logo

صوت الداعية وأثره في قبول الناس له


بتاريخ : الأحد ، 6 ربيع الآخر ، 1439 الموافق 24 ديسمبر 2017
بقلم : تيار الاصلاح
صوت الداعية وأثره في قبول الناس له

الصوت ليس خامة، وليس نبرة، وليس صراخًا، الصوت هو الوسيلة الأروع لإيصال ما نريد أن نقوله، الصوت هو علم وفن، له رسائل ينبغي فهمها حتى يؤدي الرسالة المرادة منه، والنبرة الحقيقية لصوت الشخص لها تأثير مهم للغاية.

ويعرّف الصوت في الفيزياء بالاهتزازات أو الذبذبات التي تصدر من مصادر مختلفة، والتي تتحرك في الأوساط المختلفة الصلبة والسائلة والغازية، ويمكن للكائنات الحية الإحساس بها واستشعارها، أمّا في علم الأحياء وعلم النفس فيتم تعريف الصوت على أنه استقبال هذه الموجات من قبل الكائن الحي وتحليلها في الدماغ، وترجمتها إلى إشارات يمكن للكائن الحي فهمها.

ويتم استعمال الصوت في العديد من الاستعمالات المختلفة، ولكن أهم استعمال للصوت يكمن في التواصل بين الناس وبين الكائنات الحية المختلفة، فيتم التواصل بين الناس عن طريق اللغات المختلفة، فيتم إصدار الصوت من الإنسان عن طريق الفم بنغمات مختلفة، والتي تكون عبارة عن أحرف، ويتم استقبال هذه النغمات من قبل الأذن؛ أي: حاسة السمع من الإنسان المقابل، وترجمتها في الدماغ إلى إشارات كهربائية يفهمها الإنسان، كما تصدر أيضًا عن الأجهزة والمواد والتفاعلات المختلفة بطريقة يفهمها الإنسان.

ونبرة الصوت هي عامل أساس في جذب الجمهور، فالمتحدث الذي يعتمد نبرة صوت واحدة يزرع في الحضور الملل والكآبة، حتى ولو تحدث بأفضل الكلام وأجوده، والمتحدث الذي يعتمد رفع الصوت وخفضه ويلون لهجة خطابه، له حظ وافر في التأثير في السامعين، وجذبهم إلى مربع التفاعل معه.

قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} [سبأ:10]، يخبر تعالى عما أنعم به على عبده ورسوله داود صلوات الله وسلامه عليه، مما آتاه من الفضل المبين، وجمع له بين النبوة والملك المتمكن، والجنود ذوي العَدد والعُدد، وما أعطاه ومنحه من الصوت العظيم، الذي كان إذا سبح به تسبح معه الجبال الراسيات، الصم الشامخات، وتقف له الطيور السارحات، والغاديات والرائحات، وتجاوبه بأنواع اللغات.

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت أبي موسى الأشعري يقرأ من الليل، فوقف فاستمع لقراءته، ثم قال: «لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود»(1).

وقال أبو عثمان النهدي: «ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا وتر أحسن من صوت أبي موسى الأشعري رضي الله عنه»(2).

وعن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا»(3).

وعن ابن مسعود أنه قال: «لا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة»(4).

وثبت أن عقبة بن عامر كان حسن الصوت بالقرآن، فقال له عمر بن الخطاب: «اقرأ سورة كذا»، فقرأها عليه، فبكى عمر وقال: «ما كنت أظن أنها نزلت»، فدل ذلك أن التزيين للقرآن إنما هو تحسين الصوت به ليعظم موقعه من القلوب، وتستميل مواعظه النفوس، ولا ينكر أن يكون القرآن يزين صوت من أدمن قراءته، وآثره على حديث الناس، غير أن جلالة موقعه من القلوب، والتذاذ السامعين به لا يكون إلا مع تحسين الصوت به.

وقوله في حديث أبى سعيد: «ارفع صوتك بالنداء» فيه دليل أن رفع الصوت وتحسينه بذكر الله في القرآن وغيره من أفعال البر؛ لأن ذلك تعظيم أمر الله، والإعلان بشريعته، وذلك يزيد في التخشع، وترقيق النفوس(5).

تذكر الروايات أن داود عليه السلام أوتي صوتًا جميلًا خارقًا في الجمال، كان يرتل به مزاميره، وهي تسابيح دينية، ورد منها في كتاب (العهد القديم) ما الله أعلم بصحته، وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يقرأ من الليل، فوقف فاستمع لقراءته، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود».

