logo

عيوب في الخطابة المنبرية


بتاريخ : الخميس ، 24 ربيع الأول ، 1444 الموافق 20 أكتوبر 2022
بقلم : تيار الاصلاح
عيوب في الخطابة المنبرية

كل عمل بشري معرض للإصابة والخطأ، وكل إنسان ممكن أن يوفق ويسدد ويعان أو أن تذل به قدمه ويفشل عمله، فالأصل عندنا نحن البشر أن نعمل ونجتهد قدر المستطاع على أن ننجح ونحقق المطلوب بأقل كمية ممكنة من الأخطاء، وقد ننجح في ذلك بامتياز وربما لا، فإن نتيجة هذا الاجتهاد عادة إما أن نخطئ أو نصيب، وقلما يسلم المـرء من الوقوع في الخطأ.

والخطيب ما هو إلا واحد من بني البشر يجري عليه ما يجري على بني جلدته؛ يوفق أحيانًا ويخذل حينًا، ويصيب ويخطئ والكمال لله تعالى وحده، والموفق من وفقه الله وأعانه.

فيا أخي الخطيب أوصيك أن تجدد نيتك وتتفقد إخلاصك حتى تكون لكلماتك وخطبك أثرًا في قلوب الناس، فليست النائحة الثكلى كالمستأجرة، ثم تأمل معي كم لك من الأجور والحسنات وأن تقوم في مسجدك خطيبًا كل جمعة، وكم هو النفع الذي ينتشر بين الناس بسبب كلماتك ونصائحك عبر الخطبة، إن استشعارك أخي لهذه الفضائل يدفعك إلى السعي الجاد للرقي بخطبتك قالبًا ومضمونًا، فلا بد أخي أن توقظ في نفسك حس الدعوة إلى الله، وتتلمس حاجة مجتمعك وأمتك إلى نصحك ووعظك وتغييرك.

وخطبة الجمعة درس أسبوعي يزيد في الإيمان، ويهذب الأخلاق، ويهدي لأحسن الآداب، ويحذر من منكرات الأخلاق والأعمال، إنها حلقة من حلقات وعي الأمة، بل هي أحد المؤشرات لوعيها.

والخطبة هي وسيلة هامة في الدعوة، ولغة راقية في البلاغ والإنذار، والخطيب ليس مجرد موظف بل صاحب رسالة عظيمة، والخطبة ليست سدًا للفراغ، ولا حديثًا يلقى كيفما اتفق؛ بل هي أمانة ومسؤولية ينبغي أن يتصدر لها أولو العزم من الرجال، وأن يصبروا ويصابروا على لأوائها، ويتحملوا مسؤوليتها.

والخطبة وعاء نظيف لحمل هموم الأمة ولطرح قضاياها، بل وللتبصير بالمخارج من أزماتها. الخطيب مؤتمن على التبصير والتفاعل والمساهمة، المساهمة الفعالة في رسم الداء وتشخيص العلاج.

إن خطبة الجمعة رسالة تستحق العناية والاهتمام، هي تقوى بقوة الخطيب، ويضعفها ضعفه أو قلة اهتمامه (1).

إن المشكلة الأساسية لوجوب أمثال هذه العيوب التي سأتطرق إليها هي: عدم استشعار الخطيب أنه يقوم مقام رسول الله صلى اللهِ عليه وسلم، وأنه يعرض عقله على الناس، قيل لعبد الملك: أسرع إليك الشيب، فقال: كيف لا وأنا أعرض عقلي في كل جمعة على الناس.

عيوب بعض الخطباء:

عدم تركيز الخطيب على موضوع معين، فيلم به من جميع أو غالب نواحيه؛ فتجد البعض يبتدأ خطبته بأهمية صلة الأرحام، ثم ينتقل إلى خطورة الغيبة، ثم يعرج على التكاسل في أداء الصلاة جماعة، ثم يختم بتحريم أكل أموال الناس ظلمًا، فما أن تخرج أيها المستمع من الجامع حتى تنسى جميع ما قاله الخطيب؛ لأنه لم يركز على موضوع واحد.

غالبًا ما يفشل الخطاب؛ لأن الخطيب يبدو وكأنه يسعى لإنشاء سجل العالم خلال وقت محدد، فيقفز من نقطة لأخرى بسرعة فيخرج المستمع بلا شيء عن كل شيء.

