ساعة وساعة
عن حنظلة الأُسَيِّديِّ قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظنا فذكر النار، قال: ثم جئت إلى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة، قال: فخرجت فلقيت أبا بكر فذكرت ذلك له، قال: وأنا قد فعلت مثل ما تذكر، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، نافق حنظلة، فقال: «مه»، فحدثته بالحديث، فقال أبو بكر: وأنا قد فعلت مثل ما فعل، فقال: «يا حنظلة، ساعة وساعة, ولو كانت تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق».
وفي لفظ أن حنظلة قال: لقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد الصغار، فنسينا كثيرًا.
قال أبو بكر رضي الله عنه: فوالله، إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما ذاك؟»، قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة» ثلاث مرات(1).
الدارس لطبائع الناس يدرك أن الإنسان سريع التأثر باللحظة التي يعيشها، فساعة تلين له الدنيا، فيشعر أنه صاحب الأمر والنهي، وساعة تميل عنه الدنيا، وتكشر له من أنيابها، فيحسد النمل على طمأنينته وسعيه.
فالنمرود أخذه الغرور حتى قال: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة:258].
وفرعون أطغاه المنصب، فأعماه عن حقيقة حجمه، فقال: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} [غافر:36-37].
وقارون عندما طُلب منه حق الله في المال أنكر دور القدر في الرزق وقال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص:78].
لحظات تنتاب الضعاف من الناس فيتناسوا حقيقتهم، فإذا وصل الإنسان إليها، أو قاربها، جاء القرآن معالجًا، وجاءت آياته تخفف عن النفس غرورها الذي انحدر بها إلى التعالي.
في مثل هذا المقام، يسوق القرآن الآيات التي تجرد الإنسان حتى من ملكية نفسه {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف:54]، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص:68]، إذن كل شيء بيد الله، وكل الدنيا ليس لها من الأمر شيء.
{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38]، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:85]، بهذه الحقائق يعالج القرآن نشوز النفس، ويعيدها إلى حجمها من الاعتدال، هذه ساعة.
وساعة أخرى يصاب الإنسان بضعف الإرادة، وفقدان العزيمة، ويضيق به الفضاء، فيفقد السيطرة حتى على نفسه، ويشعر أنه ريشة في مهب الريح، تعبث به الأقدار حيث تشاء.
وإنسان بهذا العجز عبء على الحياة ثقيل.
وهنا يأتي القرآن ليغرس فيهم الأمل، وينمي شعورهم بأنفسهم، ويرفع إرادتهم الحرة حتى يوصلهم إلى درجة الاعتدال، بما يؤهلهم لتحمل المسئولية، وهذا دور الآيات التي تثبت الإرادة والمشيئة والقدرة على التغيير للإنسان {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر} [الكهف:29]، {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11]، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال:53]، {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء:18]، آيات تدفع الإنسان إلى جادة الطريق، وتغرس فيه العزم.
فنحن نلهو والقدر جاد، ولا عذر لمتباطئ، والكون من حوله سريع، ومن انزوى عن الحياة لأول خسارة واجهته خسر نفسه.
هذا منهج القرآن في علاج متناقضات النفس.
وواجب الداعي أن يكون طبيبًا، يأخذ لكل نفس من القرآن ما يصلحها.
فالمتعالي على الأقدار وعلى الناس يعالجه القرآن، والهابط إلى الارتخاء يجذبه لمركب الحياة، والآيات في كلا الجانبين حقيقة.
فمشيئتنا شعاع من مشيئة الله {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)} [الإنسان:29-30].
فلا تعارض بين الحقائق القرآنية في الموضوعين، ولكن التعارض والتمزق في نفوس أصحاب الأهواء من المتنطعين {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28].
ويزيد الطين بلَّة بعض الذين يتصدون للدعوة وهم ليسوا من فُرسانها، فلا يجيد تخير الدواء لمريضه من صيدلية القرآن الكريم.
إن الدعوة إلى الله إخلاص وبصيرة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108].
والأخذ بيد المستضعفين يغاير علاج المستكبرين، ولكل مقام مقال، كما أن الحديث في مجتمع انكبَّ على العمل، وتكالب على الدنيا، ونسي ما وراءها، يجب أن يختلف عن الحديث في مجتمع تكاسل عن ركب الحياة، ورغب عنها.