والآية تصور من فضل الله على داود عليه السلام أنه قد بلغ من الشفافية والتجرد في تسابيحه أن انزاحت الحجب بينه وبين الكائنات، فاتصلت حقيقتها بحقيقته، في تسبيح بارئها وبارئه، ورجّعت معه الجبال والطير؛ إذ لم يعد بين وجوده ووجودها فاصل ولا حاجز، حين اتصلت كلها بالله صلة واحدة مباشرة، تنزاح معها الفوارق بين نوع من خلق الله ونوع، وبين كائن من خلق الله وكائن، وترتد كلها إلى حقيقتها اللدنية الواحدة، التي كانت تغشى عليها الفواصل والفوارق، فإذا هي تتجاوب في تسبيحها للخالق، وتتلاقى في نعمة واحدة، وهي درجة من الإشراق والصفاء والتجرد لا يبلغها أحد إلا بفضل من الله، يزيح عنه حجاب كيانه المادي، ويرده إلى كينونته اللدنية التي يلتقي فيها بهذا الوجود، وكل ما فيه وكل من فيه بلا حواجز ولا سدود.

وحين انطلق صوت داود عليه السلام يرتل مزاميره ويمجد خالقه، رجّعت معه الجبال والطير، وتجاوب الكون بتلك الترانيم السارية في كيانه الواحد، المتجهة إلى بارئه الواحد، وإنها للحظات عجيبة لا يتذوقها إلا من عنده بها خبر، ومن جرب نوعها ولو في لحظة من حياته(6).

قال القرطبي في التفسير: «قال العلماء: المزمار والمزمور الصوت الحسن، وبه سميت آلة الزمر مزمارًا»(7).

وقال النووي في شرح مسلم: «قوله صلى الله عليه وسلم في أبي موسى الأشعري: «أعطي مزمارًا من مزامير آل داود»، قال العلماء: المراد بالمزمار هنا الصوت الحسن، وأصل الزمر الغناء، وآل داود هو داود نفسه، وآل فلان قد يطلق على نفسه، وكان داود صلى الله عليه وسلم حسن الصوت جدًا»(8).

وقال صلى الله عليه وسلم: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن، يجهر به»(9).

قال الحافظ ابن حجر: «قال: كان عمر يقدم الشاب الحسن الصوت لحسن صوته بين يدي القوم»(10).

وذهب الفقهاء إلى تقديم حسن الصوت في الإمامة إن تساوى مع غيره في الشروط الأخرى؛ كالقراءة، والفقه، والورع، والهجرة، والسن... إلخ

وعن عبد الله بن زيد رضي الله عنه في الحديث الطويل الذي فيه رؤيا الأذان، وفيه: «فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به؛ فإنه أندى صوتًا منك»(11).

قال النووي: «قيل: معناه أرفع صوتًا، وقيل: أطيب، فيؤخذ منه استحباب كون المؤذن رفيع الصوت وحسنه، وهذا متفق عليه، قال أصحابنا: فلو وجدنا مؤذنًا حسن الصوت يطلب على أذانه رزقًا، وآخر يتبرع بالأذان لكنه غير حسن الصوت، فأيهما يؤخذ؟ فيه وجهان؛ أصحهما يرزق حسن الصوت، وهو قول ابن شريح، والله أعلم، وذكر العلماء في حكمة الأذان أربعة أشياء؛ إظهار شعار الإسلام، وكلمة التوحيد، والإعلام بدخول وقت الصلاة وبمكانها، والدعاء إلى الجماعة، والله أعلم»(12).

قال الخطابي: «فيه دليل على أن كل من كان أرفع صوتًا كان أولى بالأذان؛ لأن الأذان إعلام، وكل من كان الإعلام بصوته أوقع كان به أحق وأجدر»(13).

قال النووي رحمه الله: «اعلم أن جماعات من السلف كانوا يطلبون من أصحاب القراءة بالأصوات الحسنة أن يقرءوا وهم يستمعون، وهذا متفق على استحبابه، وهو عادة الأخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين، وهى سنة ثابتة عن رسول الله، فقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله: «اقرأ علي القرآن»، فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أُنزِل، قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، فقرأت عليه سورة النساء، حتى إذا جئت إلى هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]، قال: «حسبك الآن»، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان»(14).

وروى الدارمي وغيره بأسانيدهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول لأبي موسى الأشعري: «ذكرنا ربنا»، فيقرأ عنده القرآن، والآثار في هذا كثيرة معروفة، وقد مات جماعات من الصالحين بسبب قراءة من سألوه القراءة، والله أعلم.

وقد استحب العلماء أن يستفتح مجلس حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بقراءة قارئ حسن الصوت ما تيسر من القرآن، ثم إنه ينبغي للقارئ في هذه المواطن أن يقرأ ما يليق بالمجلس ويناسبه، وأن تكون قراءته في آيات الرجاء والخوف والمواعظ، والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة، والتأهيب لها، وقصر الأمل، ومكارم الأخلاق»(15).

