logo

تنمية التفكير الناقد


بتاريخ : الخميس ، 6 محرّم ، 1436 الموافق 30 أكتوبر 2014
بقلم : أحمد الكردي
تنمية التفكير الناقد

أصبح تعليم التفكير الناقد حاجة ملحة، وممارسة مهارات التفكير تساعدنا على أن نصبح مفكرين بشكل أفضل.

إن المعلومات الواردة من علم الأعصاب وتشريح الدماغ تشير إلى أن الدماغ يشبه العضلة، وكلما استخدمناه أصبح أكثر فعالية.

إن الأساليب الجديدة في التفاعل مع المعلومات خلال المحاضرات والقراءات والنقاشات الجماعية، لتعزيز التعلم والفهم، تؤكد أن التفكير الناقد فاعل وليس سلبيًا.

إن الاهتمامات الشخصية والميول مثله مثل العامل الجمالي والتشويقي، لها الدور الفاعل في تطوير الاتجاهات اللازمة للتفكير.

زيادة الاهتمام بعمليات التفكير المنطقي تؤدي إلى الاهتمام بمعرفة كيفية صنع القرارات والاستنتاجات، وتوضيح طبيعة مثل هذه القرارات والاستنتاجات.

التركيز على فهم وجهات النظر الأخرى، واستخدام وجهات نظر مختلفة لتطوير القدرة على التفكير المنطقي، فالعقول المفكرة ليست بالضرورة متشابهة.

القناعة المتزايدة بفكرة "أن ليس هناك طريق واحد للحل" وفكرة "أن ليس هناك جوابًا واحدًا صحيحًا" بعبارة أخرى أن كل جواب صحيح في سياقه المناسب.

الاعتراف المتزايد بفكرة الأخطاء المفيدة، وبفكرة أن الفشل المرحلي هو ثمن النجاح والتطور، والاقتناع بعمليات المشاركة في الخطأ، والتي تساعد الآخرين على تجنب نفس الأخطاء.

تطوير استراتيجيات جديدة تساعد على الاستفادة من آلية عمل دماغنا، وهذا ما يتضمن كيفية حفظ المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد، تشكيل عادات جيدة للاستقصاء.

القدرات اللازمة للتفكير الناقد:

  • الدقة في ملاحظة الوقائع والأحداث.
  • تقييم موضوعي للمواضيع والقضايا.
  • القدرة على استخلاص النتائج بطريقة منطقية سليمة.
  • توافر الموضوعية لدى الفرد والبعد عن العوامل الشخصية.
  • النقد العلمي وعدم الانقياد للآراء الشائعة التي يتناقلها الناس.
  • البعد عن النظر إلى الأمور من وجهة النظر الخاصة والتعصب لها.
  • البعد عن أخذ وجهات النظر المتطرفة.
  • عدم القفز إلى النتائج.
  • التمسك بالمعاني الموضوعية، وعدم الانقياد للمعاني العاطفية.

تنمية التفكير الناقد:

وحتى يمكن تنمية التفكير الناقد فإن ذلك يتطلب مراعاة عدد من العوامل المتصلة، وهي:

معايير التفكير الناقد:

الوضوح: فإذا لم تكن العبارة واضحة فلن نستطيع فهمها، ولن نستطيع معرفة مقاصد المتكلم، وبالتالي لن نستطيع الحكم عليها بأي شكل من الأشكال.