قال أبو بكر بن العربي: «إن القلب لا يثبت على حال، وإن العبد ليؤمن وتتواتر عنده الآيات حتى يتمكن من قلبه ويواظب العمل الصالح حتى تتمرن عليه جوارحه، ويواصل الذكرى حتى تطمئن نفسه، ثم تعروه حالة أو تطرأ عليه غفلة، فإذا به زل عن هذه المرتبة، فلا يزال يعود إلى ذكراه وعمله الصالح حتى يرجع إلى ما كان عليه.
هذا الذي شعر به حنظلة وأيده به أبو بكر رضي الله عنهما شعور طبعي؛ فإن الواحد منا يعرف من تجربته أنه يقرأ كلامًا فلا يتأثر به، فإذا سمعه من إنسان تأثر به، وقد يسمع كلامًا من إنسان ثم يسمعه نفسه من إنسان آخر فإذا البون بين التأثيرين شاسع، فكيف بمؤمن صادق يسمع القرآن والحكم من فِيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرى الوحي ينزل أمامه، ويعرف الحوادث والمناسبات التي نزلت فيها كثير من آيات الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟(2).
قال القرطبي: «وقول أبي بكر رضي الله عنه: والله، إنا لنلقى مثل هذا، رد على غلاة الصوفية الذين يزعمون دوام مثل تلك الحال، ولا يُعرجون بسببها على أهل ولا مال، ووجه الرد أن أبا بكر رضي الله عنه أفضل الناس كلهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، ومع ذلك فلم يدَّع خروجًا عن جبلة البشرية، ولا تعاطى من دوام الذكر وعدم الفترة ما هو خاصة الملائكة، وقد ادعى قوم منهم دوام الأحوال، وهو بما ذكرناه شبه المحال»(3).
وإذا كان كثير من أهل الخير بعد سماعهم حديث «ساعة وساعة» يفهمون أن وقت المؤانسة والملاطفة مع أهل بيتهم هو مجرد ساعة مباحة، فإن آخرين منهم يعدونها ساعة طاعة، لها من الخير نصيب، ويقسمون لها سهمًا من أعمالهم الصالحة؛ فهذه الساعة، لمن أخلص نيته، ساعة ضرورية للترويح عن القلوب حتى لا تمل الطاعة، ولتحقيق التوازن النفسي الذي يعينها على الذكر والشكر وحسن العبادة.
والبيوت الربانية لا تضيع عليها ساعة سدًى، فالساعات عديدة لكن النية واحدة، تتجه إلى المولى جل وعلا، فهذه ساعة عبادة، وهذه عون عليها، وما لا يتم المقصود إلا به فله حُكمه، في ظلال ضوابط تكبح جماح الهوى وميل النفوس إلى الدعة.
قال ابن القيم رحمه الله: «النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ولا بد، وهو اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو وما هو عليك ولا بد، فاختر لنفسك إحدى الخُطتين وأنزلها في إحدى المنزلتين»(4).
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: ينبغي للمسلم أن يكون حريصًا على تقوية إيمانه ومحاسبة نفسه؛ كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر:18]، ولقد حرص الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح على ذلك، وهذا الحديث يصور شيئًا مما كان الصحابة رضي الله عنهم عليه من الحرص على تقوية إيمانهم ومحاسبة أنفسهم، ومن ذلك أيضًا: ما روى الأسود بن هلال المحاربي قال: قال لي معاذٌ: اجلس بنا نؤمن ساعة، يعني نذكر الله، وفي لفظ: كان معاذٌ يقول لرجل من إخوانه: اجلس بنا فلنؤمن ساعة، فيجلسان يتذكران الله ويحمَدانه(5).
وقال زِرُّ بن حبيش: «كان عمرُ مما يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول: قُمْ بنا نزدد إيمانًا»(6).
وقال ابن سابط: «كان عبد الله بن رواحة يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالَوْا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ونزدد إيمانًا، تعالوا نذكره بطاعته؛ لعله يذكرنا بمغفرته»(7).
الفائدة الثانية: ينبغي للمسلم أن يكون حريصًا على مجالس الذِّكر؛ فإنها روضة من رياض الجنة، يحصل فيها الخير والأجر، ويقوم منها وقد غُفر له ذنبه، وأجيبت دعوته، تحفه الملائكة، وتغشاه الرحمة، ويذكره الله فيمن عنده، فأي فضل أكبر من هذا؟ وينبغي للمسلم أن يكون حذرًا من التشبُّه بمن قال الله فيهم: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)} [المدثر:49-51]، فهم ينفِرون عن مجالس ذكر الله والموعظة كما تنفر الحُمُرُ من الأسد؛ بل وصل الحال ببعضهم أنهم ينفِّرون منها غيرهم.