وقد تحدث الشيخ محمد أبو زهرة مبينًا ما ينبغي للخطيب من البعد عن الخطب المجملة، والزج بأكثر من موضوع في الخطبة الواحدة فقال: يجعل الخطبة متصدية لعيب واحد لا تعدوه، لأنه لو تعرّض لعدة عيوب لضعف التأثير، وما استطاع أن يصل إلى مرماه. ولذا يؤخذ على بعض خطباء المساجد أنهم في كل خطبة من خطبهم ينهون عن المعاصي جملة واحدة، أو يحصونها إحصاء، ويكررون ذلك في كل جمعة – والعاصي في غيه يعمه، وهو عنهم وعن وعظهم لاهٍ– ولو خصصوا خطبهم بدل أن يعمموا لأجدى كلامهم، ولأفاد وعظهم، ولو صلوا إلى بعض ما يريدون، أو نصبوا إليه (2).

ويقول علي الطنطاوي: ومن عيوبها: أنه ليس للخطبة موضوع واحد معين؛ بل تجد الخطيب يخوض في الخطبة الواحدة في كل شيء، ينتقل من موضوع إلى موضوع، فلا يوفي موضوعًا منها حقَّه من البحث، فإذا جاء الجمعة الثانية عاد إلى مثل ما كان منه في الجمعة الأولى، فتكون الخطب كلها متشابهة متماثلة، ولا يخرج السامع له بنتيجة عملية، ولو أن الخطيب اقتصر على موضوع واحد جلَّ أو دقَّ، كبر أو صغر، فتكلم فيه ولم يجاوزه إلى غيره، لكان لخطبته معنى، ولأخذ السامع منها عبرة، وحصل منها فائدة (3).

ولهذا ينبغي أن يقتصر الخطيب على موضوع واحد يستوفي عناصره، ويحبـِّر كلماته، ويستوعب معالجته، ويجمع الأدلة من القرآن والسنة والتاريخ، لأن تشعب المواضيع وتعدد القضايا في المقام الواحد يُشتّت الأذهان، ويُنسي بعضها بعضًا (4).

ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا السياق؛ علاوة على وحدة الموضوع؛ العمل على وحدة الفكرة، وهذه مسألة أخرى، تندرج ضمن الأولى وتحت إطارها، لكنها متميزة عنها؛ لأن الموضوع وإن كان واحدًا؛ فكثيرًا ما يمكن تجزيئه إلى عدة قضايا وأفكار، والخطيب يطمع أن يحيط بكامل موضوعه خلال خطبة واحدة، وهو أمر مستحيل! فلا يمكنك أن تقول كل شيء في الخطبة الواحدة والموضوع الواحد، بل يجب أن تجعل الفكرة الرئيسية للموضوع هي محط الاهتمام وأساس الكلام، وبهذا يمكنك أن تجعل في الموضوع الواحد عدة خطب لعدة جمع، على حسب الحاجة والظروف.

ترديد ألفاظ معينة مخصوصة، وكأنها قرآن منزل، لا تتمُ الخطبة ولا تصح إلا بترديدها، وغالب الترديد والتكرار يكون في الخطبةِ الثانية، قد يكون التكرار للتأكيد، أو بيان خطورة الأمر؛ لكن لا ينبغي أن يكون هو دندن الخطيب في كل خطبة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامًا فصلًا، يفهمه كل من سمعه (5).

والمعنى أنه ينبغي للإنسان إذا تكلم وخاطب الناس أن يكلمهم بكلام بيِّن لا يستعجل في إلقاء الكلمات، ولا يدغم شيئًا في شيءٍ ويكون حقه الإظهار، بل يكون كلًامه فصلًا بينا واضحًا حتى يفهم المخاطب بدون مشقة وبدون كلفة، فبعض الناس تجده في الكلام ويأكل الكلام، حتى إن الإنسان يحتاج إلى أن يقول له: ماذا تقول؟ فهذا خلاف السنة، فالسنة أن يكون الكلام بينًا واضحًا، يفهمه المخاطب (6).

إن إطالة نطق بعض الأحرف، أو تكرار بعضها، مثل إطالة حرف الألف أو الميم لتملأ بهما الصمت أثناء الحديث، وتكرار استخدام كلمات من قبيل "مثل"، و"أعني"، تجعل المستمع يشعر أن المتحدث غير لبق، وتنقصه الخبرة في المجال الذي يتحدث فيه.

والأسوأ من ذلك، أن من يستخدم هذه العبارات والأساليب يوصف في الغالب بأنه غير طلق اللسان، ويراه كثيرون أقل كفاءة.

- عدم تصور الخطيب عظم شأن المنبر، وأنه يقوم مقام رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فتجده وبكل تهاون يكتب خطبته التي سيلقيها على المئات من المسلمين -الذين حضروا من أجل أن يستمعوا ويستفيدوا ويتعلموا– يكتبها بعد فجر يوم الجمعة، وإني والله لأعجب من جرأة أمثالِ هؤلاء على المنابر، وقبضهم الدفاتر والمحابر (7).