ذكر ابن كثير رحمه الله: «خرج الركب العراقي إلى الحجاز في جحفل عظيم كبير وتجمل كثير، فاعترضهم الأصيفر أمير الأعراب، فبعثوا إليه بشابين قارئين مجيدين كانا معهم، يقال لهما أبو الحسن الرفا وأبو عبد الله بن الزجاجي، وكانا من أحسن الناس قراءة، ليكلماه في شيء يأخذه من الحجيج، ويطلق سراحهم ليدركوا الحج، فلما جلسا بين يديه قرآ جميعًا عشرًا بأصوات هائلة مطربة مطبوعة، فأدهشه ذلك وأعجبه جدًا، وقال لهما: كيف عيشكما ببغداد؟ فقالا: بخير، لا يزال الناس يكرموننا ويبعثون إلينا بالذهب والدراهم والتحف، فقال: هل أطلق لكما أحد منهم ألف ألف دينار؟ فقالا: لا، ولا ألف دينار في يوم واحد، قال: فإني أطلق لكما ألف ألف دينار، فأطلق بسببهما الحجيج، فلم يعرض لأحد منهم، وذهب الناس وهم سالمون شاكرون لذينك الرجلين المقرئين.

ولما وقف الناس بعرفات قرأ هذان الرجلان قراءة عظيمة على جبل الرحمة، فضج الناس بالبكاء من سائر الركوب لقراءتهما، وقالوا لأهل العراق: ما كان ينبغي لكم أن تخرجوا معكم بهذين الرجلين في سفرة واحدة، لاحتمال أن يصابا جميعًا؛ بل كان ينبغي أن تخرجوا بأحدهما وتدعوا الآخر، فإذا أصيب سلم الآخر.

وكانت الحجة والخطبة للمصريين كما هي لهم من سنين متقدمة، وقد كان أمير العراق عزم على العود سريعًا إلى بغداد على طريقهم التي جاءوا منها، وألَّا يسيروا إلى المدينة النبوية خوفًا من الأعراب، وكثرة الخفارات، فشق ذلك على الناس، فوقف هذان الرجلان القارئان على جادة الطريق التي منها يعدل إلى المدينة النبوية، وقرآ: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ} الآيات [التوبة:120]، فضج الناس بالبكاء، وأمالت النوق أعناقها نحوهما، فمال الناس بأجمعهم والأمير إلى المدينة النبوية، فزاروا وعادوا سالمين إلى بلادهم ولله الحمد والمنة.

ولما رجع هذان القارئان رتبهما ولي الأمر مع أبي بكر بن البهلول، وكان مقرئًا مجيدًا أيضًا، ليصلوا بالناس صلاة التراويح في رمضان، فكثر الجمع وراءهم لحسن تلاوتهم، وكانوا يطيلون الصلاة جدًا، ويتناوبون في الإمامة، يقرءون في كل ركعة بقدر ثلاثين آية، والناس لا ينصرفون من التراويح إلا في الثلث الأول من الليل، أو قريب النصف منه»(16).

عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله»(17).

قال النووي رحمه الله: «وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع: أكرهها، قال أصحابنا: ليست على قولين؛ بل فيه تفصيل؛ إن أفرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه، وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه.

وقال أقضى القضاة الماوردي في كتابه (الحاوي): القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته؛ بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه، أو مد مقصور، أو قصر ممدود، أو مَطَطٌ حتى خَفِيَ اللفظ، والتبس المعنى فهذا محظور، يفسق به القارئ ويأثم به المستمع؛ لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج، والله تعالى يقول: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر:28]، قال: وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان مباحًا؛ لأنه زاد على ألحانه في تحسينه، هذا كلام أقضى القضاة.

وهذا القسم الأول من القراءة بالألحان المحرمة، مصيبة ابتلي بها بعض الجهلة الطغام الغشمة، الذين يقرءون على الجنائز وبعض المحافل، وهذه بدعة محرمة ظاهرة، يأثم كل مستمع لها، كما قاله أقضى القضاة الماوردي، ويأثم كل قادر على إزالتها أو على النهي عنها إذا لم يفعل ذلك، وقد بذلت فيها بعض قدرتي، وأرجو من فضل الله الكريم أن يوفق لإزالتها من هو أهل لذلك، وأن يجعله في عافية»(18).

هناك اهتمام في كثير من دول العالم بالتدريب الصوتي، ولهم فيها دورات وكتب وبرامج، وقاعات دراسية وتدريبية، ويدرس لتخريج مغنيين، يدرسون فيها طبقات الصوت، وطريقة نطق الحروف، والتدرب على نطق الحروف بعدة طبقات صوتية ونغمات، ويتدربون على طريقة التنفس، وطرق العناية بصحة الحلق والمحافظة عليه، وغالبًا تهتم به دور الأوبرا والجامعات في أقسام الموسيقى، وتقوم بعض الكنائس بتدريسه في كنائسها، ولكن كل هذا لا يعنينا، أين أهل الدعوة من هؤلاء.