الفائدة الثالثة: يبين الحديث أن المسلم إذا أشكل عليه شيء في أمر دينه فإنه ينبغي له أن يراجع أهل العلم؛ حتى يتبين الحُكم الشرعي فيما هو فيه، وحتى لا تتفاقم مشكلتُه فيصعُبَ حلها، والناس في هذا متفاوتون؛ فمنهم: من لا يسأل عن أمر دينه البتة، ومنهم من قد يفتي نفسه ويعمل بما بدا له، ومنهم من يتبرع له بعض الجهال فيفتيه بما يهواه، فيقنع بفتواه، ويظن أن هذا يكفيه، ويكون حجة له بين يدي ربه، وما علم المسكين أنه لما كان مقصرًا في السؤال الواجب عليه بقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل:43]، كان عليه إثم تقصيره بالسؤال، وإثم غلَطه، كما أن هذا المتقحِّم للفتوى بغير علم عليه من الإثم نصيب وافر.
الفائدة الرابعة: الخوف من النفاق: قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: «ولما تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية، خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر برجوعه إلى الدنيا والاشتغال بالأهل، والأولاد، والأموال أن يكون ذلك منه نفاقًا، كما في صحيح مسلم عن حنظلة الأسدي(8).
الفائدة الخامسة: كان من المتوقع من هذا الصديق رضي الله عنه وأرضاه، الذي لا يشك أحد في إيمانه، والمبشر بالجنة تصريحًا، والمقدم على غيره دائمًا، كان من المتوقع منه أن يحادثه في قضية الإيمان برباطة جأش، وثبات قدم، لكن الصديق رضي الله عنه وأرضاه رجل مفاجآت، وقف يحاسب نفسه بسرعة عقله، وكان لا يتوقف عن مساءلة نفسه ولو للحظة، وقلبه لا يطمئن إلى عظيم إيمانه، فحاسب نفسه بصراحة ووضوح، فكانت المفاجأة العظمى أن قال: فوالله، إنا لنلقى مثل هذا.
أبو بكر الصديق المشهود له بالإيمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل ليس إيمانًا عاديًا؛ بل إيمان كإيمان أمة أو يزيد، المشهود له بالتقوى من الله عز وجل، قال الله عز وجل: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} [الليل:17] يعني: أبا بكر.
هذا الرجل يجد في نفسه هذا الأمر، الذي خشي أن يكون نفاقًا، ومع أن الخاطر عجيب، ومع أن الهاجس غريب، ومع أنه من الطبيعي تمامًا لرجل في مكانته أن يترك هذه الأفكار بسرعة إلا أن الصدِّيق ليس كذلك.
الصديق يسبق إلى الاطمئنان على إيمانه، فإذا به يسارع مع حنظلة رضي الله عنه إلى الذهاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للاطمئنان على قضية الإيمان(9).
الفائدة السادسة: عدم إملال النفس: ليس المقصود من المداومة على العبادات أو الاجتهاد فيها إيقاع النفس بالسآمة وتعريضها للملل، وإنما المقصود عدم الانقطاع عن العبادات ما يطيق ويسدد ويقارب، وينشط إذا رأى نفسه مقبلة ويقصد عند الفتور، ويدل على هذه التصورات مجموعة من الأحاديث، منه قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا»(10)، وفي رواية: «والقصد القصد تبلغوا»(11).
وقال البخاري رحمه الله: باب: ما يكره من التشديد في العبادة، عن أنس رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: «ما هذا الحبل»، قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد»(12)، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن عمرو بن العاص يقوم الليل كله ويصوم النهار متتابعًا نهاه عن ذلك، وبين السبب بقوله: «اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله عز وجل لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومه وإن قل»(13).
الفائدة السابعة: وفي رواية «ساعة وساعة»؛ أي: أريحوها بعض الأوقات من مكابدة العبادات بمباح لا عقاب فيه ولا ثواب، قال أبو الدرداء: «إني لأجم فؤادي ببعض الباطل [أي: اللهو الجائز] لأنشط للحق»، وذكر عند المصطفى صلى الله عليه وسلم القرآن والشعر، فجاء أبو بكر فقال: «أقراءة وشعر؟»، فقال: «نعم، ساعة هذا وساعة ذاك»، وقال علي رضي الله عنه: «أجموا هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان»؛ أي: تكل، وقال بعضهم: إنما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم لأولئك الأكابر الذين استولت هموم الآخرة على قلوبهم، فخشي عليها أن تحترق.