- افتقاد فن الإلقاء؛ ففن الإلقاء له دور مهم في التأثير على المستمع، وتنبيه الغافل، وتنشيط الخامل، وشد انتباهه للخطيب، فتجد كثيرًا من الخطباء يوفقون في موضوع خطبتهم وفي صياغتها بأسلوب علمي رصين ثم يميت بهجتها، ويطفئ نورها، بإلقائه البارد المنخفض، أو بصراخه الموجع المزعج؛ فلا يرفع فوق الحاجة، ولا يخفضه خفضًا يمنع الاستفادة.

غاية ما يسعى إليه فن الإلقاء هو إجادة القول، وأن يتعود القارئ على النطق السليم والقول الفصيح.

فن الإلقاء يحتاج إلى أن يكون صاحبه ذا فطرة سليمة، وسليقة تعينه على النطق السليم، خاليا من العيوب الكلامية من لثغة وتأتأة وفأفأة، طلق اللسان يجيد إخراج الحروف من مخارجها، قادرًا على التحكم في نبرات صوته لا تعيبه لكنة ولا تحوله حبسة دون أن يبين، والموهبة تعد الأساس والمنطلق الذي يبنى عليه ومنه فن الإلقاء (8).

نجاح فن الإلقاء يتوقف على نوع إدراك المتلقي لما يقال له، ويمكن للإنسان أن يدرك الكلمة المنطوقة في كثير من الظروف المتغيرة ولكن تتفاوت نسبة هذا الإدراك لعوامل عديدة فيكون الإدراك قويًّا في الجو الذي يتميز بالهدواء، ويكون المتكلم سليم النطق واضح العبارة، فمثلًا إذا زاد الصخب في مكان يستمع فيه الإنسان قل إدراكه، أو كان المتكلم لا يحسن النطق مضطرب العبارات، كل ذلك يؤثر في عملية الإدراك ويتفاوت الناس في مثل هذه الأمور كما يتفاوتون في إدراكهم للكلمة المنطوقة فمنهم من يجيد الفهم ومنهم من يعجز عن الفهم، ومنهم من يتأثر بذلك، ومنهم من لا يتأثر تأثرًا يذكر.

هناك ارتباط وثيق بين الإلقاء أو طريقة استقبال الحواس له، تلك الحواس التي تستطيع التمييز بين إلقاء وآخر، فالمادة المراد إلقاؤها واحدة، ولكن تختلف من شخص إلى آخر، ومن نبرات صوت إلى صوت آخر ومن لغة إلى أخرى، وفي ظروف محيطة لا ننكرها قد تسمح بظهور مستوى للكلمة يختلف عن ظروف أخرى قد لا تسمح بذلك (9).

- الإطالة؛ فيحسب بعضهم أنه كلما كانت الخطبة طويلة كان التأثير أبلغ وأقوى! وما درى أنه بفعله هذا قد خالفَ سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، وإن من البيان لسحرًا» (10)، وقد يُنفِّر الناس من الحضور لأدائها، يقال أطال خطيب بين يدي الإسكندر فزبره، وقال: ليس تحسن الخطبة بقدر طاقة الخاطب، ولكن على حسبِ طاقة السامع.

عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحدث حديثًا لو عده العاد لأحصاه (11).

وقيل سمع خالد بن صفوان مكثارًا يتكلم، فقال: يا هذا، ليست البلاغة بخفة اللسان، وكثرة الهذيان، ولكنها إصابة المعنى، والقصد إلى الحجة (12).

ونصيحتي للخطباء أن يراعوا هذه العيوب ويجتنبوها، فإني وجدتها منتشرة في كثيرٍ من البلدان الإسلامية التي صليت فيها الجمعة، والله وحده المستعان (13).

قال بعض الأدباء: للكلام غاية، ولنشاط السامعين نهاية، وما فضل عن قدر الاحتمال ودعا إلى الاستثقال والملال، فذلك الفاضل هو الهذر، وهو الخطل، وهو الإسهاب الذي سمعتَ الحكماء يعيبونه (14).

لكن ينبغي للخطيب وهو يراعي مجانبة هذا العيب أن يجانب أيضًا الوقوع في ضدّه وهو القِصر المخلّ، وخير الأمور الوسط، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا (15).

ويندُّ عن الذم ما يقتضيه الحال والمقام من طول أو قصر، ومما مدحوا به الطول والإيجاز إذا وقعا موقعهما قول داود بن حريز الإيادي:

يرمون بالخطب الطوال وتارة     وحيَ الملاحظ خيفة الرقباء

- اللحن: وأفحشه ما كان في آية أو حديث، ثم ما غير المعنى، ثم ما كان في كلام الغير.

