاة الله بكل السبل، مضحية بشهواتها الدنيوية وميلها للتزين والتجمل إلا لمن أحله الله لها من الرجال، في سبيل الوصول للسمو الروحي، الذي يجعلها تخرج بعبادتها لله إلى آفاق عالية ورحاب واسعة؛ من اليقين به والتوكل عليه، والرضا بقضائه وحكمه، إلى أن يقضي أمرًا كان مفعولًا.
ولا فلاح لرجال الأمة وشبابها، وصدق طاعتهم لربهم جل وعلا، إلا في الوقاية من هذه الفتنة وتجنبها ابتغاء مرضاته، وفي هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصايا جليلة، فيها النجاة من فتنة النساء إن أحسنا العمل بها، الرجال والنساء معًا، بصدق وإخلاص، أذكر منها ثلاثة سبل للوقاية من هذه الفتنة على سبيل المثال لعدم الإطالة:
1- الإيمان بالله عز وجل:
إن الإيمان بالله والخوف من الله صمام الأمان، والعاصم للعبد من مواقعة الحرام والانسياق وراء شهوة عارضة.
فالمؤمن إذا تربى على مراقبة الله ومطالعة أسرار أسمائه وصفاته؛ كالعليم والسميع والبصير والرقيب والشهيد والحسيب والحفيظ والمحيط، أثمر ذلك خوفًا منه سبحانه في السر والعلن، وانتهاءً عن معصية الله، وصدودًا عن داعي الشهوة، الذي يؤز كثيرًا من العباد إلى الحرام أزًا.
2- غض البصر عن المحرمات :
إن النظر يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة، ثم تتطور تلك الخواطر إلى فكرة، ثم إلى شهوة، ثم إلى إرادة فعزيمة ففعل للحرام، وتأمل في هذه الآية التي ربطت بين أول خطوات الحرام وآخرها، يقول تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].
يقول ابن كثير: «هذا أمر الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على محرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعًا»(14).
3- مدافعة الخواطر :
إن الخاطرة السيئة في القلب خطر، ومتى انساق العبد معها ولم يدافعها تطورت إلى فكرة، فَهَمٍّ وإرادة، فعزيمة فإقدام وفعل للحرام، فحذار من الاسترسال مع الخطرة؛ بل الواجب مدافعتها ومزاحمتها بالخواطر الطيبة .
فالعلاج إذًا هو مدافعة الخطرات، وإشغال النفس بالفكر فيما ينفعها .
الزواج الحلال الذي أحله الله تعالى:
ولا ريب أن الزواج الشرعي، الكامل الأركان والشروط، من أعظم طرق وسبل الوقاية من فتنة النساء؛ وذلك لأنه يقلل إلى حد كبير من هيجان النفس، ويساهم في ترويضها وإشباع شهواتها بالحلال الطيب المباح، وهذا العلاج النبوي جاء ذكره في حديث: «يا مَعشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وِجاء»(15).
وهناك فائدة جليلة من الزواج للوقاية من فتنة النساء ينبغي التنبيه إليها؛ وهي تفاني الزوجة في إسعاد زوجها وإرضائه كلما شعر بالرغبة في النساء؛ فهذا علاج فعال لقطع دابر الفتنة؛ ولهذا حذر النبي الزوجات من عدم طاعة رغبة الزوج في المعاشرة، فقال: «إذا دعا الرجل امرأتَه إلى فراشه فأبَت فبات غضبان عليه لعنَتْها الملائكةُ حتى تصبح»(16)، وهذه وصية عظيمة وجليلة ورب الكعبة؛ فالزوج، وهو رجل من الرجال، لو وجد أنه قد قضى وطره، ووجد السكن والمودة في علاقته الزوجية، تكون الزوجة قد حصنته من الفتنة بغيرها من النساء، وهن أخطر الفتن على الرجال، والزوج رجل كالرجال، تقع عيناه بقصد وتعمد أو بدونه على نساء متبرجات كاسيات عاريات، يختلط بهن في الشارع والعمل وما أشبه ذلك، وربما تتعمد بعضهن إثارته وإغراءه، وإهمال الزوجة التزين لزوجها وإرضاءه يجعله يفتتن بهن، وقد يقع فيما حرم الله تعالى ولو بالنظر والإعجاب.
ويجب أن تدرك الزوجة أن زوجها ليس ملاكًا؛ بل هو بشر ضعيف، وإن أظهر غير ذلك؛ فإن لم يستمتع بالحلال ويقطع شر شهوته معها، فمع من؟!
ولنتأمل بعمق قول النبي صلى الله عليه وسلم، فيما أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبدالله، لندرك أهمية الزواج وتفاهم الزوجين في الوقاية من هذه الفتنة، قال رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة، فأتى امرأته زينب، وهي تمعس منيئةً لها، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه، فقال: «إن المرأة تُقبل في صورة شيطان، وتدبِر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأةً فليأت أهلَه؛ فإنَّ ذلك يرُدُّ ما في نفسه»(17).