وقال الحكيم في شرح هذا الحديث: «الذكر المذهل للنفوس إنما يدوم ساعة وساعة ثم ينقطع، ولولا ذلك ما انتفع بالعيش، والناس في الذكر طبقات: فمنهم من يدوم له ذكره وقت الذكر، ثم تعلوه غفلة حتى يقع في التخليط، وهو الظالم لنفسه، ومنهم من يدوم له ذكره في وقت الذكر، ثم تعلوه معرفته بسعة رحمة الله وحسن معاملة عباده، فتطيب نفسه بذلك، فيصل إلى معاينته، وهو المقتصد.
وأما أهل اليقين، وهم السابقون، فقد جاوزوا هذه الخطة ولهم درجات، قال: فقوله ساعة وساعة؛ أي: ساعة للذكر وساعة للنفس؛ لأن القلب إذا حجب عن احتمال ما يحل به يحتاج إلى مزاج»(14).
والواجب على المسلم حقًا أن يجعل لنفسه ساعة يخلو فيها بربه، ويخلو مع نفسه، كما جاء عن أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال لبعض أصحابه: «اجلس بنا نؤمن ساعة»، أليسوا مؤمنين؟! بلى، ولكن ليزدادوا من الإيمان، ويجددوا اليقين بما يتذاكرون من آيات الله، فحبذا لو يجعل الفرد لنفسه ساعة من الليل حينما تنام العيون، ويغفل الناس، فيتآنس مع ربه في ذكره لآياته، وشكره لآلائه، فوالله، ثم والله، إنها لأسعد لحظات في حياة الإنسان، وحينما يجد اللذة والحلاوة في تلك المناجاة الكريمة، ينسى الدنيا بما فيها، ويكفي بيانًا لذلك أن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه! إنها حلاوة المناجاة بينه وبين الله، ولذة القيام في تلك اللحظات؛ ولذا يقول: «أفلا أكون عبدًا شكورًا»(15)، شكرًا لله على نعمائه يقوم بذلك، وقد قال: «وجُعِلت قرة عيني في الصلاة»(16).
إن عامة الناس يفهمون أن الساعة التي هي لله هي الصلاة والصيام وغير ذلك من الأعمال، والساعة التي هي للقلب هي الساعة التي يعصي فيها، ويرفث فيها، ويفسق فيها، وينحرف عن الصراط المستقيم، إن هذا ليس هو المقصود من هذا الحديث، وإنما المقصود من هذا الحديث: روحوا القلوب؛ لأن القلوب تمل، فلو أن عبدًا يقرأ القرآن في كل لحظة فإنه لا بد أن يمل، لكن لو أنه انتقل من القرآن إلى السنة، أو من السنة إلى الصلاة، أو من الصلاة إلى الصيام، أو من الصيام إلى الزكاة، أو من الزكاة إلى الحج، أو من الحج إلى قضاء مصالح المسلمين، فينتقل من طاعة إلى طاعة، فإنه لا يمل، لكن أن يقوم على طاعة واحدة دائمًا وأبدًا فإنه سوف يمل منها؛ لأن القلوب البشرية فطرت على الملل.
ولذلك ينبغي على المسلم أن ينوع في طاعة الله عز وجل، فينتقل من طاعة إلى طاعة، ومن حسنة إلى ما هو أحسن منها، ومن عمل دون إلى عمل أعلى في مرضات الله عز وجل، فالنفس تنفر من القيام والدوام على العمل الواحد، حتى وإن كان هذا العمل هو قراءة القرآن الكريم، أو هو النظر في سنة النبي الأمين عليه الصلاة والسلام(17).
أهداف الترفيه:
الهدف الأول: تجديد النشاط، وتقوية الإرادة:
للترويح أثر ملاحظ على النفس بتجديد نشاطها، وفي هذا يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: «إني لأستجم لقلبي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لي على الحق».