قال عبد الملك بن مروان: الإعراب جمال للوضيع، واللحن هُجنة على الشريف، والعُجب آفة الرأي (16)، وكان يقال: اللحن في المنطق أقبح من آثار الجدَريّ في الوجه (17).

وإن أعظم أسباب اللحن الجهلُ بعلمي النحو والصرف، قال الأصمعي: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي فليتبوّأ مقعده من النار» (18)، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فمهما رويتَ عنه ولحنت فيه كذبت عليه (19).

ولذا ينبغي للخطيب أن يتعلم من النحو واللغة ما يقوّم به لسانه، ويَسلم به من هذه الآفة.

- التصحيف: وأكثر ما يقع لمن يقرأ من كتاب، فيصحف نظره بسبب رداءة الخط أو ضعف البصر أو عدم استيعاب ما يقرأ أو عدم التركيز فيه أو غير ذلك من الأسباب، وقد حصل لبعض الفضلاء أن قال في خطبته وهو يقرأ من ورقة: ومن ترك واجبًا من واجبات الحج متعمدًا يأثم ويَكْفُر، بتخفيف الفاء، فنبّهه بعض الناس بعد قضاء صلاته، فبادر إلى تصحيح خطئه، وقال: الصواب: يأثم ويُكفِّر، أي: من الكفارة.

- الخطبة المكتوبة: ومن العيوب التي ينبغي التنبيه إليها في هذا المقام -وإن كانت هي ليست من التصحيف- انتقال البصر من سطر إلى سطر آخر، أو من فقرة إلى فقرة أخرى، أو أن تنقصه ورقة، أو يختل ترتيب أوراقه، ولا يتنبّه لشيء من ذلك، وهذا بعض مساوئ الخطبة المكتوبة، وهي عيوب حادثة لم يذكرها المتقدمون؛ لأن الخطبة عندهم لا تكون بالقراءة من كتاب، فهذه قراءة وتلك خطابة، فهما فنّان مستقلان متباينان.

- كثرة الحركة: وذلك كالعبث باللحية أو الخاتم أو الساعة أو النظارات أو الثوب أو العمامة، فإنها منقصة من هيبة الخطيب، ومدعاة للازدراء والاحتقار، وأنشد بعضهم في ذم ذلك فقال:

مليٌّ ببُهر والتفاتٍ وسعلة          ومسحة عثنونٍ وفتل الأصابع

وسبب هذا العيب هو ترك سنة الاستناد أثناء الخطبة.

فينبغي للخطيب أن يعالج هذا العيب بوضع يديه على المنبر أو العصا، وأن يستشعر حرمة المقام، ويراعي لحظ المخاطبين فيلزم السمت والسكون والوقار.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحركة اليسيرة الموزونة لا بأس بها، بل قد تكون أحيانًا مطلوبة لزيادة الإفهام، وهي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعملها في بعض خطاباته كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين» (20)، وقوله: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» (21)، وكإشارته بالسبابة إلى السماء، وغير ذلك.

فتصوير المعاني باليد فطرة فطر الله الناس عليها، عند إرادة التعبير عما في النفس، ولا يمكن أن تكون الفطرة عجزًا؛ بل هي عون للفظ، وموافقة له، بل لا بد من صحبتها حتى لا يلتبس الأمر عند المتلقي.

يرى الجاحظ أن الإشارة منها الصواب ومنها الخطأ، وأن ذلك مرجعه إلى توافق الإشارة مع اللفظ، أو تعارضها معه، فإذا وافقت الإشارة اللفظ صارت صحيحة، وتم للمراد أركانه، وصار المعنى بليغًا، ووصل إلى القلب في صورة بهية.

أما إذا خالفت الإشارة اللفظ؛ فإن المعنى يكتنفه الغموض، ويلتبس على المتلقي المراد، ويأتيه المتكلم من الباب الخطأ، فيقع في اضطراب، ويظل المعنى مطمورًا؛ لأن صاحبه لم يحسن إخراجه، والإعراب عنه؛ لما بين اللفظ والإشارة من تنافر، وذاك عيب أي عيب؟!

والجاحظ يقول: إن المعاني مستورة خفية، وبعيدة وحشية، ومحجوبة مكنونة، وإنما تحيا تلك المعاني في ذكرهم لها، وإخبارهم عنها، واستعمالهم إياها.

وهذه الخصال هي التي تقربها من الفهم، وتجليها للعقل، وتجعل الخفي منها ظاهرًا، والغائب شاهدًا، والبعيد قريبًا.