فصوت الخطيب مُترجِم عن مقاصده، وكاشفٌ عن أغراضه، ومصاحبته للألفاظ إذا كان الإلقاء جيدًا بمثابة بيان المعاني التي أرادها الخطيب، وهو المُعَوَّل عليه في إيصال الخطبة إلى السامعين، ومِنْ ثم إلى قلوبهم، وكم من الخطباء الذين يُبهرون السامعين بحسن أصواتهم وجودة إلقائهم أكثر من سحر بيانهم.

ومن دلائل تأثير الصوت في النفوس: أنه قد يقرأ القرآن حافظ متقن مجوِّد؛ لكنه لا يحسن الأداء في القراءة، فلا يؤثر في مستمعيه، وقد يقرأ القرآن من ليس بمجود ولا متقن؛ فيُبكي سامعيه بجودة أدائه، وحسن صوته.

والخطبة الجيدة إذا ألقاها من لا يحسن الأداء كانت كالسيف البتّار في اليد الضعيفة، والخطيب المصقع الذي يلقي خطبة رديئة كالبطل المغوار الذي يقاتل بسيف كالٍّ، فإذا اجتمعت قوة السيف، وقوة اليد التي تحملها، وقوة قلب صاحبها عملت عملها، وهكذا الخطبة إن كانت جيدة في بلاغتها ولغتها وأسلوبها، وألقاها من يحسن الإلقاء عملت عملها في قلوب السامعين.

وكم من أشخاص سمعنا خطبهم، وتأثرنا بها! فلما قرأناها مكتوبة لم تكن كما سمعناها! مع أنها لم تزد حرفًا ولم تنقص حرفًا؛ مما يدل على أن للإلقاء والصوت أثرًا كبيرًا على السامع.

الناس يختلفون في أصواتهم إلى أصناف عدة:

1- فمن الناس من صوته ناعم، والنعومة في الصوت مرغوبة عند كثير من الناس، وليس كلهم، فبعض الناس لا يحب الأصوات الناعمة ولا يستحسنها، وهذا من القواعد المقررة في علم الصوتيات؛ وهي تباين الناس في استحسان الأصوات حتى ترى فيها عجبًا عجابًا، فأصحاب المجلس الواحد لا يكادون يتفقون على استحسان قارئ من الجميع.

2- ومن الناس من صوته خشن، والخشونة لا تعني عدم جمال الصوت؛ بل بعض المشاهير أصواتهم خشنة وجميلة، والخشونة تعني ضخامة الصوت أو وجود بحة جميلة تعطي الصوت جمالًا خاصًا، وكثير من الناس يستحسنون كثيرًا من أصحاب الأصوات الخشنة.

وبعض الناس وسط بين الأمرين، ليس بناعم وليس بخشن، ولكن متوسط بينهما، وهذا النوع من الناس قادر على تقليد الأصوات الناعمة والخشنة معًا في الغالب.

هل جمال الصوت خِلقة أم اكتساب؟

إن الحكم على جمال شيء أو قبحه أمر نسبي، يختلف باختلاف الأذواق، ثم في الذي يُسخَّر له الصوت، وكيفية تسخيره، وهذا بلا شك له أثره في الحكم على جمال الصوت أو قبحه.

وكثير من الخطباء قد يحكم على صوته بأنه سيئ، مع أن السوء في أدائه لا في صوته، فيقعد عن تحسين أدائه بحجة أن هذا هو ما أعطاه الله تعالى.

والأصوات أنواع، ولكل صوت ما يناسبه من طرق الأداء والإلقاء؛ فما يحسن من الأداء في صوت قد يقبح في آخر؛ بدليل أننا نستمع إلى خطيبين يقلد أحدهما الآخر في طريقة الإلقاء، حتى يكاد أن يكون مثله لولا اختلاف نغمة الصوت، ومع ذلك يُقبل الناس على أحدهما، ويستهجنون الآخر؛ والسبب أن أحدهما ناسب صوته طريقة إلقائه، بعكس الآخر.

وعلى الخطيب أن يكتشف طريقة الإلقاء المناسبة لصوته ونَفَسه؛ وذلك يكون بتجربة طرق عدة، والنظر في مدى أثرها على السامعين، مع سؤال أهل الخبرة في ذلك، وسيكتشف بعد عدة محاولات طريقة الأداء التي تناسب صوته(19).

الهدي النبوي رفع الصوت في الخطبة:

روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّت عيناه، وعلا صوته، واشتدَّ غضبه؛ حتى كأنه منذر جيش يقول: صبَّحكم مسَّاكم...(20).