ولذا يجد المتأمل في حكمة التشريع الإسلامي أن عيد الفطر يأتي بعد وقت جد وعبادة، بالصيام، والقيام، وغيرها من النوافل، وعيد الأضحى يأتي بعد يوم عرفة، وهو يوم عبادة، ودعاء، وتضرع، وصيام لغير الحاج، والعيد هو البهجة والسعادة التي تجدد للقلب حياته وحيويته، وحتى يكون الفرح عبادة يؤجر عليها العبد ارتبط العيد بشعيرتين إسلاميتين، هما: صوم رمضان، وأداء مناسك الحج والأضاحي، وسمي العيد عيدًا؛ لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد.
وليس للمسلم في السنة إلا عيدان؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال صلى الله عليه وسلم: «قدمت عليكم، ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما؛ يوم النحر، ويوم الفطر»(18)، والعيدان المذكوران هما يوم النيروز، ويوم المهرجان(19)، وفي حديث الجاريتين أنهما كانتا تغنيان، وتضربان بالدف عند عائشة رضي الله عنها في العيد من أيام منى.
وللترفيه أثر في إزالة ما يعتري النفس من تعب وجوع وعطش، وقد استخدم الصحابة الترفيه لتصبير أطفالهم على الصوم؛ فقد روى البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرًا فليتمّ بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم، قالت: فكنا نصومه بعد ونُصَوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن؛ فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتى يكون عند الإفطار(20).
الهدف الثاني: إظهار سماحة الإسلام:
قد يظن ظان أن الترفيه يعارض الدين الإسلامي، وقد أعلنها رسول البشرية صلى الله عليه وسلم حين قال: «إن الله لم يبعثني بالرهبانية [مرتين أو ثلاثًا]، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة»؛ ولذا فإن إظهار الترفيه المباح لإعلام الآخرين بسماحة الدين وواقعيته أمر مطلوب ومشروع، ودليل ذلك ما ثبت في المسند من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن لعائشة أن تنظر إلى لعب الحبشة بالمسجد قال: «لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بُعثت بحنيفية سمحة»(21).
وقد فهم السلف من الصحابة ومن تبعهم هذا المقصد؛ فقد قال أحد السلف لأصحابه ليبين لهم هذه السماحة: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ؛ فإذا كانت الحقائق كانوا هُمُ الرجال(22).
الهدف الثالث: إسعاد الصغار:
إسعاد الصغار أمر مطلوب؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراه ويقصده؛ لأن الصغار هم بهجة الدنيا، وإسعادهم يملأ الأجواء سعادة وفرحًا، ومما يدل على الحرص على هذا الأمر ما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى الثمر أُتي به فيقول: «اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي مُدِّنا، وفي صاعنا بركة مع بركة»، ثم يعطيه أصغر من بحضرته من الولدان(23)، وهذه الهدية الصغيرة لها أثر عميق في نفس الصغير لا ينساه ما عاش.
ومن ذلك إردافهم على الدابة؛ فقد قال عبد الله بن جعفر رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بالصبيان من أهل بيته، قال: وإنه قدم مرة من سفره فسيق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة؛ إما حسن وإما حسين، فأردفه خلفه، قال: فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة»(24)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استقبله أغيلمة بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه، وآخر خلفه»(25) .
ومن إسعاد الصغار تفريحهم بالمال؛ فقد مَرّ ابن عمر رضي الله عنهما في طريق فرأى صبيانًا يلعبون فأعطاهم درهمين(26).
فلا بد أن تروح على قلبك ساعة، وهذا الترويح إنما يشمل معافسة الزوجة، ومداعبة الأولاد، والانشغال بالدنيا، وطلب المعاش وغير ذلك، حتى وإن شعر أنه قد نسي ما كان آنفًا تذكر الآخرة، وتدبر في أحوالها وشئونها.
أما عمل الدنيا وطلب المعاش فإنه لا يمنع المرء أن يكون ذاكرًا لله، ليس فقط بلسانه، وإنما بقلبه وبعمله وفكره وعقيدته، فالمرء إذا انطلق إلى زرعه أو حائطه، أو صناعته، أو تجارته، فإنما يراعي فيها حق الله، ويراعي فيها الحلال والحرام، وهذا الإنسان لم يخرج عن ذكر الله، وإن لم يذكره بلسانه، لكن لو رأى في تجارته شيئًا حرمه الله، أو كرهه الله، استبعده عن تجارته، وهذا نوع من ذكر الله عز وجل.