وعلى قدر وضوح الدلالة وصواب الإشارة –الحظ هذا– وحسن الاختصار، ودقة المدخل يكون إظهار المعنى (22).

- ضعف الصوت:

صوت الخطيب هو الآلة التي يبلّغ بها خطبته، فإذا كان صوته ضعيفًا كان التبليغ ضعيفًا، فلا يحصل مقصود الخطبة، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه وعلى صوته كأنه منذر جيش، يقول: «صبحكم ومساكم» (23).

وقد كانوا يمدحون الجهير الصوت ويذمون الضئيل الصوت، ويمكن للخطيب الذي بلي بهذا العيب أن يذهبه بالمراس والمِران.

- عدم التفاعل مع الخطبة:

لا يخفى أن الخطبة قد تشتمل على فنون شتى متغايرة؛ فقد تشتمل على الترغيب والترهيب، وعلى التحذير والتبشير، وقد تشتمل على ما يقتضي الحزن أو الفرح، أو الغضب أو الخوف، والخطيب الموفق يعطي كل مقام حقه من الانفعال والتغيّر.

وسبب هذا العيب في الغالب هو خروج الكلام من اللسان دون القلب، ومتى حصل ذلك لم تؤت الخطبة ثمارها، قال عامر بن عبد قيس: الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان (24).

والتفاعل الذي ننشده هو التفاعل الحقيقي الصادق، وليس التفاعل الصوري المتكلّف، فهذا يضر صاحبه، ويجعله هزأة عند المستمعين.

وأشد عيبًا من عدم التفاعل التفاعل بما لا يناسب الكلام فإنه يبعث في السامع التعجب والحيرة، فيشغله محاولة تفهّم هذا التصرف من الخطيب عن الإنصات لخطبته.

-  استغلال المنبر لأغراض شخصية:

وهذا العيب من أخسّ العيوب، ويقع فيه بعض الخطباء لقلّة دينه وضعف إيمانه، أو لضعف شخصيته، ومن صوره أن ينتقم الخطيب لنفسه، أو يدافع على نفسه، أو يدعو إلى نفسه، وهذا من أكبر العدوان على المخاطبين، قال بعض الفضلاء: إن شرّ السراق الخطباء الذين يستغلون المنبر لأغراضهم الشخصية؛ لأنهم يسرقون أعمار الناس، فهم شر ممن يسرق أموالهم.

فالخطيب في حقيقة الأمر لا يمثل شخصه وإنما يمثل منصبًا شرعيًا، فإذا لم يؤد الذي ينبغي كما ينبغي كان فتنة على الشرع.

من أمثلة ذلك: خطيب بحضرة بعض الأغنياء، تناول موضوع فضل الصدقة، وحثهم على التصدق على أهل العلم والدعاة إلى الله، وغرضه من ذلك أن يتصدقوا عليه.

ومن أمثلته أيضًا: خطيب يردّ على شخص بعينه تصفية للحسابات، ومن أضرار ذلك أن لا يفهم الخطبة إلا قائلها، والمردود عليه، ومن عنده علم بقضيتهما، وقد وصل الحد ببعض الخطباء في بعض المجتمعات أن يمكث نصف عام من الزمن وهو في صراع ونزاع شخصي مع خصمه في كل جمعة صولة وجولة.

- استغلال المنبر لأغراض حزبية أو طائفية أو عصبية:

وذلك بنشر أهداف ومبادئ حزب ما، أو فرقة ما من خلال المنبر، وهذا كله على حساب الدين والدعوة، فهو مناف للغرض الذي أسس من أجله المنبر، بل هو مناف كذلك لرسالة الإمام الشرعية.

- محاكاة غيره من الخطباء في طريقة الإلقاء، وفي النبرات والسكتات، وفي الحركات والسكنات:

ومن أسباب هذا العيب ضعف شخصية الخطيب أو ولوعه بمن يحاكي ويقلد، ومن أضراره خروج الخطبة من كونها حقيقة إلى الصورية، فيصير الخطيب كأنه ممثل، وقد عاب المتقدمون الخطابة بخطب الغير، فكيف بمن يحاكي غيره من الخطباء.

- التفيهق والتشدق:

وهو أن يتكلم بأقصى قعر فهمه، وقد عاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله: «وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون»، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارين والمتشدقين، فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبرون» (25).

وقال أصحاب البلاغة والخطابة وأهل البيان وصاحب التبيين: إنما عاب النبي صلى الله عليه وسلم المتشادقين والثرثارين والذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها، والأعرابي المتشادق، وهو الذي يصنع بفكيه وبشدقيه ما لا يستجيزه أهل الأدب من خطباء أهل المدر، فمن تكلف ذلك منكم فهو أعيب والذم له ألزم (26).