ويفهم من هذا الحديث أمور، منها:

1- الاعتناء بشأن الخطبة؛ فإنه عليه الصلاة والسلام كان يهتم لها وبها، دلّ على ذلك الأحوال التي تعتريه أثناء خطبته؛ فلو لم يكن مهتمًا بها لما علا صوته، واحمرَّت عيناه، واشتد غضبه.

قال النووي رحمه الله تعالى: «يُستدَل به على أنه يستحب للخطيب أن يفخِّم أمر الخطبة، ويرفع صوته، ويجزل كلامه، ويكون مطابقًا للفصل الذي يتكلم فيه من ترغيب وترهيب»(21).

2- لا يفهم من الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع صوته دائمًا، ويشتد غضبه باستمرار، وتحمرُّ عيناه في كل خطبته؛ بل كان ذلك منه في أحوال تستلزم ذلك؛ كذكر القيامة، أو إذا خولف في أمر غضب لله تعالى، كما جاء في بعض روايات الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الساعة احمرَّت وجنتاه، واشتدَّ غضبه، وعلا صوته(22)، فهذا مقيِّد للإطلاق المذكور سابقًا بذكر الساعة، وهذا ما فهمه شُرَّاح الحديث.

قال القرطبي: «كونه صلى الله عليه وسلم تحمرّ عيناه، ويعلو صوته، ويشتد غضبه في حال خطبته، كان هذا منه في أحوال، وهذا مشعر بأن الواعظ حقه أن يكون منه في وعظه بحسب الفصل الذي يتكلم فيه ما يطابقه؛ حتى لا يأتي بالشيء وضده ظاهر عليه، وأما اشتداد غضبه فيحتمل أن يكون عند نهيه عن أمر خولف فيه، أو يريد أن صفته صفة الغضبان»(23).

3- أن تغيّر أحوال الخطيب وانفعالاته يكون بحسب المعاني التي يلقيها على السامعين؛ كما دل عليه الحديث، وأقوال العلماء الذين شرحوه؛ حتى لا يكون إلقاؤه مخالفًا للمعاني التي يلقيها، فألفاظ الاستفهام والتعجب، والتوبيخ واللوم، والعتاب والزجر، والتفخيم والتهويل والتحزين والحيرة، والوعد والوعيد، ونحوها، لها كيفيات صوتية في الإلقاء تدل على المعنى المراد، وكذلك يقال في خفض الصوت ورفعه، ولينه وشدته، وتكرار الكلمة وقطعها ومد الصوت بها لها مواضعها في الخطبة؛ حتى يستثير الخطيب السامعين، ويلفت انتباههم، مما يكون عونًا على الاستفادة من الخطبة؛ إذ هو المقصود من شرعيتها.

ولا شك في أن الخطيب إذا لم يراعِ معاني الألفاظ في صوته فقدت معانيها، ولربما استعجمت على السامعين، وفي هذا المعنى يُذكر أن رجلًا اتُّهم بالسرقة، وليس ثمة دليل يدينه، فوعده القاضي بأن يطلق سراحه بشرط أن يقوم أمام الناس ويعترف بأنه لص! فوافق، فلما صار أمامهم قال بصيغة السؤال والاستنكار: «أنا لص؟!» كأنه يستنكر ذلك؛ فتعاطف الناس معه، ولم يحقق القاضي ما أراده(24).

ما ينبغي مراعاته في الصوت:

1- موافقته لظروف الخطبة؛ فإن الصوت يختلف باختلاف الحضور، واختلاف المكان والزمان، وموضوع الخطبة، فصوت الخطيب يختلف في مناسبة الفرح عنه في مناسبة الحزن، كما يختلف في المكان الضيق عنه في المكان الرحب الغاص بالمستمعين(25)، فعلى الخطيب أن يراعي مثل هذه الظروف، ويكيِّف صوته بما يتناسب معها.

ويرى بعض الباحثين أن المناسب في الخطبة أن يبدأ بها خافضًا صوته، ثم يعلو شيئًا فشيئًا؛ لأن العلو بعد الانخفاض سهل، ووقعه على السامعين مقبول، أما الخفض بعد الارتفاع فلا يحسن وقعه(26).

وعلى الخطيب أن يعرف قدراته الصوتية، فلا يتحمس حماسًا يرفع صوته عاليًا بحيث لا يستطيع إكمال خطبته على هذا النمط؛ لأنها طويلة، وقدرته الصوتية ضعيفة؛ فيقع في حرج بالغ، ويُفسد انجذاب السامعين إليه.