وكذلك إذا داعب أولاده، فخرج أحدهم عن حد الاعتدال والاستقامة بكلمة أو فعل، ذكره أن هذا مخالف للشرع، وأدبه بالرجوع عن هذا إلى طاعة الله عز وجل؛ ولذا فليس ذكر الله تعالى أن يجلس الإنسان في مكان ويلزمه فيسبح، أو يحمد، أو يستغفر، أو يكبر، أو يهلل؛ بل العمل بالشرع أولى من القول بالشرع، يعني: أن تعمل على مقتضى الذكر خير من أن تذكر بلسانك؛ لأنك قد ترجمت هذا الذكر القولي إلى عمل، والعمل هو المراد من القول، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما قال لنا أقوالًا المراد منها العمل بها، ولا يلزم كل مسلم أن يكون عالمًا، لكن يلزم المسلم أن يعمل بما بلغه من العلم، حتى القراء يقولون: العمل بالقرآن فرض عين، بخلاف العلم بالقرآن فهو فرض كفاية، يذكرون هذا في كتب الأحكام والتجويد، يقولون: العلم بالتجويد فرض كفاية، والعمل بالتجويد فرض عين(27).
أسباب الغفلة:
يوضِّح ابن الجوزي رحمه الله هذا المعنى فيقول: «قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظةٌ، فإذا انفصل عن مجلس الذِّكر عادت القسوة والغفلة، فتدبَّرت السبب في ذلك فعرفته، ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك، فالحالة العامة أنَّ القلب لا يكون على صفة من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها؛ لسببين:
أحدهما: أن المواعظ كالسِّياط، والسياط لا تؤلم بعد انقضائها، وإيلامها وقت وقوعها.
والثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مُزاح العِلَّة، قد تخلَّى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا، وأنصت بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها، فكيف يصحُّ أن يكون كما كان؟!
وهذه حالة تعمُّ الخلق! إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر:
فمنهم من يعزم بلا تردُّدٍ، ويمضي من غير التفات، فلو توقَّف بهم ركب الطبع لضجُّوا، كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة.
ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحيانًا، ويدعوهم ما تقدَّم من المواعظ إلى العمل أحيانًا، فهم كالسنبلة تميلها الرياح.
وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه، كماءٍ دحرجته على صفوان»(28).
«ولكنْ ساعة وساعة» أمَّا أن يصبح الترويح للنفس طابع الحياة في الغدو والآصال، والخلوة والجلوة، وهَمًّا أساسيًا من هموم المجتمعات في الحياة، فهو خروج به عن مقصده وطبيعته، واتجاه بالحياة إلى العبث والضياع، والإنسان الجاد عليه أن يجعل من اللهو والترويح له ولمن يعوله وقتًا ما، ويجعل للعمل والجد أوقاتًا لا العكس، لا سيما ونحن نعيش في عصر استهوت معظم النفوس فيه كل جديد وطريف، حتى صارت أكثر انجذابًا إلى احتضان واعتناق ما هو وافد عليها في ميدان اللهو والمرح.
وختامًا:
أولًا: دعوة إلى كل مسلم، أن يحرص على أن يكثر من حضور مجالس العلم والذكر والعبادة؛ لما فيها من تقوية الإيمان وزيادته.
ثانيًا: إن الإنسان لا يمكن أن يبقى على مستوًى واحد؛ بل لا بد أن يشعر أحيانًا بارتفاع، وأحيانًا بشيء من الهبوط، ساعة وساعة، أما الحال التي يطمح إليها حنظلة رضي الله عنه فهي إنما تجدر وتليق بالملائكة؛ ولذلك نبهه صلى الله عليه وسلم إلى أنه لو كنتم على هذه الحال في كل أوقاتكم، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وطرقكم، والإنسان لم يخلق ليكون ملكًا، وإنما خلق ليكون إنسانًا، ولذلك يقول الله عز وجل في كتابه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [النازعات:40-41].
فالله عز وجل يعلم بحكمته وعلمه، وهو الذي خلقنا، أن الإنسان يشتجر في نفسه الهوى، وتتحرك في نفسه الشهوة، ولكن ليس المطلوب ألا يوجد الهوى أبدًا، إنما أن ينهى الإنسان نفسه عن الهوى، وهذا هو المستوى الإيماني الذي ينبغي للإنسان أن يجاهد في الوصول إليه.
