logo

التردد كيف نتعامل معه؟


بتاريخ : الأحد ، 2 رمضان ، 1438 الموافق 28 مايو 2017
بقلم : أحمد السيد كردى
التردد كيف نتعامل معه؟

التردد سمة تلازم الكثيرين في مرحلة من مراحل حياتهم، وهو عبارة عن مفارقة وصراع مستمر.

فمن السهل معرفة ما يجب القيام به من القيام به فعلًا، ومن السهل معرفة ما يجب أن يقوم به شخص آخر.

تتبدى إنسانيتك أكثر عندما تقول: أريد إنجاز شيء ما أو تجربة شيء جديد ثم تعجز عن تحقيق ذلك.

قد لا تتمكن من شرح أو تبرير هذا، فأنت حقًا تريد أن تفعل الأشياء يومًا ما، ولكن كل يوم تجد سببًا للتأجيل.

جزء من المشكلة هو الجمود، روتين الحياة اليومي الذي يبدو لك مهمًا وهو ليس أكثر من عادة.

فمن السهل أن تقع في نمط محدد من البحث عن طريق جديد، وحيث إنه لا يمكنك القول لا لتلك الأنشطة، لكن ألا يبدو أن هناك مشكلة في تأجيل البت إلى وقت آخر؟

- حاول أن تحدد أسباب مخاوفك من اتخاذ أي قرار مهم، هل هو الخوف من المجهول، هل هو الخوف من الحرج، التردد من عدم اليقين هو نوع من آلية دفاعية لمواجهة عدم اليقين، أو عدم التحلي بالأدوات والمهارات التي تمكننا من السيطرة على النتائج وتبعات أي قرار نتخذه؟

لو ألقيت نظرة فاحصة على الأشخاص الرائعين فستجدهم واقعين في أخطاء كثيرة، واتخذوا قرارات غير صائبة إلا أنهم يبتسمون وينظرون إلى أخطائهم كوسيلة للتعلم، فحصول خطأ لا يعني نهاية العالم.

- فكر في العواقب المترتبة على التقاعس عن العمل، وتذكر أن ترددك يعني عدم تحقيق إنجاز أو عمل، وله عواقب.

فمثلًا: عدم تحدثك إلى شخص قد يوفر لك فرصة معينة يعني قطع كل الجسور الموصلة إليه، قد تقول: الحياة مستمرة.

هل فعلًا ستعتمد على الانتظار حتى يقوم الطرف الآخر بالخطوة الأولى أو ربما بكل شيء؟

وهل ستكون سعيدًا بالطريقة التي تعاملت بها مع الوضع في المستقبل؟

- عليك مواجهة مخاوفك التي تتحكم بك، فالخوف هو أساس التردد، وأفضل الطرق للتغلب على الخوف هو التفكير بأسوأ ما يمكن أن يحدث في حال اتخاذ قرار ما، وفكِّر في عدد الفرص التي تفوتها في حالة عدم المحاولة، وما نوع الإنجازات المحتملة التي ستتجاوزك.

في كثير من الأحيان يحدث الخوف أو التردد بسبب ردود فعل في الماضي كنتيجة لخبرة سابقة سيئة.

الخوف هو أن شيئًا سيئًا سيحدث مرة أخرى، حاول أن تعيش اللحظة الراهنة، والمكان الحالي الحق؛ فهذا سيساعدك في تخفيف الخوف من اتخاذ القرارات أو عدم اتخاذ القرارات.

- امنح نفسك وقتًا قليلًا للتفكير فيما ستقرره، وتَجنَّب التفكير الزائد، فالتفكير مثل الدواء، لا بد منه للشفاء، لكن الكثير منه يسبب أعراضًا جانبية مزعجة، فالمبالغة في التفكير بدون إرادة تنفيذ أو عمل ستوصلك إلى مرحلة تسمى في علم الإدارة "الشلل التحليلي"، هذه الحالة ستوصلك إلى وضع تكون لديك أعمال غير منجزة، وتجعل قائمة إنجازاتك محدودة جدًا، وسترى أفكارك قد طبقها آخرون على أرض الواقع وتقول متحسرًا: قد فكرت بهذه الفكرة سابقًا، في حين كان بإمكانك تنفيذها، فلا يعرف أحد عن أفكارك الرائعة أو إنجازاتك العظيمة.

لا تأخذ وقتًا طويلًا لاتخاذ قرار بشأن شيء؛ لأنك قد تفوت بعض وظائف أخرى مهمة بسبب البطء في اتخاذ القرار.

- درِّب نفسك على التفكير والتصرف بعد ذلك، التغلب على التردد لا يعني أن تمارس القفز الأعمى الذي يوصلك إلى المشاكل، أو ما هو أسوأ؛ بل يكون القرار بدراسة تداعياته وأبعاده.

درب نفسك على التفكير في وضع خطة بديلة (ب)، بحيث يمكنك اللجوء إلى الخطة (ب) في حال فشل الخطة (أ)؛ لتتمكن من تجنب المشاكل لاحقًا.

- أعط نفسك مهلة زمنية محددة لمساعدتك على تجنب "الشلل التحليلي".

عند النظر في اتخاذ خطوات جادة؛ مثل: شراء منزل، أو قبول وظيفة أو تركها، أو الإقلاع عن التدخين، فبدلًا من استعراض احتمالات لا نهاية لها، ومن ثم اكتشاف فوات الأوان على اتخاذ القرار، أعط نفسك وقتًا محددًا ومعقولًا للنظر في اتخاذ القرار وبانتهاء هذا الوقت عليك القيام بإجراء.

- استخدم قاعدة الثلاث ثواني، عندما تدرك أن عليك اتخاذ قرار، خصوصًا في المسائل البسيطة اليومية، اتخذ إجراءً قبل مرور ثلاث ثوان، والغرض من هذا التدريب هو ممارسة احتواء الفوضى التي نواجهها في الحياة اليومية.

- أَجْبِر نفسك على فعل أشياء جديدة، التجارب الجديدة تعودك على التعامل مع الأوضاع الجديدة، لتبني ثقتك بنفسك، ولتصبح شخصًا أكثر حسمًا فليس من الضروري أن تفعل دائمًا ما ألفته واعتدت عليه، في كثير من الأحيان.

التردد والسلوك الرخو سببه إصرارك على الابتعاد عن التجارب والخبرات التي تتكون نتيجة لها خبرات أخرى توسع آفاقك في كل مرة، وتجعلك متأكدًا وواثقًا من صحة قراراتك وإجراءاتك المترتبة عليها، وبالتالي أقل ترددًا.

- لتكن لديك الثقة والإيمان بنفسك وإمكانياتك ومهاراتك ومواهبك، التي تعمل دائمًا على تطويرها وصقلها وإظهارها للعالم.

وحتى لو كنت غير متأكد من نفسك، حاول أن تتصرف كما لو كنت متأكدًا، وإذا وجدت نفسك في وضع ما خائفًا فعلًا، أخبر شخصًا تثق به بأنك خائف، وستُفاجأ بكمية المساعدة التي ستحصل عليها، وكيف ستتجاوز الوضع بسهولة واقتدار.

 

المصدر: موقع: مهارات النجاح للتنمية البشرية