- تتبع الغريب والوحشي:

ومن العيوب التي يقع فيها بعض الخطباء تتبع الغريب والوحشي من الألفاظ، فإن هذا مناف للمقصود من الخطبة، فإن مدار أمر الخطابة على البيان والتبيين، وعلى الإفهام والتفهيم، فكلما كان اللسان أبين كان أحمد، والوحشي من الكلام يناسب الوحشي من الناس، ولا يعني هذا أن يستعمل الهجين العامي، والساقط السوقي، وإنما يستعمل ما يوصل إلى المطلوب، ويختار للمعاني الجليلة الألفاظ النبيلة.

- الجفاء والغلظة والقسوة على المخاطبين:

وذلك بتوجيه الألفاظ النابية وأصناف الشتائم وألوان السباب إليهم، وتنزيل نصوص الوعيد عليهم، واحتقارهم والتكبر والتعالي عليهم، وجرح مشاعرهم، من ذلك مثلًا أن يقول: إن أبناءكم قد بلغوا منتهى سوء التربية والخلق وإن أزواجكم قد خرجن عن حدود الأدب...، وكان ينبغي له إذا اضطر إلى مثل هذا الكلام أن يدخل نفسه في جماعتهم، وأن يشعرهم بأنه فرد من أفرادهم، فيقول: إن أبناءنا... وإن نساءنا.

ومن مساوئ هذه الآفة أن يمقت الناس الخطيب فلا يُصغُون إلى كلامه ولا يستفيدون من وعظه، بالإضافة إلى ما يلزم من ذلك من تزكية الخطيب لنفسه وإعجابه بها، واغتراره وكبره.

ولتجنب ذلك ينبغي للخطيب أن يكون حكيمًا، وأن يستعمل التواضع والتودد والرفق واللين، وأن يشعر المخاطبين بأنه يريد نفعهم، وأنه حريص على نجاتهم في الدنيا والآخرة، قال الحافظ ابن حجر: من آداب الخطيب في حال وعظه أن لا يأتي بكلام فيه تفخيم لنفسه، بل يبالغ في التواضع لأنه أقرب إلى انتفاع من يسمعه (27).

- عدم الاعتناء بالهيئة:

وهذا خلاف السنة فإذا كان من السنة لعموم الناس يوم الجمعة أن يغتسلوا وأن يستنّوا وأن يتطيبّوا وأن يلبسوا من جميل الثياب، فكيف بالخطيب الذي ترمقه الأبصار وتتجه إليه الأنظار؟!

وإن الخطيب إذا ابتذل في مظهره احتقره الناس، وربما أهانوه، وصُرفوا عن الاشتغال بالإنصات إليه إلى الاشتغال بالنظر إلى هيئته.

وكما أن الابتذال في الهيئة عيب ومذموم فكذلك الاعتناء الزائد على المشروع والخارج عن العرف، والذي ينبغي للخطيب الاعتدال في ذلك وأن لا يخرج عن المعروف المألوف.

- الصوت النمطي المطرد على وتيرة واحدة:

وذلك كأن يستوي عنده الاستفهام والتعجب والإنكار والإخبار والأمر وغير ذلك، ويستوي عنده أيضًا مقام الغضب ومقام الرضا، ومقام الفرح ومقام الحزن، ومن أسباب هذا العيب عدم تفاعله مع الموضوع أو عدم استيعابه له.

ومن أضراره أنه يصعب بسببه فهم كلامه، ويبعث الملل في نفوس السامعين ويقذف فيهم النعاس، وتشرد أذهانهم لأنه ليس في طريقة الإلقاء ما يشدهم ويلفت انتباههم.

- مناقضة لسانه لحاله:

وهذا من أعظم العيوب وأخطرها، وأشدها ضررًا على الخطيب وعلى الدعوة، وما أكثر الآيات والأحاديث التي تذم الذي يقول ما لا يفعل، وتبين ما له من الوعيد يوم القيامة.

ثم إن ضررها على الدعوة محقق لأن الناس ينظرون إلى الأفعال أكثر من نظرهم إلى الأقـوال؛ فإذا وجدوا تنافرًا بينهما كان ذلك فتنة لهم.

- خلوّ الخطبة من التشهد والثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

قال صلى الله عليه وسلم: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء» (28)، أي كاليد المقطوعة أو المصابة بالجذام.