ولكي يدرب المعلم طلبته على الالتزام بوضوح بالعبارات في استجاباتهم يسألهم كالآتي:

-  هل يمكن أن تعبر عن الفكرة بطريقة أخرى؟

- هل تستطيع أن تفصل هذه النقطة بصورة أوسع؟

-  ما تقصد بقولك: ...؟

- هل يمكن أن تعطيني مثالًا على ما تقول؟

الصحة: يقصد بمعيار الصحة أن تكون العبارة صحيحة موثقة؛ كأن نقول: إن معظم النساء في الأردن يعمرن أكثر من 65 سنة، دون أن يستند هذا القول إلى إحصائيات رسمية أو معلومات موثقة، ولكي يدرب المعلم طلبته على مراعاة هذا المعيار يسألهم كالآتي، أثناء استجاباتهم:

-  من أين جئت بهذه المعلومة؟

- هل ذلك صحيح بالفعل؟

-  كيف يمكن التأكد من صحة ذلك؟

-  كيف يمكن أن نفحص ذلك؟

الدقة: يقصد بالدقة في التفكير الناقد هو استيفاء الموضوع حقه من معالجة، والتعبير بلا زيادة أو نقصان، ويستطيع المعلم أن يوجه الطلبة لهذا المعيار عن طريق السؤالين الآتيين:

-هل يمكن أن تكون أكثر تحديدًا؟ في حالة الإطناب.

-هل يمكن أن تعطي تفصيلات أكثر؟ في حالة الإيجاز الشديد.

الربط: يعني الربطُ مدى العلاقة بين السؤال أو المداخلة أو الحجة أو العبارة بموضوع النقاش أو المشكلة المطروحة، ومن الأسئلة المساعدة على ذلك:

- هل تعطي هذه الأفكار أو الأسئلة تفصيلات أو إيضاحات للمشكلة؟

-هل تتضمن هذه الأفكار أو الأسئلة أدلة مؤيدة أو داحضة للموقف؟

العمق: العمق المطلوب عند المعالجة الفكرية للمشكلة أو الموضوع، والذي يتناسب مع تعقيدات المشكلة أو تشعب الموضوع.

الاتساع: يقصد به أخذ جميع جوانب المشكلة أو الموضوع بالاعتبار، ومن الأسئلة التي يمكن إثارتها لذلك كما يلي:

-هل هناك حاجة لأخذ وجهة نظر أخرى بالاعتبار؟

- هل هناك جهة أو جهات لا ينطبق عليها هذا الوضع؟

-هل هناك طريقة أخرى لمعالجة المشكلة أو السؤال؟

المنطق: من الصفات المهمة للتفكير الناقد أن يكون منطقيًا في تنظيم الأفكار وتسلسلها وترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح، أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة، ويمكن إثارة الأسئلة الآتية للحكم على منطقية التفكير:

- هل ذلك معقول؟

- هل يوجد تناقض بين الأفكار أو العبارات؟

-هل المبررات أو المقدمات تؤدي إلى هذه النتيجة بالضرورة؟

مكونات التفكير الناقد:

"إن عملية التفكير الناقد لها مكونات خمسة، إذا افتقدت إحداهم لا تتم العملية بالمرة؛ إذ لكل منها علاقتها الوثيقة ببقية المكونات"، فالمكونات هي:

1. القاعدة المعرفية: وهي ما يعرفه الفرد ويعتقد فيه، وهي ضرورية لكي يحدث الشعور بالتناقض.

2. الأحداث الخارجية: وهي المثيرات التي تستثير الإحساس بالتناقض.

3. النظرية الشخصية: وهي الصبغة الشخصية التي استمدها الفرد من القاعدة المعرفية بحيث تكون طابعًا مميزًا له (وجهة نظر شخصية)، ثم إن النظرية الشخصية هي الإطار التي يتم في ضوئه محاولة تفسير الأحداث الخارجية، فيكون الشعور بالتباعد أو التناقض من عدمه.

4. الشعور بالتناقض أو التباعد: فمجرد الشعور بذلك يمثل عاملًا دافعًا تترتب عليه بقية خطوات التفكير الناقد.

5. حل التناقص: وهي مرحلة تضم كافة الجوانب المكونة للتفكير الناقد، حيث يسعى الفرد إلى حل التناقض بما يشمل من خطوات متعددة، وهكذا، فهذه هي الأساس في بنية التفكير الناقد.

______________

المصدر: موقع كنانة أونلاين.