2- غض البصر والصوم:
ويدل على ذلك الحديث الذي ذكرناه آنفًا: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»(18).
فالصيام وقاية من هياج الشهوة الجنسية، وهي أخطر غرائز الإنسان، ويؤدي إلى كبحها، وهو علاج نبوي فعال وقوي، ولا يغيب عنا أن هذا عند عدم الاستطاعة، وإلا فالعلاج الأصلي لهذه الفتنة هو الزواج.
يقول ابن القيم رحمه الله تعليقًا على الحديث: «فدل المحبَّ على علاجين: أصلي، وبدلي، وأمره بالأصلي؛ وهو العلاج الذي وضع لهذا الداء، فلا ينبغي العدول عنه إلى غيره ما وجد إليه سبيلًا»(19).
والمقصود أن الصوم قامع لشهوة النكاح، وفوائده عظيمة، شرعه الله لعباده رحمة بهم، وليتقربوا به إليه، وجُنَّة لهم من الشهوات المهلكات.
وأما غض البصر فقد قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (31)} [النور:30-31].
عن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فقال: «اصرف بصرك»(20).
ومن ثم فمقولة: «إن الصوم وغض البصر لا ينفعان في هذا الزمان»، مقولة غير صائبة بالمرة؛ بل هي حجة ضعفاء الإيمان والإرادة، الذين أسلموا قيادهم للشيطان وأوليائه، ولو تمهلوا وتدبروا لوجدوا في غض البصر والصوم الملاذ من فتنة النساء.
3- تجنُّب الخَلوة بالمرأة بغير مَحرَم:
الخلوة بالمرأة الأجنبية من غير محرم من أعظم الأسباب في الوقوع فيما حرم الله، وهياج الغريزة، وضياع الشرف والعفة، وكم من الجرائم تأتي من هذا الباب! وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك في كثير من الأحاديث؛ مثل:
حديث: «لا يخلونَّ رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة إلا ومعها مَحرم»، فقام رجل فقال: «يا رسول الله، إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجة»، قال: «اذهب فحجَّ مع امرأتك»(21).
ولا يخفى أن من العادات المنتشرة في بعض المجتمعات خلوة المرأة بالرجل الأجنبي عنها؛ وهو الذي يحل له أن يتزوجها وإن كان من أقاربها؛ كابن عمها وابن خالتها، هذا ناهيك عن البعيد؛ كصديق الزوج وجاره وما أشبه ذلك، وحتى لو كان التحريم مؤقتًا؛ كأخ الزوج، فلا يجوز للمرأة الخلوة به دون محرم، وهو (الحَمْوُ) الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الموت؛ ففي حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إيَّاكم والدخولَ على النساء»، فقال رجل من الأنصار: «يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟»، قال: «الحمو الموت»(22)، وهذه مشكلة يعاني منها كثير من الناس؛ بل يتساهلون فيها تحت عناوين؛ مثل: أنا أثق في أخي وأخلاقه، أو أنا أثق في زوجتي؛ وهذا وغيره من تلبيس إبليس، والحق أحق أن يتبع، وينبغي الحذر من تلبيس إبليس وخطورته، وقد قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب:36].
أو ليتدبر العاصي لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الغافل المفتون عن هذا الخطر قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور:21].
ولا يخفى على العقلاء أن الخلوة؛ بكل أشكالها ووسائلها الحديثة؛ كالتحدث في الهاتف، وعلى الشبكة ومواقع التواصل، وغير ذلك مما لا يطلع عليه أحد من المحارم، هو خلوة محرمة، ينطبق عليها ما ذكرنا من ترهيب.
6- البعد عن رفقاء السوء :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»(23).
7- البعد عن أماكن الفتن:
فلا يخفى أننا نعيش اليوم في مجتمع قد مُلِئ بالفتن، وتظهر آثار ذلك في المحلات والمعاكسات في الأسواق والفضائيات والإنترنت... إلخ، فعليك بالفرار من الفتن والبعد عنها ليسلم لك دينك.
8- الحرص على استغلال الوقت في طاعة الله عز وجل:
إن الوقت نعمة عظيمة من نعم الله على العبد، لكن المغبون فيها كثير، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ»(24) .
9- تذكر نعيم الآخرة: ومن أخصها في هذا المقام تذكر الحور العين وأوصافهن، التي أعدها الله لمن صبر عن معاصيه، وهذا مما يعين المسلم على الزهد في المتاع الفاني المحرم، الذي لا يورث إلا الندم والحسرات .
10- ألَّا يغشى الإنسان أماكن الفتنة، ولا يغشى أماكن الخلوة، ثم بعد ذلك يقول: لم أصبر؛ بل إنه يتعوذ عند الحرام؛ ولذلك لما دعت امرأة العزيز يوسف قال: {مَعَاذَ اللهِ} [يوسف:23]، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله»(25)، مع أنها امرأة ذات منصب وجمال، وأين يجتمع هذا؟ ومع ذلك يقول: إني أخاف الله رب العالمين.