2- ألَّا يجعل صوته نمطيًا؛ بحيث يكون على وتيرة واحدة؛ فإن ذلك يلقي في السامعين سآمة وملالًا؛ بل يغير النبرة الصوتية بما يتناسب مع المعاني التي تحويها الألفاظ، وقد كان كثير من الخطباء، خاصة كبار السن، يرتلون الخطبة كترتيل القرآن، أو كقراءة المتون العلمية على المشايخ، وهذا لا يتناسب مع الخطبة، وإن وجد السامعون له لذة في مسامعهم؛ لكنها ليست لذة بالمعاني والألفاظ، وإنما هـي بصـوت الخطيب، ولا سيما إن كان صوته حسنًا، وذلك يشغلهم عن معانيها وفوائدها، ولربما أنهم لم يدركوا ما فيها من معانٍ وألفاظ رغم طربهم بها.

3- أن يفرِّغ فكره أثناء الإلقاء للمعاني التي يلقيها، ويحرك بها قلبه، ويتفاعل معها قدر استطاعته، وللإخلاص في إعداد الخطبة وإلقائها حظ كبير في تحرك القلب بها، ولا سيما إن كان في القلب حرقة لدين لله تعالى، ولنفع إخوانه المسلمين، والشواغل الذهنية أثناء الإلقاء تؤثر كثيرًا على القلب، وتفقده الكثير من الخشوع والتدبر.

فانشغال الخطيب أثناء الإلقاء مثلًا بالنحو؛ أي: خوف اللحن، يجعله يركّز على الإعراب، وينصرف عن المعنى، وسبب ذلك في الغالب أنه لا يراجع خطبته قــبل إلقائها مــراجعة تجـعله يتقنهـا، ولا يخاف اللحن فيها، ومن كان دائم الانشغال بذلك حتى لو راجعها كثيرًا فينبغي له أن يعربها، أي يضبطها بالشكل؛ لأن تفريغ ذهنه للمعاني أهم من انشغاله بأمور يستطيع إصلاحها قبل الإلقاء.

وقد يكون الخطيب مرتجِلًا، يخطب بلا ورقة، فينشغل بما سيقوله عن تدبر ما يقول؛ أي: أن فكره يسبق كلامه، فيهيئ في ذهنه الجملة التي سيقولها وهو لا زال في الجملة الأولى، وهذا بلا شك يجعله لا يتدبر، وربما دخلت الجملة الثانية قبل اكتمال الأولى، فيفسد المعنى كما هو ملاحظ على كثير ممن لا يحسنون الارتجال.

وبكل حال فإن الإعداد الجيد للخطبة مع الإخلاص كفيل بانفعال الخطيب في خطبته، ومن ثم انفعال المستمعين، وكلما ضعف الإعداد وقلّ الإخلاص كان الانفعال أقل، وتأثير الخطبة أضعف.

وفي هذا المعنى قال عامر بن عبد القيس رحمه الله تعالى: «الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجـت مـن اللسـان لم تتجـاوز الآذان»(27)، ولما سـأل معاوية رضي الله عنه صحار بن عياش العبدي عن سر بلاغتهم قال: «شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا»(28)، وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى لواعظ لم تؤثر فيه موعظته: «يا هذا، إن بقلبك لشرًا أو بقلبي»(29).

4- عناية الخطيب بأجهزة الصوت التي توصل خطبته للسامعين؛ فهذه الأجهزة نعمة من الله تعالى، خدمت الخطباء وأراحتهم من رفع أصواتهم رفعًا يُضِرُّ بهم، ومعنى العناية بها: أن يكون الصوت فيها موزونًا بما لا يزعج المستمع ولا يشوّش عليه، وبعض الخطباء لا يرتاح حتى يرتد إليه صوته من شدة جلبة مكبرات الصوت، وبعضهم قد تكون أجهزته لا توصل الصوت من شدة خُفوتها، والموازنة مطلوبة، وأصوات الناس تختلف، والأجهزة أيضًا تختلف، فينبغي أن يضبط صوت الجهاز بما يتناسب مع صوت الخطيب ضعفًا وقوة؛ فإن كان في صوت الخطيب ضعف رفع صوت الجهاز حتى يسمع الناس، وإن كان الخطيب جهير الصوت خفض صوت الجهاز حتى لا يحصل الإزعاج؛ فالإزعاج وضعف الصوت مانعان من الاستفادة من الخطبة.

5- الاعتدال في سرعة الصوت؛ فلا يتمهل تمهلًا يصيب السامعين بالملال، ولا يسرع سرعة تمنعهم التدبر وفهم المعاني، والسرعة تجهد الصوت، لا سيما في الخطب الطويلة، وحدد بعضهم متوسط ذلك بما يقارب (120) كلمة في الدقيقة(30)، وفي ظني أن هذا يختلف باختلاف الأصوات وطريقة الإلقاء، ولكل خطيب ما يناسبه.