ثالثًا: أن يتحرّى الواعظ لوعظه الزمان والمكان المناسبين؛ فإنه كما قيل: لكل مقام مقال؛ فالمساجد وحِلَق الذكر والتعليم، واللقاءات الأخوية والأسرية أجدها مناسبة لشيء من التذكير والتنبيه من غفلات القلوب وانشغالها بالدنيا، حتى تتحول هذه المجالس إلى شحنات إيمانية، يعود المؤمن منها بعطاء أوفر، وبقاء على علو الإيمان أكثر؛ فالنفس بطبيعتها وما يحوم حولها من دواعي الشهوات تميل إلى الفتور والدَّعَة، فتحتاج إلى مثل هذه الجرعات، التي تتخلل جدول المرء الوظيفي أو الاجتماعي أو العلمي.
رابعًا: للعبد حالتان؛ حالة يعالج فيها شئون الحياة من أمر نفسه وأهله وما إلى رعايته من مصالحه أو مصالح غيره، فيمارِس فيها الأسباب ويباشر فيها ما تقتضيه بشريته، وهو في هذه الحالة متعبد مأجور ما جرى فيها على حدود الله، وقصد بها امتثال شرعه.
وحالة ينفرد فيها لربه، ويخلص من هم ذلك كله قلبه، ويتوجه بكليته إلى خالقه، بالفكر والاعتبار ودوام المراقبة والإقبال.
وهذه الحالة الثانية هي أشرف وأفضل حالتيه، وهي أساس الاستقامة في الحالة الأولى وأصل الكمال في غيرها(29).
خامسًا: أن بقاء قلب المؤمن على الدرجة الرفيعة من الإيمان، التي يجدها في أعظم العبادات قدرًا، وأكثرها تأثيرًا؛ كالصلاة، والحج، والصيام، وتلاوة القرآن، وقيام الليل، أمر متعذر؛ لشدة انشغال القلب بأعمال الدنيا، وملذاتها، وما يعتريه فيها من أفراح وأتراح، وليس هذا من الرياء أو النفاق في شيء، وقد وجد هذا أفضل القرون من صحابة النبي.
سادسًا: معنى (ساعة وساعة)؛ أي: يتقلب في الأوقات بين منازل اليقين، فتارة في علم اليقين ليتابع حياته في البيع والشراء والسراء والضراء، وتارة في عين اليقين ينظر إلي ملكوت السماوات، ويعتبر بما فيها من حكم وآيات، وليس كما يفسرها الجاهلون فيقولون: "ساعة لقلبك وساعة لربك"، ويقصدون ساعة للعصيان وساعة للطاعة والإيمان، وهذا باطل؛ لأن اليقين يرفع مقام المؤمنين، فمن ثمرات اليقين أن القلب إذا استيقن ما أخبر الله به من كرامة لأوليائه ومهانة لأعدائه، بحيث كأنه ينظر إلي ذلك من وراء حجاب، ويعلم أنه إذا زال هذا الحجاب رأى ذلك يقينًا عيانًا، عند ذلك زالت عنه الوحشة التي يجدها المتخلفون؛ ولأن له ما استوعره المترفون.
***
_____________
(1) أخرجه مسلم (2750).
(2) سلسلة الإيمان والكفر، للمقدم (22/ 15).
(3) المفهم (7/ 67).
(4) الوابل الصيب، ص111.
(5) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 164).
(6) المصدر السابق.
(7) المصدر السابق (6/ 170).
(8) فتح الباري، لابن رجب (1/ 111).
(9) الصاحب والخليفة (3/ 11).
(10) أخرجه البخاري (39).
(11) أخرجه البخاري (6099).
(12) أخرجه البخاري (1099).
(13) فتح الباري (3/ 38).
(14) فيض القدير (4/ 40).
(15) أخرجه البخاري (1130).
(16) أخرجه النسائي (3940).
(17) شرح صحيح مسلم، لأبي الأشبال (40/ 6).
(18) السنن الكبرى، للبيهقي (6123).
(19) عون المعبود (3/ 485).
(20) أخرجه البخاري (1960)، وأخرجه مسلم (1136).
(21) أخرجه أحمد (24855).
(22) الأدب المفرد (266).
(23) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (362) .
(24) أخرجه مسلم (2428).
(25) أخرجه البخاري (1798).
(26) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1303).
(27) شرح صحيح مسلم، لأبي الأشبال (40/ 6).
(28) صيد الخاطر، ص23.
(29) آثار ابن باديس (1/ 138).