11- ينبغي للرجل إذا تعرضت له المرأة ألا يلتفت إليها، وكثير من النساء اليوم هي التي تتعرض للرجل، وربما تكون هي التي اتصلت، وهي التي تأتي بالإشارات والحركات الداعية للفتنة.
افعل كما فعل جريج رحمه الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلًا عابدًا، فاتخذ صومعة فكان فيها...، فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم، قال: فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها، فوقع عليها فحملت...» الحديث، وفيه كيف خلص الله جريجًا بسبب صبره، الشاهد قوله: «فلم يلتفت إليها»(26)، فمن الذي لا يلتفت اليوم؟ الذي رحمه الله، وأراد به خيرًا.
12- احرص على ما ينفعك :
فإن المرء إذا مرت به الأوقات وهو يدور مع ليله ونهاره في فراغ، أخذ بزمامه شرور نفسه واستولى عليه الشيطان يتلاعب به حيث شاء؛ ولذا اللبيب من يصرف أوقاته فيما ينفعه في دينه ودنياه.
ومقارنة سريعة بين شباب ضاعت أيامهم في تتبع فتن النساء، وآخرين استغلوا ساعاتهم في تحصيل الحسنات وتطوير الذات، وتعلم المهارات واكتساب الخبرات، إن مقارنة بين هؤلاء وأولئك تكفي العاقل في عقد العزم على مقاطعة سبل الشيطان، والمسارعة إلى ما يرضي الرحمن، وتجاوز الشهوة الحيوانية إلى طموحات عالية وأهداف سامية .
قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
13- احفظ الله يحفظك:
المرء يوم أن يحفظ جوارحه عن الولوغ في وحل الحرام يحفظه الله، قال صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك»(27).
قال ابن رجب: «ومن الحفظ حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان، وقال: ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله، وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة، وهو ممتع بقوته وعقله، فوثب يومًا وثبة شديدة فعوتب في ذلك، فقال: «هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر».
وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخًا يسأل الناس فقال: «إن هذا ضعيف، ضيع الله في صغره فضيعه الله في كبره»(28).
14- لا بد من التأمل في مسألة الفاحشة، فإن الشيطان كتابه الوشم، وقرآنه الشعر، ورسله الكهنة، وطعامه ما لم يذكر اسم الله عليه، وشرابه كل مسكر، وبيته الحمام، ومصائده النساء، ومؤذنه المزمار، ومسجده السوق، وكل هذه الأشياء مع بعضها البعض تؤدي للفتنة العظيمة.
والزنا من أعظم الذنوب والفواحش، وبعضه أشد من بعض، فمن أفحشه الزنا بالمحارم، ومن أفحشه الرجل يزني بزوجة الرجل؛ أي: المتزوجة؛ مما يؤدي إلى اختلاط المياه والأنساب، ومن أفحشه أن تكون المرأة المزني بها جارة: «ولأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره»(29).
وحكى لنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أشخاص كادوا أن يقعوا في الفاحشة، وربما يصل الأمر إلى هذه الدرجة، فماذا يفعل الشخص؟ حينئذ، قال الثاني: «اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبتُ إليها نفسَها فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار، فلقيتها بها، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله، اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه»، والحق هو عقد الزواج الشرعي «فقمتُ وتركتُها»(30)، وهي أحب الناس إليه.
إذن يمكن للإنسان المسلم لو أنه ساقته نفسه والشيطان والمرأة إلى الفاحشة، أنه في اللحظة الأخيرة يذكر الله تعالى فيقوم(31).
__________________
(1) أخرجه البخاري (5096) ومسلم (2740).
(2) صفة الصفوة (1/ 497).
(3) تفسير القرطبي (4/ 29).
(4) شرح النووي (9/ 105).
(5) أخرجه النسائي (3940).
(6) القرطبي (4/ 36).
(7) تفسير الطبري (8/ 216).
(8) الدر المنثور (5/ 282).
(9) أخرجه مسلم (1403).
(10) مرقاة المفاتيح (5/ 2052).
(11) أخرجه البخاري (869)، ومسلم (445).
(12) فتح الباري (9/ 138).
(13) فتنة النساء، عبد العزيز ناصر الجليل.
(14) تفسير ابن كثير (6/ 41).
(15) أخرجه البخاري (1905).
(16) أخرجه البخاري (3237).
(17) أخرجه مسلم (1403).
(18) أخرجه البخاري (5065)، ومسلم (1400).
(19) زاد المعاد (4/ 250).
(20) أخرجه أبو داود (2148).
(21) أخرجه البخاري (3006).
(22) أخرجه البخاري (5232).
(23) أخرجه أبو داود (8433)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4046).
(24) أخرجه البخاري (6412).
(25) أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031).
(26) أخرجه مسلم (2550).
(27) أخرجه الترمذي (2516).
(28) جامع العلوم والحكم (1/ 466).
(29) أخرجه أحمد (23854).
(30) أخرجه البخاري (2215).
(31) الابتلاء بفتنة النساء، محمد صالح المنجد.