ولو أسرع في بعض الجمل ليتمهل في كلمة منها بقصد لفت الانتباه إلى أهميتها؛ فذلك أسلوب من أساليب شد الانتباه، وقد كان بعض مشاهير خطباء الإفرنج ينطق بعدة كلمات بسرعة كبيرة حتى يصل إلى الكلمة أو العبارة التي يريد تأكيدها، ثم يبطّئ صوته عندها، ويضغط عليها(31).

6- أن يجتنب الخطيب ما قد يضايقه ويضعف صوته؛ كالضغط على الحنجرة بأزرار الثوب، وإن كان ممن يحتاج إلى ماء لتقوية صوته فلا بأس أن يشرب قبل الخطبة، أو في الجلسة بين الخطبتين، أو حتى في الخطبة إن لم يخش انقطاع الأفكار، وانصراف المستمعين عنه.

وعلى كل حال فإنه ينبغي للخطيب العناية بما يكمل خطبته، ويجعلها مؤثرة في قلوب المستمعين، محصلة لمقاصدها التي شرعت من أجلها، كذلك ينبغي العناية بالصوت، والبحث عن الطريقة الإلقائية الملائمة له.

وتمرينات الحلق واللسان على الأساليب الخطابية؛ مما يجب على الخطباء صرف الاهتمام له؛ فليس ذلك بأقلّ من الاهتمام بإعداد الخطبة موضوعًا ولغة، وبلاغة ومعنى؛ إذ الصوت ناقل لها، وبجمال الإلقاء تكون الخطبة جميلة، وبرداءة الإلقاء تكون الخطبة رديئة، ولو كان إعدادها جيدًا.

تطوير عادات جيدة أثناء الكلام:

رفع الصوت عند التكلم، فمن المهم أن يكون الشخص مسموعًا عند تحدثه إلى الآخرين، فعندما يتحدث الشخص بصوت منخفض أو بطأطأة رأسه سيكون من السهل على الآخرين تجاهله، ولكن ذلك لا يعني رفع الصوت لحد الصراخ، إنما جعله مسموعًا للجميع.

وفي قول السيدة عائشة تصف عمر رضي الله عنهما: «كان إذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أَشبع، وإذا مشى أسرع».

البطء في الكلام، فالكلام بسرعة عادة سيئة، ويصعب على الآخرين مجاراة الحديث أو حتى فهمه، فيصلون إلى مرحلة عدم الاستماع والتجاهل؛ لذلك على الشخص التكلم ببطء، وإعطاء كل كلمة وقتها، ولكن ذلك لا يعني جعل الآخرين يشعرون بالملل، إنما محاولة إيصال الفكرة كاملة، وبوضوح تام.

التكلم بوضوح، وقد تكون هذه من أهم النقاط، فعند الحديث يجب التأكد بأن جميع الكلمات مفهومة، والانتباه لكل كلمة يتم لفظها حتى يصل المعنى الصحيح إلى الشخص المستمع.

التدرب على التنفس بعمق، فهو ضروري للتحدث بصوت واضح وقوي، فمعظم الناس يتنفسون سطحيًا وبسرعة عند تكلمهم؛ مما ينتج عن ذلك صوت غير طبيعي، وصادر من الأنف.

التدرب على الكلام والقيام ببعض التمارين الصوتية، فمن الممكن أن تكون وسيلة جيدة لتطوير الصوت بشكل طبيعي، ويتم ذلك عن طريق إرخاء الأحبال الصوتية، والتركيز على الفم واللسان عند التحدث.

التدرب على القراءة بصوت مرتفع، فهي تساعد على تحسين وتيرة وحجم اللفظ، ويتم ذلك عن طريق انتقاء نص من أي كتاب أو مجلة، وقراءته بصوت مرتفع ومفهوم.

تسجيل الصوت، حتى وإن لم يرغب الشخص بالاستماع إلى نفسه، إلا أن التسجيل يساعد في معرفة الأخطاء التي يقترفها الشخص عند تحدثه؛ مما يساعد على تصحيحها.

استشارة مدرب للأصوات، فإذا كان الشخص قلقًا فعلًا إزاء طريقته في الكلام وصوته، يستطيع طلب المساعدة من شخص مختص.

الابتسامة عند الحديث، فهي دائمًا تجذب الناس إلى الشخص المتحدث، وتجعل كلامه مرحبًا به ومهمًا؛ مما يعطيه الثقة في نفسه.

امتلاك الداعية لمعجم واسع من المفردات، تزوده بقدرة فائقة على التعبير عن المعنى بأروع طريقة وأبدع أداء، قال صلى الله عليه وسلم: «أوتيت جوامع الكلم»(32)، وكلما نجح الإنسان في إجادة فن الكلام، وامتلاك زمام الفصاحة والبلاغة، كان أقدر في التأثير في الآخرين وتوجيههم الوجهة التي يريدها، كما أن الوضوح والبيان في الكلام من أهم أسباب تفاعل المدعوين، أما عندما يكون الكلام غامضًا فلن يتفاعل مع الآخرين.

