عشر نصائح مدهشة للمدراء الجدد
إن إدارة الناس هي مهمة صعبة جدًا، وليست بالسهلة أبدًا؛ لأنها أكثر تعقيدًا من إدارة الأشياء.
تخيل، عزيزي القارئ، أنك أصبحت مديرًا جديدًا بين ليلة وضحاها، فقد استقال رئيسك المباشر، وقررتْ الإدارة العليا تعيينك مديرًا مكانه، ماذا تفعل حينها؟! خاصة إذا أنت لم تدرس إدارة أعمال!
كنت أقرأ مؤخرًا في كتاب مهم جدًا حول الإدارة، وعنوانه (الإدارة بالفطرة)، لمؤلفته (دايان تريسي)، وحصلتُ على معلومات مفيدة جدًا، خاصة للمدراء الجدد، مبروك؛ أنت الآن مدير أو مديرة جديدة، الخطوة التالية هي:
عليك استخدام المبدأ الأول من مبادئ الإدارة الناجحة، وهو مبدأ الإدارة بالمراقبة، فعليك في أيامك الأولى أن تراقب ما يحدث من حولك حتى تعلم ما يجري، ابق هادئًا، واستمع لكل شيء، وأخيرًا: لا تصرح إلا بالقليل، وباختصار شديد أبق عينيك مفتوحتين، وفمك مغلقًا.
ولكي تتجنب الوقوع في الأخطاء في أيامك الأولى هناك عشر قواعد أساسية، عليك الالتزام بها، وإليك هذه القواعد:
القاعدة (1): ابتعد عن الغرور والتكبر:
لا تُعْط لأحد شعورًا بأنك البطل الخارق (سوبرمان)، ولا تحاول إلغاء كل الأنظمة والإجراءات السائدة، وأيضًا لا تحاول القول أو الإيحاء للجميع أن كل شيء سيتغير من الآن فصاعدًا، فالتغيير المنطقي يحتاج إلى الوقت، ويجب أن يتم بسلاسة متناهية، وخطوة خطوة.
القاعدة (2): لا تقطع وعودًا زائفة:
لا تقطع وعدًا ما لم تكن واثقًا من استطاعتك الوفاء به، وكذلك بالنسبة للمكافآت لا تقدمها إلا بعد أن تستقر أوضاعك، وتعرف حقًا من يستحق المكافأة، وكذلك امنح المكافآت انطلاقًا مما قدمه الموظف في الماضي، وما سيقدمه في المستقبل.
القاعدة (3): لا تكن مستبدًا برأيك وقراراتك:
عندما تتصرف باستبداد فإنك تعبر عن ضعفك لا عن قوتك، وعندما تتعامل مع الموظفين وكأنهم عبيد فإنك تخلق أعداءً لست بحاجة لهم.
إن التعبير عن القوة، يا صديقي، يتم بأسلوب هادئ وحازم، يضمن تنفيذ الأوامر، فإذا كنت واثقًا من سلطتك فإن الآخرين سيكونون كذلك.
القاعدة (4): دع عنك المحاباة والمجاملة:
إن محاباة الأقرباء والأصدقاء على حساب العمل تؤثر في معنويات الموظفين الآخرين وقد تدمرها، كما قد تصيبهم بالإحباط وقلة الاهتمام بالعمل، فلا أحد يحب أن ينسب عمله إلى أحد المقربين من المدير على حسابه، إن من أهم صفات المدير الناجح أن يكون عادلًا في معاملته للموظفين.
القاعدة (5): لا تتكلم قبل أن تفكر:
عندما تصبح مديرًا تصبح أنت مركز الحدث، والأعين كلها تنظر باتجاهك، فراقب تصرفاتك، ولا تقل أي شيء قبل أن تفكر فيه؛ لأن كلامك محسوب عليك، نصل إلى نتيجة أن يقتصر كلامك في البداية على حالات الضرورة القصوى، وكذلك الأمر بالنسبة لإميلاتك الموجهة للموظفين ورسائلك وعروضك التقديمية.
القاعدة (6): التفويض الفعال مفتاح نجاحك:
المدير المبتدئ لا يجيد التفويض بسبب التوتر وقلة خبرته، فهو، ببساطة، لا يثق بمعاونيه، فيجد نفسه يحاول القيام بكل شيء؛ ما يتسبب بتراكم العمل والملفات على مكتبه، فيتأخر باتخاذ القرارات المناسبة؛ وينتج عنه، في النهاية، التأخر بالإنجاز في الوقت المناسب.
إن التفويض، ببساطة، هو توزيع العمل على الأشخاص لغرض إنجازه، والمدير الناجح هو الذي يحقق أهداف العمل من خلال العاملين.
القاعدة (7): تحمل مسئولية أخطائك:
إن المدير الذي يحاول إلقاء اللوم على الآخرين، وتحميلهم المسئولية سيخسر ثقتهم واحترامهم له أيضًا؛ لذلك فإن من أهم مبادئ الإدارة أن تتحمل مسئولية الأخطاء، وتنسبها إلى نفسك، وأيضًا تنسب الفضل لأهله والإنجازات لأصحابها.
القاعدة (8): لا تتورط في نوبات الغضب:
كثيرًا ما نجد أحد المدراء يفقد أعصابه ويغضب، ضاربًا المكتب بقبضة يده، أو يحلف بأغلظ الأيمان تعبيرًا عن غضبه، أنت كمدير جديد لا تفعل أبدًا مثل هذا التصرف؛ لأنه ضرب من الجنون، ويعبر عن قلة الحيلة.
تذكر، دائمًا، أن مهمتك الأساسية هي أن تحل المشكلات لا أن تزيدها، وهذا يتطلب صبرًا عظيمًا وكثيرًا من ضبط النفس.
القاعدة (9): لا تستغل منصبك لمصلحتك الخاصة:
بعض المدراء الجدد يستغلون ثقة الإدارة العليا بهم استغلالًا سيئًا، فيبدءون بالحضور متأخرين والمغادرة مبكرين، ودائمًا لديهم حججهم، وهؤلاء ينسون أو يتناسون أن أعين الموظفين مسلطة عليهم، فالمدير هو قدوة لمن حوله، فإذا أهمل سيهمل الموظفون وإذا بذل جهدًا أكبر سيعمل الموظفون مثل عمله.
باختصار شديد؛ إن أي استغلال للسلطة سوف ينعكس سلبًا على موظفيك، وبالتالي على إنتاجية العمل مستقبلًا.
القاعدة (10): وازن بين مصلحة الشركة ومصلحة الموظفين:
وظيفة المدير حساسة جدًا، فعليه أن يوازن بين مطالب الموظفين ومطالب الإدارة العليا، وعليه أن يسير على خط رفيع جدًا، يفصل بين مصلحة الشركة ومصلحة الموظفين، والمدير الوصولي هو الذي يميل كثيرًا لإرضاء إدارته على حساب الموظفين، أما المدير الذي يميل كثيرًا للموظفين فقد يفقد هيبته ونفوذه عليهم.
اجعل دائمًا بينك وبين الموظفين مسافة ولو محدودة، تذكر أنك لم تعد زميلًا لهم، لقد أصبحت مديرهم الجديد وتقبل الواقع الجديد.
موقع كنانة أن لاين