قال المناوي نقلًا عن ابن العربي: أراد بالتشهد هنا الشهادتين، من إطلاق الجزء على الكل كما في التحيات، ثم نقل عن القاضي قوله: أصل التشهد الإتيان بكلمة الشهادة، وسمي التشهد تشهدًا لتضمنه إياهما، ثم اتسع فيه فاستعمل في الثناء على الله تعالى والحمد له (29).

وقد كانت العرب تذم الخطبة إذا لم يكن في أولها حمد لله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد خطب الفضل بن عيسى الرقاشي إلى قوم من بني تميم، فخطب لنفسه، فلما فرغ قام أعرابي منهم فقال: توسلْتَ برحمة، وأدليت بحق، واستندت إلى خير، ودعوت إلى سنة، ففرضك مقبول، وما سألتَ مبذول، وحاجتك مقضية إن شاء الله تعالى، قال الفضل: لو كان الأعرابي حمد الله في أول كلامه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم لفضحني يومئذ، أي لبلاغته وفصاحته (30).

وقد كان خطباء السلف الطيب وأهل البيان من التابعين بإحسان، يسمون الخطبة التي لم تبتدأ بالتحميد وتستفتح بالتمجيد: "البتراء"، ويسمون التي لم توشَّح بالقرآن وتزين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: "الشوهاء" (31).

- خلوها من نصوص الكتاب والسنة:

وقد عد بعض الفقهاء من أركان الخطبة ذكر آية من كتاب الله تعالى، فلا يحسن بالخطيب أن يخلي خطبته من القرآن الكريم، وكذا من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فإن ذلك مما يورث الكلام البهاء والوقار، والرقة وسلس الموقع.

وقد كانت العرب تعيب ذلك فقال بعضهم في خطيب مصقع: هذا الفتى أخطب العرب لو كان في خطبته شيء من القرآن (32).

وكان صلى الله عليه وسلم يعظ في خطبه بالقرآن الكريم، فعن صفوان بن يعلى عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: 77]، بل ربما قرأ سورة بأكملها، فعن أخت لعمرة قالت: أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1]، من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة (33).

- اشتمالها على ألفاظ منكرة شرعًا أو عرفًا:

مثال الألفاظ المنكرة شرعًا أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان، أو يقول: من أطاع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما، أو يقسم بغير الله تعالى أو غير ذلك من الألفاظ المنهية4.

عن عدي بن حاتم أن رجلًا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى» (34).

والمراد بالألفاظ المنكرة عرفًا ما اتفقت طباع القوم على استقباحه واستهجانه، فعلى الخطيب أن يتجنبه وأن يعدل عنه إلى بديل يعرفه القوم ولا ينكرونه، وهذا يختلف باختلاف البقاع والأصقاع، فربّ لفظ حسن شريف عند قوم قبيح هجين عند آخرين، وعليه يلزم من أراد أن يخطب في قوم أن يعرف لسانهم وعاداتهم وأعرافهم حتى لا يقع فيما يصدهم عنه ويسقطه في أعينهم.

- اشتمالها على باطل:

وهذا من أخطر العيوب وأشدها ضررًا على الناس، وبخاصة إذا كان الخطيب مصقعًا مفـوهًا، فيتوصل بحسن كلامه وتنميق عباراته إلى تقرير باطل كعقيدة فاسدة، أو بدعة محدثة، أو معاملة محرمة، أو معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

- اشتمالها على أحاديث ضعيفة أو موضوعة:

وهذا العيب قلّما يسلم منه خطيب في العالم الإسلامي، وذلك لعدم التحرّي والتثبت من صحة الحديث، ويخشى على من وقع في مثل هذا أن يتناوله الوعيد الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» (35)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع» (36).

ويشتد هذا العيب ويتفاقم إذا كان موضوع الخطبة كله مبنيًا على حديث ضعيف أو موضوع، كمن يخطب في قصة ثعلبة بن حاطب ويستخرج منها العبر والعظات، وهي غير ثابتة، أو يخطب في قصة الغرانيق وهي أيضًا لا تثبت.

- طغيان الأسلوب العلمي على الأسلوب الأدبي:

من مظاهر هذا العيب أن يستعمل الخطيب مصطلحات علمية دقيقة لا يدركها عامة الناس.

ومن مظاهره أيضًا التوسع في تخريج الأحاديث وعزوها والكلام على طرقها وعللها.

ومن مظاهره أيضًا خلو الخطبة من الأساليب الإنشائية كالأمر والنهي والاستفهام والتعجب والدعاء وغير ذلك، مما يخرجها من حد الخطابة إلى حد المقالة.

- غلبة الترخيص عليها:

قال الحافظ ابن حجر: من آداب الخطبة؛ ترجيح التخويف فيها على التوسع في الترخيص، لما في ذكر الرخص من ملاءمة النفوس لما جبلت عليه من الشهوة، والطبيب الحاذق يقابل العلة بما يضادها لا بما يزيدها (37).