لفت انتباه المستقبِل وإثارته بحركة أو كلمة، أو ذكر هدف محبوب، أو موقف، كمدخل  لرسالة الداعية، وهو ما يسمى لدى علماء البلاغة (براعة الاستهلال)، وإذا نجح الداعية في استهلاله فقد نجح غالبًا في تبليغ دعوته.

مهارة التحكم في الصوت:

من مهارات الإلقاء القدرة على التحكم في الصوت وتغيير طبقاته تبعًا لأهمية الكلام، أو مراعاة لموقف، أو للتأكيد على بعض الكلمات، فنبرات الصوت وتفاعلها مع معاني الكلمات من أهم الوسائل في إيصال رسالة الداعية، وقد نسمع كلامًا واحدًا من شخصين مختلفين، فنتفاعل مع أحدهما ونتأثر ونتحمس، بينما لا يحرك فينا الآخر إحساسًا.

وقد قام فريق من الباحثين بعمل دراسات في بريطانيا سنة 1970م حول تأثير الكلام على الآخرين، فوجدوا أن للكلمات والعبارات نسبة 7% من التأثير، وأن لنبرات الصوت 38%، وأن لتعبيرات الجسم الأخرى، من عيون ووجه وأيد وجسم، 55%.

مهارات حركية:

قد تكون الحركة أهم من أسلوب الإلقاء، ومن المعلوم أن الناس يتذكرون ما يرونه أكثر مما يسمعونه، ومن هنا كان الأثر العالي للحركة، كما أن الناس تميل إلى تفسير معاني الإشارات والحركات بشكل طبيعي وتلقائي؛ مما يجعل للحركة أثرًا كبيرًا في إيصال الرسالة، وقد قال العرب قديمًا: رب إشارة أبلغ من عبارة، والتعبير قد يكون بالعيون أو باليدين، وقد يكون بقسمات الوجه، وقد يكون بحركات الكتفين أو بالرأس، فينبغي للداعية أن يمتلك مهارات الاتصال الحركي، والتي سيكون لها أبلغ الأثر في إيصال دعوته للناس، وليعلم أن للحركة مزايا:

- تعكس المشاعر والانفعالات.

- تساعد على الفهم.

- تشد الانتباه.

- ذات أثر قوي في إيصال الرسالة.

مهارة أداء الوقفات:

لا بد للخطيب والداعية من مراعاة التوقف في الحديث عند مواضع مناسبة؛ ليهيئ ذهن السامع، ويحافظ على ترابط الأفكار، وعلى الداعية أن يتعلم كيف يستخدم قوة الصمت، ولو لثوانٍ، وأن يعرف مواضع الوقفات؛ مما سيجعل لذلك مردودًا إيجابيًا في قوة التأثير وشد الانتباه(33).

__________________
(1) أخرجه النسائي (1021).

(2) تفسير ابن كثير (5/ 358).

(3) أخرجه أبو داود (1320).

(4) تفسير البغوي (5/ 166).

(5) شرح صحيح البخاري، لابن بطال (10/ 546).

(6) في ظلال القرآن (5/ 2897).

(7) تفسير القرطبي (14/ 265).

(8) شرح النووي على صحيح مسلم (6/ 80).

(9) أخرجه مسلم (792).

(10) فتح الباري (14/ 271).

(11) أخرجه أبو داود (499).

(12) شرح النووي على صحيح مسلم (4/ 77).

(13) عون المعبود (2/ 25).

(14) أخرجه البخاري (5050).

(15) التبيان، ص114.

(16) البداية والنهاية (11/ 383).

(17) أخرجه ابن ماجه (1339).

(18) التبيان، ص111– 112.

(19) الصوت في الخطابة.. أهميته وأثره في انتباه المستمعين، موقع: صيد الفوائد.

(20) أخرجه مسلم (867).

(21) شرح النووي على صحيح مسلم (6/ 222).

(22) أخرجه ابن حبان (3062).

(23) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 506).

(24) فن الإلقاء، ص17.

(25) فن الخطابة، لأنطوان القوَّال، ص24.

(26) الخطابة، لمحمد أبو زهرة، ص149.

(27) البيان والتبيين (1/ 84).

(28) فن الخطابة، ص26.

(29) البيان والتبيين (1/ 84).

(30) فن الخطابة، ص25.

(31) قواعد الخطابة، ص184.

(32) أخرجه أحمد (7396).

(33) مهارات الإلقاء وأثرها في إيصال الدعوة، جريدة الرياض (العدد:13801).