- عدم مناسبة الخطبة للمخاطبين:

وسبب هذا العيب في الغالب هو الجهل بواقع المخاطبين وأحوالهم ومستوياتهم وأعرافهم، فلا يراعي في خطبته المستوى العلمي واللغوي لدى المخاطبين، فيتناول موضوعًا يفوق أفهامهم، ويستعمل ألفاظًا لا يدركها أكثرهم، ولتحاشي هذه الآفة على الخطيب أن ينوع في استعمال المرادفات حتى يقع على اللفظ الذي يفهمه السامع ويصل به إلى المعنى الذي يريد أن يبلغه.

وعن بعض الأدباء: وليس يشرف المعنى بأن يكون من معاني الخاصة، وكذلك ليس يتصنع بأن يكون من معاني العامة، وإنما مدار الشرف على الصواب، وإحراز المنفعة من الخطاب، مع موافقة الحال، وما يجب لكل مقام من المقال، فمن تمكن من البلاغة في البيان على أن يفهم العامة معاني الخاصة، ويكسو الخطبة بالألفاظ المتوسطة التي لا تلطف عن الدهماء، ولا تجفو عن الأكفاء فهو البليغ التام والخطيب المصقع (38).

وقال بشر بن المعتمر: ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني، ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين وبين أقدار الحالات، فيجعل لكل طبقة من ذلك كلامًا، ولكل حالة من ذلك مقامًا، حتى يقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني، ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات، وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات (39).

- عدم مناسبة الخطبة للمكان:

وذلك كأن يتناول في قلب الصحراء موضوع المنكرات التي تحصل في شواطئ البحار، أو يتكلم عن أحكام زكاة الزروع والضروع في مكان ليس فيه زرع ولا ضرع، أو غير ذلك، فعـلى الخطيب أن يراعي المكان الذي هو فيه، وأن تكون خطبته مواتية للظرف الذي يخطب فيه.

- عدم مناسبة الخطبة للزمان:

وذلك كأن يتبيِّن فضل الجهاد وبعض أحكامه في زمان فتنة، أو يتكلم عن فضل العشر الأواخر من رمضان في أشهر الحج، أو يتناول فضل الحج في شهر رمضان، أو غير ذلك من نظائرها مما يقع فيه الخطباء كعدم مراعاة الأحداث، والمناسبات الشرعية ذات الشأن (40).

--------

(1) فن إعداد الخطبة/ موقع تيار الإصلاح.

(2) الخطابة (ص: 207).

(3) فصول إسلامية (ص: 125).

(4) وصايا للخطيب (22) وحـدة الموضـوع/ صيد الفوائد.

(5) أخرجه أبو داود (4839).

(6) شرح رياض الصالحين (4/ 64).

(7) عيوب الخطب المنبرية/ رابطة العلماء السوريين.

(8) فن الإلقاء (ص: 20).

(9) المصدر السابق (ص: 169).

(10) أخرجه مسلم (869).

(11) أخرجه البخاري (3567).

(12) البصائر والذخائر (8/ 102).

(13) عيوب الخطب المنبرية/ ملتقى الخطباء.

(14) البيان والتبيين (1/ 101).

(15) أخرجه أحمد (20885).

(16) العقد الفريد (2/ 479).

(17) عيون الأخبار (2/ 158).

(18) أخرجه البخاري (107).

(19) روضة العقلاء (ص: 223).

(20) أخرجه أبو داود (4839)، والترمذي (3639).

(21) أخرجه الترمذي (1918).

(22) أرشيف ملتقى أهل الحديث/ الموسوعة الشاملة.

(23) أخرجه مسلم (867).

(24) البيان والتبيين (1/ 88).

(25) أخرجه الترمذي (2018).

(26) البيان والتبيين (1/ 226).

(27) فتح الباري لابن حجر (2/ 531).

(28) أخرجه ابن أبي شيبة (26681).

(29) فيض القدير (5/ 18).

(30) البيان والتبيين (3/ 292).

(31) البيان والتبيين (2/ 6).

(32) البيان والتبيين (1/ 116).

(33) أخرجه مسلم (872).

(34) أخرجه مسلم (870).

(35) أخرجه مسلم في المقدمة.

(36) أخرجه مسلم (4).

(37) فتح الباري لابن حجر (2/ 531).

(38) العقد الفريد (4/ 55- 56).

(39) البيان والتبيين (1/ 138- 139).

(40) عيوب الخطابة/ ملتقى الخطباء.